الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

أسئلة الشواذ والراقصات في موسم الانتخابات!

ظهرت علامات الدهشة على وجه الإعلامية، واكتفتْ بقول: "خلَّصنا يعني كل الحقوق، ما بقاش غير حقوق الشواذ؟!"

أسئلة الشواذ والراقصات في موسم الانتخابات!
عبد المنعم الشحات
الخميس ٢٣ أكتوبر ٢٠١٤ - ٢٢:٥٤ م
2505

أسئلة الشواذ والراقصات في موسم الانتخابات!

كتبه/ عبد المنعم الشحات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد طالعتُ مقطع فيديو لأحد مقدمي برامج "التوك شو" الشهيرين يَسأل فيه زميلته في ذات البرنامج عن رأيها في حقوق الشواذ، وعما إذا كانت مع هذه الحقوق أو ضدها؟!

مِن جانبها، ظهرت علامات الدهشة على وجه الإعلامية، واكتفتْ بقول: "خلَّصنا يعني كل الحقوق، ما بقاش غير حقوق الشواذ؟!".

فشعرتُ مِن هذا السؤال أنه نوع مِن الإحماء لتوجيه الأسئلة المعتادة لممثلي الأحزاب التي تقوم برامجها على تفعيل المادة الثانية من الدستور، وهي الأحزاب التي لم يعد متواجدًا منها في ساحة العمل السياسي سوى "حزب النور" تقريبًا.

وهذه "الأسئلة المفخخة" الغرض منها إحراج الضيف؛ فإن داهن خسر الدنيا والآخرة -والعياذ بالله-، وإن سكت؛ قيل: تهرب، وإن تكلم بالحق اُعترض عليه بأن هذا يخالف حقوق الإنسان، ويخالف الدستور المصري الذي نصَّ على هذه الحقوق!

وإن قال: إن الشريعة الإسلامية هي المرجعية العليا للمسلم بحيث تخضع جميع المرجعيات لها لا العكس، وإنها كذلك في الدستور المصري حيث المادة الثانية مادة حاكمة كما تكرر هذا في مضابط مناقشات دستور 2012 و2014م، وعلى لسان أعضاء كُثر منهم "الأنبا بولا" ممثل الكنيسة؛ تنتهي المناقشة بما قالته هذه الإعلامية: "يعني خلصنا كل المشاكل، ولم يبقَ إلا البكيني والشواذ والراقصات، ونترك أزمات الطاقة والدعم، والمرور، والنظافة وتدني مستوى الخدمات، وعلى رأسها: الصحة والتعليم".

وهذا مع فارق جوهري: وهو أن زميلها سألها وردَّتْ هي باللوم عليه، وهذا هو الطبيعي، ولكن الذي يحدث في حوارات الإعلاميين مع الإسلاميين أن الإعلامي يُصِر على السؤال، ويطلب الضيف مِن الإعداد عدم الدوران في فلك أسئلة مستهلكة؛ فيقسِم بأغلظ الأيمان على أن هذا لن يحدث، ثم يفاجأ الضيف على الهواء بأن الإعلامي مصر على توجيه ذات الأسئلة بدعوى أن هذه هي أسئلة الجمهور، ثم في نهاية المطاف يأتيك اللوم ممن سأل وأصر على السؤال، وأطال النفـَس في سماع الجواب، وسمح بعدة مداخلات في ذات الموضوع!

فهل نأمل أن يَقنع الإعلاميون بجواب زميلتهم؛ فلا يسألوا ضيوفهم "لا سيما من الإسلاميين" هذه الأسئلة؟! وهل نستأذنهم إذا أصروا على السؤال في هذه الموضوعات -لا سيما مع تكرارها- أن نكون نحن مَن يقول لهم: "يعني خلاص، خلصتم كل المشاكل ولم تبقَ في مصر إلا هذه المشاكل؟!" أرجو ذلك.

ونزيدهم من الشعر بيتًا، ونتناول سلوك "الإعلاميين" أنفسهم مع ذات هذه الملفات "ولكن في غير موسم الانتخابات": فقد ظهرت عدة أفلام تدور قصتها حول مطرب شعبي وراقصة، وقصة الفيلم هي عدة أفراح ينتقلون بينها، فقام عدد كبير من الإعلاميين باستهجان هذه السينما الرخيصة التي تخاطب الغرائز.

- قام أحد النوادي الاجتماعية بمنح إحدى الراقصات لقب "الأم المثالية" فقام بعض الإعلاميين بحملة ضد ذلك حتى اعتذر ذلك النادي.

- وجَّه عدد كبير من الإعلاميين نقدًا لاذعًا لدراما رمضان المعروضة في معظم القنوات؛ لِما فيها من إسفاف، بل إن بعض الفنانين قد وجه ذات النقد لهذه الدراما.

- عندما عُرض في السينما فيلم بالغ في الإسفاف، وفي إثارة الغرائز استنكره كثير مِن الإعلاميين، وقامت الحكومة بسحب ترخيصه.

- عندما عُرض مقطع فيديو لحفل زواج شواذ؛ شنَّ بعض الإعلاميين حملة على هذا الفيديو حتى تم القبض على أصحابه وهم أمام القضاء الآن.

والشاهد من هذا كله: أن المنكرات "لا سيما تلك التي تبلغ هذه الدرجة" -والتي يحلو للبعض ألا يسأل إلا عنها!- مستنكرة شرعًا وعُرفًا وقانونًا، وأن كل الوقائع التي سردناها تدل على هذا.

وأما المخالفات التي عمت بها البلوى وحدث قبول لها في المجتمع؛ فلا يمكن أن نعتبر أنها صارت مباحة، وإلا لأصبح هذا تلاعبًا بالشرع، ولكنها في حاجة إلى صبر ورفق، وطول نفس في النصيحة؛ فإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وليس أدل على ذلك مِن الحديث المكرر للدكتور "جابر عصفور" عن الجامعة التي دخلها في عام 61؛ فلم يكن فيها إلا طالبتان محجبتان: إحداهما مصرية، والأخرى إندونيسية!

ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة صار الحجاب الآن على الوجه الذي ترونه، والذي يمكن أن يزداد -بفضل الله- ما استمر الناصحون به برفق ولين، وحجة وحسن بيان.

والله المستعان.

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي