الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

بيان من الدعوة السلفية بشأن "إرهاب الدولة!" الذي تمارسه "الهند" ضد المسلمين

إن نصرة المسلم المستضعف مِن أعظم حقوق الأخوة الإيمانية

بيان من الدعوة السلفية بشأن "إرهاب الدولة!" الذي تمارسه "الهند" ضد المسلمين
الدعوة السلفية
الثلاثاء ٠٣ مارس ٢٠٢٠ - ١٠:٠١ ص
1327

بيان من الدعوة السلفية بشأن "إرهاب الدولة!" الذي تمارسه "الهند" ضد المسلمين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فرغم ما تتشدق به الأمم المتحدة ليل نهار مِن أنها تحارب التمييز الديني، وكذلك الدول الكبرى: كـ"أمريكا" التي ترسل وفودًا إلى بلادنا لكي "يفتشوا" على ما يمكن أن يُسمَّى: "تمييزًا دينيًّا" إلى حدِّ أنهم سَألوا ذات مرة: عن ماذا يُصنع مع الهندوس "المقيمين" في مصر إذا ماتوا؟!

وهل يسمح لهم بحرق الجثث أم لا؟!

وعلى الرغم مِن أن الدستور الهندي ينص على المنع مِن كل صور التمييز الديني، وعلى الرغم مِن هذا كله؛ فقد تجرأ "بهاراتيا جاناتا" الحزب الحاكم في الهند (والذي ينتمي إليه "ناريندا مودي" رئيس الوزراء) مِن قيادة البرلمان إلى إصدار قانون الجنسية، والذي يتضمن: منح الجنسية الهندية لمهاجري عددٍ مِن دول الجوار: (باكستان، وأفغانستان، وبنجلاديش)، الذين هاجروا إلى الهند قبل عام 2015م بشرط ألا يكونوا مسلمي الديانة!

ولا ندري: إذا لم يكن هذا تمييزًا دينيًّا؛ فماذا يكون التمييز الديني إذًا؟!

إنه قانون يرتِّب استحقاق الجنسية على شروطٍ معينةٍ، ولكن يَستبعد طائفة مِن الناس بمبرر ديني صريحٍ، بلا مدارةٍ، ولا خجلٍ!

والأدهى مِن ذلك والأمَرّ: أنه إذا نشطت الحكومة هناك في ملاحقة مَن لا يحملون أوراق هوية لتحدد مَن المواطن الذي يحمل الجنسية، ومَن سيكون "بدون" جنسية؛ فسيكون مصير كثيرٍ مِن مسلمي الهند في المناطق الفقيرة التي يقل فيها العناية بتسجيل المواليد أن يُعاملوا كمهاجرين؛ ومِن ثَمَّ يُستبعدون من الحصول على الجنسية وفق هذا الاستثناء الجائر!

مما يعني أن هذا القانون سيُستعمل مِن الناحية العملية في إسقاط الجنسية الهندية عن كثيرٍ مِن مسلمي الهند؛ وليس فقط أنه سيمنع المهاجرين المسلمين مِن الحصول عليها!

وبناءً على هذا اندلعت مظاهرات سلمية من مسلمي الهند، ورغم سلميتها؛ إلا أن السلطات الهندية واجهتها بالقوة المفرطة، والقمع الوحشي، وممارسات أقل ما تُوصف به أنها نوع مِن إرهاب الدولة!

بل وأطلقت الدولة يد المتطرفين الهندوس في إحراق المساجد، بل وإحراق مَن يظفرون به مِن المسلمين وهم أحياء! نسأل الله أن يتقبلهم عنده في الشهداء، وأن يشفي صدور المؤمنين مِن قاتليهم؛ إنه عزيز ذو انتقام.

وهؤلاء المسلمون يُؤذَون لا لشيءٍ؛ إلا أنهم آمنوا بالإله الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، ونزَّهوه عن النقائص والعيوب؛ فنقم عليهم الشرق والغرب، كما قال -تعالى- في واقعة مشابهة: (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (البروج:8).

إن نصرة المسلم المستضعف مِن أعظم حقوق الأخوة الإيمانية، ويزداد تأكُّد هذا الحق إذا كان هذا المسلم مستضعفًا مِن أجل دينه، ومِن ثَمَّ يجب على المسلمين نصرتهم بكل ممكنٍ ومستطاعٍ، كما قال -تعالى-: (وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) (الأنفال:72).

وإذا كان "الإعلام العالمي" يتعمد التعمية على القضية؛ فلا أقل مِن أن ينشر المسلمون الوعي بها، وأن يضغطوا على الحكومة الهندية في كل وسائل الإعلام، كما يجب الدعاء لهؤلاء المسلمين المستضعفين، وتبصير جميع المسلمين بقضيتهم.

وتهيب "الدعوة السلفية" بجميع الحكومات الإسلامية: أن يتخذوا مواقف واضحة وقاطعة تجاه دولة "الهند" على المستويات: الدبلوماسية، والسياسية، والاقتصادية.

كما تدعو "الدعوة السلفية" كل الدول الإسلامية، ومنظمة التعاون الإسلامي إلى تقديم شكاوى في الأمم المتحدة ومجلس الأمن ضد دولة الهند.

نسأل الله أن ينصر المستضعفين مِن المسلمين في كل مكان، وأن يصلح شعوب المسلمين ويهديهم إلى الحق حتى يستحقوا ذلك الوعد: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور:55).

الدعوة السلفية

الثلاثاء 8 رجب 1441هـ

3 مارس 2020م

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com