الأربعاء، ٩ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٧ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

مِن أخلاق النصر في جيل الصحابة رضي الله عنهم صدقهم في إيمانهم وأقوالهم وأعمالهم

كانوا أصدق الناس أقوالًا وأعمالًا، ولم يؤثر عن صحابي واحد كذبة

مِن أخلاق النصر في جيل الصحابة رضي الله عنهم صدقهم في إيمانهم وأقوالهم وأعمالهم
أحمد فريد
الأحد ٠٧ يونيو ٢٠١٥ - ١١:٤٠ ص
1420

مِن أخلاق النصر في جيل الصحابة رضي الله عنهم صدقهم في إيمانهم وأقوالهم وأعمالهم

كتبه/ أحمد فريد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

كان الصحابة رضي الله عنهم أصدق الناس أقوالًا وأعمالًا، ولم يؤثر عن صحابي واحد كذبة؛ لأن الكذب كان قبيحًا عند العرب في الجاهلية وما ازداد بالإسلام إلا قبحًا؛ لما سأل هرقل أبا سفيان بن حرب عن النبي صلى الله عليه وسلم، وجعل أصحابه خلف ظهره حتى إذا كذب عليه يشيرون إلى هرقل، وكان أبو سفيان في هذا الوقت شديد العداوة للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: لولا أنني أخاف أن يؤثروا عني كذبًا لكذبت عليه. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا».

 

وقد وصف الله عز وجل المهاجرين بالصدق فقال عز وجل: {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (الحشر: 8).

 

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (التوبة: 119).

 

فكان الصدق علامة ظاهرة للصحابة رضي الله عنهم، ولذلك لا يخضعون لقواعد الجرح والتعديل؛ فهم أعدل مِن أئمة الجرح والتعديل، فإذا ثبت أن الراوي صحابي فهذا أعلى درجات التعديل، فهي أعلى من ثقة ثقة عند العلماء فكانوا أصدق الناس أقوالًا وكذلك هم أصدق الناس أحوالًا.

 

1- عن شداد بن الهاد رضي الله عنه أن رجلًا مِن الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه ثم قال: أهاجر معك، فأوصى به النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه، فلما كانت غَزْوَةٌ غَنِمَ النبي صلى الله عليه وسلم سبيًا، فقسم وقسم له، فأعطى أصحابه ما قسم، وكان يرعى ظهرهم، فلما جاء دفعوه إليه فقال: ما هذا؟! قال: قسمته لك. قال: ما على هذا اتبعتك، ولكن اتبعتك على أن أرمى هاهنا -وأشار إلى حلقه- بسهم فأموت فأدخل الجنة.

فقال: «إن تصدق الله يصدقك»، فلبثوا قليلًا ثم نهضوا في قتال العدو، فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم يُحْمَل قد أصابه السهم حيث أشار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أهو هو؟» قالوا: نعم، قال: «صدق الله فصدقه».

ثم كفنه النبي صلى الله عليه وسلم في جبة النبي صلى الله عليه وسلم ثم قدمه فصلى عليه، فكان فيما ظهر من صلاته «اللهم هذا عبدك خرج مهاجرًا فقتل شهيدًا، أنا شهيد على ذلك».

 

2- أنس بن النضر رضي الله عنه وغزوة أحد:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال: يارسول الله؛ غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع، فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون. قال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء –يعني أصحابه- وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء –يعني المشركين-، ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال: ياسعد بن معاذ؛ الجنة ورب النضر، إني أجد ريحها من دون أحد. قال سعد: فما استطعت يارسول الله ما صنع. قال أنس: فوجدنا به بضعًا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل وقد مثَّل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه.

قال أنس: كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أمثاله: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ....} (الأحزاب: 23).

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة