السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

وقفات مع آيات (3) قوله -تعالى-: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا) إِلَيْهَا) موعظة الأسبوع)

وقفات مع آيات (3) قوله -تعالى-: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا) إِلَيْهَا) موعظة الأسبوع)
سعيد محمود
الأربعاء ١١ أغسطس ٢٠٢١ - ١١:١٥ ص
273


وقفات مع آيات (3) قوله -تعالى-: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا) إِلَيْهَا) موعظة الأسبوع)


كتبه/ سعيد محمود


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛


المقدمة: ‏                            


‏-‏ نزل القرآن للتدبر والعمل: قال -تعالى-: ‏)كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ((ص:29). ‏


‏-‏ ومِن القرآن ما نزل على حادثة أو سبب:‏) وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا) ‏‏(الإسراء: 106). ‏


آية اليوم وقصتها: ‏


-‏ قوله -تعالى-: ‏)وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ ‏خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (الجمعة:11). ‏


‏-‏ قال ابن كثير -رحمه الله-: "يُعَاتِب -تبارك وتعالى- على ما كان وقع مِن الانصراف عن الخطبة يوم الجمعة إلى التجارة ‏التي قدمت المدينة يومئذٍ، فقال -تعالى-: ‏)وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا(‏ أي: على المنبر تخطب. عن جابر -‏رضي الله عنه- قال: قدمت عير المدينة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب، فخرج الناس، وبقي اثنا عشر رجلًا، فنزلت: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا)‏ (متفق عليه). ‏


تنبيه‎ ‎مهم:


قال ابن كثير -رحمه الله-: "ولكن ها هنا شيء ينبغي أن يُعلَم، وهو: أن هذه القصة قد قيل: أنها كانت لما كان رسول ‏الله -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يقدِّم الصلاة يوم الجمعة على الخطبة". ‏


وقفات وفوائد حول الآية:


‏(1)‏ أثر محنة الفقر بعد الهجرة وفضل الصحابة(1)‏:


‏- ‏استدعاء مشهد المدينة النبوية، والمعاناة الاقتصادية والاجتماعية الشديدة عند قدوم المهاجرين، اعتذارًا عن ‏انصرافهم ونزول العتاب لهم: قال -تعالى- عنهم مادحًا ومثنيًا: ‏)لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ . وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)‏ (الحشر:8-9). ‏


‏-‏ لقد وصل بهم الفقر إلى أشده: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رَجُلًا: أتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَبَعَثَ إلى ‏نِسَائِهِ، فَقُلْنَ: ما معنَا إلَّا المَاءُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن يَضُمُّ -أوْ يُضِيفُ- هذا؟ فَقالَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ: أنَا، ‏فَانْطَلَقَ به إلى امْرَأَتِهِ، فَقالَ: أكْرِمِي ضَيْفَ رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فَقالَتْ: ما عِنْدَنَا إلَّا قُوتُ صِبْيَانِي، فَقالَ: هَيِّئِي ‏طَعَامَكِ، وأَصْبِحِي سِرَاجَكِ، ونَوِّمِي صِبْيَانَكِ إذَا أرَادُوا عَشَاءً، فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا، وأَصْبَحَتْ سِرَاجَهَا، ونَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا، ثُمَّ قَامَتْ ‏كَأنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فأطْفَأَتْهُ، فَجَعَلَا يُرِيَانِهِ أنَّهُما يَأْكُلَانِ، فَبَاتَا طَاوِيَيْنِ، فَلَمَّا أصْبَحَ غَدَا إلى رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، ‏فَقالَ: ضَحِكَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ -أوْ عَجِبَ- مِن فَعَالِكُما. فأنْزَلَ اللَّهُ: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ ‏فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (رواه البخاري).


‏-‏ لقد تركوا كل شيء من الدنيا لله ولنصرة دينه: (مصعب بن عمير ابن الأغنياء، يترك الثراء والجاه ويموت يوم يموت ‏ليس له كفن إلا بردته غير السابغة - أبو سلمة يهاجر ويترك الأهل والولد - سعد بن معاذ سيد الأنصار يوم بدر يعلن ‏الاستعداد المطلق لكل النتائج... وغيرها من المواقف التي لا تُحْصَى). ‏


(2)‏ فضل يوم الجمعة وأهمية الخطبة: ‏


-‏ هو سيد الأيام: قال عنه النبي -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: (خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ) (رواه مسلم).  ‏


‏-‏ يوم العبادة الأعظم: ومنة الله على الأمة الإسلامية، حيث غذاء الأرواح بعد كد الأسبوع في غذاء الأبدان: قال النبي -‏صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: (أَضَلَّ اللهُ عَنِ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الْأَحَدِ، فَجَاءَ اللهُ بِنَا فَهَدَانَا اللهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ) (رواه مسلم)، وقال -تعالى- قبل العتاب: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ . فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الجمعة:9-10).  ‏


-‏ شرعت فيه صلاة الجمعة لجميع المكلفين القادرين على تحمل المسئوليات أول كل أسبوع في مكانٍ واحدٍ، ليسمعوا ‏فيه الترغيب والترهيب، بما يحملهم على النهوض بواجباتهم الدينية والدنيوية: قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ . فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الجمعة:9-10)(2). ‏


‏-‏ فيه ساعة إجابة مضمونة: قال النبي -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عن يوم الجمعة: (فِيهِ سَاعَةٌ، لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ» وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا) (رواه البخاري)(3)‏.


‏-‏ ولذا كان عندهم يوم عيد أسبوعي: قال النبي -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: (إِنَّ هَذَا يَوْمُ عِيدٍ، جَعَلَهُ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ، فَمَنْ جَاءَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ) (رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني). قال النيسابوري في تفسيره: "وكانت الطُرقاتُ في أيام ‏السَّلف، وقت السَّحَر وبعد الفجر غاصَّةً بالمُبكِّرين إلى الجمعة؛ يَمشون بالسُّرُج". ‏


‏(3)‏ ذكر بعض آداب يوم الجمعة(4):


أ‌-‏ تأكيد صلاة فجر الجمعة في المسجد: قال -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: (أفْضَلُ الصَّلَواتِ عِنْدَ الله صلاةُ الصُّبْحِ يَوْمَ الجُمُعَةِ فِي جَماعَةٍ) (رواه البيهقي في شعب الإيمان، وصححه الألباني). ‏


ب‌-‏ قراءة الإمام في الفجر سورتي السجدة والإنسان: عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: "أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- ‏كان يقرأُ في صلاةِ الفجرِ يومَ الجُمُعةِ: (الم تَنْزِيلُ)، (وهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ)" (رواه مسلم). ‏


ت‌-‏ الاغتسال والتطيب والتسوك ولبس أحسن الثياب: قال -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: (مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَاسْتَاكَ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ، فَلَمْ يَتَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ، ثُمَّ رَكَعَ مَا شَاءَ أَنْ يَرْكَعَ، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ، كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الَّتِي قَبْلَهَا) (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني).


ث‌- الإكثار من الصلاة على النبي -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (أَكثِروا الصَّلاةَ عليَّ يومَ الجمعةِ وليلةَ الجمعةِ فمن صلَّى عليَّ ‏صلاةً صلَّى اللَّهُ عليْهِ عشرًا) (رواه البيهقي في الكبرى، وحسنه الألباني).


ج‌- التبكير الى المسجد: قال النبي -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: (مَنِ اغْتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأنَّما قَرَّبَ ‏بَدَنَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَقَرَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ كَبْشًا أقْرَنَ، ومَن رَاحَ في ‏السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ دَجَاجَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الخَامِسَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإمَامُ حَضَرَتِ المَلَائِكَةُ ‏يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ) (متفق عليه). ‏


خاتمة:


‏-‏ تذكير بالآية، وقصة النزول، وكيف أنها سُبقت بآيتين في بيان أهمية صلاة الجمعة، والتوجيه إلى التفرغ عندها، ‏والسعي في الرزق بعدها، ثم ختمت بالتنبيه على فضل ما عند الله في الآخرة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ . فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ ‏خَيْرُ الرَّازِقِينَ)‏ (الجمعة: 9-11). ‏


‏-‏ الإشارة إلى أن ذلك لم يتكرر في أصحاب النبي -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، بل علَّموا الناس عظيم الحرص على التبكير إلى ‏صلاة الجمعة، كما قال النيسابوري آنفًا.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


‏(1)‏ حتى لا يتوهم متوهم تفريط الصحابة ويسيء بهم الظن، فانظروا إلى أي مدى وصل بهم جميعًا الفقر والشدة، وانظروا الى عظيم بذلهم، وإذا كان ‏العتاب للتربية، وهم متأولون لانتهاء الصلاة ولشدة الفقر، فأين الذين يضيعون الطاعات والفرائض لمباراة كرة أو رحلات وحفلات، أو أعمال وأموال، أو ‏‏... وهم في سعة من العيش؟‏


‏(2)‏ قال ابن القيم -رحمه الله-: "فهو اليوم الذي يُستحبُّ أن يُتفرَّغ فيه للعبادة، وله على سائر الأيام مزيَّة بأنواعٍ من العبادات واجبة ومستحبَّة، ‏فاللهُ -سبحانه- جعل لأهلِ كلِّ مِلَّة يومًا يتفرَّغون فيه للعبادة، ويتخلَّوْن فيه عن أشغالِ الدنيا، فيومُ الجمعة يومُ عبادة، وهو في الأيام كشهرِ رمضانَ في ‏الشهور، وساعة الإجابةِ فيه كليلةِ القدر في رمضان؛ ولهذا مَن صحَّ له يومُ جمعتِه وسَلِم، سَلِمت له سائر جمعته، ومَن صحَّ له رمضانُ وسَلِم، سَلِمت ‏له سائر سَنَتِه، ومَن صحَّت له حجَّته وسَلِمتْ له، صحَّ له سائر عمرِه؛ فيومُ الجمعة ميزان الأسبوع، ورمضانُ ميزان العام، والحجُّ ميزان العمر" (زاد ‏المعاد في هدي خير العباد). ‏


(3)‏ وهي في الأيام كليلة القدر في رمضان، والجمعة في الأيام كشهر رمضان في السنة، فمَن صحت له جمعته صح له أسبوعه، فيوم الجمعة ميزان ‏الأسبوع. ‏


‏(4)‏ ولما كان هذا اليوم معظَّمًا عند الله وعند المؤمنين، جعل الله له آدابًا تحفه بالعظمة والتقديس.


موقع أنا السلفي


www.anasalafy.com


تصنيفات المادة