الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

مسارات علو الهمة لنعود كما كنا خير أمة (1)

منازل الإيمان (منزلة المحبة)

مسارات علو الهمة لنعود كما كنا خير أمة (1)
إبراهيم بركات
الأحد ٢٤ يونيو ٢٠١٨ - ١٩:٠٣ م
1140

مسارات علو الهمة لنعود كما كنا خير أمة (1)

منازل الإيمان (منزلة المحبة)

كتبه/ إبراهيم بركات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فمحبة الله -عز وجل- هي حياة القلوب وبهجة النفوس وقرة العيون، وهي التي تعين المخلصين على إرادة وجه الله -تبارك وتعالى-، وهي غاية أعمال المؤمنين الأبرار، والمقربين والصادقين، قال الله -عز وجل-: (مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) (المائدة:54).

وهي مِن أهم أسباب ذوق الإيمان، ومِن ثَمَّ الحياة عليه، وإدراك طعمه وحلاوته: قال الله -تعالى-: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا . أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا) (الإسراء:56-57).

وتلك الآيات تدلنا على مسار السير إلى الله -تعالى- بالخوف والرجاء والمحبة عند عباد الله الصالحين، كذلك عند النبيين والمقربين الذين يدعون إلى الله -عز وجل-.

وللحديث عن المحبة نتكلم عن:

(1) أسبابها                     (2) موجباتها                   (3) علاماتها

(4) شواهدها                   (5) ثمراتها                     (6) أحكامها

والمحبة تدور في اللغة على خمسة أشياء:

(1) الصفاء والبياض         (2) العلو والظهور            (3) اللزوم والثبات            (4) اللب             (5) الحفظ والإمساك

وهذه الخمسة مِن لوازم محبة الله -عز وجل-، فإنها صفاء المودة وهيجان إرادة القلب للمحبوب وعلوها وظهورها لتعلقها بالله -عز وجل-، وثبوتها ودوامها ولزومها لزومًا لا تفارقه، وإعطاء المحبوب لبه وأشرف ما عنده وهو قلبه، ثم اجتماع عزماته وإرادته وهمومه على محبوبه وقرة عينه رب العالمين.

آثار المحبة وشواهدها:

(1) الميل الدائم بالقلب والجوارح إلى الله -تعالى-.

(2) إيثار المحبوب "رب العالمين" على كل ما سواه.

(3) موافقة الله -عز وجل- في طاعته ومرضاته في الغيب والشهادة.

(4) استقلال الكثير مِن عطائك وطاعتك لربك محبوبك، واستكثار القليل مِن تمردك وعصيانك لله -عز وجل-.

(5) لا يبقى مِن نفس المحب لنفسه شيء، بل يهب كلها لله الذي يعيدها إليه أفضل ما تكون.

ومن أجمع ما قيل في المحبة، قول الجنيد -رحمه الله-: "عبد ذاهب عن نفسه، يتصل بذكر ربه، قائم بأداء حقوقه، ناظر إليه بقلبه، فإن تكلم فبالله، وإن نطق فعن الله، وإن تحرك فبأمر الله، وإن سكن فمع الله؛ فهو بالله ولله ومع الله".

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com