الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

بيان من الدعوة السلفية بشأن العمليات الإرهابية في الخليج

إيران تنشئ ميلشيات في كل بلدٍ تدخله تحت شعارات براقة

بيان من الدعوة السلفية بشأن العمليات الإرهابية في الخليج
الدعوة السلفية
الأربعاء ١٥ مايو ٢٠١٩ - ١٤:٣٤ م
1682

بيان من الدعوة السلفية بشأن العمليات الإرهابية في الخليج

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة حادث تخريبٍ لأربع سفنٍ تجارية مِن بينها ناقلتي بترول سعوديتين، ثم شهد خط أنابيب بترولي سعودي عملية استهداف مِن طائرة بدون طيارٍ، وهذه أعمال لا تقع إلا مِن أعداء الأمة العربية والإسلامية، والذين يهمهم ضرب استقرار البلاد الإسلامية واستنزاف ثرواتها، وإنهاك قوتها بجرها إلى حروب وقودها الثروات المادية والكوادر البشرية.

بيد أن الأعداء يضربون أحيانًا بأيديهم المباشرة، وأحيانًا يستعملون بعض أصحاب الأهواء، كالشيعة الصفويين الإيرانيين وأذرعهم التي طوَّقت العالم السُّني مِن قوات الحشد الشعبي الشيعي في العراق إلى حزب الله في الشام ثم الحوثيين في الجنوب.

وقد أعلن بعض قادة الحوثيين مسئوليتهم عن استهداف خط أنابيب البترول السعودي، وهم بذلك يثبتون يومًا بعد آخر أن الشيعة الذين تجرأوا على سب صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأمهات المؤمنين لن يرقبوا في أي مؤمنٍ بعد هؤلاء الأفاضل إلًّا ولا ذمة.

وأن إيران تنشئ ميلشيات في كل بلدٍ تدخله تحت شعارات براقة، مثل: الجهاد ضد إسرائيل، ولكنها فقط ليست إلا مخالب قطٍّ لترويع بلاد السُّنة، ومحاولة إجبارها على الدوران في فلك إيران.

إننا نعيش في مرحلةٍ حرجةٍ تجري فيها في كواليس السياسة العالمية الكثير مِن التحركات "المريبة"، والتي تدعو المحللين والخبراء للتكهن بأشياء كلها لا تصب في مصلحة الأمة حاضرًا ومستقبلًا؛ مما يستدعي مِن جميع الساسة والدعاة والمصلحين في كل بلاد المسلمين أن يستثمروا شهر رمضان المبارك في بثِّ الكثير مِن المعاني التي تحتاجها الأمة في كل وقتٍ؛ لا سيما في أوقات الأزمات والفتن.

ومِن هذه المعاني:

1- عزة الأمة في التمسك بدينها كما قال -تعالى-: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (المنافقون:8)، وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بهذا الدين، فمهما ابتغينا العز في غيره أذلنا الله".

2- وكما ينبغي أن نزرع في نفوس الجميع التمسك بالدين، فكذلك يجب أن نزرع فيهم حب الصحابة -رضي الله عنهم- الذين حملوا الدين إلينا، وعلينا أن نستمد الفخر والقدوة والأسوة مِن تاريخهم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلَا نَصِيفَهُ) (متفق عليه)

3- الله -تعالى- لا يحب الفساد ولا يرضاه لنا، ولا يأمرنا به، ولا يكون الفساد طريقًا للإصلاح أبدًا، قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ) (البقرة:205)، فلا يمكن أن يكون إفساد أموال المسلمين أو تعطيل مصالحهم أبدًا وسيلة لأي إصلاحٍ مرجوٍ.

4- إن مِن جملة الأسباب التي تؤدي إلى تسلط الأعداء: البُعد عن شرع الله -عز وجل-؛ ولذلك فالواجب الأخذ بأسباب القوة المادية، مع التوبة الفردية والجماعية إلى الله -عز وجل-، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَا نَقَضَ قَوْمٌ العَهْدَ إِلَّا سُلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوُّهُمْ) (رواه الطبراني، وحسنه الألباني).

5- ضرورة أن يتحقق في كل المجتمعات الإسلامية قوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) (متفق عليه)، وهذا مما تحتاجه الأمة في كل وقتٍ؛ لا سيما في مثل هذه الأوقات.

نسأل الله -تعالى- أن يحمي جميع بلدان المسلمين، وأن يرزقهم الأمن والأمان، والسلامة والإسلام.

الدعوة السلفية بجمهورية مصر العربية

الأربعاء 10 رمضان 1440هـ

15 مايو 2019م

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com