الثلاثاء، ١٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ١٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

عيدنا أهل الإسلام -نشرة تصدرها (الدعوة السلفية) في الأعياد- (عيد الفطر المبارك 1442هـ)

عيدنا أهل الإسلام -نشرة تصدرها (الدعوة السلفية) في الأعياد- (عيد الفطر المبارك 1442هـ)
الدعوة السلفية
الأربعاء ١٢ مايو ٢٠٢١ - ١٩:٤٨ م
2603

عيدنا أهل الإسلام -نشرة تصدرها "الدعوة السلفية" في الأعياد- (عيد الفطر المبارك 1442هـ)

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

- فتقبَّل الله منا ومنكم، وكل عام وأنتم بخير.

"الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد".

فالتكبير شعار فرحتنا، والتكبير افتتاح صلاتنا، والتكبير هتافنا عند مواجهة عدونا.

ونحن الآن نفرح بتمام شهرنا؛ مصداقًا لقول نبينا -صلى الله عليه وسلم-: (لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ) (متفق عليه)، ونكبِّر ربنا في طريقنا إلى صلاة عيدنا.

ونحن أيضًا كأمة ممثَّلة في المقدسيين وسائر الفلسطينيين نُوَاجِه عدوًّا غاشمًا متكبِّرًا؛ هو العدو الصهيوني، ومَن يسانده؛ نسأل الله أن يقصمَ ظهورهم، وأن يأخذهم أخذ عزيز مقتدر.

وهذه وقفات سريعة مع القضايا التي تهم الأُمَّة في هذا الوقت تدور حول المعاني التالية:

أولًا: الإجرام الصهيوني والاستبسال الفلسطيني... آلام وآمال.

ثانيًا: صلاة التراويح وظمأ لم يروَ.

ثالثًا: فساد الدراما؛ تدمير للفرد والأسرة، والمجتمع والدولة.

رابعًا: التوبة النصوح طريق النصر في الدنيا، والنجاة في الآخرة.

أولًا: الإجرام الصهيوني والاستبسال الفلسطيني... آلام وآمال:

خَتَمَ اللهُ لنا شهرَ رمضان المبارك في هذا العام بأخبارٍ فيها كثير مِن الآلام، تمخضت عن ولادة الكثير مِن الآمال؛ فأما الآلام: فكانت نتيجة هذا الكبر والصلف الصهيوني، وهم يهمون بطرد عددٍ مِن إخواننا في فلسطين مِن منازلهم، وكأنهم لا يأبهون إلى العالَم الإسلامي بعدده الزائد على المليار ونصف المليار!

وكأنهم تأكدوا أنهم قد مَزَّقوا الجسد الإسلامي الذي ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) (متفق عليه)، ولكن الله خيَّب ظنهم، وتضامن المقدسيون جميعًا مع الأُسَر المهدَّدة بالطرد مِن منازلهم، فما كان مِن الصهاينة؛ إلا أنهم أرادوا أن يؤدِّبوا الجميعَ، وأن يحرموا الفلسطينيين من عمارة المسجد الأقصى بالتراويح في رمضان؛ فأغلقوا الطُّرقَ إليه، وخرج سكان المغتصبات الصهيونية يقطعون الطريق على المسلمين والمسلمات، ويسخرون منهم في الطرقات، (سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (التوبة:79).

نعم تألمنا؛ لأننا نرى هذا ولا نملك له دَفْعًا؛ إلا دعوات انطلقت في مشارق الأرض ومغاربها في صلوات التراويح، وفي شهر رمضان "شهر الدعاء"، ولكن الله بفضله وكرمه استجاب لتلك الدعوات، وثبَّت إخواننا في مواجهة جحافل الصهاينة، ومِن هنا انطلقت الآمال.

الآمال التي تبيِّن أن: مسلمي فلسطين في غزة، والضفة، وفي القدس، وأراضي 67، بل وفي الأراضي التي اغْتُصِبت في 48، وابتُلِعَت وصارت في عُرْف القانون الدولي الجَائِر جزءًا مِن تلك الدولة اللقيطة؛ كلهم قام ينتفض للأقصى.

