الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

الاخوان بين ذهبية البنا وذهبية ميكافيللى

الاخوان بين ذهبية البنا وذهبية ميكافيللى
أحمد الشحات
الأربعاء ٠٩ ديسمبر ٢٠١٥ - ١٣:١٩ م
1285

الاخوان بين ذهبية البنا وذهبية ميكافيللى

كتبه/ أحمد الشحات

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :-

على الرغم أن واضع قاعدة المنارهوالشيخ/ محمد رشيد رضا- رحمه الله - فى مجلته الشهيرة المنار الا انك لاتجد احدا من الاخوان يعزو القاعدة الى قائلها الحقيقى وانما ينسبونها الى الاستاذ/ البنا مباشرة دون اعتبار لفضل علم او سبق دعوة او حتى براءة اختراع0

لكن لعل الله أراد ان يرحم رشيد رضا من اثام هذه القاعدة التى تاب منها بالفعل ورجع عنها وندم على قولها لكن الذي تلقفها ورفع لواءها ونشرها بين الناس بعد ذلك هو ا/ البنا غفر الله لنا وله.

ولكن ماسر اهتمام البنا بهذه القاعدة بالدرجة التي جعلها الركن الركين الذي قامت عليه دعوته؟

لقد وجد ا/ حسن البنا في قاعدة المنار طوق النجاة الذى انقذه من التخبط الشديد الذي كان يعاني منه بسبب تعدد وتضارب مصادر التلقى التى مرت عليه في مراحل تكوينه الأولى- فقد نشأ رحمه الله فى بيئة صوفية ثم تتلمذ على يد أستاذ السلفية في مصر الشيخ/ محب الدين الخطيب وعاصر رشيد رضا وهو في طوره العقلاني فتكون لديه خليط من مذاهب مختلفة لم يعطى لنفسه الوقت الكافى لكى يفض هذا الاشتباك الكبير بينهم ولم ينتظر حتى تنضج الفكرة بداخله النضج الواجب ولكنه للأسف انطلق في مجال الدعوة بهذا "الكوكتيل" العجيب وقد ساهم في اسكات هذا الداعي في عقله - قاعدة المنار - التى وصفها بالذهبية وصارت بعد ذلك دستور الجماعة وقاعدتها الأولى0

كانت هذه قصة قاعدة المنار مع الاستاذ البنا نفسه وقد مثلت بالفعل بوابة الشر التى فتحت ابواب البدع على مصراعيها ليدخل الي الجماعة الصوفي والشيعي بل والنصراني أيضا وبالطبع لن يعدم هؤلاء شيئا مشتركا يلتقون حوله حتى باعتبار كونهم ينتمون الى جنس البشر.

 لكن هل ياترى وقف الاخوان من بعد البنا عند هذا الحد؟

1-   الحاصل أن المشكلة تعمقت أكثر عندما اعتبروا هذه القاعدة هى عقد الولاء والبراء فمن وافق عليها يوالونه ومن رفضها رفعوا في وجهه شعار " لا سلمية لأعداء الذهبية " واذا أردت ان تعرف ماهى طريقة التعامل التى سيتعاملون بها مع المخالف فما عليك الا أن تقرأ باب البراء في كتب العقيدة فهو خير مثال لذلك .

2-   استخدم الاخوان قاعدة المنار في المجال الدعوي مع الجماعات الاسلامية لكن بعدما دخلوا عالم السياسيه تبنوا قاعدة اخرى صارت أكثر لمعانا عندهم من ذهبية البنا نفسه ألا وهى قاعدة ميكافيللى" الغاية تبرر الوسيلة " ومن ثم تتضاءلت قيمة ذهبية البنا جدا وأصبحت قليله القيمة بجوار هذا المبدأ الجديد والذي يستحل كل شئ مهما شذ فى سبيل الوصول الى الغاية التى يراها لذا فيمكننا أن نقول – بلا تردد – أن الاخوان الان ميكافيليين أكثر منهم بناويين!!

3-   بالاضافة الي ماسبق فان الاخوان يستخدمون قاعدة المنار بطريقة ميكافيلية أيضا فالملاحظ أن التطبيق العملي للقاعدة يتمدد وينكمش تبعا لقوة الاخوان علي الارض ففي المجتمعات التي يسيطرون عليها سيطرة كاملة تعلو عندهم نزعه الجماعة الأم والجنوح الي السيطرة و"التكويش" وتغيب دعوات السماحة والمصالحة تماما.

وختاما فاننا ننصح أنفسنا واخواننا بالقاعدة الذهبية النبوية التى قال فيها" وانه من يعش منكم بعدي فسيري اختلافا كبيرا فعليكم بسنتي وسنه الخلفاء الراشديين عضوا عليها بالنواجدذ واياكم ومحدثات الأمور ".

فهذا هو العاصم الوحيد من التخبط في الفتن والمرجع الأمين عند الاختلاف والحل الناجح من كل شر وتفرق فيا أهل السنة تمسكوا بسنتكم وبهدى نبيكم وطهروا معتقداتكم من كلام فلان وفتاوى علان فكل يأخذ من قوله ويرد الا النبي-صلى الله عليه وسلم.

تم نسخه بتاريخ 4/3/2013

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة