الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

الإسلاموفوبيا والغايات السياسية

الإسلاموفوبيا والغايات السياسية
السبت ٠٨ يناير ٢٠٢٢ - ١٧:٢٧ م
69

الإسلاموفوبيا والغايات السياسية

كتبه/ مصطفى حلمي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فتتسم حملة "الإسلاموفوبيا" بالعدوانية الشديدة، ويمكن تحديد مضمونها بأنها: "سلسلة من الأفعال والمعتقدات التي تستهدف المسلمين، وينتج عنها سوء فَهم نوعي للمسلمين والإسلام، وهي ظاهرة أيدولوجية توجد لتعزيز غايات سياسية واقتصادية على مستوى الداخل والخارج، وتتراوح بين شن الحروب والتعذيب المبرمج، إلى أعمال الخطف والاحتجاز والإعدام دونما إذن قضائي، إلى المراقبة ونصب الفخاخ والإيقاع بالأشخاص".

وتعاني الأقليات المسلمة في حياتها اليومية من آثار الإسلاموفوبيا؛ حيث يواجهون المضايقات والتحرشات، والتمييز العنصري، في الشوارع وفي وسائل الإعلام بكافة مشاربها على يد جماعات متبجحة معادية للإسلام، تصل بها أفعال الكراهية إلى حدِّ تفجيرات المساجد!

ولا ينبغي أن تُفهم تلك المظاهر على أنها أفعال متفرقة؛ إذ إنها داخل نموذج أصلي كامل للإسلاموفوبيا.

أضف إلى ذلك: أن مفردات الإسلاموفوبيا تدرجت من الهراوات والحجارة -التي بها تكسَّر عظام المسلمين- إلى إطلاق النار على المصلين والمساجد، من خلال هندسة الكراهية ضد المسلمين، وإدارتها وتوجيهها والعمل كوسائطَ لها في كلِّ الدول التي تعادي الإسلام غربًا وشرقًا.

ومن خلال "الإسلاموفوبيا" تم تبرير السياسات الجديدة داخل هذه الدولة -رغم أنها كانت تعتبر سابقًا لا دستورية- بزعم أنها سياسات ضرورية للأمن والحفاظ على الذات!

 فقد كان من نتائج نشر مزاعم الإسلاموفوبيا وتنميطاتها: أن رأينا التعذيب بَدءًا من الإغراق بالماء، والعزلة المفرطة للمتهمين، إلى الوسم العنصري، والخطف، وعمليات التسليم الاستثنائي لبلاد تقوم بتعذيبهم، والاغتيالات بدون إذن قضائي، وتجميد إجراءات الاستدعاء القضائية، والحرب الشاملة ضد بلدان ذات سيادة واحتلالها، كل ذلك من صور الإسلاموفوبيا ونماذجها وتحليلاتها.

لا مفرَّ لنا أمام هذا الإرهاب الغربي الشرس الذي يجدِّد الحروب الصليبية، إلا التكاتف جميعًا كشعوب إسلامية للدفاع عن أمّتنا بتخطيط علمي مدروس، وبشكل جدّي، وتكاتف إيماني، والإلقاء جانبًا بكل أسباب الخلافات؛ سعيًا وراء تجديد حضارتنا الإسلامية كحصنٍ نلوذ به حتى نكفل بقاءنا كأمّة، وإلا فإن هدفَ قادة هذه الدول وساسته هو إبادتنا، ولنراجع تصريحات بعضهم التي أفلتت بها ألسنتهم، وهي تنضح بما في القلوب من أحقادٍ وضغائنَ.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً

تجديد أم تخريب؟! (2)
43 ١٢ فبراير ٢٠٢٤
تجديد أم تخريب؟! (1)
83 ٢٩ يناير ٢٠٢٤
الفضيل بن عياض (2)
47 ١٧ سبتمبر ٢٠٢٢
الفضيل بن عياض (1)
106 ٣١ أغسطس ٢٠٢٢