قاوم الفلسطينيون في القدس، وواجهوا الصلف الصهيوني، وألقى اللهُ الرعبَ في قلوب الجنود الصهاينة، وآزرتهم صواريخ إخوانهم في غزة، ورأينا تنسيقًا وتعاونًا بين مختلف الفصائل، وهو مِن أسباب النصر -بفضل الله تعالى-، كما قال -تعالى-: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال:46).

وسَدَّد اللهُ رميهم؛ فرأينا تلك الصواريخ البدائية وهي تخترق القبة الحديدية التي أقامها الكيان الصهيوني؛ ليطمئن سكانه أنهم في أمان مِن صواريخ الفلسطينيين؛ فأراد الله لها أن تصل، وأراد الله لها أن يكون وقعها على قلوبهم أبلغ بكثيرٍ مِن وقعها على منشآتهم؛ مصداقا لقوله -تعالى-: (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ) (آل عمران:151).

ومِن الآمال: أن موقفَ معظم الدول الإسلامية "وعلى رأسها: مصر"؛ كان قويًّا ومسانِدًا لإخواننا الفلسطينيين، مساندة سياسية، بلا شك لها أثرها في دعم إخواننا الفلسطينيين، بل نأمل أن يكون لها أثرها في رأب الصدع الذي كان في علاقات كثيرٍ مِن الدول.

ويجب أن يدرك الجميع؛ أفرادًا وجماعاتٍ ودولًا: أن اللهَ أمر بنصرة المسلمين؛ لا سيما إذا تعرَّضوا للظلم بسبب دينهم، ثم توعدنا إن تأخرنا عن موالاة المسلمين ونصرتهم، ودخلنا في موالاة الكافرين، فقال -تعالى-: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) (الأنفال:73).

ومما يدخل في خذلان المؤمنين، ومناصرة الكافرين عليهم: التصريحات التي أدلى بها بعض رموز العالمانيين، والذين يتعاملون مع الأحداث وكأنها أحداث احتجاجات داخلية بين مواطِنين وحكومة بلدهم! ويذهلون عن أن الكيانَ الصهيوني غَاصِبٌ لأرض فلسطين كلها "لا سيما القدس"؛ التي وَفْق القانون الدولي نفسه تعد أرضًا محتلة؛ وبالتالي: فوَفْق هذا القانون يجوز المقاومة بكل صورها السلمية والحربية.

لقد برهنت الأحداث: أن رمضانَ شهرُ الانتصار؛ انتصار على النفس في الداخل، وعلى الشيطان وعلى أعداء الله في الخارج.

وبرهنت: أن رمضان شهر الأخوة الإيمانية، وشهر الدعاء الصادق؛ لا سيما حينما يكون مِن قلوب تآلفت دون أن تلتقي، أو تتعارف الأبدان، ومِن ثَمَّ بَيَّنتْ لنا طريقًا ثابتًا للنصر؛ سواء كان هناك تصاعد للأحداث أم لا، وهو طريق: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7).

فاللهم انصرنا وثبتنا، وتوفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين.

ثانيًا: صلاة التراويح وظمأ لم يروَ:

صلاةُ قيامِ رمضان في جماعةٍ، شعيرة سَنَّها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لتكتمل واحة رمضان تزودًا بالتقوى مِن: صيام، وصلاة، وقراءة للقرآن.

وكم مَرَّتْ بالأمة، فكان الاجتماع عليها محرِّكًا للقلوب، ومدخلًا للبهجة لكلِّ محبٍّ لدين الله، ومنها انتشرت كثيرٌ مِن العادات الاجتماعية الحَسَنَة مِن: طيب الكلام، وإطعام الطعام، وتنظيف الشوارع، وتجميل الميادين، ومنها: عَرَفَت الفتيات الحجاب؛ حتى وإن لم يكن في كثيرٍ مِن صوره محققًا لكل الأوصاف الشرعية، ولكن انشغل كثيرٌ مِن الناس عنها -للأسف- بالأحداث التي شهدتها معظم بلاد المسلمين، وكان الأولى أن يُقْبِلوا عليها كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة: (يَا بِلَالُ، أَقِمِ الصَّلَاةَ أَرِحْنَا بِهَا) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني)، وعن حذيفة -رضي الله عنه- قال: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ، صَلَّى" (رواه أحمد وأبو داود، وحسنه الألباني).

