الخميس، ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٨ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

الجزء الثالث من حوار موقع الجماعة الإسلامية مع الشيخ ياسر برهامي

الجزء الثالث من حوار موقع الجماعة الإسلامية مع الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء ١٤ أغسطس ٢٠١٩ - ١٠:٥٢ ص
727

الجزء الثالث من حوار موقع الجماعة الإسلامية مع الشيخ ياسر برهامي

أدعو للحرامي الذي سرق شقتي!!

اليوم نلتقي مع الجزء الثالث والأخير من حوارنا مع ضيفنا الدكتور ياسر برهامي الذي نحبه ويحبنا لوجه الله -سبحانه-، راجين الله أن يتقبل منا جميعا وأن ينفع الناس بهذا الحوار.

- سرقت شقتك قريبا... فما كان شعورك بعد سرقتها؟

حمدت الله -تعالى- واسترجعت، وتذكرت أن الإنسان في هذه الدنيا لابد له من بلاء، وهذا من أهونه، وقد قال -تعالى-: (ولَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. أولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)(البقرة:155-157)، ثم إن أمر الأموال بين ذهاب ومجيء، زيادة ونقص، وآلام زوالها سريع لمن تفكر في حقيقة الدنيا، فقد جعلها الله -تعالى- مثل النعل لنسير به إلى الغايات المحمودة، لا لنجعلها تاجاً نختال به على الناس، فالنعل إذا انقطع أتانا الله بغيره.

أتذكر قصة طريفة حكاها لي أحد الإخوة الذين وسع الله عليهم، قال لي: وأنا طالب كنت أتمنى أن يكون معي خمسة آلاف جنيه، وأقول لنفسي: لو آتاني الله ذلك ما طلبت شيئاً، فلما فتح الله علي، وصار معي خمسين ألفا قلت لنفسي: "هو أنا معايا حاجة"!!

لقد جعل الله -تعالى- أمر الأموال مثل النعل لنسير به إلى الغايات المحمودة، لا لنجعلها تاجاً نختال به على الناس

فلعل هذا النقص يكون رحمة بنا حتى لا نستغرق في طلب المزيد، ولا نختال بالنعال فوق رؤوسنا.

- ماذا تقول للسارق الذي سرق شقتك؟

أنا مشفق على هذا السارق؛ لأن المال الحرام لا بركة فيه ولا لذة، وسرعان ما يفقد في الحرام، فتذهب لذته، وتبقى تبعته، فأقول له: أدرك نفسك، وأزل التبعة عن نفسك قبل أن تفوت فرحة الدنيا، وأنا -والله- أدعو لك بالهداية وأن يتوب الله عليك؛ لأن الحرام عذاب في الدنيا بالهم والحزن والضيق، وفي الآخرة بعقاب الله -تعالى-، وقد كان ولدي الحسين يقول لي: ادعُ على الحرامي، فأقول له: بل أدعو له، على الأقل هناك احتمال لو هداه الله أن تعود الفلوس.

- ماذا ترى في ظاهرة انتشار السرقة في المجتمع المصري، حتى وصل الأمر إلى عودة سرقت الغسيل والبلاعات، وما هي أسباب انتشار السرقة الآن؟ وما الحل الناجح الذي ترى لمعالجة هذه الظاهرة الفظيعة؟

الحل: هو صدق الالتزام بالطاعة، ونشر التدين والترهيب من الحرام والترغيب في الصبر والاحتساب

الكثير يعلل انتشار السرقة بالأوضاع الاقتصادية المتردية وحاجة الناس، وكأنه يبرر لهم ما يصنعونه، والحقيقة أن الأوضاع الاقتصادية نادراً ما تؤدي للسرقة وأكل الحرام، ولكنه ضعف التدين أو انعدامه، وكثرة المقارنة بمن هو فوقنا. فالإعلام يعرض للناس أنواع القصور، وليس فقط الشقق والسيارات الفارهة والنساء الجميلات المتبرجات -اللاتي يعد النظر في وجوههن في حقيقة الأمر عقوبة، فكيف بالأجساد؟-، وأنواع الأطعمة والملذات.

فإذا لم يكن هناك في القلب تقوى تطلع الإنسان إلى نيل كل ذلك، ولا سبيل له، فيفكر في السرقة والرشوة والربا، ولا يتوقف عند حد، فالمرتشون بالملايين، والذين يقترضون من البنوك بالربا بالملايين، والذين يأخذون الملايين لا يشبعون، وينهبون أموال شعوبهم وفقرائهم.

ولو نظرنا إلى حال أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لوجدنا فقراءنا أغنياء بالنسبة لهم!!

ألم يزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً من أصحابه ليس له إلا الإزار، ليس له رداء ولا خف ولا نعل ولا قلنسوة ولا عمامة إلا الإزار؟!

ألم يخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- في حر الظهيرة من الجوع؟!

ألم ينم النبي -صلى الله عليه وسلم- على حصير أثر في جنبه؟!

كان مجتمع الصحابة -رضي الله عنهم- يمتلئ بالفقراء، ولكن كانوا في كمال العفة والغنى.

فالحل: هو صدق الالتزام بالطاعة، ونشر التدين والترهيب من الحرام والترغيب في الصبر والاحتساب، والفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- فكم تساوي دنيانا؟!

- اليوم هناك دعوة موجودة في الفضائيات والنت والبعض يقول: إنها دعوة بلا تربية فهي ضعيفة الأثر، والدعوة بدون التربية تكون قيمتها بسيطة فما رأيكم في هذه القضية؟

ولا نرضى بأذية مسلم، ولا نتسبب فيها

لا شك أن كل مسلم يفرح لكل صور الخير، والدعوة في الفضائيات فيها خير كثير، كما أن فيها دخن ونقص، ولكن في الماضي لم يكن إلا الدخن. حتى ولو كانت الدعوة في الفضائيات ضعيفة الأثر في باب التربية، وليست منعدمة الأثر، فالخير فيها أكثر من الشر.

وعلينا أن نتكامل في تحصيل الخير، لا أن يقطع بعضنا طريق بعض فيه، فالمساجد لابد من التربية فيها، والبيوت أهم، والصداقة والصحبة في الخير أعظم الأمور أهمية، والفضائيات تمهد الطريق، وعلى بعضنا تكملة البناء.

- هل ترى معي أن الأجيال السابقة من المتدينين من كل الجماعات أقوى تدينا وأصلب عوداً وأكثر تمسكاً وفهماً للدين وإخلاصاً له؟ أم ماذا ترون؟

كل جيل فيه سابقون كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (في كل قرن من أمتي سابقون)، فلا نبخس أحداً فضله، لأنه صغير أو التزم حديثاً، كما لا ننسى للسابق فضل السبق، ولا شك أن السير بالليل صاحبه أسبق، فالذي يعمل في جو لم يكن فيه التزام وسط ظلام الفتن وغربة الدين، أفضل ممن دخل في الالتزام بعد أن طلعت شمس الدعوة ودخل الناس في دين الله أفواجاً.

وأظن أن الغربة في زماننا بالنسبة للملتزمين حقاً -لا مظهرياً- ما زالت شديدة، إن لم تكن أشد، لكن الالتزام الحقيقي من الداخل، وتغيير الأحوال الباطنة والأخلاق والسلوك والمعاملات وأداء العبادات من القلب -وهذه حقيقة الالتزام- ليس بالأمر الهين.

لقد جاء هذا الحوار ليؤكد أن المساحة التي تتقاطع فيها دائرة كل منا مع الأخرى كبيرة، بل أكبر بكثير مما تتفارقان

فاللحية والقميص رغم صعوبتهما هي أسهل أمور الالتزام، فلو نظرنا إلى المنتديات المسماة بالإسلامية -وبالمناسبة من جنسها جاءت التعليقات المؤلمة على هذا الحوار- لوجدنا كم نحن بحاجة إلى حقيقة الالتزام، وإن كانت هذه الظاهرة ظاهرة على الإنترنت أكثر منها على أرض الواقع، فأظن -بحمد الله- أن أكثر أبناء الاتجاهات الإسلامية ليسوا كذلك، ولا يكنون هذا القدر الكبير من البغضاء والكراهية لبعضهم.

وعموماً من يعمل ويدعو وينفع نفسه والمسلمين، لن يجد الوقت لمتابعة مثل هذه الأمور فضلاً عن المشاركة فيها، وبحمد الله هؤلاء هم الأغلبية، وإن ظهر على الإنترنت خلاف ذلك.

لقد جاء هذا الحوار ليؤكد أن المساحة التي تتقاطع فيها دائرة كل منا مع الأخرى كبيرة، بل أكبر بكثير مما تتفارقان، وحتى مع الافتراق والاختلاف، وحتى وإن وجد البعض عبارات حادة أحياناً، فهي في الحقيقة دفاعاً عن الحق ونصيحة للمسلمين الذين نحبهم بجميع أطيافهم بقدر ما عندهم من الدين.

وليس إطلاقنا أن القول الفلاني خطأ أو حتى بدعة أو ضلالة، بل حتى كفراً لا يلزم منه تبديع أو تضليل أو تكفير الشخص المعين القائل به، بل يمكن أن يكون معذوراً مغفوراً له خطؤه، وتبقى العلاقة الشخصية الدافئة والعاطفة الحنونة رغم اختلاف المواقف الدعوية أحياناً.

