حزب النور .. والمشاركة البرلمانية
البرلمان المصري يعيد المدنية إلى معناها اللغوي الصحيح باللاءات الثلاث (لا عالمانية، لا ثيوقراطية، لا عسكرية) .. نعم لدولة عصرية بمرجعية الشريعة الإسلامية. لما كانت الدولة العالمانية سيئة السمعة؛ فسموها بغير اسمها فقالوا دولة مدنية، فمن هذا الذى يرفض التقدم والمدنية؟ والآن البرلمان المصري يقول: لا تقبلوا المدنية إلا بلاءات ثلاث: لا عالمانية، لا ثيوقراطية، لا عسكرية ثم جاء توثيق ذلك بالتصويت والموافقة بما يشبه الإجماع، ووثق هذا وتناقلته الكاميرات وطارت به الصحف. سيمتد أثر لاءات البرلمان المصري الثلاث في تفسير المدينة (لا عالمانية، لا ثيوقراطية، لا عسكرية) للعالم الإسلامي كله .. إن شاء الله. والحمد لله الذي جمع قلوب الشعب المصري على رفض العالمانية وإقرار مرجعية الشريعة الإسلامية.
موقع أنا السلفي
]]>49 قتيلاً ضحايا الهجوم الغادر على المسلمين المصلين فى نيوزيلاندا، ولم يحتج القاتل إلى مفخخات ولا مخططات ولا غير ذلك، وإنما أخذ سلاحه وثبّت فوقه كاميرا وكأنها لعبة ألكترونية ثم بدأ يحصد بها أرواح المستأمنين، ولن نجد من ينقِّح مناهج التعليم فى الغرب، ولا من يضغط على الساسة أو الإعلام الغربى فى تصويرهم للمسلمين بأنهم إرهابيون يجب الحذر منهم، ولن نجد إلا البيانات الباردة تجاه هذه المذبحة!
ثم يهاجموننا لأننا لا نحافظ على حقوق الإنسان!
العالم الغربى المنافق هذه سمته وهذا ديدنه وهذا شعاره، أن المسلم درجة ثانية مهما قيل لكم ومهما رفعوا شعارات المساواة، فلا مساواة للأتباع وإنما هم خدم السلطان.
موقع أنا السلفي
]]>من بيان شيخ الأزهر حول استهداف مسجدا جنوب نيوزيلندا
وإنني أتساءل: ماذا تعني كلمة "التطرف اليميني"؟ ولماذا يدفع المسلمون وحدَهم ثمنَ ما يُسمَّى بـ"التطرف اليميني" وما يُسمونه بالتطرف الإسلامي من دمائهم وشعوبهم وأراضيهم؟ أما آنَ الأوان أن يكفَّ الناس شرقًا وغربًا عن ترديد أكذوبة: "الإرهاب الإسلامي"؟ إنَّ ظاهرة الإسلاموفوبيا وتيَّارات العداء العنصري للأجانب والمُهاجرين في الغرب لم تحظَ حتى الآن بالاهتمام الكافي، رغم خُطورتها وتحوُّلها في كثيرٍ من الحالات لأعمالِ عُنفٍ وكراهيةٍ مَقِيتة، وهو ما يستوجبُ سرعةَ التحرُّك الفاعل لتجريمها ومُحاصرتها ورفع أيِّ غطاءٍ سياسيٍّ أو دينيٍّ عن أصحابها، مع بذل مزيدٍ من الجهد لتعزيز قِيَمِ التسامح والتعايش والاندماج الإيجابي القائم على المساواة في الحقوق والواجبات، واحترام الخصوصية الدينيَّة والثقافيَّة.
موقع أنا السلفي
]]>حادثة استهداف مسجدين بنيوزيلاندا ليست الأولى.. رصد أبرز الاعتداءات على المساجد بالغرب.
لم يكن الاعتداء الذي وقع اليوم بنيوزيلاندا، والذي راح ضحيته 40 مسلم كانوا يؤدون صلاة الجمعة، هو الأول ولن يكون الأخير، فمع عمق تزايد الكراهية ضد المسلمين، وفي ظل تمدد ظاهرة الإسلاموفوبيا وتوسع انتشارها.
وإن لم يكن هناك تحرك إعلامي قوى وضغط دولي، فلن تتوقف هذه الاعتداءات.
2010:
– أغسطس: اندلاع حريق في موقع لبناء مركز إسلامي بمدينة ميرفيسبورو بمقاطعة روثرفورد بولاية تينيسي جنوب شرقي الولايات المتحدة، والسلطات الأميركية تعتبره “حادثا مدبَّرا”.
– 12 أكتوبر : “مجهول” يطلق الرصاص على “مسجد أيا صوفيا” في العاصمة الهولندية أمستردام؛ الذي يرتاده في الغالب مصلون من أصول تركية، لكنه أصاب فقط الباب الخارجي للمسجد.
28 نوفمبر: تعرّض مسجد النور في العاصمة الألمانية برلين لعملية حرق متعمّدة يوم الأحد الماضي من قبل أشخاص مجهولي الهوية.
2011
– 10 نوفمبر: مجموعة فرنسية تحمل اسم “لي زيشابي بيل” (الجميلات الفارات) تحرق جزئيا أحد المساجد في منطقة مونبليار شرقي فرنسا.
3أغسطس: تعرض “مسجد الشهداء الأتراك” بالعاصمة برلين، الذي يُعد من أقدم المساجد هناك، لمحاولة حرق، عن طريق إشعال النيران في نظام التهوية الموجود في نوافذ القبو الملحق بالمسجد والموجود خلفه.
2012
– 1 يناير: استهدف مركز إسلامي في حي كوينز بمدينة نيويورك بقنبلتين حارقتين، لكنهما لم تلحقا بالمكان إلا أضرارا طفيفة رغم أن نحو مئة شخص كانوا داخله.
– 12 مارس: إشعال النار في مسجد بحي أندرلخت في العاصمة البلجيكية بروكسل بإلقاء زجاجات مولوتوف داخله، مما أسفر عن مقتل إمام المسجد مختنقا بدخان الحريق، وإصابة شخص آخر بجروح، وتدمير قسم كبير من المسجد.
– 6 أغسطس: حريق يدمر بالكامل مسجدا في مدينة جوبلين بولاية ميسوري الأميركية قبل ساعة من وقت صلاة الفجر، ولم يُصَب أحد في الحادث الذي أثار شكوكا -خصوصا لدى الجالية المسلمة- في أنه “مدبر ويعبر عن عداء للإسلام”.
- 29 أغسطس: حاول شخص مجهول حرق مسجد “هاجن”، الذي تشرف عليه رابطة المراكز الثقافية الإسلامي، في ولاية “شمال الراين- وستفاليا”، غربي ألمانيا.
– 30 سبتمبر: الأمريكي راندولف لين يدخل مسجدا في مدينة توليدو بولاية أوهايو الواقعة شمالي الولايات المتحدة، ويطلق النار من مسدسه ويسكب البنزين على سجادة المسجد ويضرم فيها النيران. وقد لوحق قضائيا بتهمة “ارتكاب جريمة كراهية” فاعترف بذنبه.
– 20 أكتوبر: ناشطون فرنسيون ينتمون إلى اليمين المتطرف يحتلون لبضع ساعات مسجدا قيد البناء في بواتيه وسط فرنسا، وذلك أثناء مظاهرة وصفتها الحكومة بأنها “تحريض على الحقد”.
2013
تعرض مسجد “إتسهويه” في ولاية شليسفيغ هولشتاين بشمال ألمانيا، لقنبلة أدت إلى حرق المسجد ، مما أسفر عن إصابة عدد من المصلين.
– يونيو: إحراق مركز إسلامي يُستخدم مسجدا في ضاحية مازويل هيل شمال لندن، والشرطة تفتح تحقيقاً لمعرفة ما إن كان ناجماً عن عمل متعمَّد بدوافع عنصرية.
– 23 يونيو : الشرطة البريطانية تخلي نحو أربعين منزلاً من سكانها بعد العثور على عبوة ناسفة داخل مسجد في مدينة والسول بمقاطعة ميدلاندز الغربية.
– 26 يونيو : “مجهولون” يرسمون الصليب المعقوف المرتبط بالنازية على جدران ونوافذ مسجد قيد الإنشاء في مدينة ريديتش بمقاطعة ورشسترشاير في بريطانيا، كما كتبوا عبارات عنصرية وأسماء جماعات يمينية متطرفة من بينها “رابطة الدفاع الإنجليزية”.
– 11 أغسطس : السلطات الفرنسية تقول إنها أوقفت جنديا شابا (برتبة رقيب في سلاح الجو) “قريبا من أفكار اليمين المتطرف المتشدد” قرب ليون وسط البلاد، للاشتباه في عزمه مهاجمة مسجد بالمنطقة، وبتهمة “حيازة ذخائر.. متعلقة بعمل إرهابي وتحقير مكان عبادة”، مشيرة إلى أنه تعرض سابقا بشكل عنيف لمسجد آخر في منطقة بوردو.
2014
20 أغسطس: حريق مسجد مولانا في برلين، من قبل متطرفين يحملون مشاعر الكراهية ضد المسلمين هناك، واستمر الحريق عدة ساعات إلى أن تمت السيطرة عليه.
– 29 ديسمبر: حريق يجتاح مسجدا في بلدة إسلوف جنوبي السويد، والشرطة السويدية تقول إنها تعمل “وفق فرضية أن هذا الحريق متعمد”.
– 25 ديسمبر: إضرام النار في مسجد بمدينة إسكلستونا وسط السويد أثناء وجود نحو عشرين شخصاً داخله، مما أدى إلى اشتعال حريق كبير وإصابة خمسة أشخاص أدخِل اثنان منهم المستشفى. والسلطات السويدية تصفه بأنه “عنف بغيض”، وتعتبره “اعتداءً جبانا على الحريات الشخصية والدينية، ولا يمكن قبوله في السويد”.
2015
– 1 يناير: مجهولون يرمون عبوة مولوتوف حارقة على مسجد في مدينة أوبسالا السويدية (70 كلم شمال العاصمة ستوكهولم)، ويكتبون شعارات “عنصرية قبيحة” حسب تعبير شرطة المدينة. لكن العبوة لم تسفر عن اندلاع حريق ولا أضرار بشرية لأن المسجد كان خاليا عند وقوع الهجوم.
– 7-8 يناير: تعرض ثلاثة مساجد لاعتداءات لم توقع ضحايا في ثلاث مدن فرنسية؛ حيث ألقيت ثلاث قنابل يدوية صوتية على مسجد بمدينة لو مان (غرب)، بينما أطلقت رصاصتان على قاعة صلاة للمسلمين في بور لا نوفيل (جنوب)، ووقع اعتداء ثالث في فيل فرنش (قرب مدينة ليون) لكن خسائره اقتصرت على تضرر واجهة مطعم محاذٍ للمسجد.
15 إبرايل: مجهول يحرق مسجد “السلطان أحمد كامي”، وسكب عبوة بنزين بداخل غرفة المسجد وبعد أن اشتعلت النار هرب من بوابته.
– 13 فبراير: حريق يلحق أضرارا جسيمة بمركز قباء الإسلامي في ضواحي مدينة هيوستن بولاية تكساس الأميركية، وإمام مسجد المركز يقول للجزيرة إن الحريق ناجم عن “عمل متعمد”، ومصادر في الشرطة المحلية تفيد بأن الحادث “عمل إجرامي”.
– 12 ديسمبر: السلطات الأميركية تبدأ تحقيقا في حريق “قد يكون متعمدا” استهدف مسجد إسلاميك سوسايتي (المجتمع الإسلامي) في بالم سترينغ الواقعة في كواشيلا بولاية كاليفورنيا. وأدى الحريق إلى انبعاث دخان وألسنة لهب في باحة المسجد، ولكن تم احتواؤه بسرعة ولم يوقع إصابات.
– 20 ديسمبر: مجموعة من الشباب اليميني المتطرف -تطلق على نفسها “حماة الهوية”- تحتل مسجد الفتح في مدينة دوردريخت جنوب غربي هولندا، وترفع عليه أعلاما ولافتات معادية للإسلام والمسلمين. وقد تمكنت قوات الأمن من محاصرة الطرق المؤدية إلى المسجد وإيقاف المجموعة المعتدية.
– 25 ديسمبر: اندلاع حريق في مسجد داخل مركز تجاري بمدينة هيوستن الأميركية دون أن يُصاب أحد بأذى، والسلطات تؤكد أن الحادث “مفتعل” لأنه ناجم عن إطلاق نار من نقاط عدة.
– مجموعة من المتظاهرين تهاجم مصلى للمسلمين داخل حي شعبي في أجاكسيو بجزيرة كورسيكا جنوبي فرنسا، وتخرّبه وتحرق مصاحف فيه وتكتب عبارات معادية للعرب. ورئيس الوزراء الفرنسي آنذاك مانويل فالس يعتبر الاعتداء على المصلى “تدنيسا غير مقبول”، ويطالب باحترام قانون الجمهورية.
2016
4 مارس: تعرض مسجد الفاتح في مدينة بريمن شمال ألمانيا للحرق، وكتبت على جدرانه شتائم وعبارات معادية للإسلام كما تم الاعتداء أيضا على مركز تعليمي قيد الإنشاء يقع خلف المسجد.
– 10 يونيو: السلطات الأميركية تعتقل ضابط احتياط في جيشها برتبة رائد اسمه راسل توماس لانغفورد، بعدما هدد رواد أحد المساجد بولاية كارولينا الشمالية أثناء استعدادهم للصلاة في شهر رمضان. وأضافت السلطات أن الضابط “يواجه اتهامات بالترهيب العرقي بعد تركه لحم خنزير عند المسجد، وتوجيه تهديدات بالقتل لرواده، والخروج مسلحا لإرهاب الناس وتوجيه تهديدات، والسلوك غير المنضبط”.
– 13 أغسطس: إطلاق نار على إمام مسجد الفرقان في منطقة كوينز بنيويورك فقُتل هو ومرافقه وهما خارجان من المسجد بعد صلاة الظهر، وأكدت جماعة المسجد أن الحادث “جريمة كراهية”.
– 11 سبتمبر: اندلاع حريق ليلا في مسجد المركز الإسلامي بمنطقة فورت بيرس في مدينة أورلاندو الأميركية، ولم تقع إصابات. وقالت الشرطة إن فيديو المراقبة أظهر شخصا يقترب من المسجد قبل أن تشتعل النيران ثم لاذ بالفرار، مما يدل على أن الحادث “كان متعمدا”.
– 28 سبتمبر: انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع في مسجد بمدينة دريسدن شرقي ألمانيا، وافترضت شرطة المدينة “وجود دافع معادٍ للأجانب” وراء الحادثة.
– 16 أكتوبر: مجهولون يرشقون بالحجارة مسجد رانشلاندس التابع لجمعية “شمال غربي كالغاري الإسلامية” في مدينة كالغاري بمقاطعة ألبرتا الكندية، مما أدى إلى تحطم نوافذه. يأتي ذلك بعد أسبوع من تعرض مسجد المركز الإسلامي جنوبي المدينة لاعتداء مشابه، حيث حُطمت النوافذ وأحرِق مصحف وتُرِكت رسالة تتضمن عبارات كراهية.
– 28 نوفمبر: تدنيس مسجد في ضاحية “مريغناك” بمدينة بوردو الفرنسية بكتابة شعارات معادية للمسلمين على جدرانه. ونددت الجمعية التي يتبع لها المسجد بهذا الاعتداء، ووصفته بأنه عنصري ويندرج ضمن جرائم الكراهية للإسلام، وتقدمت بشكوى إلى الجهات المعنية.
– 1 ديسمبر: مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) يطالب بتوفير حماية إضافية من الشرطة الأميركية لمسجد يسمى “المسجد الكريم” في مدينة بروفيدانس بولاية رود آيلاند، قائلا إنه تلقى رسالة كراهية وتهديد تصف المسلمين بأنهم “حقراء وقذرون”، وإن ذلك تزامن مع تلقي خمسة مساجد في كاليفورنيا خطابات تهديد مماثلة.
