الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فكتب "مدحت بن الحسن آل فراج" تتضمن مذهب المعتزلة في عدم لزوم الحجة الرسالية، وأن ميثاق الفطرة -الذي عند المعتزلة العقل-، وكذا الميثاق الأول تقوم به الحجة على الناس دون بلوغ دعوة الرسل، وهذا ضلال مبين مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة.
وكذا مِن البدع: إنكار العذر بالجهل بالكلية، وإنما يَسوغ الخلاف في تحقيق المناط، أي في التوصيف على الواقع، فقد يرى بعض أهل العلم أن الدعوة قد انتشرت، وأن الحجة قد قامت على مُعيِّن أو معينين، وقد يرى بعضهم عدم ذلك؛ أما أن يقر شخص بأن فلانًا لم تبلغه الحجة ويكفـِّره مع كونه شهد الشهادتين وآمن الإيمان الإجمالي؛ فهذه بدعة مخالفة للأدلة القاطعة بوجوب قيام الحجة الرسالية، وهذا بلا نزاع بيْن السلف؛ وإنما النزاع عند المتأخرين ممن لم يحسن هذه المسألة، وبعضهم قد يكون مِن أهل الفضل، لكنه وقع في هذه البدعة، قال الله -تعالى-: (لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) (النساء:165)، وقال -تعالى-: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) (الأنعام:19)، وقال -تعالى-: (أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ) (المائدة:19).
ولا يغرنك تقديم بعض المشايخ لبعض الكتب؛ فهو ليس بحجة، وقد يقدِّم البعض للكِتاب، وهو لم ينتبه، بل لم يقرأ كل ما فيه، ولو كان يقول بما فيه لكان هو أيضًا قد وقع في المخالفة (راجع أدلة العذر بالجهل في كتاب: "فضل الغني الحميد"، و"مسائل الإيمان والكفر").
موقع أنا السلفي