الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

فضل العمل الجماعي -1

الجماعة سبب في دخول الجنة

فضل العمل الجماعي -1
أحمد حمدي
الخميس ١٩ مارس ٢٠٢٠ - ١٠:٣٤ ص
930

فضل العمل الجماعي -1

كتبه/ أحمد حمدي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فلا شك أن الاجتماع على البر والتقوى والعمل الصالح له الكثير من الفوائد والثمرات العظيمة، سنذكر بعضها من باب التحفيز؛ لما في ذلك من خير الاجتماع:

- الاجتماع والاعتصام فيه الامتثال لأمر الله -عز وجل- لعباده المؤمنين: قال -تعالى-: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة:2)، (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) (آل عمران:103).

- الاجتماع فيه البركة الكثيرة كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كلوا جميعًا ولا تفرَّقوا، فإِنَّ طعامَ الواحدِ يكفِي الاثنينِ، وطعامُ الاثنينِ يكفي الثلاثةَ والأربعةَ، كلوا جميعًا ولا تفرَّقوا، فإِنَّ البركَةَ في الجماعةِ) (رواه العسكري في المواعظ، وحسنه الألباني).

- الجماعة فيها الرحمة والفرقة فيها العذاب: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ والفُرقَةُ عَذَاب) (رواه أحمد، وحسنه الألباني).

فلما تمسكت الأمة بكتاب ربها وسنة نبيها -صلى الله عليه وسلم- واجتمعت على الحق وائتلفت قلوبها؛ قويت هذه الجماعة، وسادت وقادت، وهذا رحمة من الله بها، وما إن تدب الفرقة في صفوف الأمة وتتخلى عن بعض ما أُمرت به، وتتهاون في تطبيق سنة نبيها -صلى الله عليه وسلم-؛ فإنها تضعف وتهون، وتصبح لقمة سائغة في أيدي الأعداء؛ وما ذاك إلا لأن الجماعة رحمة من الله بالأمة، أما الفرقة فهي عذاب وعقوبة من الله -عز وجل-؛ يعاقب بها الأمة حينما تعصيه.

- الجماعة سبب في دخول الجنة: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (عَلَيْكُمْ بِالجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالفُرْقَةَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الوَاحِدِ وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الجَنَّةِ فَلْيَلْزَمُ الجَمَاعَةَ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني)، أي: مَن أراد أن يدخل الجنة ويكون في وسطها، ويظفر بنعيمها؛ فليتمسك بجماعة المسلمين، ولا يبتعد عنها، ولا يخرج من محيطها، والبحبوحة هي الوسط، فبحبوحة الدار وسطها، وبحبوحة الجنة وسطها.

- البعد والشذوذ عن الجماعة سبب لدخول النار: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يَدُ اللهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ، فَاتَّبِعُوا السَّوَادَ الْأَعْظَمَ، فَإِنَّهُ مَنْ شَذَّ شَذَّ فِي النَّارِ) (رواه الحاكم، وحسنه الألباني بمجموع طرقه).

- الجماعة سبب في النجاة والبُعد عن تسلط الشيطان: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلَا بَدْوٍ، لَا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلَاةُ إِلَّا قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ؛ فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ) (رواه أبو داود، وحسنه الألباني).

- الجماعة فيها القوة: قال الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) (الصف:4)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَجْمَعُ أُمَّتِي أَوْ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى ضَلَالَةٍ، وَيَدُ اللَّهِ مَعَ الجَمَاعَةِ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

- الاجتماع على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من صفات عباد الله المؤمنين: قال الله -تعالى-: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) (التوبة:71).

- الاجتماع بين المؤمنين فيه المواساة والحب والمؤازرة: قال الله -تعالى- على لسان يوسف -عليه السلام-: (إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (يوسف:69).

- الاجتماع سبب في إقامة العبادة لله -عز وجل- من الذكر والتسبيح وإقامة الفروض الكفائية: قال -تعالى- على لسان موسى -عليه السلام-: (هَارُونَ أَخِي . اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي . وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي . كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا . وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا) (طه: 30-34).

- الاجتماع فيه الحماية والمنعة من أذى الأعداء في تبليغ دين الله -عز وجل-: قال -تعالى-: (قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ? بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ) (القصص:35).

- الاجتماع سبب من أسباب النصر والتمكين: قال الله -تعالى-: (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا) (الأنفال:46).

- الاجتماع بين المؤمنين فيه البأس والشدة على الكفار والرحمة بين المؤمنين: قال -تعالى-: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) (الفتح:29)، فالمثل في التوراة يتحدث عن طيب اللبنة، والمثل في الإنجيل يتحدث عن العلاقة بينهم من الاجتماع والمؤازرة والتقوية، والنصرة والتأييد.

- الاجتماع بين المؤمنين سبب في صلاح القلوب: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثٌ لا يُغلُّ علَيهِنَّ قلبُ مؤمنٍ: إخلاصُ العملِ للَّهِ، والنَّصيحةُ لوُلاةِ المسلمينَ، ولزومُ جماعتِهِم، فإنَّ دَعوتَهُم، تُحيطُ مِن ورائِهِم) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني)؛ أي: هذه الخِلالَ الثَّلاثَ تَصْطَلِحُ بها القلوب؛ فمَن تمَسَّك بها طَهُر قلبُه مِن الخيانةِ والشَّرِّ، ومنها: لُزومُ جَماعتِهم؛ أي: مُوافَقتُهم في الاعتقاد، والعمل الصالح، والتعاون على البر والتقوى.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً

آداب العمل الجماعي -3
621 ٣٠ أبريل ٢٠٢٠
رمضان في ظروف خاصة!
781 ٢٧ أبريل ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -2
612 ٢٢ مارس ٢٠٢٠
الطموح -2
621 ١٠ مارس ٢٠٢٠
الطموح (1)
677 ٢٧ فبراير ٢٠٢٠
حقيقة الانتماء -2
703 ١٧ فبراير ٢٠٢٠