الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

حينما تصحبك السعادة!

حينما تصحبك السعادة!
السبت ١٨ ديسمبر ٢٠٢١ - ١٧:١٧ م
81

حينما تصحبك السعادة!

كتبه/ غريب أبو الحسن

- في أعماق النفس البشرية رغبة نحو التَّميُّز.

- وفي أعماق النفس البشرية فرح بكلمات ونظرات الإعجاب.

- وفي أعماق النفس البشرية رغبة في المدح ولو بالادِّعاء.

- وما من نفسٍ بشرية إلا وتبحث عن السعادة، وعامة صراعات البشر تدور حول الحصول على أسباب السعادة في نظرهم والاستحواذ عليها، مثل: الصراع حول المال والجاه والسلطة، والنساء، والأطيان والبنايات.

- فهل هذه الأشياء تجلب السعادة؟

- وهل التميز يعني السعادة؟

- غني عن الذِّكر: أنه ربما حصَّل الإنسان كل هذه الأشياء، ثم هو يحيا تعيسًا، وربما أقدم على الانتحار؛ لأن هذه الأسباب تحقق سعادة ظاهرية، ولا تصل لأعماق النفس البشرية.

- والتميز ربما صار مِن أسباب الشقاء، فالغرور أو العجب أو الاستكبار ربما جلب على صاحبه الحسد والانطواء، وفقد العلاقات الطبيعية مع محيطه من معارفه.

- ومَن أراد السعادة حقًّا؛ فعليه بطلب أسبابها الحقيقية التي تصل بالسعادة لأعماق النفس البشرية.

- فمِن أسباب السعادة: مصاحبة القرآن؛ قراءة وحفظًا، وتدبرًا وقيامًا وعملًا.

- ومن أسباب السعادة: التعبد لله بأسمائه وصفاته وتدبرها، واستحضار معانيها وآثارها.

- ومن أسباب السعادة: صلة الرحم والإحسان للأقرباء، وتفقد أحوالهم؛ مما يحيطك بجوٍّ من المحبة والعلاقات الطيبة، وصلة وقرب مِن الله -سبحانه وتعالى-.

- ومن أسباب السعادة: العمل التطوعي واحتساب الوقت في سبيل الله في خدمة مجتمعك؛ للتخفيف من الأعباء على كاهل أبناء مجتمعك في شتى أبواب العمل التطوعي.

- ومن أسباب السعادة: مصاحبة العلم تعليمًا وتعلُّمًا، والعلم نور يبصرك حتى بأسس علاقاتك مع غيرك، فيمنعك من الجور وادِّعاء ما ليس لك، وتعليمك لغيرك ينشر ذلك النور، فينعكس على سعادتك وسعادة المجتمع الذي يعلم أفراده ما لهم وما عليهم، فيضيق نطاق الخصومة والمنافسة.

- ومن أسباب السعادة: الإنفاق في سبيل الله ، فنظرة السعادة في عين المحتاج والمعسر والمكروب لها مذاق خاص، ووقع خاص في القلب.

- ومن أسباب السعادة: حُسْن الخلق والإحسان للخلق، فحَسَنُ الخلق لا يستهلك نفسه في صراعات وخصومات ثم اجترار هذه الصراعات والخصومات مرة أخرى، ويأكل قلبه الندم أنه لم يفحم فلانًا أو لم يسكت فلانًا أو يرد على فلان، بل يكفيه بذل الندى وحسن الرد، وكظم الغيظ، وسلامة الصدر.

- والعجيب في هذه الأشياء: أنها تملأ قلبك سعادة في شبابك وأنسًا في كبرك، فهي تصحبك حين ينفض مِن حولك الأصحاب، وتؤنسك حين يستوحش غيرك.

- والتميُّز الذي يعنى السعادة: هو التميز الذي تحصله وأنت مدفوع بنيتك الحسنة نحو طلب الآخرة؛ فهو تميُّز يشعر به مَن حولك وأنت غير مكترِث به، بل تُرجِع الفضلَ فيه لله، وترى غيرك هو أفضل منك.

- فما أحوجنا لأن نطلب السعادة الحقيقية عميقة الأثر، طويلة المفعول؛ فهي طريقنا نحو سعادة أبدية في دار المقام!

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com