ولما انشغلنا عنها ابتلانا الله بـ"فيروس كورونا" -نسأل الله أن يرفعه عن المسلمين-، واتخذت إجراءات وقائية كان منها: إغلاق المساجد في رمضان الماضي، وكان ألمًا ما بعده ألم، ثم جاء هذا العام وانفرجت الأمور قليلًا، فَسُمِح بصلاة خفيفة في المساجد أعادت شيئًا مِن أجواء رمضان.

وما زال ظمؤنا إلى رمضان قادمٍ تمتلئ فيه ساحات مساجدنا بالركع السجود؛ رجالًا ونساءً وأطفالًا، وترتفع أياديهم بالدعاء لله، والاستنصار لإخوانهم في كلِّ مكان.

فاللهم بلغنا رمضان سنوات عديدة في صحة وعافية، وقدرة على إقامة شعائره، واستثمار أوقاته.

ثالثًا: فساد الدراما تدمير للفرد والأسرة والمجتمع والدولة:

مِن سنن الله الكونية: أن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وكذلك المجتمعات، ففي ظل تقلص صلاة التراويح استثمر كثيرٌ مِن صُنَّاع الدراما الحدثَ ليربطوا المشاهد أمامهم، والطريق إلى ذلك سهل ميسور بالنسبة لهم مِن مخاطبة الغرائز، والإسقاطات الجنسية، وبقصص المغامرات، والتي تدهور بها الحال؛ فصارت قصص البلطجة، ثم تدهور أكثر هذا العام ليتحول إلى عرض مستمر لصورٍ مِن الجريمة المنظَّمَة!

وهذا فساد عظيم يدخل تحت قوله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (النور:19).

لقد تحوَّلت هذه الأعمال إلى "مِعْوَل هدمٍ"؛ لا تكاد تترك مقومًا مِن مقومات الأمة إلا وهدمته؛ فعلى مستوى الفرد: لا تكاد -بل لا- تجد مَن هو صالح بالمعيار الشرعي بعقيدة صحيحة، ومواظبة على العبادة، وحُسْن خلق، وطيب معاملة، ولا حتى بالمعايير الدنيوية؛ فاختفت من الأعمال الدرامية صورة الطبيب الذي يدرك أن الطب مهنة إنسانية، أو المهندس المجتهد في عمله، أو القانوني الذي لا يُدَافِع إلا عن المظلومين، أو المدرِّس الذي يرى أن تلاميذه عنده كأبنائه، أو العَامِل الكَادِح الذي يكدح ليوفر احتياجات أسرته، أو الفلاح الذي يزرع الطِّيبَة والبِشْر قَبْل أن يزرعَ الحَبَّ والشَّجَر!

بل لو أنك استعرضت الشخصيات التي تدور حولها معظم الأعمال الدرامية؛ لوجدتَ: تجار المخدرات، وتجار السلاح، ومدمني شرب الخمر والمخدرات، والوصوليين والنفعيين، و... !

فأيُّ قدوة نقدِّمها لأبنائنا؟!

وأي صورة ذهنية نريد لشعوب العالم أن تعرفها عنا؟!

وأما الأسرة؛ فحدِّث ولا حرج:

فهنالك: الزنا، وجَعْلُه إحدى صور تأسيس الأُسَر، وزواج فتيات بغير ولي، وعَرْض أحداث زواجٍ وطلاقٍ دون اعتبار للأحكام الشرعية المتعلِّقة بهذا كله!

وتجد انتسابَ الرَّجُل لغير أبيه، وفي المقابل: تجد ‌تَبَرُّؤ الرجل مِن أبيه وأمه، وكمٍّ مِن الانحرافات لا يعلم مداها إلا الله!

وأما المجتمع في هذه الدراما: فغابة ووحوش، يتربص بعضهم ببعض، ويقتل بعضهم بعضًا، ويذل بعضهم بعضًا!

وللأسف: تطالعنا الأخبارُ بتقليدٍ فوري لأحداث تلك المسلسلات، ولكن لا يوجد مَن يحاول إدراك المجتمع قبل فوات الأوان!

