الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

هل القرآن حجة لك أم حجة عليك؟! (1)

هل القرآن حجة لك أم حجة عليك؟! (1)
الخميس ١٥ ديسمبر ٢٠٢٢ - ١٠:٢٣ ص
101

 

هل القرآن حجة لك أم حجة عليك؟! (1)

كتبه/ سعيد السواح

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

أيها المسلم الحبيب... هل القرآن حجة لك أم حجة عليك؟!

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَالقرآن حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا ‌أَوْ ‌مُوبِقُهَا) (رواه مسلم).

وهذا نداء يوجَّه إلى قارئ القرآن؛ فنقول:

يا قارئ القرآن:

- ترى أيكون القرآن حجة لك أو عليك؟

- ترى أيكون القرآن شفيعا لك عند ربك؟

- ترى أيحاج عنك القرآن في قبرك؟

فلا تتعجل الإجابة، ولكن نقول:

إذا أوقفك الله تعالى بين يديه وسألك:

يا قارئ القرآن: ألم تقرأ آية كذا... أتذكر آية كذا... فهل عملت بها؟!

فلتعلم أيها الحبيب:

أن قدم العبد لن تزول يوم القيامة حتى يُسأل عن علمه فيما عمل به، ونحن نستعرض سويًّا جانبًا من هذه الآيات، ونريد منك أن تجيب: هل هي حجة لك أو عليك؟

(1) ألم تقرأ قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) (البقرة: 208)؟!

فهل تعمل بالإسلام عقيدة وشريعة؟ وهل تعمل بالإسلام الشامل الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبلَّغه لأمته على مدى ثلاث وعشرين عامًا؛ ليلًا ونهارًا، وسرًّا وجهرًا؟!

وهذا يتطلب منا أولًا أن نسألك: ماذا تعرف عن الإسلام الذي أنزله الله تعالى على رسوله، وقام صلى الله عليه وسلم بتبليغه على أتم وأكمل صورة؟

فهل هذه الآية حجة لك أو عليك؟

(2) ألم تقرأ قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) (الأحزاب: 59).

- فما فعلتِ أيتها المسلمة في نفسك؟ هل هذه الآية حجة لك أو عليك؟ وإن كنتِ ممَّن يطبق هذه الآية، فقولي لنا: هل احتجابك هو الحجاب الذي أمر الله به أم أنت تتحجبين بالصورة التي تريدين؟!

وكذلك هذه الآية موجهة إلى أولياء المرأة: فهل هذه الآية حجة لك أو عليك؟ هل حملت زوجك وبنتك على التزام الزي الذي أمر الله به؟!

- فماذا تقولين؟ وماذا تقول لربك يوم القيامة؟ أتدافع عنا هذه الآية أم تقول: ضيعتني أخزاك الله؟!

(3) ألم تقرأ قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (البقرة: 278)؟!

هل معاملاتك حسب ما حكم وقضى الله ورسوله أم أنك لم تنظر في معاملاتك، فأنت تجريها على حسب العادات والأعراف السائدة بين الناس؟

هل مالك تكتسبه من سبل مشروعة؟ وإذا أنفقته أنفقته في مرضاة ربك؟

فهذا المال الذي تشتري من خلاله المرأة هذه الملابس الفاضحة، وهذا المال الذي يشتري به الرجل الدخان، وهذا المال الذي ينفق في المتنزهات والمحرمات؛ فماذا تقول لربك يوم القيامة؟ أهذه الآية حجة لك أو عليك؟!

(4) ألم تقرأ قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ) (الحجرات: 11- 12 ).

- فهذه الآيات هل وقفت على بنودها، وعلمت جملة هذه المحظورات التي حذَّر الله منها؟

هل أنت ممَّن يستخف بغيره؟

وهل أنت ممَّن ينتقِص من شأن الآخرين؟

وهل أنت ترى أنه لا يساميك أحدٌ فتستطيل على خلق الله؟

هل أنت تلمز وتغمز على غيرك؟

هل أنت تظن السوء بإخوانك؟

هل أنت ممَّن يتجسس على إخوانه؟

هل تصدر منك الغيبة والنميمة؟

هل تذكر إخوانك بسوء؟

فنقول لك: أتظن أن هذه الآية حجة لك أو عليك؟!

وللحديث بقية إن شاء الله.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية

تصنيفات المادة