حول الحديث عن (صفقة القرن)
د/ يونس مخيون
لقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة حول ما يسمى ب"صفقة القرن " لتسوية القضية الفلسطينية -على زعمهم- و التي يروج لها ويدعو إليها الرئيس الأمريكي ترامب وصهره ومساعده كوشنر، ونظرا لخطورة هذه القضية وحساسيتها فمن الأهمية بمكان أن نذكر بالمعاني الآتية ونؤكد عليها:
أولا : أن قضية القدس هى قضية كل عربي ومسلم فهي جزء من دينهم وعقيدتهم، ولا يمكن التفريط فى عروبتها وفى كونها عاصمة لدولة فلسطين، وكذلك الحال بالنسبة للقضية الفلسطينية و التى لها أهميتها المحورية بالمنطقة العربية كلها وهذا ما أكد عليه بوضوح قادة ورؤساء الدول الإسلامية بالقمة الإسلامية الأخيرة بمكة المكرمة فى شهر رمضان الماضي و التي مثل مصر فيها رئيسها السيد عبدالفتاح السيسي.
ثانيا : أن مصر -بشعبها و جيشها وقيادتها-لا يمكن أن تفرط في شبر واحد من أرضها أو الانتقاص من سيادتها على أى جزء منها وهذا ما أكدته القيادة المصرية تكرارا ومرارا.
ثالثا : لا يحق لأحد أن يتكلم باسم الشعب الفلسطيني فى حق عودته إلى وطنه وتقرير مصيره.
رابعا : إن أمريكا بانحيازها الكامل للكيان الصهيوني الغاصب لا تصلح أن تكون شريكا نزيها لحل المشكلة الفلسطينية فضلا أن تكون راعية له، وخاصة بعد المواقف المتطرفة والمستفزة التى تبنتها الإدارة الأمريكية الحالية و التى ضربت بها كل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية عرض الحائط.
خامسا : إن منطق القوة لا يغير الحقائق و لا يجعل الباطل حقا، فالاحتلال احتلال ، والعدوان عدوان، والاغتصاب اغتصاب ، و لابد أن يعود الحق إلى أصحابه ولو بعد حين، فالأيام دول و القوي اليوم هو الضعيف غدا، و الضعيف لا يستمر ضعيفا، و موازين القوى لا تثبت بل تتغير وتتبدل وهذه سنة الله فى خلقه، وعدة عقود من الزمن لا تساوي شيئا فى عمر الأمم( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ).
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com