الثلاثاء، ١٥ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٣ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

الكورونا منحة ظاهرها الأحزان

أما آن لنا الآن أن نرجع إلى الله، هيا أيها الأحبة نتوب الآن قبل فوات الأوان

الكورونا منحة ظاهرها الأحزان
محمود دراز
الخميس ٣١ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٩:٤٢ ص
585

الكورونا منحة ظاهرها الأحزان

كتبه/ محمود دراز

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فالكورونا تحصد الغافلين وتُذكِّر الصالحين قبل لقاء رب العالمين، وإن مِن رحمة الله -تعالى- أن جعل التنبيه لخلقه قبل أن يأتي وقت الحساب، فسرعان ما ينتبه الصالح ويتغافل الطالح، فالصالحون ليسوا بمعصومين، ولكنهم ينتبهون دائمًا فيستغفرون ويرجعون عما أسرفوا، قال الله -تعالى-: (قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) (الزمر:53-54).

فهذه الآية نزلت في حق التائبين؛ فليس العيب أن تُخطئ، فكل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.

أما آن لنا الآن أن نرجع إلى الله، هيا أيها الأحبة نتوب الآن قبل فوات الأوان، فنصبح في خسران وغضب من الرحمن، فإنه الكريم العفو المنان، فكثير مِن الناس يكره الموت؛ وهذا لأن الدنيا قد ملكت قلوبهم وعقولهم فعصوا اللَّه كثيرًا؛ لذا كرهوا لقاء اللَّه، فقد قال رسول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ، أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ، كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ) فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ أَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ؟ فَكُلُّنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ، فَقَالَ: (لَيْسَ كَذَلِكِ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا بُشِّرَ بِرَحْمَةِ اللهِ وَرِضْوَانِهِ وَجَنَّتِهِ، أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ، فَأَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا بُشِّرَ بِعَذَابِ اللهِ وَسَخَطِهِ، كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ، وَكَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ) (متفق عليه).  

والمعنى: أن المؤمن إذا جاءه الأجل بُشِّر من الملائكة بالخير فسرعان أن يريد لقاء ربه، والكافر إذا حضره الأجل بُشِّر بالعقاب والغضب فيكره لقاء ربه، فالله -عز وجل- أقداره كلها خير، حتى العقاب في الدنيا خير؛ لأنه يطهِّر المسلم من الذنوب حتى يلقى الله وصحيفته مليئة بالخير، وقد حذف منها الشر.

فيا مَن تخلفت الركب ببعيد، أما آن أن ترجع إلى الله وتستعين به؛ فهو الركن الشديد الفَعَّال لما يريد؟!

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة