الخميس، ١٧ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٥ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

بيان من "الدعوة السلفية" بشأن الإجرام الصهيوني في القدس

هذه الأحداث تُظهر بوضوح تام حقيقة عداء اليهود لنا

بيان من "الدعوة السلفية" بشأن الإجرام الصهيوني في القدس
الدعوة السلفية
السبت ٠٨ مايو ٢٠٢١ - ١٧:٤٥ م
824

بيان من الدعوة السلفية بمصر

بشأن "الإجرام الصهيوني في القدس"

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فتدين "الدعوة السلفية" بأشد درجات الإنكار: "التصرفات الإجرامية" التي قامتْ بها عصابات قوات الاحتلال الصهيونية في مدينة القدس، واقتحام المسجد الأقصى، ومنع المصلين المسلمين مِن حقهم: الشرعي، والقانوني، والدولي في أداء عبادتهم في شهر رمضان المبارك، وهذه التصرفات التي تصل حسب العهود الدولية إلى جرائم الحرب.

وتذكِّر ملايين المسلمين بحقيقة موقف ذلك الكيان الغَاصِب الذي احتل فلسطين، وأنشأ دولته اللقيطة على أرض فلسطين المسلمة، والتي يراها كلُّ مسلم في العالم أرضًا له؛ يعرف قدسيتها، وقدسية المسجد الأقصى، والقدس كلها التي فتحها "عمر" -رضي الله عنه-، وحرَّرها "صلاح الدين"، ولن ننسى أبدًا حقنا فيها.

ونؤكِّد أن الأحكام القضائية التي أصدرتها محاكم الاحتلال هي والعدم سواء، ولا نقرُّ بها ولا نعترف بشيءٍ منها؛ لأنها صدرتْ مِن سلطة غاصبة، وأن هذه الأحداث تُظْهِر بوضوح تام حقيقةَ عداء اليهود لنا، كما قال الله -تعالى-: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) (المائدة:82).

وتبيِّن لكل ذي عينين: الثمرة المُرَّة لاتفاقيات التطبيع التي لم تحقق مصلحة، ولم تدفع مفسدة، بل حققت أنواع المفاسد بتجهيل المسلمين بحقيقة عدوهم الذي ظنه البعض صديقًا ووليًّا، بل وحبيبًا!

وبيَّنت الأحداث ما ذكره الله عنهم بقوله: (لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ) (التوبة:10)، فلا عهود ولا مواثيق، ولا قرابة لإبراهيم -عليه السلام- زعموها!

ونؤكِّد: حق المسلمين وأهل فلسطين باتخاذ كافة الصور المشروعة لاستراداد حقوقهم ودفع الظلم عنهم.

ونؤكِّد لأمتنا: أن تحرير القدس قادم -بإذن الله-، ولكن حين نخرج من غفلتنا، ونعود إلى: عقيدتنا، وعبادتنا، وأخلاقنا.

فإن الضعف الذي وصلت إليه الأمة كان بسبب أعمالنا: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) (الشورى:30)؛ يتحمل مسئوليته كلُّ مَن ساهم في إفساد شبابنا ورجالنا ونسائنا، وكل مَن صَدَّ عن سبيل الله، وأوقع المجتمع في غفلات الرذيلة والفواحش، والفساد: العقائدي، والأخلاقي، والمالي، وفَرَّق أفرادَ الأمة في البدع المنكرات، والخرافات والضلالات؛ حتى قتل بعضهم بعضًا، وكَفَّر بعضهم بعضًا بغير حقٍّ!

وفي ظل التخاذل المعتاد مِن المجتمع الدولي تجاه الجرائم الصهيونية؛ فإننا نطالب كل الدول الإسلامية باتخاذ مواقف ضاغطة على المجتمع الدولي؛ ليوقف هذا العدوان الصارخ على كل ما يتشدقون به من حقوق ومواثيق.

ومع هذا التحرك يجب ألا تنسى الدول الإسلامية دورها في إعادة بناء الإنسان المعتز بدينه وعقيدته، المتخلق بمكارم الأخلاق والمدرك تمامًا لحقيقة أعدائه وتاريخ الصراع معهم.

إن مسئولية بناء وعي الأجيال الناشئة من أمتنا، نعم تُلْقَى على عاتق الحكومات في المقام الأول في برامجها التعليمية والإعلامية؛ إلا أنها أيضًا مسئولية المجتمع ككل؛ بكل أفراده وكل أسره، وكل علمائه ودعاته.

فلنتب إلى الله جميعًا يا أمة الإسلام في كل مكان، ولنعد إلى شرع ربنا وتوحيده، واتباع سنة نبينا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، ولنربِّ أبناءنا وبناتنا على المنهج السديد؛ فإن هذا هو الطريق لعودة القدس، (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (البقرة:286).

الدعوة السلفية بمصر

26 رمضان 1442هـ

8 مايو 2021م

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

الكلمات الدلالية