الاثنين، ٢٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠٦ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

اللغة العربية في مواجهة الطوفان

اللغة العربية في مواجهة الطوفان
الأربعاء ٢٩ ديسمبر ٢٠٢١ - ١٩:٤٦ م
47

اللغة العربية في مواجهة الطوفان

كتبه/ أحمد عبيد الحجازي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فتمثِّل اللغةُ العربيةُ أهمَّ روافد الهوية الإسلامية والفكر العربي، وهي لغة القرآن التي ارتضاها ربُّ الأنام حين أنزلها على النبي العدنان -عليه الصلاة والسلام، ومكانة اللغة العربية لدى المسلمين؛ لأنها لغة القرآن، ووعاء الفكر، وقاموس العقل، وسيدة اللغات.

وإن المتأمل في واقعنا يجد أن اللغةَ العربية في مواجهة طوفان عاتٍ من اللغات الأجنبية الأخرى، وذلك من خلال:

- غزو أرباب اللغات الأجنبية للعالم العربي والإسلامي.

- نشر مدارس اللغات في بلاد العرب على حساب اللغة العربية.

- مشاركة بعض الحكومات العربية في الجناية على اللغة العربية إن لم يكن غالبها.

- تهوين قدر اللغة العربية عند أبناء المسلمين والعرب من خلال معلمين جهلوا قدر لغتهم.

- افتتان أبناء المسلمين باللغات الأجنبية بالاعتزاز والتقعر بها، وخجلهم من الحديث باللغة العربية، بل واتهام مَن تحدث بها بالتخلف والرجعية.

ولن أنسى جناية السينما على اللغة العربية حين تطاولت على لغتنا من خلال أقزامها من الممثلين والممثلات، حين يأتون بممثل في صورة شيخ يتحدث العربية متكلفًا ومنفِّرًا سامعه، وحين أتوا بإحدى الممثلات تغني عن اللغة العربية بقولها: "كان وأخواتها وعماتها وخالتها" استهزاءً وتنقيصًا، وهل "كان" لها عمات وخالات؟! وكثيرًا ما يُظهرون معلم اللغة العربية في صورة مُنكرة، ويُظهرون معلِّم اللغات الأجنبية في صورة حسنة مقدَّرة.  

وأخيرًا أقول:

إن من علامات الفتنة باللغات الأجنبية من أبناء جلدتنا: 

- أن يُضمِّن حديثه ألفاظًا أجنبية لغير حاجة، وذلك مِن باب حب الظهور على مَن يجلس معهم في محاورتهم.

- تأثر بعض المبتعثين من أبناء جلدتنا إلى دول الغرب بتلك اللغات، والتحقير من شأن لغتنا وحضارتنا.

- ينظر بعض المتحدثين بلغة أجنبية أنه سيد قومه، أو سيد الجالسين، وهذه دلالة على الغرور.

- تجد بعض المثقفين يظن أن مَن يملك لغة أجنبية دلالة على ثقافته رغم جهالته بلغته الأصلية، وهذا لا يصح أبدًا؛ لأنه لو انطبق عليه ما ذكرتُ آنفًا لدلَّ ذلك على أنه يجهل أبجديات المعرفة.

- من المتخصصين في بعض اللغات الأجنبية لو جلستَ معه لأول مرة، تجد عنده حرصًا غير عادي في إظهار تخصصه في لغة أجنبية؛ لحب الظهور على مَن يحاوره.

ملحوظة مهمة:

لا أنكر تعلُّم اللغات الأجنبية، بل تعلمها واجب طالما كان تعلمها لضرورة، لكني أنكر الرطانة بها في غير الحاجة، والتنطع بها في كل المجالس والمناسبات.

أعرف معلِّمين للغات أجنبية لو جلستَ معهم الساعات لا تعلم أنهم يتخصصون في تلك اللغات؛ لأنهم امتهنوا تعليم اللغات في أماكنها، ولم ينشغلوا بالمنظرة على غيرهم في كلِّ بقعة يحلون فيها، أما في الجانب الآخر فتجد البعضَ تعلَّم كلمتين فويطيح بهما في كلِّ جلساته ولقاءاته!

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com