مصطفى صبري .. ومعان مختلطة
كتبه/ وائل سرحان
الحمد لله، والصلاة
والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، قال: ((لا يَشْكُرُ اللهَ مَن لا
يَشْكُرُ النَّاسَ)) ، وعملًا بهذا الحديث الشريف تتقدم أسرة موقع أنا
السلفي بخالص الشكر والتقدير ، وغاية
العرفان والامتنان لأخينا الدكتور أحمد رشوان والفريق الطبي المعاون على المجهود
الذي نعجز عن شكره ، بل نعجز عن حكايته ووصفه .
كما نتقدم بخالص
الامتنان والعرفان للجميل وأسمى معاني الشكر والتقدير لإخواننا في الفيوم على
مجهودكم المشكور بإذن الله في رعاية أخينا مصطفى والمرافقين له وزواره .
ولقد جسد الجميع
معاني الأخوة الإيمانية الصادقة ، وذكرونا بما كان في عهد الصحب الكرام والسلف
الصالحين من معاني الأخوة الإيمانية ، والسعي في مصلحة المسلمين وبذل النفس لإخوانهم
.
جزى الله الجميع خير
الجزاء ونسأل الله تعالى أن يتقبل منهم جهدهم وأن يجعله في ميزان حسناتهم ، وأن
يرزقنا وإياهم الإخلاص في القول والعمل ، وأن يفرج عنا وعنهم كربات الدنيا والآخرة
.
ولقد ضرب لنا أخونا
مصطفى – نسأل الله تعالى أن يشفيه شفاء لا يغادر سقمًا- مثالًا رائعًا في البذل
والجهد والتفاني في الدعوة إلى الله ، فلم يكلَّف بعمل من أعمال الموقع إلا سارع
إليه مبتسمًا متعجلًا غير متوان ، لم نر منه يومًا تبرمًا من عمل أو تأففًا من
توجيه أو تعليم ، بل إن أهم ما تميز به مصطفى بيننا – نسأل الله أن يلبسه ثوب العافية
– ضحكة صافية ، وبسمة عذبة لا تفارقانه في جميع أعماله وأحواله ، وكلمة مصطفى
الملازمة له دومًا (كلفني وأنا أنفذ) ، (علمني) ، ولقد كان يقدم مصلحة العمل في
الموقع (متطوعًا) على مصلحة عمله الخاص ومصلحته الشخصية ، إننا نلجأ إلى مصطفى في
الأعمال والتغطيات التي تتطلب رجولة وقوة وحماسة في الأداء ، وإن مصطفى يمثل لنا
الغوث في المهمات الصعبة ، عندما نعجز عن تكليف غيره بكثير من الأعمال ، وإن غياب
مصطفى عن عمله بالموقع الآن – أسأل الله برحمته وكرمه أن يعجل بعودته إلينا -
ليمثل ثلمة لا يجبرها غيره ، ويؤثر سلبًا على أعمال الموقع ، إنه جندي متفان بحق .
ومن أراد أن يعلم
جهده الرائع في آخر أعماله في الموقع قبل الحادث الأليم ، فليسأل فضيلة الشيخ ياسر
برهامي أو يسأل أخانا محمد السيد ، ويكفيني هنا للدلالة على ذلك المجهود في تغطية
فاعليات الصلح كلمة أخينا محمد السيد فقد قال لي : "لم يكن يهدأ في التصوير
وتغطية الفاعليات ، لقد كان الأسد ذهابًا وإيابًا ونشاطًا" .. لقد كان يغطي
الفاعليات وحده بدون معوان ..أسأل الله أن يخفف عنه وأن يشفيه بما بذل في سبيل
الله .
وإن أردت أن تسأل
فسلني ولا تسل غيري ، ولا ينبئك مثل خبير ، فسأقص عليك مثالًا بآخر أعماله معي ،
فلقد اتصلت به لتغطية الرحلة العلمية للشيخ ياسر يوم الخميس على أن يتركه مساء
الجمعة ويعود ، فقال لي ولم لا أذهب معه أسيوط ونغطي فاعليات الصلح ، أليس شيئًا
مهمًا وتوثيقًا لمجهودات الدعوة ؟ قلت له بلى لكنه مجهود عليك ، وأنت تستعد للسفر
، فقال "يسيرة يا عم الشيخ" ، وكانت هذه الكلمة من كلماته اللازمات معي ومعنا.
وأخّر عمله الدنيوي
وسارع على الفور في تجهيز أدوات التصوير ، وكان حريصًا أن يأخذ كل ما تحتاجه عملية
التغطية مهما كان ذلك عبئًا عليه ، وعبثًا حاولت أن أوصله بالأدوات – رغم ثقلها -
أو يوصله غيرى ، فلقد أصر على حملها وحده .
ولقد كان يرسل لنا
الفاعليات لحظة بلحظة ، فما أن ينتهي من التصوير ، حتى يبدأ في رفع الصور ،
والمونتاج ، وهو يركب السيارة ، لقد كان يعمل في الوقت الذي كان ينبغي أن يستريح
فيه .
فمن مدينة كوم حمادة
رفع صور اللقاء ، ومن مدينة إيتاي البارود رفع الفاعليات ، وهو يستقل السيارة
أثناء عودته من أسيوط ، كان معه اللاب توب يرفع لنا الصور ويكتب التقرير ويسأل عن
ظهورها على الموقع ، حتى نمت أنا على فراشي الدافئ ، وظل هو يعمل في قسوة السفر
وبرد الطريق ، اللهم اجز مصطفى خيرا وعجل بشفائه .
ولقد بذل مصطفى من
ذات يده ، ففضلًا عن تطوعه بالعمل وتضحيته بعمله الشخصي الذي يتكسب منه ؛ كان ينقل
أدوات الموقع هنا وهناك – مع كثرة تنقلها - على نفقته الشخصية ، فاللهم بقدرك
ورحمتك اشفه من كل ما يؤذيه .
إننا نذكر ذلك ليس
من قبيل الثناء على أخ مصاب ، بل نذكره ليعلم إخواننا جهده المبذول في الدعوة إلى
الله ، فلا يضره كونه مغمورًا ، فلنجتهد في الدعاء لمصطفى ، فالدعاء هو دواؤنا
الشافي بإذن الله الآن ، وهو سلاح المؤمن في كل آن .
وفي ختام هذا الموجز
الذي لا يفي بغرض ؛ أطمئن إخواننا الأفاضل على حالة أخينا مصطفى فالحالة اليوم
أكثر استقرارًا بفضل الله وحده ، وإن كان لا يزال في غيبوبته فاقدًا للوعي ، لكن
درجة وعيه تتحسن إن شاء الله برحمته وقدرته وودّه ومنّه وكرمه وإحسانه ، جل جلاله
وتباركت أسماؤه .
كما نطلب – باسم
الأخوة الإيمانية وباسم موقعكم المبارك - من إخواننا جميعًا ألا ينسوا أخانا مصطفى
صبري من صالح دعائهم وأن يتحروا أوقات إجابة الدعوات .
نسأل الله تعالى أن
يرده إلينا وإلى أهله وذويه سالمًا معافى في دينه ونفسه وبدنه ، إنه ولي ذلك
والقادر عليه ... والحمد لله ظاهرًا وباطنًا .
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com