الخميس، ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٨ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

معارك حاسمة (10) أحداث معركة القادسية

معارك حاسمة (10) أحداث معركة القادسية
الاثنين ١٤ فبراير ٢٠٢٢ - ١٨:١٣ م
170

معارك حاسمة (10) أحداث معركة القادسية

كتبه/ أحمد فريد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد رأى رستم في منامه أنه ينزل عليه مَلَك من السماء، ثم يدخل المعسكر ويأخذ أسلحة الجيش، ويختم عليها ختمًا، ويعطيها لرجل لا يعرفه، ليسأل بعدها رستم: مَن هذا الرجل؟ فيقال له: إنه محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يأخذ هذا الرجل بدوره السلاح ويعطيه لرجل آخر، فيقول رستم: "مَن هذا الرجل؟ فيقال لرستم: عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيأخذ هذا الرجل السلاح فيعطيه لرجل ثالث. فيقول رستم: من هذا الرجل؟ فيقال: سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه!

فما إن استيقظ رستم عن نومه حتى تمكّن الرعب من قلبه المرعوب أصلًا، فاخذ على نفسه عهدًا أن يبذل أقصى ما لديه لكي يتجنب قتال العرب المسلمين، ولذلك طلب من جيش العرب المسلمين أن يبعثوا إليه بأناسٍ يفاوضونه، عله يستطيع أن يردهم عن طريق المفاوضات، لكي يتجنب الهزيمة التي كان هو بالذات يدرك أنها محققة!

بعد أن طلب رستم مفاوضة المسلمين اختار سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه نفرًا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتفاوضوا مع رستم، وأصحابه هم أدرى الناس بطريقة التعامل مع علوج الفرس، ولعل حقد الروافض الشيعة من الفرس وأذنابهم على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يوم الناس هذا، إنما هو نابع في الأساس من الضربات الموجعة التي وجهها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لشرف الأمة المجوسية، وسيظهر ذلك جليًّا في أسلوب اللغة التي استخدمها رسل المسلمين العرب أمام رمز الإمبراطورية الفارسية رستم فرخ زاد.

وقرر سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن يرسل وفدًا من عدة رجال للتفاوض مع رستم؛ إلا أن صحابيًّا جليلًا كان له رأي آخر، فقد رأى ذلك الصحابي أنه إذا بَعَث المسلمون بوفدٍ كبيرٍ للفرس المجوس، فإن هذا سيبدو كأن شيئًا من التعظيم لهم، وأولئك القوم لا ينفع معهم إلا إهانة كرامتهم وإذلال شرفهم، وطلب من سعد رضي الله عنه أن يرسله وحده للتفاوض مع رستم، فوافق سعد رضي الله عنه على طلب هذا الصحابي الجليل ليسطر اسمه بحروف من ذهب في سجل الغرة والكرامة بتلك المقابلة التاريخية التي لقيَ فيها الفرسُ المجوس درسًا قاسيًا من دروس أصحاب محمدٍ صلى آلله عليه وسلم في فنِّ التعامل مع الكفرة الفجرة؛ لقد كان اسم ذلك الصحابي الجليل هو ربعي عامر رضي الله عنه، وهو من كبار قبيلة تميم العربية، وما أدراك مَن تميم!

فركب هذا الصحابي الجليل على فرسه الصغير ذي الذيل الصغير، وذهب به لمقابلة رستم، وقد ربط سيفه في وسطه بشيء غنمه من الفرس في إحدى معاركه؛ إمعانًا باحتقارهم.

وعبر القنطرة التي كانت تفصل بين المعسكرين، ووصل بفرسه إلى خيمه رستم، فطلب منه الفرس أن ينزل سلاحه ليقابل قائدهم، فقال ربعي رضي الله عنه بكل عزة وكرامة وهو راكب على فرسه لم ينزل منها بعد: "لن أنزع سلاحي، وأنتم الذين دعوتموني، فإن أردتم أن آتيكم كما أحب وإلا رجعتُ"، فأخبروا رستم بذلك فقال لهم والغيظ يملأ قلبه: "اسمحوا له بالدخول"، فدخل ربعي بن عامر رضي الله عنه بفرسه على البسط الفارسية الممتدة أمامه، وعندما دخل بفرسه وجد الوسائد الموشاة بالذهب، وقد ظن الفرس أن باستطاعتهم إبهار أولئك العرب البدو بزيف حضارتهم الواهية، فما كان من ربعي إلا أن تناول إحدى تلك الوسائد الذهبية ليقطعها أمام جند فارس ويحولها إلى مربط يربط به لجام فرسه الهزيلة!

وللحديث بقية إن شاء الله.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com


تصنيفات المادة