الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

بيان من "الدعوة السلفية" بشأن جمعة النَّفِير في المسجد الأقصى

"الدعوة السلفية" تطالب الدُّوَل الإسلامية باتخاذ كل صور الرد الحاسم على هذا العدوان الصهيوني

بيان من "الدعوة السلفية" بشأن جمعة النَّفِير في المسجد الأقصى
الدعوة السلفية
السبت ٢٢ يوليو ٢٠١٧ - ١٣:٣٠ م
2858

بيان من "الدعوة السلفية" بشأن جمعة النَّفِير في المسجد الأقصى

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد فَرَضَتْ قوات الاحتلال الصهيوني قيودًا أمنية على المُصَلِّين في المسجد الأقصى، وأَلزَمَتْهم بالمرور مِن بواباتها الإلكترونية، والجميع يعلم مِن تاريخ اليهود -القديم والحديث- أن هذه الإجراءات ما هي إلا خُطوة جديدة على طريق تثبيت احتلال الكيان الصهيوني للمسجد الأقصى؛ فهم قوم احترفوا الحِيَل على البشر، بل بَلَغ بهم إدمانها إلى حد ظَنِّهم أن حِيَلَهم تخيل على الله -عز وجل- كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تَرْتَكِبُوا مَا ارْتَكَبَتِ الْيَهُودُ، فَتَسْتَحِلُّوا مَحَارِمَ اللهِ بِأَدْنَى الْحِيَلِ) (أخرجه ابن بطة في جزء إبطال الحيل بسندٍ جيد كما قال ابن تيمية وابن كثير).

وهم قوم دَأَبوا على الخيانة والمَكْر، كما قال الله -تعالى-: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) (المائدة:78).

وهم قوم لا يوفون بعهدٍ ولا ميثاق، طالما سَنَحت لهم الفرصة بنقضه، كما قال الله -تعالى-: (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) (البقرة:100).

ولقد انتبه الفلسطينيون إلى تلك الحيلة؛ وصدرت النداءات بأن تُغلق كل المساجد، وأن يتوجه الجميع إلى الصلاة في المسجد الأقصى، فما كان مِن قوات الاحتلال إلا مواجهة جموع المُصَلِّين بالقوة "الغاشمة" التي نَتَج عنها سقوط ثلاثة مِن الضحايا -نسأل الله أن يتقبلهم عنده في الشهداء-؛ بالإضافة إلى مئات المُصَابين -نسأل الله أن يشفيهم ويعافيهم، ويجعل ذلك في موازين حسناتهم-.

إن المسجد الأقصى هو أُولى القبلتين، وثالث المساجد المُشَرَّفة التي لا تُشَدُّ الرِّحال إلا إليها، وهو قُطْب الرَّحى في الصراع مع الصهاينة منذ قيام الغرب بزرع دولتهم في قلب الأُمَّة العربية والإسلامية.

ولا يمكن أن نترك شأن الدفاع عنه إلى مجموعةٍ مِن المدنيين العزل في "القدس"؛ رغم بسالتهم ورغم تضحياتهم؛ فقد أَدّوا -وما زالوا يُؤَدُّون- ما عليهم، وبَقِيَ دور الدُّوَل الإسلامية قاطبة -شعوبًا وحكومات-.

وبالتالي فإن "الدعوة السلفية" تطالب الدُّوَل الإسلامية باتخاذ كل صور الرد الحاسم على هذا العدوان الصهيوني: مِن قطعٍ للعلاقات التجارية والدبلوماسية مع الكيان الصهيوني، وتوظيف جميع المنابر الإعلامية والقنوات الدبلوماسية لفضح جرائمه، وتقديم الشكاوى في جميع المحافل الدولية، وتعليق التعاون مع كل الدول المُؤَيِّدة والداعمة للكيان الصهيوني؛ حتى يقوموا بالضغط على حكومة الاحتلال لكي تَكُفَّ عن جرائمها التي تمثـِّل انتهاكًا لكل ما يتشدق الغرب بأنه يؤمن به ويُدَافِع عنه مِن حقوقٍ للإنسان وغيرها.

كما يجب الإسراع بتقديم المعونات للشعب الفلسطيني، واستقبال الجَرحى في المستشفيات في كل البلاد العربية والإسلامية.

إن ما يقوم به اليهود اليوم ليس مجرد جَسٍّ لنبض الشارع الفلسطيني، وإنما هو جَسٌّ لنبض "الأُمَّة" ككل؛ فإن وجدوا أن جسد الأُمَّة ما زال قادرًا على التفاعل مع قضاياها عادُوا أَدْراجَهم؛ وإلا استمروا في طُغيانهم، (لأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ) (الحشر:13).

وبالتالي فإن "الدعوة السلفية" تضع جميع قادة البلاد الإسلامية أمام ذلك التَحَدِّي العظيم، وتُحَذِّرُهم مِن أن أيّ تهاون قد يُغْرِي الكيان الصهيوني بالمُضِيِّ قُدُمًا في مخططاته الإجرامية.

نسأل الله أن يحفظ المسجد الأقصى، وأن يَرُدَّه إلى المسلمين رَدًّا جميلًا.

الدعوة السلفية - مصر

السبت 28 شوال 1438هـ

22 يوليو 2017م

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com