2017
– 28 يناير: حريق يلتهم معظم مبنى مسجد في بلدة فيكتوريا التابعة لمدينة هيوستن بولاية تكساس الأميركية، وسط مخاوف من ارتفاع جرائم الكراهية إثر قرارات أصدرها الرئيس الأميركي دونالد ترمب تستهدف المسلمين واللاجئين.
– 29 يناير: مقتل ستة أشخاص وجرح ثمانية آخرين في إطلاق ثلاثة مسلحين النار على نحو أربعين شخصا كانوا يؤدون صلاة العشاء في “مسجد كيبيك الكبير” داخل المركز الثقافي الإسلامي بمدينة كيبيك الكندية. وقد أدان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو هذا الهجوم ووصفه “بالاعتداء الإرهابي على مسلمين”.
– 2 يونيو: إطلاق نار بالقرب من مسجد أفينون بفرنسا
7 يوليو: تعرض شارع هامبورغ بألمانيا لأعمال شغب كبيرة، ومن بينها تعرض مسجد الإمام علي للحرق.
– 18 يونيو: حادث دهس استهدف مصلين قرب مسجد شمالي العاصمة البريطانية لندن، وأسفر عن مقتل شخصوإصابة عشرة آخرين، وقالت الشرطة البريطانية إنه يحمل كل سمات العمل الإرهابي.
2018
يناير: اعتدت مجموعة من اليمين المتطرف بهولندا على مسجد “أمير سلطان” في العاصمة أمستردام عبر تعليق لافتة على بابه تحمل عبارات ضد الإسلام ومجسما لإنسان مقطوع الرأس
أبريل 2018 : تعرض جامع “المسجد الأقصى”، في العاصمة الألمانية برلين، لاعتداء من قبل مجهولين، أشعلوا النار فيه، ولطخوا نوافذ المسجد بالألوان: الأخضر والأحمر والأصفر، وتركوا كتابات فوق الدهان.
30 ديسمبر: اعتدى مجهولون على مسجد قيد الإنشاء بمدينة دويسبورغ غربي ألمانيا تشرف عليه جمعية “المجتمع الاسلامي”.
انتبه
ما ذكرناه فهو الأبرز والأقوي، وإلا ففي ألمانيا فقط سجّلت 578 حالة اعتداء على المسلمين بينما كانت فى 2017 780 اعتداءً.
لم نذكر الاعتداءات على المسجد الأقصى ومساجد فلسطين، فهى اعتداءات لا تتوقف يومياً، ففي 2018 فقط اعتدى 29 ألف متطرف صهيوني وقاموا باقتحام المسجد الأقصى خلال.
السؤال
آلا يطلق على كل هذه الأحداث إرهاباً، أم أن الإرهاب ما كان من المسلمين وفقط
]]>
بيان هيئة كبار العلماء
بسم الله الرحمن الرحيم
تابعت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف باهتمامٍ بالغٍ ما يُثارُ في الآونةِ الأخيرةِ حولَ بعضِ الثوابتِ الشَّرعيةِ المُحْكَمةِ التي يُحاوِلُ البعضُ التحقيرَ مِن شأنِها والاستخفافَ بأحكامِها، بينما يَجتهِدُ آخَرونَ في التقليلِ من قيمتِها، بإخراجِها من إطارِ القطعيَّاتِ المُحكَماتِ إلى فضاءِ الظنِّيَّاتِ.
ومِن تلك القضايا التي زادَ فيها تجاوُزُ المضللينَ بغير علمٍ في ثوابتَ قطعيَّةٍ معلومةٍ مِن الدِّينِ بالضرورةِ، ومن تقسيم القرآن الكريم المُحكَمُ للمواريثِ، خصوصًا فيما يتعلَّقُ بنصيبِ المرأةِ فيه، والذي وَرَدَ في آيتينِ مُحكَمتَينِ مِن كتابِ الله المجيدِ في سُورةِ النِّساءِ، وهو أمرٌ تجاوَزَتْ فيه حَمْلةُ التشنيعِ الجائرةُ على الشَّريعةِ كلَّ حُدودِ العقلِ والإنصافِ.
فقد سوَّلَتْ لبعضِ الناسِ عُقولُهم القاصرةُ، وخيالاتهم البعيدة عن الشرع وأحكامه، أن الإسلامَ ظَلَمَ المرأةَ حِينَ لم يُسَوِّ بينها وبينَ الرجلِ في الميراثِ تسويةً مطلقةً، وأنه ينبغي أن تأخُذَ المرأةُ -المظلومةُ في زعمِهم!- مثلَ ما يأخُذُ الرجلُ، لا يتميَّزُ عنها في شيءٍ.
وبناءً على تلكَ الخَيالاتِ المُناقِضةِ لقطعيَّاتِ القرآنِ ثبوتًا ودَلالةً، والتي يَحسبُها أصحابُها انتصارًا لحقوقِ المرأةِ؛ جهلًا منهم بالتفاصيلِ الحكيمةِ لصُوَرِ ميراثِ المرأةِ في الإسلامِ، والتي تأخُذُ في بعضِها أكبرَ مِن نصيبِ الرجلِ، بل أحيانًا ترث ولا يرث الرجل؛ فإنهم راحُوا يُطالِبونَ هنا وهُناكَ بسَنِّ قوانينَ تُلزِمُ بالتَّسويةِ المُطلَقةِ بينَ المرأةِ والرجلِ في الميراثِ، ضاربينَ بأحكامِ القرآنِ القطعيَّةِ المُحْكَمةِ عرْضَ الحائطِ!
وانطلاقًا مِن المسئوليَّةِ الدِّينيَّةِ التي اضطلع بها الأزهرُ الشريفُ منذُ أكثرَ مِن ألفِ عامٍ إزاءَ قضايا الأُمَّتينِ العربيةِ والإسلاميَّةِ، وحِرْصًا على بيانِ الحقائقِ الشَّرعيَّةِ ناصعةً أمامَ جماهيرِ المسلمينَ في العالَمِ كلِّه؛ فإن الأزهرَ الشَّريفَ بما يَحمِلُه من واجبِ بيانِ دِينِ الله تعالى وحراسة شريعته وأحكامه؛ فإنه لا يَتَوانَى عن أداءِ دَورِه، ولا يتأخَّرُ عن واجبِ إظهارِ حُكمِ الله -تعالى- للمُسلِمينَ في شتَّى بِقاعِ العالمِ، والتعريفِ به في النَّوازلِ والوقائعِ التي تَمَسُّ حياتَهم الأُسَريَّةَ والاجتماعيَّةَ.
وهنا يُؤكِّدُ الأزهرُ أنَّ النصوصَ الشرعيَّةَ منها ما يَقبَلُ الاجتهادَ الصَّادرَ مِن أهلِ الاختصاصِ الدَّقيقِ في علومِ الشريعةِ، ومنها ما لا يَقبَل ذلك، فالنصوصُ إذا كانَتْ قطعيَّةَ الثبوتِ والدَّلالةِ معًا فإنها لا تحتملُ الاجتهادَ ولا تقبل التغير بتغير الزمان والمكان والأحوال، وذلكَ مثلُ آياتِ المواريثِ الواردةِ في القرآنِ الكريمِ، والتي يُحاوِلُ البعضُ الآنَ العبثَ بها وإعادةَ تقسيمِ ما وَرَدَ بها مِن تحديد أنصبة على ما يراه هو، لا على وَفقِ ما جاءَتْ به الشريعةُ من أحكامٍ ثابتةٍ بنصوصٍ قطعيَّةِ الثبوتِ قطعيَّةِ الدَّلالةِ بلا ريبٍ، فلا مجالَ فيها لإعمالِ الاجتهاد.
وقد أكَّدَ الأزهرُ الشريفُ قبلَ ذلكَ مرَّاتٍ عديدةً أنَّ هذا النوعَ من الأحكامِ لا يَقبَلُ الخوضَ فيه بخيالاتٍ جامحةٍ وأُطروحاتٍ تُصادِمُ القواعدَ والمُحكَماتِ، ولا تَستنِدُ إلى علمٍ صحيحٍ، فهذا الخوضُ بالباطلِ مِن شأنِه أن يَستفِزَّ الجماهيرَ المسلمةَ المتمسِّكةَ بدِينِها، ويفتحَ البابَ لضَربِ استقرارِ المجتمعاتِ، وفي هذا مِن الفسادِ ما لا يَخفَى، ولا نتمناه لأحد أبدًا.
أمَّا النصوصِ الظنيَّة الدَّلالةِ، فإنَّها تقبل الاجتهادَ والنظرَ، غيرَ أن الاجتهاد فيها مقصورٌ على أهل الاختصاص المشهود لهم بسعة العلم وبالدِّين والورع.
اقرؤوا أيُّها المسلمون في الشرق والغرب في نهاية آية الميراث: ﴿فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ﴾ ثم قوله تعالى بعد ذلك: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾.
هذا، والأزهرُ الشريفُ يحذر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من هذه الفتنة ومن دعاتها، ويَرفُضُ رفضًا قاطِعًا أيَّة محاولة للمَسَاسِ –مِن قريبٍ أو بعيدٍ- بعقائد المسلمين وأحكام شريعتهم، أو العبث بها.
وليعلَم الجميع أنَّ رسالةَ الأزهر الشريف، وبخاصةٍ ما يتعلَّق منها بحراسةِ أحكام دين الله وبيانها للناس، هي رسالةٌ عالمية لا تَحدُّها حُدُودٌ جُغرافية، ولا توجُّهات عامة أو خاصة، يتحمَّل عبئها رجال من ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ﴾.
حفظ الله الأزهر وأبقاه للعالمِينَ الحافظ الأمين على دين الأمة وسلامتها من الفتن والشرور.
موقع أنا السلفي
]]>
ردا علي سعد الدين الهلالي
عباس شومان عضو هيئة كبار العلماء ومستشار شيخ الأزهر يكتب
المواريث من الفرائض من حيث الحكم التكليفي والفرائض لا قدرة لأحد على التدخل فيها.
هل يظن أن دعاة تسوية المرأة بالرجل في الميراث سينصفونها.
إن ما ذكره الدكتور الهلالي منقوض بأن الديون من حقوق العباد.
لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ،،،
لقد علم الله أزلا أن ما يقال في شأن المواريث الآن سيقال فجاءت الآيات الكريمة محكمة لم تترك مجالا لهذا العبث الذي يطلق عليه البعض تطورا فقهيا.
ولنأخذ منها آية واحدة هي محل هذا اللغط الدائر حول تسوية المرأة بالرجل في الميراث حيث بين رب العالمين ذلك فقال -جل شأنه – (يوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ۚ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ ۖ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ۚ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ ۚ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ ۚ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ ۚ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا ۚ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا)
حيث يلاحظ أن الآية الكريمة لم تكتف بلفظ الوصية التي صدرت بها الآية حيث إنه من السهل القول بأن الوصية ليست ملزمة فتصدرت لام الملكية والاختصاص ذكر الأنصبة (فلهن – فلها – فلأمه) ومما لا يخفى على طالب علم أن ملك الإنسان لا ينازعه فيه أحد ولا يحل لغيره إلا بطيب نفس منه لقوله - تعالى – ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) وقوله – صلى الله عليه وسلم – : “لا يحل مال امرىء مسلم إلا بطيب نفس منه” ولم تكتف الآية بذلك بل ختمت ذلك كله ببيان نوع الحكم صراحة فهو: (فريضة من الله)
ولست أدري بعد النص الصريح على أن تقسيم الأنصبة المذكورة فريضة من الله من أين أتى أستاذ الفقه المقارن سعد الدين الهلالي بأن الميراث من الحقوق وليس من الفرائض؟!
إن طلاب العلم يعرفون أن من أسماء علم الميراث: علم الفرائض حيث إن أكثر الورثة يرثون بالفرض المقدر أي النصيب من الثلثين أو الثلث أو السدس أو النصف أو الربع أو السدس ، فثبوت النصيب( الفرض) الذي هو المقدار هو من حيث الحكم التكليفي فرض كأركان الإسلام بنص الآية.
وهو حق للوارث ولا تعارض ، وعلى الحالين لا يجوز لغير الوارث التدخل بتغيير النصيب المفروض ولا منع المستحق من أخذ حقه ،فبموت المورث يستحق الوارث نصيبه ويدخل في ملكيته على الفور ولا يتوقف حتى على القسمة إلا أنه يستقر بالقسمة وتسلمه ، وهنا يحق للوارث أن يتنازل عنه اختيارا لبعض الورثة أو لجميعهم ، ولكن القول بأن حق الوارث في الميراث يمكن للغير أن يتدخل فيه فيسوى بين المرأة والرجل أو يجري تعديلا على فرض مذكور ويجعله قاعدة من دون الرجوع إلى الوارث كلام باطل لا يلتفت إليه ولا تنتجه قواعد الاجتهاد ، ولم يقل به فقيه ولا متفقه في أي عصر من العصور، ولم نسمع لا في المواريث ولافي غيرها أن حقوق الناس يجوز لغيرهم من حكومات أو علماء أن يتدخلوا فيها نيابة عنهم ، ومما يعلمه طلاب العلم أن التوبة تصح في حقوق الله دون حقوق العباد فلا تسقط إلا بإسقاط أصحاب الحقوق لها، فإن كان رب العزة لا يسقط حقوق العباد إلا بقبولهم إسقاطها فكيف يكون للبشر التدخل في حقوق البشر التي بينها رب العزة بآيات محكمات؟!
إن ما ذكره الدكتور الهلالي منقوض بأن الديون من حقوق العباد وردها لأصحابها فريضة من الله: ( ۖ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ)
ولم يقل أحد إن من حق أحد أن يسقط شيئا من حقوق الدائن بغير رضاه،ولكن يحوز للدائن نفسه أن يسقط ما يشاء من الدين أو حتى كامل الدين عن المدين.
وإذا تأملت آيات المواريث الباقية في سورة النساء وجدت التأكيد بمثل ما ورد في هذه الآية بعد كل نصيب مفروض حتى لا يفكر أحد مجرد تفكير التدخل في قسمة الله -عز وجل – يقول الإمام ابن كثير مفسرا قوله -تعالى- ( فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما):[وقوله: فريضة من اللّه أي هذا الذي ذكرناه من تفصيل الميراث وإعطاء بعض الورثة أكثر من بعض هو فرض من اللّه حكم به وقضاه، واللّه عليم حكيم، والحكيم: الذي يضع الأشياء في محالها ويعطي كلاً ما يستحقه بحسبه، ولهذا قال: إن اللّه كان عليماً حكيماً ]
وهذا الذي ذكره الإمام ابن كثير بأن قسمة المواريث فرائض من الله لم يخالفه فيه أحد من المفسرين أو الفقهاء ، فهل تراهم جميعا غفلوا عما تفتقت عنه أذهان عباقرة العصر ؟ !
المواريث من الفرائض من حيث الحكم التكليفي والفرائض لا قدرة لأحد على التدخل فيها ، والأنصبة حقوق لمستحقيها ليس لأحد غيرهم تعديلها أو إسقاط شيء منها من غير الرجوع إلى كل مستحق.ولست أدري هل المساواة بين الرجال والنساء في المواريث تختص بحالات الأبناء والبنات للميت أو أنها ستعمم في المواريث فترث الزوجة مثل الزوج وترث الجدة مثل الجد وترث الزوجة مثل ابن الميت وترث الأم مثل الأب إن كان المال بينهما فقط أو مثل ابن الميت إن مات شخص وترك ابنا وأما …بمعنى التعطيل الكامل تقريبا لنظام المواريث المعمول به منذ فجر الإسلام إلى يومنا؟
وإذا سلم التدخل في فرائض المواريث فهل سيتبعه تعديل في فرائض الإسلام فتخفف الصلوات وركعاتها والزكاة وأنصبتها ومقادريها الواجبة والحج وزمانه وأركانه لتناسب هذه الفرائض العصر وتطور الاجتهاد الفقهي……؟!!