وقديماً قال ابن القيم -رحمه الله-: "شيخ الإسلام -يعني الهروي- حبيب إلينا، والحق أحب إلينا منه"، مع أن الهروي له زلات منكرة لا يرتضيها أحد من أهل السنة، وبيـّنها ابن القيم -رحمه الله-، ومع ذلك قال هذه الكلمة في مدارج السالكين.

وأقول لإخواننا الذين يرموننا بالقسوة عليهم أو على جماعتهم: هل سمعتم منا تسمية لمن ننقد كلامهم؟، فنحن -بحمد الله- نجتهد ما استطعنا في استعمال الأسلوب النبوي الكريم: (مَا بَالُ أَقْوَام... )، ولا يصرح بأسمائهم حتى في ابن أبي بن سلول قال: (مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي عَنْهُ أَذَاهُ فِي أَهْلِي)، ولم يصرح باسمه، والقرآن في عامة المواطن كذلك، فقال -سبحانه وتعالى-: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ... )(التوبة:58)، وقال -تعالى-: (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُو أُذُنٌ... )(التوبة:61)، وقال -تعالى-: (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ... )(التوبة:75).

فنحن نريد أن نحافظ على علاقة الأخوة الإسلامية وإن اختلفت مواقفنا، ولا يعني ذلك أن نتهاون في الحق أو أن نميع القضايا

ولو شاء الله لسماهم بأسمائهم، ولكنه لم يفعل، فنحن نجتهد في ذلك قدر استطاعتنا وننصح إخواننا به ونلتمس العذر للمسلمين ما أمكن، ونفرق بين النوع والعين ليس في التكفير فقط، بل أيضاً في التبديع والتفسيق، حتى تقام الحجة وتستوفى الشروط وتنتفي الموانع وتسقط المعاذير.

ولا نرضى بأذية مسلم، ولا نتسبب فيها، وما نُتهم به من الأكاذيب الباطلة في هذا فحسبنا الله ونعم الوكيل، وأنا عن نفسي أسامح من قال ذلك، مع النصيحة له بالتثبت وتجنب سوء الظن، فضلاً عن الغيبة والنميمة، يبقى عليه بينه وبين الله التوبة الصادقة.

وأنا أنصح جميع إخواني بما نصح به أخونا الفاضل "رجب حسن" في كلمته في موقعكم الكريم على مثل هذه التعليقات التي كان أحب إلي أن يستفيد أصحابها من روح الحوار وغرضه، فنحن نريد أن نحافظ على علاقة الأخوة الإسلامية وإن اختلفت مواقفنا، ولا يعني ذلك أن نتهاون في الحق أو أن نميع القضايا، بل نقول الحق وندعو إليه ونعذر المسلمين والله حسيبهم وهو يجازيهم على ما في قلوبهم وأعمالهم وهو أعلم بهم.

ولسنا بالذين ننزل الناس ولا أنفسنا جنة ولا ناراً، والأعمال بالخواتيم، ونحذر على أنفسنا وإخواننا من سوء الخاتمة، ومن الإعصار الذي فيه نار يحرق الجنة التي تجري من تحتها الأنهار، فيها من كل الثمرات، ونعوذ بالله من محبطات الأعمال، ونسأل الله أن يغفر لنا ولوالدينا ولإخواننا وأخواتنا والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات زلاتنا وذنوبنا وسيئاتنا.

وجزاكم الله خيراً، وعسى أن تكون الرسالة من هذا الحوار قد وصلت للجميع، وأن يجمعنا الله في الدنيا على طاعته، ويوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله.

- رسالة توجهها إلى الشيعة ماذا تقول فيها؟

أقول لهم:

أولاً: إن كنتم صادقين في حبكم للإسلام فهذا كلام الله في كتابه عن الصحابة قال -تعالى-: (وَالسَّابِقُونَ الأولُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)(التوبة:100)، فهل يمكن أن يثني الله على من اتبعوا من يعلم أنهم يرتدون بعد موت نبيهم، فعليكم التوبة إلى الله من سبهم والطعن فيهم.

ثانيا: إن ما فعلتموه وتفعلون بأهل السنة في العراق لا يمكن أن يتكرر في مصر فمصر ليست كالعراق وقد فات أوان اختراقها ولو بدعم عدو المسلمين المحتل لبلادهم.

وأقول لهم: إن الظلم الواقع على أهل السنة في العراق وقد بدأت بوادره في لبنان وطرابلس على الأخص من تعذيب وقتل وتهجير للملايين قد فاق ما فعله الصرب بالمسلمين بالبوسنة، بل فاق ما فعله التتار.

إن الله لن يترك هذا الظلم، بل إنه يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، وإن الله يقول للمظلوم وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين.

- ألم يأن الأوان لبعض الأخوة السلفيين بمراجعة أنفسهم في هضمهم للدكتور يوسف القرضاوي حقه كعالم مجتهد من علماء المسلمين، وأن يعرفوا قدره العلمي حيث كتب في كل فروع الإسلام وأحيا فقه الإمام العز بن عبد السلام حينما أحيا فقه المصالح والمفاسد وفقه الأولويات وفقه المآلات ونحو ذلك من ألوان الفقه فضلا عن جهده وجهاده في خدمة الدين؟!

أنا أعلم أن دكتور ناجح معجب جدا بالدكتور يوسف القرضاوي، وأنا أقول أننا نعرف للدكتور يوسف القرضاوي مكانته وقدره وسبقه وتضحيته وسعيه لنصرة الدين.

ونحن لا يرضينا ما يقوله بعض من ينتسب للسلفية من سب وشتم كأمثال: "الحجر الكاوي والكلب العاوي"، فهذا ليس من هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا أصحابه ولا السلف الصالح، ولا شك أن هذه الممارسات لابد أن يراجعها أصحابها.

وإن كنا نرى أن المدرسة التي يمثلها د/ القرضاوي في منهج الاستدلال والتي ترى في الاختلاف حجة للمجتهد ينتقي من الأقوال بما يظنه مصلحة واقعية وتسمح بمخالفة النصوص -ولو علم صحتها ودلالتها- قد أخرجت للعالم الإسلامي مسائل خارجة عن حيز الاجتهاد السائغ، وليست بطريقة أهل الحديث، ولا أهل الرأي.

كنحو فتواه بجواز مقاتلة المسلم الأمريكي في صف الجيش الأمريكي المحتل لأفغانستان وقد قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأولَئِكَ مَأواهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرً)(النساء:97)، وقال -تعالى-: (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلا . وَدُّوا لَو تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أو لِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ)(النساء:88-89).

وهل يرى الدكتور يوسف لعرب 48 جواز المقاتلة في الجيش الإسرائيلي ضد إخوانهم المسلمين في حماس أو لبنان أو غيرهما؟!!

ونحن لا يرضينا ما يقوله بعض من ينتسب للسلفية من سب وشتم

وكنحو ترحمه على بابا الفاتيكان الأسبق "يوحنا بولس الثاني" عند موته جزاء على ما قدمه لدينه من جهود! فهل يترحم على كافر ويثنى عليه على ما ساهم في نشر الكفر وإقامته في العالم؟؟!! وقد قال -تعالى-: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَو كَانُوا أولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ)(التوبة:113).

فنحن نقول: هذا المنهج وهذه المسائل تحتاج لمراجعة من الدكتور القرضاوي مع تقديرنا له ومعرفتنا بمنزلته وأن توزن المصالح والمفاسد بميزان الشريعة الثابتة بالنصوص وتعرف أولوياتها بتقديم ما قدمه الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وتأخير ما أخره الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وحينها بلا شك سيغير كل السلفيين موقفهم وسيراجعون كلامهم.

- ما الذي ينقص الحركة الإسلامية اليوم؟ وما الذي ينبغي على دعاتها عمله لتصحيح مسيرتها وتطويرها إلى الأفضل والأحسن؟

الذي ينقص الحركة الإسلامية مزيد من التربية الإيمانية، ومزيد من العلم النافع، مزيد من الدعوة الواعية، مزيد من التواصل والحب في الله والأدب والتهذيب للسلوكيات.

- ألا ترى معي أن دور المسجد الدعوي والتربوي قد اضمحل كثيرا فما هي الأسباب؟ وكيف يعود المسجد إلى سابق عهده؟

دور المسجد حجر الزاوية في العمل الإسلامي، وحين يوجد المربي، والعالم الرباني، وروح الأسرة الواحدة، والجسد الواحد، والمنهج المستقيم، وترك التعصب الجاهلي، والتقليد الأعمى سوف يعود إلى سابق عهده وزيادة.

- ما هي أهم الأخطاء التي وقعت فيها الحركة الإسلامية في الربع قرن الأخير؟

الشيخ ناجح يريد تأريخاً كاملاً للدعوة الإسلامية، وتحليلاً شاملاً لعملها وفصائلها في هذا الحوار، وهذا يحتاج لمؤتمرات وليس لملاحظات عبد فقير عاجز مثلي.

إن يسر الله بمثل هذه اللقاءات فسوف يكون فيها الخير الكثير، وأظن أن قد سأم الأخوة من كثرة كلامي وطوله، فأسأل الله أن يغفر لي ولكم ولهم وللمسلمين خطيئاتنا وجهلنا وخطأنا وعمدنا وزللنا وعلانيتنا وسرنا وإسرافنا في أمرنا وما علمنا وما لم نعلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله خيرا.

 

تصنيفات المادة