والعجيب: أن الإعلام يزعم أنه يحارب التَّنَمُّر ثم يُقَدِّم جرعاتٍ مكثفةٍ مِن التنمر، بعادات البيئات المختلفة مِن الحضر للريف للبادية.

وهذه المسلسلات تهدم دور الدولة: فمَن يشاهدها يظن أننا في جمهورية مِن جمهوريات الموز، فعصابات المخدرات تزرع وتتاجر، ويصفي بعضهم بعضًا عند الاختلاف، وأحداث قتل، وخطف، وإحراق؛ فضلًا عن المشاجرات التي لا تنتهي، وأجهزة الدولة في هذه الدراما دائمًا ما تحضر متأخرة، ودائما ما تعجز عن إثبات جرائم ارتكبت في وضح النهار!

وكثيرٌ مِن المشاهدين يظن أن هذا هو الواقع فيتصرف بناءً عليه (رأينا فيديو يمثِّل حادثة واقعية لعائلةٍ تمارِس إذلالًا مشينًا على بسطاء، وهم يرددون: أنه لا يمكن للحاكم ولا لغير الحاكم أن يحمي أحدًا مِن بطشهم!).

والمستثمرون الذين تعمل الدولة جاهدة على اجتذابِ كثيرٍ منهم، يعتبرون أن الدراما تَعْرض الوَاقِعَ؛ حتى لو ببعض المبالغة، ومِن ثَمَّ تكون هذه الدراما حَرْقًا لجهود الإصلاح الاقتصادي!

وقد نال الصعيد قسطًا كبيرًا من هذه الدراما، فكان أيضًا ضد تَوَجُّه الدولة التي تحاول دفع قطار التنمية في الصعيد! ولكن الدراما تجعلك تتصور: أن الصعيد مجموعة من العِزَب التي يحكمها تجار المخدرات والسلاح!

رابعًا: التوبة النصوح طريق النصر في الدنيا، والنجاة في الآخرة:

قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7)، وقال: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) (الحج:40-41).

وخاطب أفضل الخلق بعد الأنبياء صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- وبيَّن لهم سبب التراجع الذي حدث في غزوة أُحُد بعد بدايتها بنصر ساحق للمسلمين، فقال: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:156).

فلنتب لله أفرادًا بتعلُّم العقيدة الصحيحة، والمواظبة على العبادة، والتحلي بمكارم الأخلاق.

ولتسمع النساء المُسْلِمَات إلى نداء الله لنبيِّهِن لكي يخاطبهن بمقتضى إيمانهن أن يلتزمن بالحجاب: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) (الأحزاب:59).

وليعرف الرجال: أن معيارَ الرجولة يُقَاس بحسن معاملة الزوج لزوجته، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

فعلينا أن نسعى كمجتمعاتٍ أن نكون مجتمعًا مترابطًا متراحمًا، آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) (آل عمران:110).

وعلينا أن نعلم: أن شرعَ الله شرعٌ كاملٌ شاملٌ، ينظِّم حياةَ الفرد والمجتمع والدولة، وأن السعادة في اتِّبَاعه، وترك أهواء ذوي الأهواء، (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) (الجاثية:18).

وأن نتذكر قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بهذا الدِّين، فمهما ابتغينا العزَّ في غيره؛ أذلنا الله".

وقول الإمام مالك -رحمه الله-: "لن يصلح آخِر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها".

فاللهم كُن لإخواننا المجاهدين في فلسطين.

اللهم سَدِّد رميهم، ووحِّد صَفَّهم، وثبِّت الأرض مِن تحت أقدامهم.

اللهم حرر المسجدَ الأقصى مِن دنس اليهود، ورده إلى المسلمين ردًّا جميلًا.

اللهم ارزقنا فيه صلاة قبل الممات.

اللهم انصر إخواننا المرابطين في القدس.

اللهم كن لهم ناصرًا يوم قلَّ الناصر.

اللهم احفظهم مِن بين أيديهم ومِن خلفهم، وعن أيمانهم وعن شمائلهم، ومِن تحتهم ومن فوقهم.

الدعوة السلفية بمصر

30 رمضان 1442هـ

12 مايوم 2021م

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com