هل يظن أن دعاة تسوية المرأة بالرجل في الميراث سينصفونها إن جعلوا التسوية قاعدة مضطردة حيث يفيدونها في بعض حالات نقصت فيها عن الرجل ويظلمونها في حالات كثيرة زادة عنه نصيبا؟
لله الأمر.
موقع أنا السلفي
]]>
أبرز أحداث شهر صفر من السيرة النبوية الشريفة
تبين لنا فيما مضى بأن صفر ليس شهراً منحوساً كما يعتقد البعض، وليس من عقيدة المؤمن الذي يعلم أنَّ الحوادث بيد الله وأنَّ الأيام والشهور لا تدبير لها بل هي مدبرة مسخرة، ليس من عقيدته أن يستاء من هذا الشهر، أو يتضجر، أو يمتنع من مزاولة أموره الشخصية، في شؤون حياته، بل على العكس هو كبقية الأشهر والأيام. ولو تصفحنا التاريخ لوجدنا أنَّه قد حصل في هذا الشهر بشائر وحوادث مشرقة للأمة، ومنَّ الله على الأمة بفتوحات الإسلامية، ونصر مؤزر، ولو كان التشاؤم صحيحاً لما قام الفاتحون بما قاموا به، وسنعرض بعضاً من هذه الأحداث والوقائع على سبيل التمثيل لا على سبيل الحصر: أولاً: زواجه صلى الله عليه وسلم من خديجة بنت خويلد رضي الله عنها: سنة ستة وعشرين من ميلاده قال ابن إسحاق: «في شهر صفر كان زواج السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها من النبي محمد صلى الله عليه وسلم عقب خمسة وعشرين يوماً من صفر سنة ستة وعشرين». ثانياً : خروجه صلى الله عليه وسلم من مكة نحو المدينة: قال يزيد بن أبي حبيب: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة في صفر، وقدم المدينة في ربيع الأول». ثالثاً: غزوة الأبواء: على رأس أحد عشر شهرا من الهجرة فقد «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفر غازياً على رأس اثني عشر شهراً من مقدمة المدينة لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر صفر، حتى بلغ ودان، وكان يريد قريشاً، وبني ضمرة، وهي غزوة الأبواء، ثم رجع إلى المدينة، وكان استعمل عليها سعد بن عبادة»، وهذه أوَّل غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم. رابعاً: زواج علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالسيدة فاطمة رضي الله عنها: سنة اثنتين للهجرة قال ابن كثير: «وأما فاطمة رضي الله عنها فتزوجها ابن عمها علي بن أبي طالب رضي الله عنه في صفر سنة اثنتين، فولدت له الحسن والحسين، ويقال: ومحسن، وولدت له أم كلثوم وزينب». خامساً: غزوة ذي أمر: سنة ثلاث للهجرة عن ابن إسحاق قال: «ولما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة السويق أقام بالمدينة بقية ذي الحجة والمحرم أو عامته، ثم غزا نجداً يريد غطفان وهي غزوة ذي أمر، فأقام بنجد صفر كله، أو قريباً من ذلك، ثم رجع إلى المدينة فلم يلق كيداً». سادساً: فتح خيبر: قرب آخر السنة السادسة من الهجرة قال ابن إسحاق: «وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني قد أعطى ابن لقيم العبسي حين افتتح خيبر ما بها من دجاجة أو داجن، وكان فتح خيبر في صفر». سابعاً: إسلام عمرو بن العاص، وخالد بن الوليد، وعثمان بن طلحة رضي الله عنهم: سنة ثمان من الهجرة عن ابن إسحاق قال: «كان إسلام عمرو بن العاص، وخالد ابن الوليد، وعثمان بن طلحة رضي الله عنهم؛ عند النجاشي فقدموا إلى المدينة في صفر سنة ثمان من الهجرة». ثامناً: سرية قطبة بن عامر بن حديدة: سنة تسع للهجرة سرية قطبة بن عامر بن حديدة إلى خثعم بناحية بيشة قريباً من تربة في صفر سنة تسع، قال ابن سعد: قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم قطبه في عشرين رجلاً إلى حي من خثعم بناحية تبالة، وأمره أن يشن الغارة، فخرجوا على عشرة أبعرة يعتقبونها، فأخذوا رجلاً فسألوه فاستعجم عليهم، فجعل يصيح بالحاضرة، ويحذرهم؛ فضربوا عنقه، ثم أقاموا حتى نام الحاضر فشنوا عليهم الغارة فاقتتلوا قتالاً شديداً حتى كثر الجرحى في الفريقين جميعاً، وقتل قطبة بن عامر من قتل، وساقوا النعم، والشاء، والنساء إلى المدينة، وجاء سيل أتى فحال بينهم وبينه فما يجدون إليه سبيلاً، وكانت سهمانهم أربعة أبعرة، والبعير يعدل بعشر من الغنم بعد أن أفرد الخمس. تاسعاً: وفد بني عذرة: سنة تسع للهجرة قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد بني عذرة في صفر سنة تسع اثنا عشر رجلاً فيهم جمرة بن النعمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من القوم؟»، فقال متكلمهم: من لا تنكر، نحن بنو عذرة، إخوة قصي لأمه، نحن الذين عضدوا قصياً، وأزاحوا من بطن مكة خزاعة، وبني بكر، ولنا قرابات وأرحام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مرحباً بكم وأهلاً، ما أعرفني بكم»، فأسلموا، وبشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بفتح الشام، وهرب هرقل إلى ممتنع بلاده، ونهاهم عن سؤال الكاهنة، وعن الذبائح التي كانوا يذبحونها، وأخبرهم أن ليس عليهم إلا الأضحية، فأقاموا أياماً بدار رملة، ثم انصرفوا وقد أجيزوا. عاشراً: غزو الروم: سنة إحدى عشرة للهجرة في شهر صفر لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتهيؤ لغزو الروم، وأمرهم بالجِدِّ، ثمَّ دعا من الغد يوم الثلاثاء لثلاث بقين من صفر أسامة بن زيد رضي الله عنهما، «وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم لأربع بقين من صفر، وأمره من غزو الروم والإغارة عليهم بما أمر، وعقد له لواء بيده المباركة، وجهزه في المهاجرين والأنصار أرباب الصوارم الفاتكة»، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم ببعث هذا الجيش. فهذه بعض الأحداث المشرفة التي حدثت للأمة ووقعت في شهر صفر، وكلها تدلُّ على أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتشاءم من هذا الشهر، بل كان يتعامل فيه كما يتعامل في بقية الأشهر، فقد تزوج في هذا الشهر، وزوج ابنته بعلي رضي الله عنهما في هذا الشهر، وغزا في هذا الشهر، وهذا كله يدلُّ دلالةً واضحةً على إبطال دعاوى من يدعي أنَّ هذا الشهر شهر شؤم ونحس. ولهذا نقول لمن تشاءم من هذا الشهر: أين أنتم من هذا الهدي النبوي؟ وماذا تقولون أو تردون؟ وما موقفكم من هذه النصوص؟ وفي الجانب الآخر نجد أنه كما حدث في شهر صفر أحداث مشرفة للأمة، فكذلك حدثت أحداث ومصائب للأمة في شهر صفر، وهذا لا يعني أن هذا الشهر شهر شؤم تقع فيه المصائب؛ لأنَّه لا دخل للزمن فيما قدره الله، ولا يجلب الزمن أو يرد قضاء الله وقدره، ومن تلك الأحداث: أن هذا الشهر شهر شؤم تقع فيه المصائب؛ لأنَّه لا دخل للزمن فيما قدره الله، ولا يجلب الزمن أو يرد قضاء الله وقدره، ومن تلك الأحداث: أولاً: غزوة الرجيع: السنة الرابعة من الهجرة «وكان أصحاب الرجيع ستة نفر منهم: عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، وخبيب بن عدي، وزيد بن الدثنة، وعبد الله بن طارق حليف لبني ظفر، وخالد بن البكير الليثي، ومرثد بن أبي مرثد رضي الله عنهم، وكان من شأنهم أن نفراً من عضل والقارة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن فينا مسلمين فابعث معنا نفراً من أصحابك يفقهوننا، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم حتى نزلوا بالرجيع؛ استصرخوا عليهم هذيلاً، فلم يرع القوم إلا والقوم مصلتون عليهم بالسيوف، وهم في رحالهم، فلما رأوهم أخذوا سيوفهم فقالت هذيل: إنا لا نريد قتالكم، فأعطوهم عهداً وميثاقاً لا يريبونهم، فاستسلم لهم خبيب بن عدي، وزيد بن الدثنة، وعبد الله بن طارق، ولم يستسلم عاصم بن ثابت، ولا خالد بن البكير، ولا مرثد بن أبي مرثد، ولكن قاتلوهم حتى قتلوا، وخرجت هذيل بالثلاثة الذين استسلموا لهم حتى إذا كانوا بمرِّ الظهران نزع عبد الله بن طارق يده من قرانه ثم أخذ سيفاً؛ فرموه بالحجارة حتى قتلوه، وقدموا بخبيب بن عدي، وزيد بن الدثنة مكة، فأما خبيب فابتاعه آل حجير بن أبي إهاب فقتلوه بالحارث بن عامر، وابتاع صفوان بن أمية زيد بن الدثنة فقتله بأبيه». ثانياً: يوم بئر معونة / سرية القراء / : السنة الرابعة من الهجرة وفي شهر صفر قدم المدينة أبو براء عامر بن مالك وكان يسمى ملاعب الأسنة ، وهو سيد من سادات العرب المشهورين ، فعرض عليه النبي الإسلام فلم يسلم ، ولم يبعد عن الإسلام . وقال لرسول الله : لو بعثت رجالاً من أصحابك إلى أهل نجد فدعوهم إلى أمرك رجوتُ أن يستجيبوا لك ، فقال رسول الله أخشى عليهم أهل نجد ، فقال عامر : أنا لهم جار ، فابعثهم فليدعوا إلى أمرك . وكان عامر بن مالك يريد بذلك أن يُسلم قومه قبله فيدخل معهم في الإسلام . فبعث رسول الله المنذر بن عمرو في سبعين رجلاً من خيرة أصحابه ، يسمّون بالقراء ، لكثرة ما يحفظون من القرآن ، فساروا حتى نزلوا بئر معونة ، فبعثوا حرام بن ملحان بكتاب رسول الله إلى عامر بن الطفيل وكان رئيس بني عامر ، وكانت منازلهم حول بئر معونة ، فلما قرأ كتاب النبي غضب أشد الغضب ، وقتل حامل الكتاب حرام بن ملحان ، ثم طلب من بني عامر أن يخرجوا للتعرض لوفد المسلمين ، فرفضوا أن ينقضوا ذمة أبي براء ، / عامر بن مالك / فاستصرخ عليهم بعض القبائل فأجابوه وخرجوا ، فأحاطوا بوفد المسلمين فما كان من المسلمين إلا أن قاتلوا على قلة عددهم وسلاحهم فهم لم يخرجوا لقتال ، وإنما خرجوا دعاة لتبليغ رسالة الله . فقاتلوا حتى قتلوا ممن آخرهم إلا كعب بن زيد ، فإنه جُرح وظنوا أنهم قد أجهزوا عليه فتركوه ، وعمر بن أمية الضمري كان قد ذهب في حاجة وفد المسلمين فنجا من القتل . ولما علم النبي بذلك حزن أشد الحزن على شهداء الرجيع ومعونة ، ومكث شهرا كاملا يدعو في صلاته على الفئة الغادرة من عُضل والقارة . ثالثا: مرض النبي صلى الله عليه وسلم: سنة إحدى عشرة للهجرة «مرض النبي صلى الله عليه وسلم لاثنين وعشرين ليلة من صفر، وبدأ وجعه عند وليدة له يقال لها ريحانة كانت من سبي اليهود، وكان أول يوم مرض يوم السبت، وكانت وفاته يوم الاثنين لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول لتمام عشر سنين من مقدمه المدينة». خاتمة : وختاما فإن شهر صفر أنما هو شهر يحمل في طياته الخير والشر كسائر الشهور . فليكن هذا الشهر مما تفعل فيه الخير ليكون لك خيرا، ولا تعمد إلى الشر فيكون عليك شرا ولنكثر قوله : «اللَّهُمَّ لَا يَأْتِ بِالْحَسَنَاتِ إِلَّا أَنْت وَلَا يذهب بالسيئات إِلَّا أَنْت لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه» أخرجه ابْن أبي شيبَة وَأَبُو نعيم عن عُرْوَة بن عَامر ولندعو دعوة رسول الله عندما كان يرقب الهلال فيقول : «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هِلَالَ يُمْنٍ وَرُشْدٍ، وَآمَنْتُ بِاللَّهِ الَّذِي خَلَقَكَ فَعَدَلَكَ، فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ» ابن السني في عمل اليوم والليلة عن أنس وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
]]>العدالة مع حزب العدالة
كانت تركيا تخوض انتخاباتها البرلمانية والرئاسية بل وانقلاباتها العسكرية دون أن يعلم عنها في العالم العربي والاسلامي سوى المتخصصون في السياسة التركية؛ وربما كان الناس يجهلون تماماً من هو رئيس تركيا ورئيس وزرائه ، واستمر ذلك حتى بدأ الصراع في اتجاه التغيير العقائدي في السياسة هناك على يد الرئيس نجم الدين أربكان ومعاركه الشهيرة مع مسعود يالماظ وتانسو تشلر وقادة الجيش؛ وهو الصراع الذي انتهى بتنحية نجم الدين أربكان وفوز تلاميذه المنشقين عنه من حزب العدالة والتنمية بقيادة الدولة منذ عام ٢٠٠٢؛ومن ذلك الحين والاهتمام بكل ما يجري في تركيا من حراك سياسي محل عناية الشارع الإسلامي وليس فقط المراقبون أو المهتمون في العمل السياسي ؛ وسبب ذلك غير خاف على أحد ففوز حزب ذي جذور وتوجهات دينية في ظل حرب عالمية ظاهرة وخفية على الإسلام والمسلمين لابد أن يحظى بسرور وابتهاج عند عموم المسلمين.
ونتيجة هذه الفترة الطويلة من حكم حزب العدالة والتنمية كانت بلا ريب اكتساب الحزب شعبية كبيرة ليس لدى المتدينين الأتراك وحدهم بل لدى الكثير من غير المتدينين أيضا والذين لم تر بعض أحزابهم بأسا في التحالف مع حزب العدالة فيما يسمى اليوم تحالف الشعب والذي ينضم فيه إليهم الحركة القومية وحزب الوحدة الكبرى ؛ فحزب العدالة حقق نجاحات اقتصادية وسياسية
لا يمكن للعين أن تخطئها بلغ أثرها في نفوس كثير من الأتراك وكثير من غيرهم إلى حد الإغضاء عن التضييق الذي مارسته الحكومة على حرية التعبير السياسي وحالة الطوارئ الممتدة والاعتقالات التي طالت عشرات الالاف من السياسيين والأكاديميين والقضاة والمدرسين إضافة إلى عشرات آلاف آخرين من المفصولين عن وظائفهم ، كل هذا تم التغاضي عنه واعتباره ثمنا يتحتم دفعه لاستمرار النجاحات التي حققها الحزب ورئيسه أردوغان.
واللافت :أن المكاسب التي تحققت للمتدينين من حرية في الشعائر وبناء المساجد وتحفيظ القران والتعليم الديني وارتداء الحجاب، حققها الحزب عن طريق تطبيقٍ للعلمانية أكثر شمولاً من التطبيق الذي كانت تمارسه الأحزاب التي حكمت قبل حزب العدالة والتي كانت تفهم العلمانية على أنها حرمان المتدينين من حقوقهم وأبسطها ارتداء المرأة لفافةً حول الرأس يسمونها حجاباً ،وحقيقتها أنها مجرد لفافة وليست حجاباً شرعياً ، لكنها أصبحت رمزاً لتدين النساء وكان يتم رفضه لأجل ذلك حتى قامت في سبيل ارتدائه معارك سياسية كبيرة في تركيا، أشهرها معركة النائبة مروة قاوقجي التي تم طردها من البرلمان بسبب لفافتها تلك.
