الثلاثاء، ٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٦ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

الغيبوبة!

الغيبوبة!
سعيد السواح
الأحد ١٥ أغسطس ٢٠٢١ - ١١:٥٣ ص
176


الغيبوبة!


كتبه/ سعيد السواح


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  


الغيبوبة هي فقدان الوعي والإدراك، وقد يعيش الإنسان في حالة من اليقظة مع غياب وعيه وإدراكه (كحالة الزهيمر)، فذاكرته تتلاشى فلا تراه يذكر شيئًا فلا تراه يدرك ما صلاة، ولا صيام، بل وتراه لا يتعرف على أولاده، بل ولا على أحبابه وأقرب الناس إليه، فلا تراه يعلم مِن بعد علم شيئًا، كما وصف الله لنا ذلك في كتابه: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) (النحل:70).


فلو كان الإنسان لا يدرك غاية الحياة، وغاية ما هو مطلوب منه فغيَّر وبدَّل في هذه الغايات والمطلوبات من غير وجه حق؛ فهو يعيش في غيبوبة وإن لم يدرك ذلك!


فلو قلنا له: هل تعترف أن الله هو خالقك؟


وهل تعرف لماذا خلقك الله؟


وهل ترى أن خطواتك في الحياة تسير في هذا الاتجاه المطلوب منك؟


فإن قلت: إنها تسير في الاتجاه المطلوب؛ لقلنا: بنسبة كم؟


أتدري ما سبب التخلف عن إتمام المهمة؟


إنها الغيبوبة، فنحن فقدنا الإدراك فغاب الطريق، وغبنا عن الطريق!


هذه حقيقة لا بد من استشعارها إن أردنا تصحيح المسار، (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) (الأنعام:44).


الإفاقة:


الجيل الأول الذي حمل الراية تربَّى على اليقظة، فكان في حالةٍ مِن اليقظة والإفاقة الدائمة، ولو طرأ عليه غفلة في لحظة ما لأتى تنبيه السماء فقرأوا رسائل ربهم بوعي وإدراك، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ . إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ . انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (التوبة:38-41)، (وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (التوبة:118).


أفيقوا قبل فوات الأوان حيث لا يفيد الندم والتأسف: (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ) (محمد:18)، (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) (الأنعام:158).


موقع أنا السلفي


www.anasalafy.com


تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً