الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

المسجد الأقصى بيْن أوليائه وأعدائه

أمتنا -نصرها الله- تمرض، لكنها لا تموت! وسرعان ما تستفيق

المسجد الأقصى بيْن أوليائه وأعدائه
عصام حسنين
الجمعة ٢٥ أغسطس ٢٠١٧ - ١٧:٣٩ م
1201

المسجد الأقصى بيْن أوليائه وأعدائه

كتبه/ عصام حسنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد قال الله -تعالى- ممجدًا نفسه، ومعظمًا شأنه؛ لقدرته على ما لا يقدر عليه أحد سواه: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الإسراء:1).

ولو لم يوجد للمسجد الأقصى فضيلة إلا هذه الآية لكفاه؛ إذ جعله الله مسرى نبينا -صلى الله عليه وسلم-، وبارك حوله بركة حسية بأن أجرى حوله الأنهار وأنبت الثمار، وبركة معنوية بأن جعله بيت الأنبياء ومعدن الوحي.

وهو ثاني مسجد وُضع على الأرض لعبادة الله -سبحانه وتعالى- بعد المسجد الحرام، وبينهما أربعون سنة، كما جاء في حديث أبي ذر -رضي الله عنه-، والذي بناه نبي الله يعقوب -عليه السلام- كما رجحه ابن كثير وغيره، وجدد بناءه سليمان -عليه السلام-، ووسعه وجدده وبنى قبة الصخرة الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.

ولما جدد بناءه سليمان -عليه السلام- سأل الله -عز وجل- ثلاثًا؛ فأعطاه اثنتين، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا: حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ، وَمُلْكًا لَا يَنْبَغِي لَأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ... )، فسأل ربه بأن يحكم بحكم يوطئ حكمه فأعطاه ذلك، وسأله ملكًا لا ينبغي لأحدٍ مِن بعده فأعطاه، وسأله ثالثة: (أَلَّا يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ، إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ)، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (أَمَّا اثْنَتَانِ فَقَدْ أُعْطِيَهُمَا، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أُعْطِيَ الثَّالِثَةَ) (رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني).

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لما سئل: عَنِ الصَلَاةِ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ أَفْضَلُ؟ أَوِ الصَلَاةُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-؟ فَقَالَ: (صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا , أَفْضَلُ مِنْ أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ فِيهِ، وَلَنِعْمَ الْمُصَلَّى فِي أَرْضِ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ, وَلَيَأتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ, لَقَيْدُ سَوْطٍ, أَوْ قَالَ: قَوْسُ الرَّجُلِ حَيْثُ يَرَى مِنْهُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ خَيْرٌ لَهُ أَوْ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا) (رواه البيهقي، وصححه الألباني). فالصلاة في المسجد الأقصى تعدل (250) صلاة.

وهي أرض لا يطأها الدجال: كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَلَا يَقْرَبُ أَرْبَعَةَ مَسَاجِدَ: مَسْجِدَ الْحَرَامِ, وَمَسْجِدَ الْمَدِينَةِ, وَالْمَسْجِدَ الْأَقْصَى, وَمَسْجِدَ الطُّورِ) (رواه أحمد، وصححه الألباني).

وهي أرض المحشر والمنشر، وهي الأرض المباركة التي نجَّا الله إبراهيم ولوطا -عليهما السلام- إليها، وهي الأرض المقدسة التي كتبها الله لبني إسرائيل وأمر موسى -عليه السلام- أن يأخذ قومه إليها.

وجعله الله مسجدًا معظمًا يُقصد بالسفر والزيارة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هَذَا، وَمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى) (متفق عليه).

وببيت المقدس قبر إبراهيم -عليه السلام-، كما أكدَّه ابن تيمية -رحمه الله-.

هذا وغيره مِن الفضائل نذكِّر به أنفسنا وإخواننا المسلمين في كل مكان؛ ليعلموا أن المسجد الأقصى مِن مقدساتنا، لا يملك أحدٌ التفريط فيه أو ترك نصرته؛ ولأن أعداء الله -عز وجل- مِن اليهود وغيرهم يريدون نسيان المسلمين له؛ ليتسنى لهم تنفيذ مخططاتهم.

وهيهات هيهات!

فأمتنا -نصرها الله- تمرض، لكنها لا تموت! وسرعان ما تستفيق.

هذا ما بيَّنه لنا التاريخ كما سنرى -إن شاء الله-.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com