بينما فهم حزبُ العدالة العلمانيةَ على أنها إعطاء الحق للجميع ، وتمادت حكومته في تطبيق هذا المفهوم على الجميع إلى حد الإبقاء على المادة المبيحة للدعارة في النظام التركي والسكوت عن التضاعف الفظيع في أعداد الداعرات من جميع الجنسيات في تركيا ، ثم السماح للداعرين بإقامة نقابة رسمية تدافع عن حقوقهم وحقوق المتحولين جنسياً سنة ٢٠١٣ ؛ بل بلغ التمادي في إثبات تطبيق العلمانية بهذا المفهوم أن يتعهد الرئيس التركي بحماية حقوق المثليين ويتم إصدار أول مجلة لهم في تركيا وتسمح لهم السلطات بإقامة مسيرات تحت مسمى فخر المثليين في كثير من المدن التركية، هذا بالرغم من كون البرلمانيين المنتمين للعدالة والتنمية مشكورين وقفوا عدة مرات ونجحوا في إحباط محاولات لإدراج حق الزواج المثلي في الدستور التركي إلا أنهم فيما سوى ذلك لم يقفوا في وجه حرية المثليين أو حرية التحول الجنسي للأسف الشديد ؛ وهذا أكثر الأمثلة شناعة فيما يتعلق باستمساك حزب العدالة والتنمية بعلمانية الدولة وإلا فهم يُقِرُّون كل الحريات المعتمدة في دول الغرب ما عداً حرية التعبير السياسي.
وهذه المواقف على شناعتها فالحكومة التركية تعتبرها مصدر فخر لكونها تدل على استمساكها بالعلمانية تنظيراً وتطبيقاً ؛ أما علماء الشريعة الإسلامية من المتعاطفين مع الحزب داخل تركيا وخارجها فهم يعتذرون لأردوغان وحزبه بأن رسالتهم هي التخفيف من الشر الذي كانت تركيا منغمسة فيه وتقريبها شيئا فشيئا من الممارسة الصحيحة للإسلام ،وهذا برأيهم يُحَتِّم على الحكومة مجاملة القوى المؤثرة وتقديم تنازلات في قضايا جزئية من أجل حفظ التوجه العام في الإقبال نحو تسييد الدين في المجتمع ، وهذا المنهج الذي يسير عليه أردوغان وحزبه تخدمه كما يقولون الكثير من القواعد الفقهية والأصولية والمقاصدية .
هكذا يدافعون عن إسراف حزب العدالة ورئيسه في تطبيق العلمانية ؛ والحقيقة : أن هذا الدفاع قد يبهرنا ونستسلم له نظرياً ؛ لكننا حين نطبقه على الواقع فإننا سنجده يتضاءل كثيراً ويصبح مجرد مخادعة للنفس وللآخرين ليس غير .
وسبب ذلك :أنه واقعياً لا يوجد قاعدة فقهية أو مقصد شرعي يبيح إعطاء سبعة عشر ألف تصريح لبيوت دعارة في كامل تركيا من أجل أن يُسمح لبعض النساء بوضع لفافة على شعرها يسمونها حجاباً ؛ فالسماح بالزنا من أجل عدم محاربة الحجاب مقايضة خاسرة ولا يمكن الإقرار بنسبتها للدين والقواعد الشرعية إلا من باب العمى في البصيرة .
وكذلك من الكذب على الله وعلى رسوله وعلى دينه القويم أن نقول : إنه من أجل السماح بمدارس لتحفيظ القرآن للأطفال نُقِر بنظامية اللواط والسحاق؛ فهاتان كبيرتان من كبائر الذنوب بإجماع أمة محمد صلى الله عليه وسلم وحفظ القرآن سنة مؤكدة وليس واجباً على الأعيان ، فالقول بمشروعية السماح باللواط والسحاق من أجل أن نظفر بإقرار مدارس حفظ القرآن ، هذا القول بحد ذاته جريمة!.
والمُزري حقاً أن الشاذين في عهد حزب العدالة نالوا من المكاسب مالم يكونوا يحلمون به قبل عهده وقد اطلعت في ذلك على أشياء مخجلة.
وكذلك لا يمكننا أن نقول :إن مقاصد الشريعة تبرر علاقات التصنيع الحربي المتبادلة بين تركيا والكيان الصهيوني والتي يستقوي بها الصهاينة على أعدائهم العرب ويقتلون الفلسطينيين المسلمين من أجل مكتسب رفع شعارات القدس والإسلام والتاريخ العثماني ؛ فليس رفع هذه الشعارات مع اتخاذ البلاد مصنعاً حربياً لليهود سوى ثمن بخس تُشترى به عواطف الناس ثم تقتل به نفوسهم .
وهذا التناقض شديد الشبه بتناقضها في القضية السورية
فهي تُظهر الوقوف مع الشعب السوري المظلوم ، ولها في ذلك حقاً مواقف تُذكر وتشكر من إيواء اللاجئين واحتضان القيادات العسكرية والإعلامية للثورة ،ولعلها تقدم شيئا من الدعم المادي لهم [ليس لدي معلومات تؤكد ذلك أو تنفيه] إلا أنها في الوقت نفسه أكبر داعم للنظام الإيراني الذي هو أكبر قاتل في سوريا ، بل إن اللاجئين السوريين إلى تركيا أكثرهم ليسوا فارِّين من نظام الاسد بل من جرائم الفصائل الإيرانية ، حزب الله وعصائب أهل الحق وجيش القدس ووو ، وأثناء ضرب حلب من هذه الفصائل الإيرانية قامت الحافلات التركية بنقل الناس من حلب الى تركيا بدلاً من مساعدتهم على الصمود ، وكأنها تدعم القاتلين وتؤوي اللاجئين.
بل إن الحكومة التركية التي تعادي الأسد هي الحليف الأول في المنطقة للنظام الروسي الداعم الوحيد لبقاء نظام الاسد.
وبالرغم من هذا الإغراق في التطبيق العلماني وهذه التناقضات في العلاقات السياسية مع الصهاينة وروسيا وإيران ، يحاول إعلام حزب العدالة والمعجبون العرب به تصوير كل ما يحدث له من مشاكل على أنها بسبب سياسة تركيا الإسلامية!
فانخفاض الليرة الذي هو أمر طبيعي يقع لكل الدول التي تعتمد بشكل كبير على التجارة يحاولون تصويره على أنه في سياق حرب أوربية على أردوغان رهان المستقبل الإسلامي كما يتصورون ، مع أن اليورو الأوربي شهد حالات انتكاس بأكثر من ٢٠٪ وليس ذلك لأن أوربا حامية حمى الإسلام ؛ لكن لأن اقتصادها تجاري فتشهد عملتها هزات مثل هذه بين الحين والاخر ؛ واشتداد نقد الإعلام الأوربي لأردوغان تم تفسيره على أنه بسبب الخوف من المارد التركي !
وأنا لا أنفي أن أوربا ليس من صالحها نجاح تركيا ولا غير تركيا من دول العالم الإسلامي لكن تصوير أوربا وكأنها ترتعد اليوم من تركيا وأن أردوغان هو سبب هذا الارتعاد لا يعدو كونه تسويقاً إعلامياً ساذجاً لا أشك أنه سوف ينطلي على الملايين من داخل تركيا وخارجها ؛ والحقيقة أن دول غرب أوروبا لو أرادت تدهور الاوضاع في تركيا فلن يكلفها ذلك أكثر من قرار مقاطعة المنتجات التركية ،ووضع عقبات أمام السياحة الأوربية إلى تركيا ليس أكثر .
فموقف الإعلام الأوربي من أردوغان ليس له علاقة بإسلامية تركيا أبداً ؛ بل له أسباب أخر منها حقوق الإنسان وهو ملف تستخدمه دول أوربا الغربية كثيراً مع جميع الدول فما بالك بدولة تعرض نفسها للانضمام للسوق الأوربي وتعلن حالة الطوارئ لمدة عامين ولا يقدم الحزب الحاكم في حملته الانتخابية وعوداً برفعها.
وما قلته في هذا المقال و
ليس عداء لحزب العدالة ولا الرئيس رجب طيب أردوغان ؛ بل هو قراءة الصورة كما أراها ، ومع كل ذلك فمن وجهة نظر مراقب من بعيد فإن حزب العدالة والتنمية وأردوغان هما الخيار الأنسب للشعب التركي وهما القادران على العبور به في هذا المستقبل القريب ؛ نعم هما الخيار الافضل لتركيا وحسب ، أما أن يكونا خياراً الأمة الإسلامية فغير صحيح ؛ ومحاولة الترويج لهذا المفهوم أمر خطير وليس في صالح تركيا ولا في صالح المسلمين .
د محمد إبراهيم السعيدي
]]>حزب النور والقرض المشؤوم بين مرسي والسيسي
كتبه/ محمد أبو العمايم
يئن غالبية الشعب المصري تحت وطأة القرارات الأخيرة غير الموفقة، برفع أسعار المحروقات، مما نتج عنه ارتفاع موازٍ وغير منضبط لأسعار العديد من السلع والخدمات الضرورية للشرائح الأكثر احتياجًا من المصريين، ولعل تلك القرارات المؤلمة ما هي إلا عرض لمرض، ألا وهو قرض صندوق النقد الدولي، فقبل كل شريحة تتحصل عليها الحكومة لا بد أن تنفذ إملاءات مانحي القرض، وهي سياسات ثابتة يتبعها صندوق النقد الدولي في كل الدول النامية التي تقع في شباكه وأبرزها: خصخصة القطاع العام، وتقليص دور الدولة في ضبط أسعار السوق، وتخفيض قيمة العملة، ورفع الدعم عن السلع الأساسية، وزيادة الضرائب ورسوم الخدمات.
تلك السياسات الاستعبادية ليست بالجديدة، وأي حكومة ستقترض من صندوق النقد الدولي سترضخ لتلك الخطوات المريرة شرطًا أساسيًّا للحصول على شرائح القرض، ولقد تباينت الآراء حول القرارات الأخيرة، فالبعض مؤيد تمامًا، يرى أن الحكومة أكثر من رائعة، وأن الرئيس يبذل جهدًا غير بشري، ولكن المشكلة في شعب لا يستحق ذلك الرئيس المفدى، ولا تلك الحكومة الرشيدة، وهؤلاء أغلبهم إما إعلاميون طفيليون، وإما أصحاب مصالح مع النظام الحالي، وإما مواطنون بسطاء يقعون تحت تأثير إعلام تعبوي مدار بذراع أمنية محكمة، يرفع الإنجازات للسماء السابعة، ويدفن الإخفاقات في الأرض السابعة، ويحذر أولئك البسطاء من مغبة العودة لحكم الإخوان، أو التحول للفوضى التامة، إذا ما رفض تلك القرارات ولو بطرق سلمية بعيدة عن العنف، وعلى الجانب المقابل هناك آخرون رافضون تمامًا لكل ما يأتي من الرئيس الحالي، فعداؤهم الحقيقي ليس مع تلك القرارات الأخيرة أو غيرها، وإنما مع الرئيس نفسه، فهم يسعون لتشويه أي إنجاز على الأرض، ولإجهاض أي محاولة لدفع عجلة الإنتاج، ولا هم يشغلهم إلا إسقاط الرئيس، حتى وإن كان ذلك على حساب الوطن، وهؤلاء أغلبهم إما إخوان، وإما متعاطفون معهم لا يجيدون إلا حديث السباب والتفسيق والتكفير المبطن، دون رد على الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان، وإما مجموعة من شباب الأحزاب اليسارية الذين احترف بعضهم مهنة المعارضة للمعارضة لا أكثر.
وما بين غثاء الفئة الأولى، وضجيج الفئة الثانية، يبرز موقف مغاير جدير بالتأمل، ألا وهو موقف حزب النور، ونتساءل: هل نافق حزب النور وداهن وأحل للسيسي ما كان يراه حرامًا أيام د. مرسي كما يدعي بعضهم؟
لدراسة الأمر بحيادية وموضوعية، نعود قليلًا إلى الخلف؛ ففي عام 2012م بدأت حكومة الإخوان مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي للحصول على القرض، بما يستلزمه ذلك من رضوخ لقرارات قاسية تمس الفئات الأدنى دخلًا في المجتمع المصري، وحينها رفض حزب النور القرض لسببين: أولهما أنه قرض ربوي محرم، وثانيهما أنه سيطحن -بما يترتب عليه من قرارات- ملايين المواطنين محدودي الدخل، وقدم الحزب آن ذاك 21 بديلًا اقتصاديًّا لذلك القرض المشؤوم، غير أن حكومة الإخوان لم تلتفت إليه، واستمرت المفاوضات بين حكومة الإخوان وصندوق النقد، إلا أن اضطراب الأحوال السياسية، ثم إقصاء الإخوان عن الحكم بدد تلك المفاوضات، ثم مر عام شهدت خلاله مصر أحداثًا جسامًا زادت من صعوبة الحالة الاقتصادية، وكادت تدفع البلاد لشفا انهيار اقتصادي وإعلان إفلاس، لولا تدخل الأشقاء العرب، وتولي المشير السيسي الحكم، وبدأت حكومته من جديد المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ونجحت بالفعل في الحصول على قرض بمبلغ 21 مليار دولار، 12 مليارًا من صندوق النقد، وتسعة من جهات مانحة أخرى، تُسلم على شرائح، إذ يرتبط تسليم كل شريحة من القرض بحزمة من قرارات صندوق النقد السالف الإشارة إليها، ومن جديد ظل حزب النور على موقفه، واتخذ موقفًا شجاعًا أحجم الكثيرون عنه، ورفض علانية قرض صندوق النقد الدولي للأسباب السابقة نفسها، ولكنه لم يتوقف عند ذلك، بل أعاد تقديم ورقة عمل بها 21 بديلًا لذلك القرض المشؤوم، وعملت كتلته البرلمانية على إصدار قوانين محفزة للاستثمار، بل وقف د. أحمد خليل -رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النور- تحت قبة البرلمان ليعلن موقف الحزب بوضوح، طارحًا حلولًا بديلة لذلك القرض، فلم يكن جزاؤه إلا حذف كلمته من قناة صوت الشعب الناقلة لجلسات البرلمان، والتعتيم المتعمد على رؤية الحزب الاقتصادية، وعلى الرغم من ذلك أصدر قادة الحزب العديد من التصريحات الرافضة والموضحة لموقف الحزب كان منها:
«إن موقف الحزب في البرلمان هو نفس موقفه من قروض البنك الدولي السابقة، وهو رفض القرض بشكل نهائي، إنه لا يمكن أن تقوم الحكومة بنفس الأفعال والسياسات وتنتظر نتائج مختلفة» د. أحمد خليل خير الله، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النور.
«إن قرض صندوق النقد الدولي يعتبر عبئًا ثقيلًا على أي دولة، وليس على الجيل الحاضر فقط، بل على الأجيال القادمة المتعاقبة، بما يتبعه من التزامات مالية، وتبعية سياسية، من شأنها تكبيل القرار السياسي، والتحكم في إرادة الشعوب، إن حكومة أوصلتنا إلى هذه الأزمة، وفشلت في إدارة معظم الملفات، فهل تنجح في تدوير هذا القرض، والاستفادة منه بما يعود بالنفع على المواطن المصري المطحون؟ أم سوف يزيد البلاء بلاءً؟ وقبل ذلك كله هذا القرض الذي يحدد فائدة ثابتة يعتبر ربًا صريحًا، لا يجوز الإقدام عليه إلا باعتبار الضرورة، فهل فعلًا وجدت الضرورة وفق تقدير أهل الخبرة والاختصاص من الاقتصاديين؟».
والعشرات من التصريحات والبيانات الرافضة والموضحة لموقف الحزب ورؤيته الاقتصادية، كان آخرها البيان الذي صدر منذ أيام قليلة موضحًا موقف الحزب من تلك القرارات الأخيرة، ومؤكدًا ضرورة توفير مظلة حماية للشعب المصري الذي يعاني من تلك القرارات الموجعة، وكان نص البيان كالتالي:
«استهلت الحكومة الجديـدة ولايتها بقـرار رفع سعـر المحروقات، وما يتبع ذلك مـن ارتفـاع أسعـار السلع والخدمات؛ مما يزيـد من معانـاة المواطنين، وخاصة الطبقـات الفقيرة والمتوسطة، ولم يواكب هذه الزيادات الكبيرة في الأسعار زيادة في دخول الأفراد والمرتبات، بما يتناسب مع هذه الزيادات، وكذلك لم تتخذ إجراءات حمائية لوقاية هذه الطبقات من آثار هذا القرار.
ويرى حزب النور أنه يجب مراعاة الآثار الاجتماعية والمعيشية المترتبة على أي خطة إصلاحية، بحيث لا يتحمل الفقير وحده هذه الآثار والتبعات دون القادرين، وأن يكون مع هذه الخطة حزمة من الإجراءات والإصلاحات، منها:
1- التطبيق الشامل للحد الأدنى للأجور والمعاشات بما يتناسب مع هذه الزيادات.
2- وضع منظومة صارمة لضبط السوق والأسعار.
3- خطة تقشفية للحكومة وإيقاف نزيف البذخ الحكومي.
4- تحقيق العدالة الاجتماعية ومنها: تطبيق قانون الحد الأقصى للأجور دون استثناءات.
5- إصلاح القطاعات غير المنتجة والمتوقفة عن الإنتاج، والتي تمثل عبئًا كبيرًا على الموازنة وهي: الهيئات الاقتصادية، وقطاع الأعمال العام.
5- فتح باب العمل الخيري المنضبط للجمعيات والمنظمات الأهلية؛ للقيام بدور فعال في خدمة المجتمع، والمساهمة في تخفيف المعاناة عن المواطنين.
6- كما يجب على الحكومة مراعاة التدرج حتى لا يتحمل جيل وحده تبعات فشل استمر عقودًا طويلة، كما يجب إيجاد بدائل لسد عجز الموازنة – وما أكثرها- بدلًا من الاعتماد على سياسة الاقتراض من جهات مانحة تفرض إجراءات إصلاحية غالبًا لا تراعي البعد الاجتماعي، ويكون لها سيئ الأثر في الفقراء وتؤدي إلى تفاقم المشكلات كما رأينا في بلدان كثيرة.
وقد اقترح حزب النور من قبل توسيع دائرة المشاركة والحوار والاستماع لوجهات النظر المختلفة، ولاشك أن ذلك سيكون له آثار إيجابية كبيرة لصالح الوطن والحكومة، وتخفيف العبء عن المواطنين».
ولم يتوقف حزب النور على رفض قرض صندوق النقد وتقديم بدائل، بل طرح علاجًا لما ترتب على ذلك القرض، بعد أن أصبح واقعًا لا فكاك منه -لم يتوقف على ذلك- بل نزل إلى الشارع وطرح عشرات الأسواق والقوافل الغذائية والمدرسية المدعمة، محاولة لتخفيف العبء عن كاهل المواطنين رغم التضييق الشديد الذي تعاني منه منظمات المجتمع المدني كافة، ورغم التربص والتشويه الإعلامي الذي ينال الحزب من كلا الطرفين، وما يملكانه من أدوات إعلامية ضخمة تخفي مواقف الحزب المشرفة، وتختلق إشاعات وأخبارًا كاذبة لتشويه حزب رفض أن يصبح من حملة المباخر لسادة هؤلاء، ورفض أن ينحاز لأولئك فيصبح معولًا لهدم الوطن من أجل كرسي زائل.
سيظل حزب النور رغم عواصف التشويه الإعلامي والفرى المتتالية يمثل بارقة أمل في ظل واقع قاتم متكلس مليء بالقاذورات الفكرية والكائنات الطفيلية، وسيبقى ساعيًا للمحافظة على تلك البلاد مهما بذل من تضحيات ومهما تعرض لافتراءات .
موقع أنا السلفي
]]>
السلفية ومرتكز القوة
د. محمد السعيدي
الأزمة الكبرى التي تعاني منها جميع المذاهب المنتسبة للإسلام ما خلا المنهج السلفي، هي أزمة الدليل من الكتاب والسنة على ما يأمرون به المسلم من عبادات لله تعالى على سبيل الإلزام أو الاستحباب ، وما يرون أنه مطلوباً من العبد من معتقدات في الله تعالى و ملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره وفي عالم الغيب والروح ومصادر التلقي عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ وإذا محَّصنا أسباب الخلاف في كل ذلك بين المنهج السلفي وسائر المذاهب المنتسبة للإسلام سنخلص منها جميعاً إلى سبب واحد وهو الدليل والدليل وحده .
فحقيقة الأمر: أن جميع المذاهب لا تمتلك الدليل من الكتاب والسنة إلا في المسائل المتفق عليها مع السلفية أما سائر مسائل الخلاف فلا دليل لديهم على أي مسألة منها كبرت أم صغرت.
وعلماء تلك المذاهب التي يصفها السلفيون بالبدعية ،أعْرف الناس بهذه القضية ليس من اليوم ،بل من أزمان روادهم الأولين، لذلك تجدهم يلجأون للتخلص من هذا الإِشكال الكبير إلى العديد من الحيل التي يخادعون بها أنفسهم ويخادعون بها عوامهم تختلف باختلاف تلك المذاهب ؛ فمنهم من يلجأون إلى دعوى المجاز في كل آية تخالف مذهبهم كما يفعل المعتزلة والأشاعرة والماتوريدية مع آيات صفات الله عز وجل والقضاء والقدر ؛ وأحياناً بتوهين درجة النص النبوي عن مكانته كي يقصر عن بلوغ موضع الاستدلال ، وذلك كدعوى المعتزلة أيضا والأشاعرة :أن خبر الواحد لا يصح الاستدلال به في العقائد ، فإذا جوبهوا بخبر متواتر أنكروا تواتره وزعموا أنه مازال آحاداً .
ومنهم من يلجأون إلى التوسع في مفهوم البدعة الحسنة كي يُدخلوا فيها جميع المخترعات التي يخترعونها في الدين ، بل ويُبْقُوا الباب مفتوحا للولوج بما يمكن أن تتمخض عنه الأذهان من بدع مخترعة في الدين .
ومنهم من يلجأون إلى ما هو أعظم من التأويل وهو التفسير الباطني ، فيزعمون أن للَّفظ القرآن معنى ظاهراً وآخر باطناً ، وأن المعنى الباطن هو مراد الله سبحانه وتعالى ، فيخدعون أتباعهم بهذا ، دون أن يقدموا لهم دليلاً على أن مراد الله هو المعنى الباطن دون الظاهر ،ثم لا يستطيعون أن يقدموا دليلاً على تخصيص معنى واحد مراد من المعاني الباطنة التي يمكن إلباس المعاني بها ؛ وما مضى نشاهده عند الصوفية بمختلف طرقهم .
ومنهم من يضطرون إلى استيراد أو اختراع دليل جديد فيجعلونه بمثابة الكتاب والسنة ويستدلون به على أصول الدين وفروعه ، كالصوفية في مسألة الكشف والإلهام ،والشيعة الذين يشتغلون بما ينسبونه للأئمة من أقوال ويجعلون لهم العصمة حتى يكون لأقوالهم الحجية نفسها التي للكتاب والسنة .
وهناك وسائل أخر غير هذه يستخدمها أرباب سائر المذاهب غير السلفية للفرار من مأزق الدليل .
أما المنهج السلفي فإنه لا يعدو الدليل من الوحيين في أمور العبادات والعقائد ولا يتنازل عنه مطلقاً .
ويمكن القول بجزم :إن الغضب الذي تعلنه أكثر المذاهب من السلفية سببه مطالبة السلفيين مخالفيهم بالدليل وعجز الجميع عنه .
فحقيقة الحملات الموجههة ضد السلفية والتي يشارك فيها الجميع رغم تباين اتجاهاتهم ليس سببها ما يزعمونه من محاربة جذور الفكر الإرهابي أو السعي إلى وحدة الصف واتفاق الكلمة ؛ ليس الأمر كذلك غالبا ؛بل الأمر أنهم سإموا من كثرة مطالبات السلفيين إياهم بالأدلة من الوحيين على مخترعاتهم في العقيدة والعبادات وعَضُّوا أصابعهم عجزاً منهم عن إبداء ما طولبوا به ، فأخذوا يتواطؤون على مثل تلك التهم والأراجيف فراراً من أصل المطالبة.
الخلاصة: أن الجميع يريد أن يخترع في الدين كيف شاء ما بين محرِّف ومعطل دون أن يسألهم أحد عن أصل ما جاءوا به من تحريف وتعطيل ، هذه هي حقيقة المشكلة بين السلفيين وغيرهم من أصحاب المذاهب الإسلامية والذين نراهم في هذه السنوات الأخيرة هبوا هبة واحدة في مناهضة السلفية بزعمهم ، وشمرت لذلك جامعاتهم ومؤسساتهم الثقافية والإعلامية والبحثية.
نعم أؤكد على أن لمَّ الشمل ومكافحة الإرهاب ليس هو المقصود قطعاً ودليل ذلك أمور ، منها : أن كل الناشطين في مناهضة السلفية في وقتنا الحاضر لم يكتبوا كتاباً واحداً فيما بلغني في الرد على الجماعات التكفيرية ، وقصارى جهدهم في تأليف كتب يردون فيها على المنهج السلفي وينسبون إليه التكفير زوراً وعدوانا ، فحقيقة مهمتهم ليست الرد على التكفيريين ؛ بل استحضار الأدلة للشباب على أن التكفير هو المنهج السلفي ، لذا فإن حقيقة ما يفعلونه إنما هو دعم للفكر التكفيري وليس مواجهة له ؛ أما المواجهة الحقيقية للفكر التكفيري فهي تأتي اليوم على أيدي علماء ودعاة السلفية الذين كتبوا في كل أماكن تواجدهم المؤلفات والمطويات وسجلوا البرامج والمقاطع في مواجهة هذا الفكر .
وعند النظر لواقع المذاهب فإنه لا يوجد فكر باستطاعته مواجهة التكفير سوى المنهج السلفي وذلك لما يملكه هذا المنهج من سلطة الدليل التي تفتقر إليها المذاهب الأخرى ، لأن من محاسن المنهج حين يستمد قوته من الدليل السماوي استحالة التناقض في حقه ، وتوافقه مع قواعد الشرع وأصوله ومقاصده ، وعدم تعارضه مع مقتضيات العقول الراجحات ، وعناصر القوة هذه مفقودة بدرجات متفاوتة لدى جميع المذاهب الأخرى لذلك فإن ردود أرباب هذه المذاهب على الفكر التكفيري سيكون مكانها من الضعف باعتبار قربها أو بعدها من أصول السلف ، فكلما كان هذا المذهب أقرب إليها كان أقدر في مواجهة هذا الفكر ممن هو أبعد عنها منه.
أما من يجابهون السلفية بحجة جمع كلمة المسلمين فلا أدل على بطلان دعواهم من النظرة التاريخية لبلدانهم وكيف كانت قبل نزول المنهج السلفي بساحتهم ليجد الممعن : أن الأمر من وحدة الصف والتئام الجماعة لم يكن على أحسن حال حتى يقال إن السلفية قد فرقت الناس، بل إن الناس كانوا قبل انتشار المنهج السلفي في العالم الإسلامي يعانون مما هو أكبر من الفرقة وأعني به الاحتلال الأجنبي لسائر بلادهم ، وقد كان ظهور السلفية في جميع بلاد المسلمين مقدمة ضرورية للثورة على المستعمر ؛ فدعوى محاربة السلفية من أجل رأب الصدع وحرب التطرف ولم الشمل وما شاكلها من الشعارات التي ليست سوى ذرائع للهروب من سلطة الدليل التي يفتقر إليها الجميع ولا يملكها إلا السلفيون .
لذلك فإن هذه الحرب إذا عرف السلفيون مكمن قوتهم فيها وتسلحوا به بشكل أقوى مما هم عليه الآن فإن السنوات القادمة ستشاهد إقبالاً في سائر البلاد التي يسكنها المسلمون لم تشاهده في السنوات الماضية ، لأن الدليل له وقعه الذي لا يضارعه شيء على القلوب والجوارح ، وفطرة المسلم تجعله منساقا دائما إلى قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهذان هما اللفظان اللذان تترنح أمامهما كل بدعة ، وصدق الله حين قال: ﴿اتَّبِعوا ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبِّكُم وَلا تَتَّبِعوا مِن دونِهِ أَولِياءَ قَليلًا ما تَذَكَّرونَ﴾ [الأعراف: ٣]
وصدق رسوله صلى الله عليه وسلم حين قال ( كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)
موقع أنا السلفي
]]>
فلسفة النصر والقضية الفلسطينية
د. محمد بن إبراهيم السعيدي
خسر الرومان في تاريخهم الطويل والذي يعد من أطول التواريخ السياسية معارك كثيرة كانت بينهم وبين الشعوب والدول التي استولوا عليها ؛ لكن تلك الخسائر لم تحقق اندحاراً للرومان أو انهاء لمشروعهم التوسعي الكبير ؛ لذلك لا يمكن تسميتها انتصارات على الرومان إلا في سياقها الجزئي والضيق تاريخياً وجغرافيا ويبقى الرومان هم المنتصرون في النتيجة العامة والسياق الكلي ؛ وكذلك الأمر في جميع الدول التي جاءت بعد الدولة الرومانية بفرعيها الإيطالي والبيزنطي ؛ ومنها الدولة الإسلامية بأطوارها الكبرى المتوالية ، الراشدي ، والأموي والعباسي والعثماني ؛ وبعدهم التوسع الأوربي والبريطاني منه خاصة ؛ كلها دول قوية ذات مشاريع توسعية متباينة الظروف والأهداف تعرضت لخسائر عسكرية كثيرة أثناء إدارة مشروعها لكن هذه الخسائر لم تكن تعني لها الهزيمة أو لخصومها النصر .
وبتأمل تاريخ الحروب في العالم نجد أن النصر الجزئي الذي ليس له مشروع كلي ينتظمه غالباً ما يتجاوزه التاريخ ، وحين يكون نصراً على أمة أو دولة ذات مشروع فكثيراً ما يكون المنتصر هو الخاسر والمهزوم هو المستفيد الأكبر ؛ والأمثلة التي يمكنها أن تُجَلِّيَ الفكرة كثيرة جداً في التاريخ ، لكنني أذكر الأقرب إلى عواطفنا وذاكرتنا في العصر الحديث ، وهو انتصار الدول العربية المشاركة في حرب الثمانية وأربعين وذلك في فصلها الأول ؛ فقد كان نصراً حقيقياً بالرغم من قلة عدد العرب المقاتلين في مقابل المقاتلين اليهود إلا أنه اليوم نصر ليس له وزن في التاريخ ؛وفيما بعد لم يكن له أي تأثير في مسار الأحداث ؛ والسبب في ذلك أن المعركة كانت بين شعب صهيوني قادم بقوة وكل أفراده يحملون هم استمرار وجودهم في فلسطين واغتصاب حقوق غيرهم بالقوة في مقابلة شعب أصيل في هذه الأرض لم يستوعب المخاطر القادمة ، لذلك لم ينهض بكليته واكتفى بِفِرق مناضلة خرجت من ثناياه وظل ينتظر من الدول العربية أن تأخذ له حقه وتعيده إلى مكانه وتسحق عدوه ؛ أما الدول العربية التي شاركت بجيوشها وكانت معقد آمال الفلسطينيين فكانت بين دول ناشئة ودول مستعمَرَة ودول حديثة الاستقلال ولكل منها مشكلاتها التي تحول بينها وبين اتخاذ قرار حاسم ضد المشروع الصهيوني؛ الأمر الذي أدى إلى رضوخ تلك الدول لهدنة فرضتها الأمم المتحدة كانت عبارة عن طوق نجاة لليهود استطاعوا بعدها تحقيق النصر الذي لا نزال حتى اليوم نعيش آثاره التعيسة علينا .
