السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

الدولة الفاطمية والمذهب الشيعي وزواله من مصر في العصر الأيوبي (3)

الدولة الفاطمية والمذهب الشيعي وزواله من مصر في العصر الأيوبي (3)
الأربعاء ٢٥ مايو ٢٠٢٢ - ١٨:٠١ م
108

الدولة الفاطمية والمذهب الشيعي وزواله من مصر في العصر الأيوبي (3)


كتبه/ أحمد حرفوش

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

نشأة الدولة الفاطمية في المغرب ومحاولات غزو مصر:

لقد نشأت الدولة الفاطمية في المغرب حيث بويع لعبيد الله المهدي بمدينة رُقَّادة سنة (297هـ - 910م)، وقد عمل عبيد الله المهدي على توطيد دولته الشيعية بالتخلص من منافسيه، فبادر بقتل داعيته أبي عبد الله الشيعي سنة (298هـ - 911م) بعد أن مهَّد له المغرب من الناحيتين: الدينية والسياسية، كما قام المهدي ببناء مدينة المهدية لحماية ملكه من ثورات المغاربة التي لا تنتهي.

وقد أدرك الفاطميون أن وضعهم لن يستقر في المغرب في ظلِّ ثورات أهلها، وعدم تقبُّلهم للمذهب الشيعي، كما أدركوا مدى الأهمية الاقتصادية والسياسية لمصر التي كانت في نظرهم ميدان المعركة الحاسمة مع العباسيين، وقاعدة الانطلاق إلى الشام واليمن وأرض الحرمين؛ لإقامة دولتهم على أُسس قوية؛ لذلك لا نعجب إذا رأينا الخلفاء الفاطميين منذ خلافة المهدي يدأبون على امتلاك تلك البلاد! فقد أرسلوا خمس حملات برية وبحرية؛ لتحقيق ذلك الهدف.

الحملة الأولى على مصر سنة (301هـ - 914م):

جهَّز عبيد الله المهدي جيشًا، وعهد بقيادته إلى ولي عهده أبي القاسم القائم، ودفعه باتجاه مصر للسيطرة عليها، ووصلت إلى الفسطاط واصطدمت بقوات الوالي العباسي أبي منصور تكين، كما أرسلت الخلافة جيشًا بقيادة مؤنس الخادم؛ فاضطرت هذه الحملة للتراجع تحت ضغط القتال، وبذلك كُتب لها الفشل.

الحملة الثانية على مصر سنة (307هـ - 920م):

وفيها أرسل عبيد الله المهدي ولي عهده القائم إلى مصر مرة ثانية للاستيلاء عليها، وأمدَّه هذه المرة بقوة بحرية مساندة، فتوجَّه إلى الإسكندرية على رأس جيش كبير، ودخلها دون مقاومة سنة (307هـ - 919م) ، كما أرسل بعض قواته التي استولت على الفيوم والأشمونيين، لكن رد الخلافة كان سريعًا وقويًّا؛ فقد أرسل الخليفة العباسي قوة بحرية بقيادة ثمال الخادم دمرت الأسطول الفاطمي في رشيد في شوال من نفس السنة، ودخلت قواته شمال الفسطاط، كما أرسل الخليفة العباسي قوة برية بقيادة مؤنس الخادم الذي قاتل الحامية الفاطمية في الإسكندرية، كما اصطدمت بقوات الفاطميين في الفيوم والأشمونيين؛ مما أضعف الروح المعنوية للفاطميين.

ومما زاد موقف الجيش الفاطمي حرجًا أنه تفشَّى فيه مرض الطاعون؛ مما عجَّل بهزيمتهم ورجوعهم؛ وبذلك فشلت حملة الفاطميين الثانية على مصر.

الحملة الثالثة على مصر سنة (323هـ - 935م):

وجَّه الخليفة القائم في أواخر عام (323هـ - 935م) جيوشه المتمركزة في برقة، والمعززة بعناصر قادمة من إفريقية إلى مصر، فاحتلت الإسكندرية في سنة (324-936م)، لكن حاكم مصر: محمد ابن طغج الإخشيد أرسل جيشًا كبيرًا عليه أخاه الحسن وأحد قادته، ويدعى صالح ابن نافع؛ فاستعادا المدينة بعد قتالهم، وقُتل أحد قادة الفاطميين في المعركة ووقع الآخر في الأسر، وانسحب الجيش الفاطمي إلى برقة، وبذلك فشلت الحملة الثالثة على مصر.

وللحديث بقية إن شاء الله.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com


الكلمات الدلالية