الخميس، ١٧ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٥ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

قِيَم ومبادئ إنسانية عامة لتنظيم الحياة بلا انحرافٍ أو اعوجاج (3)

قِيَم ومبادئ إنسانية عامة لتنظيم الحياة بلا انحرافٍ أو اعوجاج (3)
الأربعاء ٣١ أغسطس ٢٠٢٢ - ١٧:١٨ م
94

قِيَم ومبادئ إنسانية عامة لتنظيم الحياة بلا انحرافٍ أو اعوجاج (3)


كتبه/ سعيد السواح

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فمِن القيم والمبادئ الإنسانية العامة التي جاء بها الإسلام لتنظيم الحياة بلا انحرافٍ أو اعوجاجٍ:

الرسالة المنظِّمة للعلاقات الإنسانية بين أفراد المجتمع الإنساني والمنظمة للحياة الإنسانية:

فالله عز وجل لم يترك الإنسانية لتغرق في وحل الفرقة والاختلاف، أو يستحوذ عليهم الشيطان ويتلاعب بهم ويُضلهم عن الطريق، لكنه أرسل لهم رسالة تشتمل على قواعد وضوابط في التعامل بين أفراد المجتمع الإنساني حتى لا يكون شقاق أو تصدع أو جور وظلم، فكان من عناية الخالق بالخليقة هذه الرسالة لعموم الإنسانية، "يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا"، "يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً . فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا"، يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ".

فكان القرآن هو رسالة الله إلى الإنسانية جميعًا؛ اتسمت بالوضوح والجلاء والسطوع؛ فهو النور الذي يضيء لنا الحياة، ويضيء لنا الطريق، وهو الحق من الله الذي اشتمل على الحق المبين، "قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ . وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ"، فرسالة الله للإنسانية هي التي ترسم للإنسان خط سيره في الحياة حتى يأمن عدم الانحراف والاعوجاج عن الطريق المستقيم؛ فهي النور التي أنزل الله تعالى للبشرية جمعاء".

مُعَلّم الإنسانية شخصية راقية مكتمل الجوانب الإنسانية:

فالحاجة ماسة إلى مُعلِّم نتعلَّم منه الجوانب النظرية والجوانب العملية التطبيقية؛ لكي ييسر لنا سبيل التعامل مع الرسالة، "قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِ وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ".

فما رسالته التي بُعِث بها؟

- يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

- يحل الطيبات ويحرم الخبائث.

- المرونة والسهولة واليسر؛ فلا تعنت ولا تضييق.

فرسالته لا تتعارض مع الفطرة والنفوس الطيبة، والعقول السليمة الصحيحة، فهو مبلِّغ عن الخالق الرازق ومبين للمآلات، وللطريق الذي يسلكه الإنسان (فالناس بين قابل للرسالة ورافض لها)، "قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ . فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ . وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ".

بغي الإنسان وفساده مردود عليه وكلٌ يجازى بعمله:

فالانحراف الفكري والسلوكي لا بد من محاربته وتعديله وتقويمه؛ حتى لا يتصدَّع الكيان الإنساني، "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ"، "قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ . وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ"، "قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ . فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ . وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ"، "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ".

وللحديث بقية إن شاء الله.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com


الكلمات الدلالية

تصنيفات المادة