ومن الامثلة أيضا حرب اكتوبر ١٩٧٣، فقد انتصرت فيها مصر ومن معها من الدول العربية حقاً ولكنه انتصار من دول غايتها النهائية تحقيق نصر جزئي يحفظ ماء الوجه ويغسل أدران نكسة ١٩٦٧ المنكرة أمام دولة ذات مشروع وجودي ، ولهذا كانت هزيمة الصهاينة عبارة عن درس استفادوا منه أكثر مما خسروا فيه ، حتى إن المواقع التي خسروها شرقي القناة لم تكن تعني لهم كثيرا وفق أولوياتهم الاستراتيجية لدرجة أنهم تنازلوا عما هو أضعافها في معاهدة كامب ديفد ، ثم بعد ذلك لم يعد نصر اكتوبر مؤثراً في المعادلة السياسية العربية الصهيونية.
من هنا نقول: إن البحث عن نصر خارج نطاق مشروع استراتيجي أمام خصم يملك هذا المشروع ويمتلك أدواته كاملة فإن نتائجه الإيجابية ستظل مؤقتة، ثم تعود الأمور في العلاقة مع هذا الخصم أسوأ مما كانت عليه ،لأنه غالبا سيستفيد من تلك الهزيمة الجز ئية التي مُني بها عِبَراً يتمكن بالاستفادة منها من سد ثغراته التي كشفها له خصمه .
ويمكنني بصراحة أن أصف العلاقة بين العرب والصهاينة حتى اليوم بهذا الوصف ذاته دون أي تطور ، بالرغم من مرور سبعين عاما على أول تماس عسكري بين الطرفين ؛ فلا زال الصهاينة أصحاب مشروع بعيد المدى ،وما زال العرب يبحثون عن انتصارات جزئية ؛ والمؤلم: أن طموحاتهم في انتصارات جزئية كانت على الصعيد العسكري ثم انخفضت إلى التفتيش عن انتصارات معنوية ودبلماسية ثم انخفضت لتصبح طموحاتهم منحصرة في الحصول على أفضل صيغة للسلام ، مع انعدام بُعْد مستقبلي واضح للسلام في مخيلتهم ،فضلاً عن أن يكون هذا البعد مكتوباً أو مُجَدْوَلاً زمنياً .
وليس ذلك مقصوراً على الدول ؛ بل حتى المنظمات المعنية بالقضية الفلسطينية كفتح وحماس ؛ الكل يعاني من انعدام المشروع الاستراتيجي الحقيقي ،ويبحث وَحْدَه عن انتصارات جزئية خاصة به؛ لا ليحقق بها انتصاراً ولو محدودا على العدو المشترك بل ليحقق بها انتصاراً على من يرى أنه منافس له في خدمة هذه القضية.
وبلغت المأساة في الفراغ من الأبعاد والغايات الصحيحة أن أصبحت فلسطين ورقة لعب يتكسب بها الساسة إما مادياً وإما جماهيرياً ، ويضرب بعضهم بعضاً بها في معاركهم البينية كي يُسْقِط أحدهم الآخر ، لاسيما حين دخلت ساحة المناقشة في خدمة القضية أطراف غير عربية [إيران ثم تركيا] اللتان تفوقتا بمراحل على جميع الدول العربية لا في خدمة القضية كما هو المفترض ،بل في خدمة المشروع السياسي الضيق لكل منهما ، وهما تمتلكان حقاً مشروعين لا يمتان لفلسطين بصلة إلا في كونها بوابة عظيمة للجماهيرية التي يحتاج إليها مشروعاهما ؛ فكلتاهما تغازلان الجماهير بمنديل القضية دون أن تقدما لها شيئا .
وكونهما دولتين تصدران في تعاملهما مع فلسطين عن مشروع ، ولو كان سلبياً ، فقد حققتا فترة من الزمن تفوقاً جماهيرياً على دول فقيرة في النظرة المستقبلية لقضية فلسطين ، وهو مصداق لما حررناه في بداية المقال من الفارق بين الانتصارات الجزئية والانتصارات الاستراتيجية.
وما ذكرناه من الفقر في البعد المستقبلي في التعامل مع فلسطين هو سبب الإضطراب المتكرر في المواقف عند حدوث أي جديد على الأرض كما هو حاصل هذه الأيام ؛ فأقصى ما استطاع الجميع فعله هو مسودة قرار تُقدم لمجلس الأمن ،ولقاء وزراء خارجية عرب وقمة إسلامية خطابية وغير مؤثرة على الصعيد العملي.
والسبب في ذلك هو عدم وجود رؤية مستقبلية ومشروع عربي تجاه فلسطين ، حتى لدى الفلسطينيين أنفسهم.
الكل يتحدث عن السلام وفق المبادرة العربية فقط ؛ وهذه المبادرة ليست أكثر من حل آني فيما لو وافق عليه الصهاينة ،وذلك لأنه يتناقض مع مشروعهم طويل المدى الذي لا يتعارض مع مبادرة السلام فقط ؛بل يتعارض مع الوجود العربي بالكامل ،الشعبي والسياسي ، وإذا كانت الدول العربية لا تعي ذلك فهذه مصيبة أكبر.
المهم اليوم أن أكبر نصر يمكن أن يحققه العرب على الكيان الصهيوني هو صناعة مشروع حقيقي لهم تجاهه ؛ فهذا الفقر الحالي في الرؤية المستقبلية وانعدام الإعداد لها يعني تقدم العدو في مشروعه الكبير وهو ما نشاهده فعلا ، فليست الفوضى في سوريا والعراق وسيناء ولبنان سوى تجهيزات كبرى لإسرائيل الكبرى ؛ وإذا استمر الحال كما هو عليه ، وهو الاكتفاء بالمبادرة العربية كرؤية مستقبلية ، وانحصار المواقف من العدو الصهيوني في البحث عن انتصارات جزئية على ساحة الرأي العام الأوربي والعربي أو انتصارات جزئية في المحافل الدولية وهيئات حقوق الإنسان .
كل ذلك لن يجدي شيئاً وستبقى آثاره آنية في مواجهة عدو يعتبر الانتصارات الجزئية لخصومه شيئاً طبيعياً في نطاق معركة طويلة يشتغل هو على رسم نهاياتها.
والسؤال هنا: إذا اتفقنا على ضرورة مواجهة الصهاينة بمشروع استراتيجي فماذا ينبغي أن تكون معالمه ؟
الجواب: تبدأ معالم مشروعنا تتضح حين نؤمن بأن حقيقة الكيان الصهيوني دولة دينية بلباس علماني يحركها سِفْر أستير وسفر يوشع بن نون وتعاليم التلمود المليئة بالحقد والدموية والإحتقار لكل الأجناس المحيطة بهم والذين ينبغي أخذ أرضهم من الفرات إلى النيل ليحكموا من خلالها العالم بأسره على يد الملك الذي سيهبط عليهم من نسل داود .
هذا المشروع لن يرضى بأي مبادرة سلام ولو كانت تعطيهم فلسطين كلها من النهر إلى البحر .
وما دمنا نجهل هذه الحقيقة أو تتجاهلها أو نُسَوِّف في التعامل معها فلن نستطيع بناء أي مشروع لمواجهتها ، وسوف نبقى كما نحن عليه الآن لا نحسن التعامل مع أي حدث جديد يستجد في أرض فلسطين إلى أن يأتي اليوم الذي نجد فيه الماء قد حفر الأرض من تحتنا كما هو حاصل اليوم في العراق وسوريا ولبنان .
موقع أنا السلفي
]]>
الحرب النفسية ضد أهل السنة
كتبه / إبراهيم فوزى
﴿ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ )
الحمد لله والصلاة والسلام علي محمد رسول الله ، أما بعد : -
تعريف الحرب النفسية :-
جميع النشاطات والأعمال غير القتالية التي يراد منها التأثير على أفكار و سلوك العدو و تدمير الروح المعنوية و إثارة المشاكل المختلفة
أهم أساليب الحرب النفسية ضد المسلمين ، مع تعليقات بعض التعليقات :-
1 – استخدام الشائعات
تعريف الشائعات : مجموعة أخبار زائفة تنتشر في المجتمع بشكل سريع و تُتداول بين العامة ظناً منهم على صحتها
مثال : شائعة أن الملتزمين بالإسلام يحصلون علي أموال من دول خليجية ، وهذه اشاعة منتشرة في بعض البلدان
2- الحرب النفسية التكتيكية ( في القتال )
الغرض : تثبيط معنويات المسلمين و كفاءتهم القتالية ، ومن امثلة هذا الدعاية السوفيتية ، وقت الاحتلال الروسي البغيض لأفغانستان ، أن المجاهدين الأفغان عملاء أمريكا وأنهم خسروا معركة كذا .
3- اغتيال لقيادات والعلماء
مثال : وحدة كيدون، في الموساد الإسرائيلي، ومن المهام الرئيسية التي تكلف بها تنفيذ مهمات خاصة تتمثل في الخطف والإعدام والاغتيال، فقد خصص قادة الموساد هذه الوحدة الخاصّة لغرض الاغتيال والقتل، حيث تقوم الوحدة بالتدريب مرارًا على الهدف للوصول لعملية اغتيال ناجحة ، مثال الشيخ أحمد يس رحمه الله
4 – تزوير التاريخ
مثال : الدولة العثمانية احتلال وظيفته جمع الضرائب وحفظ الأمن فقط ، دون التعرض لأي قضية إسلامية أو ذكر أي جانب إيجابي
5 - استخدام الدعاية
أكثر الأساليب الدعائية شيوعاً
ا – التضليل
مثال ، تصوير السلفيين عقول متحجرة متخلفة رجعية ، وأصحاب الفسق والفجور والعلمانية هم أهل التقدم
ب - تحفيز الاستنكار
يعتمد الأسلوب على إقناع الجمهور باستنكار فكرة لأنها تلقى قبول عند جماعات إسلامية
مثال : النقاب عادة يهودية ليست من الإسلام .
ب - الربط
هو إسقاط صفات إيجابية أو سلبية على فرد أو مجموعة أو قيمة معين ويهدف إلى استثارة الرأي العام تجاه الهدف من الدعاية سواء بالسلب أو الإيجاب
مثال : الطرق الصوفية القبورية إسلامها وسطي معتدل ، والسلفية وهابية منحرفة .
والربط بشكل منظم بين الإسلام وسيطرة الرجل على المرآة بعنف وغلظة وأعمال الإرهاب
6 - ايجاد الفوضى
مثال : محاولة زعزعة استقرار مجتمعات مسلمة تحت بند الحرية الشخصية وحرية الرأي وينتج عنها اباحية وتدمير ممتلكات وغير ذلك
7 – التهويل من شأن قوى الكفر
مثال :- تصوير الاستخبارات الأمريكية تعلم كل شيء علي وجه الأرض – والعياذ بالله تعالي - خلافا لبحثها سنوات عن أسامة بن لادن ، رحمه الله ، بلا جدوي ، علي سبيل المثال
8 – غسيل المخ
: يقصد به تحويل الفرد عن اتجاهاته وقيمه وأنماطه السلوكية وقناعاته، وتبنيه لقيم أخرى جديدة
من هذه الأساليب علي سبيل المثال للمعتقلين المسلمين في جوانتنامو:-
العزل الانفرادي
التعذيب الجسماني
التهديدات
الإذلال والضغوط
التحرش الجنسي من نساء أمريكيات
المنع من النوم
التحقيقات متعاقبة وطويلة جدااااا
9 - الحرب الاقتصادية
تعني : الاستيلاء على عصب الموارد الاقتصادية و الأصول المالية ومنع التصدير والحصار.
مثال : ما تم في حصار العراق
10 – زرع الأديان المختلفة وسط المسلمين ، مثل القديانية والبهائية لإيجاد طابور خامس من العملاء ومحاربي الإسلام في الداخل
مثال : الطائفة الدرزية في سوريا ( 250 ألف ) شديدة الولاء للحكم العلوي الكافر
11 – دعم العقائد الباطلة في أوساط المسلمين، مثل القبورية و السحر والشعوذة والموالد والزار والرقص الصوفي ، لأنهم يعلمون أن قوة المسلمين في التمسك بكتاب الله تعالي وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم
مثال : حضور السفير الأمريكي في مصر مولد السيد البدوي
12 – تشجيع الردة عن الاسلام ، بزعم حرية الاعتقاد
13 – تشجيع التعصب المذهبي ، مثل التعصب للإمام أبي حنيفة ( رحمه الله ) في باكستان ولأفغانستان ، مما يصب في حقل الخلافات والنزاعات وتضييع الأوقات بعيدا عن الدعوة الإسلامية والعقيدة الخالصة الصافية
14 – دعم الفرق الباطنية التي تنتهج العنف ، مثل حزب اللات في لبنان ، فهم حرب علي أهل السنة في كل مكان
15 – دعم هيئات وشخصيات ظاهرها اسلامي ، مهمتها نشر العقائد الباطلة وتحارب التمسك بسنة الرسول صلي الله عليه وسلم
16 – العمل علي تأخير سن الزواج وايجاد العراقيل، مع تسهيل الزنا والاختلاط
17 – زرع عقدة النقص أمام الغرب
18 – دعم العنصرية بين الشعوب المسلمة ، والعمل علي تحقير العنصر العربي مثل : نشر تفوق العنصر التركي علي العربي في تركيا
19 – نشر اللواط والسحاق والخلاعة
تأثير اللواط في المخ :
اللواط يسبب اختلالا كبيرا في توازن العقل للمرء ، وارتباكا عاما في تفكيره ، وركودا غريبا في تصوراته ، وبلاهة واضحة في عقله وضعفا شديدا في إرادته ، وإن ذلك ليرجع إلى قلة الإفرازات الداخلية التي تفرزها الغدة الدرقية والغدد فوق الكلى وغيرها مما يتأثر باللواط تأثيرا مباشرا فيضطرب عملها وتختل وظائفها ، وإنك لتجد هناك علاقة وثيقة بين ( النيورستانيا ) واللواط ، وارتباطا غريبا بينهما ، فيصاب اللائط بالبله والعبط وشرود الفكر وضياع العقل والرشاد
- نشر الخمر والمخدرات
يضطرب عمل الجهاز العصبي لدى مدمن المخدرات، حيث يتضارب عمل المادة الكيميائية السائلة في الجهاز العصبي المسؤولة عن التوصيل العصبي إلى المخ ومنه إلى أنحاء الجسم، مما يؤدّي بالتالي إلى تباطؤ أداء منطقة المخ في توصيل الإشارات إلى سائر أنحاء الجسم وخاصة فيما يتعلق بجاهزية المخ بإرسال المعلومات أو ردود الفعل.
وفي مرحلة الإدمان لا يمكن للشخص التوقف المفاجئ في التعاطي نظراً لما سيخلّفه من أعراض شديدة على المدمن يصاب بعدها بحالة شبه جنونية للحصول على المخدر التي أصبحت المصدر الوحيد لإشعاره بالسعادة الوهمية.
20 – نشر الصور والافلام الاباحية
لأنها تترك آثاراً نفسية كبيرة، وتكون مدخلاً لعلاقات حقيقية، قد تنتهي بالإيدز أو الأمراض الجنسية الخطيرة، وبالتالي فإن مشاهدة المشاهد الفاضحة تقود لممارسة الفاحشة وانهيار الأخلاق وزيادة الأمراض.
و أظهرت دراسة بريطانية حديثة أن المواد الإباحية لها تأثير على المخ مماثل لتأثير المخدرات
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
موقع أنا السلفي
]]>
خسارة العالم بانحسار السلفية
د. محمد بن إبراهيم السعيدي
كانت القرون الثلاثة الأُوَل بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم هي عصر سيادة عقيدةِ السلف رضوان الله عليهم وفقهِهِم، وفيما بعدها بدأت مذاهب البدعة ترتفع من هنا وهناك، حتى جاء القرن الخامس الهجري حيث بدأت الدولة السلجوقية في عهد آخر ملوكها الأقوياء ألب أرسلان وابنه ملك شاه ووزيرهما نظام الملك (485ه) ففي ذلك العصر كانت عناية الدولة عظيمة بالعلوم الشرعية، فأُنشئت المدارس في جميع أنحاء الدولة المنتشرة من الصين شرقًا وحتى فلسطين غربا، إلا أن هذه النهضة العلمية صاحَبَها انحسار لعقيدة السلف حيث ظهرت البدعة في عدد من القضايا المهمة؛ كصفات الله تعالى والقضاء والقدر وتوحيد الله -عزَّ وجلَّ- في عبادته، فقد كان الوزير نظام الملك رحمه الله على فضله وعلمه أشعريًا متعصبًا، فكان أن أدَّى فرْضَهُ المذهبَ الأشعري في المدارس وقصر وظيفة التدريس فيها على الأشاعرة إلى أمرين خطيرين:
الأول: انحسار عقيدة السلف وانتشار عقيدة أهل الكلام من الأشاعرة والماتريدية واتخاذهم من أهل السنة لقبًا لأنفسهم وتلقيب أتباع السلف بالحشوية.
الثاني: أنه ترتب على اعتناق العلماء للعقائد الأشعرية انفتاح الباب أمام الخرافات الصوفية وشركيات القبوريين؛ لتصل إلى المساجد والخلوات حتى كثرت الأضرحة وأصحاب الطرق والمتَدَروِشة، وضعُفت الهيبة من الابتداع في الدين، وتقلَّصت مكانة أهل العلم والعقل والاتباع، وأصبح التقدم والتقدير للمنتسبين للخِرَق [جمع خِرْقَة] والأحوال والخوارق، وكان ذلك خسارة عظيمة ليس من جهة ضعف الالتزام الصحيح بالعقائد والسلوك الإسلامي وحسب، بل تقلَّصت أيضا علوم الفلك والصناعات والكيمياء والفيزياء والطب، إذ لم يعد المشرق الإسلامي في مثل هذه العلوم كما كان في القرون الثلاثة وما أعقبها حتى انحسار السَّلَفِية، أما مصر وبرقة وطرابلس والقيروان وما حولها فكان انحسارُ مذهب السلف فيها أسبق، وغلبَةُ البدعة فيها أعنف بسبب خضوعها لدولة بني ميمون القداح المعروفة بالفاطمية التي كانت أيضا العون لأوربا في إسقاط إمارة المسلمين في صقلية وجنوب إيطاليا وجزيرة كريت.
ولم يتأخر كثيرًا بقاء قوة علوم الصناعات وما شابهها من المعارف في المغرب الإسلامي، وأخص الأندلس فقد أُكْرِه العلماء على العقيدة الأشعرية، وحاربت دولةُ الموحدين عقائدَ السلف، وكانت أكثر توغُّلًا في مسالك الخرافة من دول المشرق.
ولم تمض سنوات بعد ارتفاع راية البدعة إلا وقد نجم الخلاف بين المسلمين في أسوأ صوره، وتقطَّعت دولة السلاجقة قددًا، وانهار الناس وأصبحوا مضمحلين في عقيدة الجبر ما بين قانط من رَوْح الله وذاهب في خرافات أصحاب الطرق وذاهل في أمر دنياه، وهو الوضع الذي مكَّن جحافل الصليبيين أن تَقْدُم من وسط فرنسا وأوربا وتصل مُنهَكَة في غاية ما يكون من الأعياء، فلا تكاد تتجاوز أسوار أنطاكية حتى تتساقط تحت سنابك خيولهم مدنَ سواحل الشام مدينة بعد مدينة حتى استولوا على القدس في 22 من شعبان عام 492هـ، أي: بعد سبعة أعوام من وفاة الوزير نظام الملك رحمه الله والذي كانت الدولة في عهده قوية متماسكة من سواحل فلسطين وحتى ولاية كاشغر في الصين الحالية، إلا أن التفريط بعقيدة الأمة من أجل مصالح سياسية وإن تبادر إلى الوهم أنها أنفع للدولة، فإن حقيقة الأمر: أن سنة الله تعالى قد تستبقي المُتَاجر بمنافع الدنيا لكنها لا تستبقي المتاجرين بالعقائد مهما عظم فضلهم، وحسبنا بنظام الملك والسلطان ملك شاه وأبيه ألب أرسلان مثلا.
وبعد هذا الاستبعاد لعقيدة السلف وما حل بسببه من نكبات سياسية وعسكرية واجتماعية ودينية وأخلاقية، ظل العلم الشرعي من فقه وحديث وأصول معها قويًا، بل مشرفًا؛ بسبب المدارس والأوقاف التي أُنشئت له، إلا أن الانحراف في العقائد والسلوك ظل يزداد يوما بعد يوم، وللأسف فقد حصلت فرص قوية جدًا للإصلاح لكنها لم تُستثمر، ومن ذلك عهد السلطان عماد الدين زنكي (541ه)، وعهد السلطان صلاح الدين الأيوبي (589ه)، فقد ذهب عصر الرجلين ولم يُكملا فيه إصلاحهما العقدي، فما حقَّقاه من عودة بالأمة نحو الجهاد والانتصار على الصليبيين وإسقاط دولة الباطنيين في مصر كان حريًّا أن يُستكمل، وتتم العودة إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومفارقة ما جنحت إليه الأمة من البدعة والخرافة إلا أن ذلك لم يكن، وكان من عواقبه اضمحلال سلطنة السلاجقة والأيوبيين بأقل من مقدار عمر رجل واحد؛ ليعقبه الشر العظيم والبلاء المبين وهو اجتياح المغول لبلاد المسلمين في سنوات معدودات، ولم تتمكن هذه الأمة الغريبة من شعوب المسلمين بهذه السرعة العجيبة لولا انحسار عقيدة السلف وتشتت قلوب الناس في المشارب والأهواء والاعتقادات الباطلة في الأموات والتعلق بالصالحين من الأحياء بدعوى وِلايتهم وامتلاكهم قدرات خفية على الناس وغير ذلك من مزاعم التخلف والانحطاط، ومن لم يكن معه شيء من هذه المزاعم والتخبطات في العقائد فهو إما عالم منزوٍ مفارقٌ لما عند الناس أو عاميٌّ سادر([1]) في دنياه لا يدخل مع أحد في صخب في مثل هذه الترهات، أو متهتك لا ينظر إلى أهل التدين بعين رضا، والقارئ حين يبحث في مدونات تاريخ مصر والشام عن تلك الفترة، ويُفَتِّش فيما يمر به من أسماء القادة والأمراء وكتَّاب الدولة، ويبحث فيهم عن أهل الشام ومصر مثلًا فلن يجد إلا النزر اليسير، أما الأكثرون فهم من رجال الجندية من المماليك والأتراك والأكراد، وأما سائر الناس فأهل الديانة منهم أقعدتهم البدع والفكر الصوفي بمختلِف درجاته عن بلوغ هذه الرتب، وغير أهل الديانة كما ذكرتُ آنفا.
وحين نصر الله المماليك في عين جَالُوت [658هـ] وحقق الله وعده بأن لا يُهْلِك أُمَّة محمد صلى الله عليه وسلم بسنة بعامة، كانت تلك فرصة مناسبة ليقود العلماءُ الأمةَ إلى عقيدة السلف وتنطلق من هناك حركة الإصلاح الديني، إلا أن الأمر تأخر قليلًا حتى بدأ ابن تيمية دعوته الإصلاحية ربما بعد عين جَالُوت بعشرين عامًا [728ه] حيث نجح في بعث عقيدة السلف من جديد وتعليمها للناس، إلا أنه لم يستطع إقناع الدولة بتبنِّيها؛ لذلك بقيت الخرافة والبدعة مهيمنة على عقول الناس، وتسبب غرق المسلمين فيها الانفصام الخطير الذي ظلت تعيشه بين ما تتعلمه من قرآن وحديث وفقه وبين ما تمليه عليها انحرافاتها البدعية مما ليس في كتاب ولا سنة ولا فقه.
وقد نجحت الدولة العثمانية في بداياتها نجاحًا عسكريًا وسياسيًا، لكنها كانت هي أيضا غارقة في الانحراف العقدي، وكان هذا هو أظهر العوامل لشيوع الجهل والتخلف العلمي في سائر ممالك الدولة الإسلامية العثمانية حتى وجدت نفسها مع جيرانها الأوربيين التي كانت سيدتهم، وهي تشتري أسلحتها منهم لتقاتلهم بها.
وكان الضلال العقدي والإيمان بالجبر والانقياد إلى شيوخ الطرق والاستغاثة بالموتى شيئًا من القيود اليسيرة التي كبلت الأمة الإسلامية فيها نفسها، فلم تشعر إلا والصليبيون يعودون من جديد، لكنهم هذه المرة لم يستولوا على سواحل الشام كما حدث في أواخر القرن الخامس، بل استولوا على جميع بلاد الإسلام من الصين وحتى طنجة، وكل ذلك في أسرع عمليات احتلال في التاريخ، فقد كانت الأمة خانعة ممتلئة بسبب الغربة عن الدين بالقابلية للاستعباد، ولم يبق أرض لم تطأها قدم المستعمر إلا تلك الأرض في كبد جزيرة العرب والتي جعلها الله منطلقًا للدعوة السَّلَفِية من جديد.
ــــــــــــــــــ
([1]) رجل سادر، أي: لا يهتم بما يفعل.
موقع أنا السلفي
]]>
الأزهر الشريف يدين بشدة وصف ترامب لأفريقيا بـ"الحثالة".. ويعتبرها "عنصرية بغيضة"
يدين الأزهر الشريف، بأقسى العبارات، ما تناقلته وسائل الإعلام من تصريحات منسوبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصف فيها دولا أفريقية ولاتينية بـ"الحثالة"، مؤكدًا أن مثل هذه التصريحات "العنصرية البغيضة" تتنافى تمامًا مع قيم التعايش والتسامح وقبول الآخر، التي يحتاج إليها عالمنا اليوم، خاصة في ظل تصاعد خطاب التعصب والعنصرية والإسلاموفوبيا والإرهاب، كما أنها تأتي في إطار سياسة التعصب وإهدار حقوق الشعوب التي تنتهجها الإدارة الأمريكية الجديدة.
ويشدد الأزهر الشريف على أن مثل هذه التصريحات المقيتة لا يليق صدورها عن رئيس دولة متحضرة كما أنها تمثل تنكرًا لما تفخر به الولايات المتحدة الأمريكية من أنها "أمة من المهاجرين"، وأنها إحدى دول العالم الأكثر تنوعًا واندماجًا، كما يعد هذا تجاهلًا للدور الذي لعبه ملايين المهاجرين ومن بينهم الأفارقة في المساهمة في نهضة ورخاء أمريكا، رغم ما تعرض له البعض منهم من قسوة وعنصرية.
ويؤكد الأزهر الشريف أن معاناة المحرومين والبائسين يجب ألا تكون محلًا للازدراء أو التهكم، بل يجب أن تكون منطلقًا لمد يد العون والمساعدة، فكل القيم الإنسانية والشرائع السماوية تحث على الحوار والتعايش واحترام الآخر، وهو ما يسعى الأزهر الشريف لتعزيزه ودعمه من قيادته للحوار بين الشرق والغرب، ورفضه لكل دعوات الكراهية والعنف والتعصب.
ويطالب الأزهر الشريف الإدارة الأمريكية بالاعتذار عن هذا الخطأ الفادح في حق هذه الشعوب التي أنهكتها الحروب المفتعلة من الغرب، كما يدعو مجددًا إلى التراجع عن القرارات الظالمة بحق مدينة القدس والشعب الفلسطيني.
موقع أنا السلفي
]]>
شيخ الأزهر: الفكر الوهابي لا يمكن أن يكون سببًا في الإرهاب حول العالم
قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر: إن التحديات والظروف العالمية الراهنة هي التي أفرزت الإرهاب الأسود الذى نعيشه حاليًا.
وأضاف الطيب خلال حواره مع "الراديو والتليفزيون الألمانيZDF" على هامش زيارته للعاصمة الألمانية برلين ،للمشاركة في احتفالية حركة الإصلاح الديني في أوروبا ، التي تقيمها الكنيسة البروتستانتية بمناسبة مرور 500 عام على تأسيسها: أن طلاب وخريجي وعلماء وأساتذة الأزهر الشريف ،المنتشرون في جميع أنحاء العالم يقودون جهودًا حثيثة من أجل ثقافة الوسطية والسلام، إضافة إلى مرصد الأزهر الشريف باللغات الأجنبية ،الذي يقوم برصد كل ما تبثه الجماعات المتطرفة بـ 11 لغة، ومن ثم ترجمته وتحليله وأخيرًا الرد عليه ،وتفنيد ما تثيره هذه الجماعات من أفكار مغلوطة وتفسيرات خاطئة.
وردًا على سؤال حول تحميل الفكر الوهابي مسئولية الإرهاب المنتشر في العالم، قال شيخ الأزهر: "لا أعلم هذا" ولا يمكن أن يكون هذا الفكر أو ذاك سببًا لما يعانيه العالم من قتل وتخريب، مشيرًا إلى أن هناك من المذاهب ما يميل إلى الاحتياط ، وأخرى تميل إلى الوسطية ، وثالثة تميل إلى السهولة والتمييع، مضيفًا أن هذه المذاهب موجودة من قديم الزمان ولم تقم حروب ، ولم نشاهد مثل هذا الإرهاب الأسود.
وتابع: "لا أظن أن الإرهاب بهذه الصورة المتوحشة، والتدريب العجيب يرجع إلى مذهب متشدد في مكان معين أو غيره، لكن ربما تستخدم بعض التفسيرات الخاطئة للنصوص لتنفيذ خطة معينة لمنطقتنا هذه ،وتريد لها أن تبقي في وضع سياسي واقتصادي بل وجغرافي معين".
ولفت إلى أن هناك أموالًا طائلة وقنوات تفتح النار على المسلمين صباحًا ومساءً ، ومعلوم من يقفون ورائها، ولكننا لا نقول أنها مسئولة عن هذه الحروب، ولكن ينبغي أن نبحث عن سبب هذا الإرهاب خارج إطار الأديان.
موقع أنا السلفي
]]>
الأزهر الشريف يحذر من أي عبث بعروبة القدس وهوِيَّتِها الفلسطينية
تابع الأزهر الشريف الأنباء المتداولة عبر وسائل الإعلام، حول نية الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس الشريف عاصمةً للكِيان الصهيوني.
ويحذر الأزهر الشريف بشدة من الإقدام على هذه الخطوة، مؤكدًا أن أي إعلان بهذا الشأن سيؤجّج مشاعر الغضب لدى جميع المسلمين، ويهدد السلام العالمي، ويُعزّز التوتر والانقسام والكراهية عبر العالم.
ويشدد الأزهر على أن الانحياز الفَجّ للكِيان الصهيوني، ومنْع تنفيذ القرارات الأممية الرامية لردعه ووقْف جرائمه؛ شجّعه على التمادي في سياساته الإجرامية بحق الإنسان والأرض والمقدسات في فلسطين المحتلة، وأفقد شعوبَ العالم الثقةَ في نزاهة المجتمع الدولي، وكان أحد أهم الأسباب التي غذت الإرهابَ في العالم.
ويؤكد الأزهر الشريف أن عروبة القدس وهوِيَّتَها الفلسطينية غيرُ قابلةٍ للتغيير أو العبث، وأن مواثيق الأمم المتحدة تُلزِم القوةَ المحتلة بعدم المساس بالأوضاع على الأرض، ولا تعترف بأيِّ إجراءاتٍ تخالف ذلك.
كما يطالب الأزهرُ عقلاءَ العالم والمؤسساتِ الدوليةَ، وفي مقدمتها الأممُ المتحدة وجمعيّتُها العامّة، بالتصدي لهذا الأمر؛ باعتباره يهدد السِّلم والأمن الدوليين، كما يطالب الدولَ الإسلامية والعربية بالعمل الجماعي المشترَك؛ من أجل منْع صدور هذا القرار.
