السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

لماذا الإصرار على المخالفة؟

لماذا الإصرار على المخالفة؟
سعيد السواح
الأربعاء ٢٥ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٩:٢٤ ص
179

لماذا الإصرار على المخالفة؟

كتبه/ سعيد السواح

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فعجيب أمر هذا الإنسان!

اختارك الله مسلمًا، فأنت وُلِدت على الفطرة، وبمقتضى ذلك ينبغي أن تكون مستسلمًا بكليتك، ومنقادًا لخالقك، فهو لم يخلقك لتعارضه وتعصيه، فقد خلقك لنفسه.

ما خلقك الله لتكون له ضدًّا أو ندًّا، أو مخاصمًا ومعاندًا، ولكن ما خلقك إلا لتكون له عبدًا.

انتبه... !

ما الذي تجنيه بمعصيتك ومخالفتك لربك؟

فلن تضر الله شيئًا، وإنما لا تضر بذلك إلا نفسك.

لصالح مَن؟!

لصالح مَن أنت تعمل؟ هل لصالح نفسك أم لغير ذلك؟

لماذا لا تسمع وتطيع؟

أبغضًا في ربك وعنادًا؟!

أبغضًا في شريعة ربك؟!

أتدري ماذا قال ربك عن الناس؟، (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) (يوسف:103)، (فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا) (الإسراء:89).

فهل تراك مع الكثرة؟ (فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا) (الإسراء:99).

عندما يغلق الإنسان عقله وقلبه: (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ . ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) (الأعراف:94-95).

لم يقرأوا رسالة ربهم ثم يدَّعون العقل والرشد!

قل انظروا:

(أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (الروم:9)، (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الأحقاف:27)، (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ) (محمد:13)، (وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُون) (القصص:78).

لا تغتر بعصبتك وقوتك:

(كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (التوبة:69).

لا تكن أنت هذا الرجل:

(وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ . يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (الجاثية:7-8).

كن من هؤلاء:

(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) (الأحزاب:23).

فلتلحق بالركب ولا تتخلف:

فقد أوشك أن ينادي المنادي: الرحيل ... الرحيل ... فقد أزفت الآزفة.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

ربما يهمك أيضاً