الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

الطمأنينة في الإسلام

الطمأنينة في الإسلام
الثلاثاء ٠٨ فبراير ٢٠٢٢ - ١٨:٠٧ م
111

الطمأنينة في الإسلام

كتبه/ محمود دراز

إن شعور المرء بالطمأنينة في وطنه مثله كالجبال الشم الرواسي وكأنه يعانق السماء بعلوه وارتفاعه بفخر قوته وصلابته فأول شيء على الإنسان أن يحصن نفسه من نفسه فكثير من الأحيان يكون الخطر بيدي لابيدي عمرو  قال تعالى "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم( مهما أصابكم أيها الناس من المصائب فإنما هو عن سيئات تقدمت لكم"

فالله عز وجل جعل وقت الخوف أحكامًا للعبادات لأن المرء ليس بمقدوره إقامتها دون الأمن فقد ذكر في كتابه "وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا" البقرة ١٢٥

فمعنى قوله: " وإذ جعلنا البيت مثابة للناس ": وإذ جعلنا البيت مرجعا للناس ومعاذا، يأتونه كل عام ويرجعون إليه, فلا يقضون منه وطرا لأن الأمن يكون الإدراك وتحقيق العبادات دون خلل أو نقصان فالطمأنينة هي عدم القلق وقد أنزلها الله على رسوله في غار حراء لما فر من أذى المشركين مع أنهم كانوا بين المشركين والنبي صلى الله عليه وسلم موضع قدم لكن الله حفظهم بحفظه فهذا مراد الله لن يقف أمامه من في الدنيا ولو اجتمعوا

وفي الصحيحين عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: رأيت النبي ينقل من تراب الخندق حتى وارى التراب جلدة بطنه وهو يرتجز بكلمة عبد الله بن رواحة رضي الله عنه:

اللهم لولا أنت ما اهتدينا

 ولا تصدقنا ولا صلينا

فأنزل سكينة علينا

 وثبت الأقدام إن لاقينا

إن الألى قد بغوا علينا

 وإن أرادوا فتنة أبينا

قد يشكو الكثير من ضيق العيش لكن بقي شيئًا يغفل عنه الكثير وهو الرزق المكتوب في اللوح المحفوظ فهو أمر محتوم مقدر بأسباب وقد جرى القلم بما نراه وسوف نراه  قال النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي يعلى شداد ابن أوس:" الكيس من دان نفسه ، وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني رواه الترمذي في صحيحه

أيها الأحبة الكرام لا تحمِّلوا نفسكم أثقالاً ليس بمقدوركم تحملها وخذوا بالإسباب واعملوا فالله بيده الرزق وهو على كل شيء قدير وادعوا الله أن يحفظ وطنكم ولا تكونوا عونًا للشيطان عليه فالدنيا كلها زائلة بأسرها فالأخذ بالأسباب طريق الفوز والفلاح حفظ الله مصر وجميع الأوطان الإسلامية!

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com


 


تصنيفات المادة