الخميس، ١٧ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٥ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

كفاك فخرًا أن نبيك هو محمد -صلى الله عليه وسلم- (2)

كفاك فخرًا أن نبيك هو محمد -صلى الله عليه وسلم- (2)
السبت ١٨ ديسمبر ٢٠٢١ - ١٧:١٥ م
73

كفاك فخرًا أن نبيك هو محمد -صلى الله عليه وسلم- (2)

كتبه/ سعيد السواح

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فمِن كمال شفقة النبي -صلى الله عليه وسلم- على أمته: دوام نصحه لهم، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-: عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ ‌اسْتَوْقَدَ ‌نَارًا، فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي تَقَعُ فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْنَ فِيهَا فَأَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ وَهُمْ يَقْتَحِمُونَ فِيهَا) (رواه مسلم).

ألا يستحق هذا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتبع ولا يترك؟!  

ألا يستحق هذا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن نتمثَّل بسنته، وأن نمارس كل نواحي حياتنا على أساسٍ من اتباعه -صلى الله عليه وسلم-، وهو الذي هداه الله -تعالى- وارتقى أعلى مراتب العبودية؟!

(قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام:161-163).

هذا هو النبي -صلى الله عليه وسلم- أيها الحبيب ... الذي هو فرطنا على الحوض يهيئ ويعد فيه ما يليق بالوارد، وآخذ لنا طريق النجاة، يمد لنا -صلى الله عليه وسلم- يديه بالماء من حوضه لنشرب شربة لا نظمأ بعدها أبدًا، فلقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (أَنَا ‌فَرَطُكُمْ ‌عَلَى ‌الْحَوْضِ، مَنْ وَرَدَ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا) (رواه مسلم).

فافخر أيها الحبيب بشجاعة نبيك -صلى الله عليه وسلم-: فهذا أنس بن مالك -رضي الله عنه- يصف لنا من شجاعة نبينا الحبيب -صلى الله عليه وسلم-، فيقول: "كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحْسَنَ النَّاسِ، ‌وَأَجْوَدَ ‌النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ" (رواه مسلم).

ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق ناس قبل الصوت فتلقاهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- راجعًا، وقد سبقهم إلى الصوت وهو على فرس لأبي طلحة عري في عنقه السيف، وهو يقول: (‌لَمْ ‌تُرَاعُوا، ‌لَمْ ‌تُرَاعُوا، قَالَ: وَجَدْنَاهُ بَحْرًا، أَوْ إِنَّهُ لَبَحْرٌ، قَالَ: وَكَانَ فَرَسًا يُبَطَّأُ) (متفق عليه).

وافخر أيها الحبيب بجود نبيك -صلى الله عليه وسلم-: قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ، فَيَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ ‌مِنَ ‌الرِّيحِ ‌الْمُرْسَلَةِ" (متفق عليه).

وافخر أيها الحبيب بسخاء حبيبنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-: فقد قال جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-: "مَا سُئِلَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ‌شَيْئًا ‌قَطُّ، ‌فَقَالَ: ‌لَا" (رواه مسلم).

وافخر أيها الحبيب بطيب ريح النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولين مسه: قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: "‌مَا ‌شَمَمْتُ ‌عَنْبَرًا قَطُّ وَلَا مِسْكًا وَلَا شَيْئًا أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَلَا مَسِسْتُ شَيْئًا قَطُّ دِيبَاجًا وَلَا حَرِيرًا أَلْيَنَ مَسًّا مِنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-" (رواه مسلم).

فلتفخر أيها المسلم الحبيب ... ولا أدري بأيها أفخر: بشفقته ورحمته -صلى الله عليه وسلم- أم بشجاعته -صلى الله عليه وسلم- أم بجوده وسخائه -صلى الله عليه وسلم- أم بطيب ريحه -صلى الله عليه وسلم- أم بغير ذلك من الخلال التي جمعت لنبينا وحبيبنا -صلى الله عليه وسلم-؟!

وفوق كل ذلك لك أن تفخر بحسن خُلُق نبيك -صلى الله عليه وسلم-، ولقد قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ‌أَحْسَنَ ‌النَّاسِ ‌خُلُقًا" (رواه مسلم)، وهذا مصداقًا لقول ربنا -تبارك وتعالى-: (‌وَإِنَّكَ ‌لَعَلَى ‌خُلُقٍ ‌عَظِيمٍ) (القلم:4).

أيها المسلم الحبيب ... ما بالك لو جلستَ في مجلس جمع فيه من أصحاب الديانات السابقة، فما حالك مع هؤلاء وأنت نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأنت تنتسب إلى هذه الأمة المحمدية التي قائدها وإمامها خير مَن وطأت قدماه الأرض؟! فحري بك أن تفخر .

ولكن قل لي بربك: لو جلستَ مجلسًا جمع فيه من الأنبياء، فما حال نبيك -صلى الله عليه وسلم- بك؟!

أيفخر بك أمام الأنبياء، ويقول: هذا من أمتي؟

أيفخر بك إمام الأنبياء ويقول: هذا من أتباع سنتي؟

أيفخر بك إمام الأنبياء ويقول: هذا يسير على منهجي؟

أم أنه يقول: (سُحْقًا سُحْقًا ‌لِمَنْ ‌بَدَّلَ ‌بَعْدِي) (متفق عليه).

أيها الحبيب ... حق للنبي -صلى الله عليه وسلم- أن يباهي بنا الأمم، فإياك ثم إياك وخذلان نبيك -صلى الله عليه وسلم-، وكن أهلًا أن تكون مِن أتباعه، ومِن ناصري منهجه وسنته.

وهيا بنا أيها الحبيب نسير خلف رسولنا -صلى الله عليه وسلم-؛ فإنه قائدنا إلى جنة عرضها السماوات والأرض.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً