الخميس، ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٨ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

مصطفى صبري .. ومعان مختلطة

وفي ختام هذا الموجز الذي لا يفي بغرض ؛ أطمئن إخواننا الأفاضل على حالة أخينا مصطفى فالحالة اليوم

مصطفى صبري .. ومعان مختلطة
الأربعاء ٠٨ أبريل ٢٠١٥ - ١١:٤٣ ص
2035

مصطفى صبري .. ومعان مختلطة

كتبه/ وائل سرحان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: ((لا يَشْكُرُ اللهَ مَن لا يَشْكُرُ النَّاسَ)) ، وعملًا بهذا الحديث الشريف تتقدم أسرة موقع أنا السلفي بخالص الشكر والتقدير  ، وغاية العرفان والامتنان لأخينا الدكتور أحمد رشوان والفريق الطبي المعاون على المجهود الذي نعجز عن شكره ، بل نعجز عن حكايته ووصفه .

كما نتقدم بخالص الامتنان والعرفان للجميل وأسمى معاني الشكر والتقدير لإخواننا في الفيوم على مجهودكم المشكور بإذن الله في رعاية أخينا مصطفى والمرافقين له وزواره .

ولقد جسد الجميع معاني الأخوة الإيمانية الصادقة ، وذكرونا بما كان في عهد الصحب الكرام والسلف الصالحين من معاني الأخوة الإيمانية ، والسعي في مصلحة المسلمين وبذل النفس لإخوانهم .

جزى الله الجميع خير الجزاء ونسأل الله تعالى أن يتقبل منهم جهدهم وأن يجعله في ميزان حسناتهم ، وأن يرزقنا وإياهم الإخلاص في القول والعمل ، وأن يفرج عنا وعنهم كربات الدنيا والآخرة .

ولقد ضرب لنا أخونا مصطفى – نسأل الله تعالى أن يشفيه شفاء لا يغادر سقمًا- مثالًا رائعًا في البذل والجهد والتفاني في الدعوة إلى الله ، فلم يكلَّف بعمل من أعمال الموقع إلا سارع إليه مبتسمًا متعجلًا غير متوان ، لم نر منه يومًا تبرمًا من عمل أو تأففًا من توجيه أو تعليم ، بل إن أهم ما تميز به مصطفى بيننا – نسأل الله أن يلبسه ثوب العافية – ضحكة صافية ، وبسمة عذبة لا تفارقانه في جميع أعماله وأحواله ، وكلمة مصطفى الملازمة له دومًا (كلفني وأنا أنفذ) ، (علمني) ، ولقد كان يقدم مصلحة العمل في الموقع (متطوعًا) على مصلحة عمله الخاص ومصلحته الشخصية ، إننا نلجأ إلى مصطفى في الأعمال والتغطيات التي تتطلب رجولة وقوة وحماسة في الأداء ، وإن مصطفى يمثل لنا الغوث في المهمات الصعبة ، عندما نعجز عن تكليف غيره بكثير من الأعمال ، وإن غياب مصطفى عن عمله بالموقع الآن – أسأل الله برحمته وكرمه أن يعجل بعودته إلينا - ليمثل ثلمة لا يجبرها غيره ، ويؤثر سلبًا على أعمال الموقع ، إنه جندي متفان بحق .

ومن أراد أن يعلم جهده الرائع في آخر أعماله في الموقع قبل الحادث الأليم ، فليسأل فضيلة الشيخ ياسر برهامي أو يسأل أخانا محمد السيد ، ويكفيني هنا للدلالة على ذلك المجهود في تغطية فاعليات الصلح كلمة أخينا محمد السيد فقد قال لي : "لم يكن يهدأ في التصوير وتغطية الفاعليات ، لقد كان الأسد ذهابًا وإيابًا ونشاطًا" .. لقد كان يغطي الفاعليات وحده بدون معوان ..أسأل الله أن يخفف عنه وأن يشفيه بما بذل في سبيل الله .

وإن أردت أن تسأل فسلني ولا تسل غيري ، ولا ينبئك مثل خبير ، فسأقص عليك مثالًا بآخر أعماله معي ، فلقد اتصلت به لتغطية الرحلة العلمية للشيخ ياسر يوم الخميس على أن يتركه مساء الجمعة ويعود ، فقال لي ولم لا أذهب معه أسيوط ونغطي فاعليات الصلح ، أليس شيئًا مهمًا وتوثيقًا لمجهودات الدعوة ؟ قلت له بلى لكنه مجهود عليك ، وأنت تستعد للسفر ، فقال "يسيرة يا عم الشيخ" ، وكانت هذه الكلمة من كلماته اللازمات  معي ومعنا.

وأخّر عمله الدنيوي وسارع على الفور في تجهيز أدوات التصوير ، وكان حريصًا أن يأخذ كل ما تحتاجه عملية التغطية مهما كان ذلك عبئًا عليه ، وعبثًا حاولت أن أوصله بالأدوات – رغم ثقلها - أو يوصله غيرى ، فلقد أصر على حملها وحده .

ولقد كان يرسل لنا الفاعليات لحظة بلحظة ، فما أن ينتهي من التصوير ، حتى يبدأ في رفع الصور ، والمونتاج ، وهو يركب السيارة ، لقد كان يعمل في الوقت الذي كان ينبغي أن يستريح فيه  .

فمن مدينة كوم حمادة رفع صور اللقاء ، ومن مدينة إيتاي البارود رفع الفاعليات ، وهو يستقل السيارة أثناء عودته من أسيوط ، كان معه اللاب توب يرفع لنا الصور ويكتب التقرير ويسأل عن ظهورها على الموقع ، حتى نمت أنا على فراشي الدافئ ، وظل هو يعمل في قسوة السفر وبرد الطريق ، اللهم اجز مصطفى خيرا وعجل بشفائه .

ولقد بذل مصطفى من ذات يده ، ففضلًا عن تطوعه بالعمل وتضحيته بعمله الشخصي الذي يتكسب منه ؛ كان ينقل أدوات الموقع هنا وهناك – مع كثرة تنقلها - على نفقته الشخصية ، فاللهم بقدرك ورحمتك اشفه من كل ما يؤذيه .

إننا نذكر ذلك ليس من قبيل الثناء على أخ مصاب ، بل نذكره ليعلم إخواننا جهده المبذول في الدعوة إلى الله ، فلا يضره كونه مغمورًا ، فلنجتهد في الدعاء لمصطفى ، فالدعاء هو دواؤنا الشافي بإذن الله الآن ، وهو سلاح المؤمن في كل آن .

وفي ختام هذا الموجز الذي لا يفي بغرض ؛ أطمئن إخواننا الأفاضل على حالة أخينا مصطفى فالحالة اليوم أكثر استقرارًا بفضل الله وحده ، وإن كان لا يزال في غيبوبته فاقدًا للوعي ، لكن درجة وعيه تتحسن إن شاء الله برحمته وقدرته وودّه ومنّه وكرمه وإحسانه ، جل جلاله وتباركت أسماؤه .

كما نطلب – باسم الأخوة الإيمانية وباسم موقعكم المبارك - من إخواننا جميعًا ألا ينسوا أخانا مصطفى صبري من صالح دعائهم وأن يتحروا أوقات إجابة الدعوات .

نسأل الله تعالى أن يرده إلينا وإلى أهله وذويه سالمًا معافى في دينه ونفسه وبدنه ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ... والحمد لله ظاهرًا وباطنًا .

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة