الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

أثر داعش على جهاد أهل السنة

مما حدا بالجميع أن يقول قولة الحق فيهم، وأنهم على منهاج الخوارج سائرون، وليس على منهاج النبوة كما يدعون

أثر داعش على جهاد أهل السنة
رمضان النجدي
الأحد ٢١ ديسمبر ٢٠١٤ - ١١:٤٣ ص
1744

أثر داعش على جهاد أهل السنة

كتبه/ رمضان النجدي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

"إن الناظر إلى خريطة المساحات التي يهيمن عليها تنظيم داعش في سورية، سيجد أن جميعها مساحات مُنتزعة من الفصائل الثورية، لا من النظام السوري. وفي المقابل، نجد أن النظام السوري تجنب، عمداً، خلال هذا العام، الدخول في أي مواجهات تُذكر، أو قصف المواقع والمدن التي يسيطر عليها تنظيم داعش (يمكن المقارنة مثلاً بين قصفه حلب والرقة)، بل كان النظام يتعمّد، كما في شواهد كثيرة، مقاتلة وقصف أي فصائل ثورية تدخل في مواجهات ومعارك مع تنظيم الدولة الإسلامية، وكأنه يخوض معه المعركة نفسها.

أيضاً، رأينا مقدار صرامة تنظيم داعش في هدم كل المراقد والمزارات والأضرحة، حتى تلك التي تُنسب إلى الأنبياء والصحابة، باعتبارها مظاهر شركيّة.. لكن، حين تعلق الأمر بضريح جد العثمانيين "سليمان باشا" الموجود داخل سورية، وفي المناطق الخاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية، فلم يكتفِ التنظيم بالامتناع عن هدمه، بل سهّل دخول القوات التركية للضريح وحماها! وحتى الآن، تقوم قوات داعش بحمايته، ولم تتعرض له بالهدم.

أيضاً، فيما يخص علاقة تنظيم الدولة الإسلامية بالفصائل المسلحة في سورية، ففي وقت تخوض فيه داعش معارك شرسة، لا تخلو من نزعات انتقامية، وإعدامات ميدانية، وقطع رؤوس أسرى، وخطاب تكفيري حاد مع فصائل جهادية، مثل جبهة النصرة وأحرار الشام وسواهما، فإن التنظيم، في المقابل، قَبِل بمبايعة فصائل مسلحة وولائها، هم أقرب لقطاع طرق وجباة أموال ومليشيات ارتزاق، وكثيرٌ من هذه الفصائل بايعت تنظيم الدولة الإسلامية، لدوافع مادية، أو للاحتماء بها من العقاب الذي فرضته عليها الهيئات الشرعية (كما تكرر ذلك مراراً في ريفي حلب ودير الزور وسواهما).

أيضاً، يمكن أن نذكر قدرة تنظيم الدولة الإسلامية على معرفة المناطق التي تُمثل خطوطاً حمراء لدول مؤثرة وعدم اقتحامها (كما في أربيل التي تُمثل خطاً أحمر أميركياً، وبغداد ومناطق الكثافة الشيعية في العراق التي تُمثل خطاً أحمر إيرانياً)، فضلاً عن عدم فتح هذا التنظيم جبهات مع قوات النظام السوري، سوى باستثناءات محدودة، على الرغم من الحدود الواسعة بينهما. لذلك، تجد أن كل المدن التي تخضع، الآن، لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في سورية، هي مدن مُنتزعة من الفصائل الثورية، ولم تنتزع داعش أي مدينة من النظام السوري، لأنها في الأصل لا تخوض معاركا معه".

1- لعل هذه الاستعارة من أحد الكتاب المهتمين بشأن الشام تكفي في توصيف ما يفعله هذا التنظيم على أرض الشام، فيما بات تنظيم القاعدة معتدلا يقبل الحوار إذا ما قورن بأفعال هؤلاء!

وإن كنا نقول لهؤلاء القادة: أنتم من أخرجتم هؤلاء! وأنتم من سقيتموهم وأرضعتموهم أصول هذه ا?فكار ولا زلتم، حتى إذا خرجوا عليكم وعاملوكم كما تعاملون غيركم بتخوينهم وتفسيقهم وتبديعهم وتكفيرهم أنكرتم عليهم؟

2- والعجب كل العجب حينما تجد من يقول لك: كيف تقولون عليهم أنهم على طريق الخوارج وهم يتبرؤون من فكر الخوارج، ويقولون نحن لا نكفر مرتكب الكبيرة؟ وعجبا والله، أنتم - نعم - لا تكفرون مرتكب الكبيرة، لكنكم تكفرون من لم يرتكبها! يا قومنا أولئكم القوم يكفرون جميع الجماعات و الأحزاب الإسلامية التي تشارك في العملية السياسية ردة عينية! يكفرون العلماء والقيادات التي تخالفهم وتنكر عليهم ردة عينية، يكفرون جميع الجيوش وأنظمة وحكام الدول العربية والإسلامية ردة عينية، يكفرون المجاهدين في الشام كالجبهة الإسلامية ويتهمونهم بالردة والصحوات والعمالة وغيرها، (وكل هذا موثق، وراجع رسالة متحدثهم العدناني بعنوان: "عذرا أمير القاعدة") وبعد تكفير هذه الملايين من المسلمين يقولون عن أنفسهم لسنا خوارج ولا نكفر مرتكب الكبيرة!!!

3- ومن أعجب أفعالهم وأقبحها قضية النحر والذبح بهذه الطريقة البشعة بسكين قصيرة، وفرحهم وتلذذهم بهذا كأنك أمام ذئاب بشرية متعطشة لسفك الدماء، والعجب أن يستدلوا على ذلك بأثر "لقد جئتكم بالذبح" وكأنهم لا يعرفون من الدين إلا هذا! أليس من قال هذا الأثر لم يعثر له على تطبيق ولو لمرة واحدة بفهمهم؟؟ لماذا لا نجد في سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – ذبحا لأحد كافرا كان أو مسلما؟

والله لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم مع الكفار، فما بال هؤلاء المجرمون يفعلونها مع المسلمين والمجاهدين؟!

ومن جهلهم أنهم يظنون أن هذا هو مفهوم "نصرت بالرعب".. رغم أن هذا أمر لله ليس ?حد فيه شيء، فالله سبحانه هو الذي يقذف في قلوب الأعداء رعبا بطاعتنا والتزام شرعنا وسنة نبينا، وليس بأفعال لم يفعلها نبينا ولا صحابته ولا تابعيه ولم يفعلها إلا بعض الظلمة في صراعاتهم السياسية كالحجاج وغيرهم، وهي معدودة عند سلف الأمة من أسوء ما صنع هؤلاء الظلمة، ولا أدرى والله أين هذا الرعب في جبهات لم يستطع هؤلاء أن يفعلوا فيها شيئا، كجبهة الأكراد والشيعة في بغداد والنصيرية في الشام؟

4- لقد صاروا وبالا على أهل السنة وجهادهم في الشام خاصة - وإن كان حالهم وتصرفاتهم في العراق مختلفة بعض الشيء تكتيكيا وسيفعلونها لاحقا.

مما حدا بالجميع أن يقول قولة الحق فيهم، وأنهم على منهاج الخوارج سائرون، وليس على منهاج النبوة كما يدعون، بل إنهم أوجبوا قتال الدواعش.. ودونك بيانات علماء الأمة من أقصاها إلى أقصاها تنبئك عن ذلك.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com