السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

قواعد في الاستعداد لشهر رمضان (1)

قواعد في الاستعداد لشهر رمضان (1)
الثلاثاء ٢٩ مارس ٢٠٢٢ - ١٦:١٤ م
326

قواعد في الاستعداد لشهر رمضان (1)

كتبه/ محمد سرحان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فهذه قواعد مهمة ليفوز الإنسان في رمضان، ولا يضيع منه هذا الموسم الكبير للطاعات والقربات:

القاعدة الأولى:

أن يدخل رمضان بشوقٍ إلى الله تعالى، وشوق إلى طاعته، ونيل رضاه سبحانه، فالشوق يدفع العبد إلى العمل وبذل الجهد، وحادٍ يحدوه للاجتهاد، وفي الحديث: "وَأَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَكَلِمَةَ الْإِخْلَاصِ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ، وَأَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ، وَأَسْأَلُكَ الرِّضَاءَ بِالْقَضَاءِ، وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَلَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ ... "، وشوقك لربك ولإرضائه قد أضعفه رين الشبهات والشهوات، ومرور الأزمان، فتحتاج إلى بعث هذا الشوق من جديد إن كان ميتًا، أو استثارته إن كان كامنًا.

القاعدة الثانية: معرفة فضل المواسم، ومنة الله فيها، وفرصة العبد منها:

فضَّل الله عز وجل بعض الأماكن على بعض، وبعض الأزمان على بعض، وبعض الشهور على بعض، وبعض الأيام على بعض، ففضل مكة والمدينة على غيرهما، وشهر رمضان على غيره من الشهور، وليلة القدر على غيرها من الليالي، وجعل للأشهر الحرم فضلًا، وما في هذه المواسم الفاضلة موسمٌ إلا ولله تعالى فيه وظيفة من وظائف طاعته، يُتقرَّب بها إليه، ولله فيه لطيفة من لطائف نفحاته، يصيب بها مَن يعود بفضله ورحمته عليه. 

فالسعيد مَن اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات، وتقرَّب فيها إلى مولاه بما فيها مِن وظائف الطاعات؛ فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات، فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار، وما فيها من اللفحات، ومعرفة العبد بفضائل هذه المواسم، وما يجب فيها وما يستحب من الأعمال، وما فيها من عظيم الأجر وجزيل الثواب، مما يعينه على الاجتهاد فيها، وأروع ما تقرأ في ذلك كتاب: "لطائف المعارف" للإمام ابن رجب، ومختصره للشيخ "أحمد فريد".

القاعدة الثالثة: الإعداد المُسبَق:

الإعداد للعمل علامة التوفيق، وأمارة الصدق في القصد، قال تعالى: "وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً"، والطاعة لا بد أن يُمهَّد لها بوظائف شرعية كثيرة حتى تؤتي أكلها ويُجتبني جناها، وخاصة في شهر رمضان حيث تكون الأعمال ذات فضل وثواب، وشرف مضاعف؛ لفضل الزمان.

وكل عمل جليل لا بد له من إعداد وتجهيز مسبق حتى يخرج منه العبد بأكبر ثمرة، وذلك بأن يبدأ الإنسان بالمحافظة على أنواع من الطاعات؛ خاصة التي يريد الاجتهاد فيها في رمضان، ويجعل له أورادًا منها قبل دخول الشهر، ويبدأ في ذلك تدريجيًّا شيئًا فشيئًا، مِن الأقل إلى الأكثر، ومِن الأسهل إلى الأصعب، حتى يدخل الشهر وهو في قمة نشاطه واجتهاده، وكثير من الناس يعقد الآمال بفعل جملة من الطاعات في شهر رمضان، فإذا ما أتى الشهر أصبح خبيث النفس كسلان؛ وذلك لأنه لم يحل عقدة العادة، والكسل والقعود.

القاعدة الرابعة: مطالعة أحكام الصوم وما يتعلق بشهر رمضان:

وهذا من آكد الواجبات؛ حتى لا يبطل صيامه أو يُنْقِص أجره، وليعلم أيَّ العمل أفضل فيكون إليه أسبق، ومِن الكتب المهمة في ذلك: "صفوة الكلام في مسالك الصيام" للشيخ أبي إدريس محمد عبد الفتاح، و"الجامع لأحكام الصيام" للشيخ أحمد حطيبة، و"مختصر بغية الإنسان في وظائف رمضان" للشيخ أحمد فريد.

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com


الكلمات الدلالية