الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

علوم القرآن الكريم وارتباطها بالعلوم الأخرى (3) مصدر القراءات ونشأتها

علوم القرآن الكريم وارتباطها بالعلوم الأخرى (3) مصدر القراءات ونشأتها
الأربعاء ٠٣ أغسطس ٢٠٢٢ - ٢١:٣٠ م
52

علوم القرآن الكريم وارتباطها بالعلوم الأخرى (3) مصدر القراءات ونشأتها

كتبه/ ياسر محمد محمود أبو عمار  

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

ففي هذا المقال سيدور حديثنا بإذن الله تعالى حول بيان مصدر القراءات القرآنية ونشأتها، قال تعالى: "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا"، وقال تعالى: "وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي"، وقال تعالى: "ولو تقول علينا بعض الأقاويل . لأخذنا منه باليمين . ثم لقطعنا منه الوتين".

فقد دلَّت هذه الآيات الكريمات على أن مصدرَ القرآن الكريم هو الوحي المنزَّل على النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام، المكتوب في المصاحف، المحفوظ في الصدور، المتعبد بتلاوته من الفاتحة إلى الناس.

ومن المعلوم: أن القرآن الكريم نَزَل بلهجاته المتعددة على النبي صلى الله عليه وسلم على مدار ثلاث وعشرين سنة؛ خلافًا لما ذهبت إليه بعض الطوائف مِن أن مصدر القراءات هو الرسم أو اللهجات أو الاختيارات، وهذه المذاهب ليس عليها دليل واضح مِن نقل صريح؛ فقد اعتراها الضعف والخلل.

وقد بينت سنة النبي صلى الله عليه وسلم أن المصدر الرئيسي للقراءات هو الوحي أو التوقيف؛ لحديث رواه البخاري عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أقرأني جبريل على حرفٍ فلم أزل أستزيده حتى انتهى إلى سبعة أحرف"، وهذا الحديث الصحيح يبيِّن بطلان ما ذهبت إليه الجهمية من أن جبريل عليه السلام تلقَّى القرآن مِن الله ثم صاغه بلفظه.

وكذلك يبيِّن بطلان القول القائل: إن جبريل عليه السلام أخذه مِن اللوح المحفوظ؛ فهذا القول أيضًا شديد البطلان، فإن الله جل وعلا قال: "نزل به الروح الأمين"، وهذا على قراءة مَن قرأ حرف "نزل" بتشديد الزاي وفتحها وفتح اللام، وكذا نصب الروح؛ فدلَّ ذلك على أن جبريل عليه السلام نزل بهذا القرآن من عند الله تبارك وتعالى.

والصواب الذي ذهب إليه العلماء المحققون والمتقنون لهذا الفن هو: أن مصدر القرآن بلهجاته وحروفه المختلفة نزل به جبريل من عند الله جل وعلا على قلب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد دَلَّ على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند البخاري: "إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان"، والقرآن الكريم من ضمن أوامر الله سبحانه وتعالى التي يأمر بها، والله تعالى أعلى وأعلم.

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

الكلمات الدلالية

تصنيفات المادة