موقع أنا السلفي
]]>
بيان من الأزهر الشريف بشأن الأحداث والانتهاكات ضد المواطنين المسلمين في بورما
بسم الله الرحمن الرحيم
..
لقد تابع العالَم على مدار الأيام الماضية ما تنقله وسائل الإعلام ومواقعُ التواصُل الاجتماعي، من صورٍ مفزعةٍ ومروعة لأعمال القتل والتهجير، والحرق والإبادة الجماعية، والمجازر الوحشية التي راح ضحيتها مئات النساء والأطفال والشباب والشيوخ الذين حوصروا في إقليم راخين في ميانمار، وأجبرتهم السلطات هناك على الفرار من أوطانهم تحت ضغط هجمات وحشية بربرية، لم تعرفها البشرية من قبل، ومنهم مَن مات مِن ألم المشي وقسوة الجوع والعطش والشمس الحارقة، ومنهم مَن ابتلعته الأمواج بعد ما ألجأه الفرار إلى ركوب البحر.
إن هذا المشهد الهمجي واللاإنساني ما كان ليحدث لولا أن الضمير العالمي قد مات، ومات أصحابه، وماتت معه كل معاني الأخلاق الإنسانية، وصمتت بموته أصوات العدل والحرية وحقوق الإنسان صمت القبور، وأصبحت كل المواثيق الدولية التي تعهدت بحماية حقوق الإنسان وسلام الشعوب وحقها في أن تعيش على أرضها، أصبح كل ذلك حبرًا على ورق، بل أصبح كذبًا لا يستحق ثمن المداد الذي كتب به.
هذا ولم يعد الاكتفاء بمجرد الإداناتِ يجدي نفعًا أمام ما يتعرَّض له مسلمو الروهينجا من عمليات إبادةٍ جماعيةٍ بأسلوب غادر، يُذكِّرنا بأسلوب الوحوش في الغابات، كما أصبحت المناشدات الخجولة المترددة التي تطلقها المنظمات الدولية والإنسانية لإنقاذ المواطنين المسلمين من عدوان الجيش البورمي والسلطات في ميانمار، أصبحت هذه المناشدات ضربًا من العبث وضياع الوقت، ونحن على يقين من أن هذه المنظمات العالمية كانت ستتخذ موقفًا آخر مختلفًا، قويًّا وسريعًا، لو أن هذه الفئة من المواطنين كانت يهودية أو مسيحية أو بوذية أو من أتباع أي دين أو مِلَّة غير الإسلام.
ولقد سعى الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين تجميع الفرقاء المتصارعين وتقريب وجهات النظر المتصارعة في راخين حين استضاف، في بداية هذا العام بالقاهرة، عددًا من القيادات الشابة يمثلون كافة الأديان والعرقيات في ميانمار، ومنهم رهبان ورجال أديان، وذلك كخطوة أولى لوضع القضية على طريق السلام؛ إلَّا أن بعض القيادات الدينية في ميانمار ضربت بهذه الجهود عرض الحائط، وسمحت لهم ضمائرهم أن يتحالفوا مع عناصرَ متطرفةٍ مِن جيش الدولة المسلَّح، للقيام بعمليات إبادةٍ جماعيةٍ وتطهيرٍ عرقيٍّ ضد المواطنين المسلمين، وفي وحشية يندى لها جبين الإنسانية، وهذا الموقف الذي ترفضه جميع الأديان سوف يسطر سِجلًّا من العار في تاريخ ميانمار لا يمحوه الزمن.
وانطلاقا من المسئولية الدينية والإنسانية للأزهر الشريف، والتزامه برسالته العالمية، لا يُمكنه أن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الانتهاكات اللاإنسانية، وسوف يقود الأزهر الشريف تحركات إنسانيةً على المستوى العربي والإسلامي والدولي لوقف هذه المجازر التي يدفع ثمنها المواطنون المسلمون وحدهم في ميانمار، ويطالب الأزهر الآن كافة الهيئات والمنظَّمات الدولية وجمعياتِ حقوق الإنسان في العالَم كُلِّه أن تقوم بواجبها في اتخاذ الإجراءات اللازمة للتحقيق في هذه الجرائم المنكرة، ولتعقُّب مرتكبيها وتقديمهم لمحكمة العدل الدولية لمحاكمتهم كمجرمي حرب جزاء ما ارتكبوه من فظائع وحشية.
ويجب على الجميع أن يضع في الاعتبار أن مثل هذه الجرائم هي من أقوى الأسباب التي تشجع على ارتكاب جرائم الإرهاب، التي تعاني منها الإنسانية جمعاء.
إننا نُطلق من هنا: من مصرَ قلبِ العروبة والإسلام، ومن الأزهر الشريف، صرخة إنسانية مدوية للمطالبة بتحرك فوري من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وبخاصةٍ: مجلس الأمن، وقبل ذلك: من صُنَّاع القرار في الدول العربية والإسلامية أن يبذلوا أقصى ما يستطيعون من ضغط سياسي واقتصادي يُعيد السلطات الحاكمة في ميانمار إلى الرشد والصواب، والتوقُّف عن سياسة التمييز العنصري والديني بين المواطنين.
ولا ينسى الأزهر أن يعلن أسفه للموقف المتناقض الذي يقفه من يحمل جائزة «نُوبل» للسلام بإحدى يديه، ويبارك باليد الأخرى كل الجرائم التي تضع «السلام» في مهب الريح وتَجعل منه مجرد «لفظ» لا معنى له.
وختامًا، نقول لإخواننا في بورما.. اُصمدوا في وجه هذا العدوان الغاشم.. ونحن معكم ولن نخذلكم.. والله ناصرُكم.. واعلموا أن الله لا يصلح عمل المفسدين، هذا: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
موقع أنا السلفي
]]>
بيان من الأزهر الشريف بشأن الأحداث والانتهاكات ضد المواطنين المسلمين في بورما
بسم الله الرحمن الرحيم
..
لقد تابع العالَم على مدار الأيام الماضية ما تنقله وسائل الإعلام ومواقعُ التواصُل الاجتماعي، من صورٍ مفزعةٍ ومروعة لأعمال القتل والتهجير، والحرق والإبادة الجماعية، والمجازر الوحشية التي راح ضحيتها مئات النساء والأطفال والشباب والشيوخ الذين حوصروا في إقليم راخين في ميانمار، وأجبرتهم السلطات هناك على الفرار من أوطانهم تحت ضغط هجمات وحشية بربرية، لم تعرفها البشرية من قبل، ومنهم مَن مات مِن ألم المشي وقسوة الجوع والعطش والشمس الحارقة، ومنهم مَن ابتلعته الأمواج بعد ما ألجأه الفرار إلى ركوب البحر.
إن هذا المشهد الهمجي واللاإنساني ما كان ليحدث لولا أن الضمير العالمي قد مات، ومات أصحابه، وماتت معه كل معاني الأخلاق الإنسانية، وصمتت بموته أصوات العدل والحرية وحقوق الإنسان صمت القبور، وأصبحت كل المواثيق الدولية التي تعهدت بحماية حقوق الإنسان وسلام الشعوب وحقها في أن تعيش على أرضها، أصبح كل ذلك حبرًا على ورق، بل أصبح كذبًا لا يستحق ثمن المداد الذي كتب به.
هذا ولم يعد الاكتفاء بمجرد الإداناتِ يجدي نفعًا أمام ما يتعرَّض له مسلمو الروهينجا من عمليات إبادةٍ جماعيةٍ بأسلوب غادر، يُذكِّرنا بأسلوب الوحوش في الغابات، كما أصبحت المناشدات الخجولة المترددة التي تطلقها المنظمات الدولية والإنسانية لإنقاذ المواطنين المسلمين من عدوان الجيش البورمي والسلطات في ميانمار، أصبحت هذه المناشدات ضربًا من العبث وضياع الوقت، ونحن على يقين من أن هذه المنظمات العالمية كانت ستتخذ موقفًا آخر مختلفًا، قويًّا وسريعًا، لو أن هذه الفئة من المواطنين كانت يهودية أو مسيحية أو بوذية أو من أتباع أي دين أو مِلَّة غير الإسلام.
ولقد سعى الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين تجميع الفرقاء المتصارعين وتقريب وجهات النظر المتصارعة في راخين حين استضاف، في بداية هذا العام بالقاهرة، عددًا من القيادات الشابة يمثلون كافة الأديان والعرقيات في ميانمار، ومنهم رهبان ورجال أديان، وذلك كخطوة أولى لوضع القضية على طريق السلام؛ إلَّا أن بعض القيادات الدينية في ميانمار ضربت بهذه الجهود عرض الحائط، وسمحت لهم ضمائرهم أن يتحالفوا مع عناصرَ متطرفةٍ مِن جيش الدولة المسلَّح، للقيام بعمليات إبادةٍ جماعيةٍ وتطهيرٍ عرقيٍّ ضد المواطنين المسلمين، وفي وحشية يندى لها جبين الإنسانية، وهذا الموقف الذي ترفضه جميع الأديان سوف يسطر سِجلًّا من العار في تاريخ ميانمار لا يمحوه الزمن.
وانطلاقا من المسئولية الدينية والإنسانية للأزهر الشريف، والتزامه برسالته العالمية، لا يُمكنه أن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الانتهاكات اللاإنسانية، وسوف يقود الأزهر الشريف تحركات إنسانيةً على المستوى العربي والإسلامي والدولي لوقف هذه المجازر التي يدفع ثمنها المواطنون المسلمون وحدهم في ميانمار، ويطالب الأزهر الآن كافة الهيئات والمنظَّمات الدولية وجمعياتِ حقوق الإنسان في العالَم كُلِّه أن تقوم بواجبها في اتخاذ الإجراءات اللازمة للتحقيق في هذه الجرائم المنكرة، ولتعقُّب مرتكبيها وتقديمهم لمحكمة العدل الدولية لمحاكمتهم كمجرمي حرب جزاء ما ارتكبوه من فظائع وحشية.
ويجب على الجميع أن يضع في الاعتبار أن مثل هذه الجرائم هي من أقوى الأسباب التي تشجع على ارتكاب جرائم الإرهاب، التي تعاني منها الإنسانية جمعاء.
إننا نُطلق من هنا: من مصرَ قلبِ العروبة والإسلام، ومن الأزهر الشريف، صرخة إنسانية مدوية للمطالبة بتحرك فوري من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وبخاصةٍ: مجلس الأمن، وقبل ذلك: من صُنَّاع القرار في الدول العربية والإسلامية أن يبذلوا أقصى ما يستطيعون من ضغط سياسي واقتصادي يُعيد السلطات الحاكمة في ميانمار إلى الرشد والصواب، والتوقُّف عن سياسة التمييز العنصري والديني بين المواطنين.
ولا ينسى الأزهر أن يعلن أسفه للموقف المتناقض الذي يقفه من يحمل جائزة «نُوبل» للسلام بإحدى يديه، ويبارك باليد الأخرى كل الجرائم التي تضع «السلام» في مهب الريح وتَجعل منه مجرد «لفظ» لا معنى له.
وختامًا، نقول لإخواننا في بورما.. اُصمدوا في وجه هذا العدوان الغاشم.. ونحن معكم ولن نخذلكم.. والله ناصرُكم.. واعلموا أن الله لا يصلح عمل المفسدين، هذا: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
موقع أنا السلفي
]]>
مازال الشعب المصري المطحون يدفع ضريبة الإهمال والفساد وسوء الإدارة، حادث مروع مأساوي الآن، تصادم قطارات ركاب خط اسكندرية القاهرة عند منطقة أبيس بالإسكندرية والضحايا كثيرون.
لك الله أيها الشعب المصري المكلوم.
د. يونس مخيون
موقع أنا السلفي
]]>
الجذور الفكرية لدعوى تدويل الحرمين
كتبه/ محمد بن إبراهيم السعيدي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
يظن الكثيرون أن الدعوة إلى تدويل الحرمين ليست سوى حماقة تدلي بها دولة ملالي إيران بين الحين والآخر،وربما ارتكبت أوساهمت في ارتكاب بعض الجرائم في مكة المكرمة والمشاعر المعظمة من أجل تبرير هذه الدعوة إعلامياً ، كما حصل في عددٍ من مواسم الحج ، وربما طار بهذه الفكرة بعض من جمع بين السفاهة والحقد من الكتاب العرب أو المسلمين المنتسبين إلى السنة ، أو العاملين ضمن الطوابير الخامسة الإيرانية ؛والحقيقة أنها ليست جديدة ، وليست إيرانية المنشأ ، وما النظام الصفوي المعاصر سوى آلة بيد الملاك الأصليين لهذه الفكرة الخبيثة.
الجذور الفكرية لهذه الدعوة ماسونية ابتدأت مع المشروع العملي الأوربي لإسقاط الدولة العثمانية التي كان سلاطينها يحملون لقب خادم الحرمين الشريفين ويستمدون مشروعيتهم من واجب حمايتهما ومن توحيد أقطار المسلمين تحت شعار الخلافة وإقامة الشريعة الإسلامية .
ومع الملاحظات الكثيرة على صحة مسلك الدولة العثمانية وحقيقة قيامها بما تَحَمَّلَتْه من واجبات إلا أن بقاءها مع إصلاحها من الداخل كان الخيار الأمثل والأنفع للأمة الإسلامية ؛ وكانت إزالتُها وتقسيم أقطارها الخيارَ الأمثل للأمم الأوربية .
وقد وعى ذلك جيداً الملك عبدالعزيز رحمه الله ، ولهذا لما تم له النصر على الجيش العثماني المكون من ثمانية طوابير واثني عشر مدفعاً في موقعة الشنانة سنة ١٣٢٢قام بمساعدة الجنود الأتراك للوصول إلى المدينة المنورة سالمين ، وتمت المفاوضة بينه وبين مبعوثي السلطان عبدالحميد وانتهت بتفنيد دعاوى الذين يخوفون الإدارة العثمانية من تجديد قيام الدولة السعودية ،كما تم الإعلان عن ولاء عبد العزيز للدولة العثمانية وقبول لقب الباشا؛ وفي عام ١٣٣٢بعد خلع السلطان عبدالحميد وتولي حزب الاتحاد والترقي أمور السلطنة ،أرسل الملك عبدالعزيز نصيحةً للدولة العثمانية كي تستعيد قوتها في البلاد العربية إلا أن هذه النصيحة رُفِضت ؛وفي عام ١٣٣٤دعم الملك عبدالعزيز الجيش العثماني في محاولته تحريرَ قناة السويس من الاحتلال البريطاني بـأربعة عشر ألف جمل كما اعترف بذلك جمال باشا في مذكراته ،هذا مع انقلاب حزب الاتحاد والترقي على مواثيق السلطان عبدالحميد مع الملك عبدالعزيز ، إلا أن حقيقة أهمية بقاء الدولة العثمانية كانت ماثلة أمامه فآثر الوقوف معها على تذكر خصومته مع الحزب ؛ويقينُه رحمه الله بحرص الأوربيين على إسقاطها من أجل احتلال بلاد المسلمين هو ما حصل بالفعل .
والحقيقة أن مساعي الكثير من المصلحين سوى الملك عبدالعزيز لإنقاذ الدولة العثمانية لم تكن لتُجدي فقد كانت خطط تفتيتها في نهاية مراحل إنجازها .
وهناك عوامل عديدة لانهدام الدولة العثمانية أَقْتَصِرُ منها هنا على ما يخدم موضوع هذا المقال؛ وهما عاملان فكريان :
الأول: دعم نفوذ الاتجاه العلماني في الدولة ومساعدة المثقفين من حامليه على الوصول لمراكز اتخاذ القرار في إسطنبول والولايات العثمانية ؛ وهذا التغلغل العلماني أدى إلى تمرير قرارات أو التغاضي عن تصرفات تتنافى مع المفترض في طبيعة الدولة العثمانية كدولة خلافة خادمة للحرمين الشريفين ؛ ثم تقوم الصحافة ذات الطابع العلماني بالترويج لهذه القرارات على هيئة الإشادة بها؛ ومن هذه الأنظمة ما كان في الجانب الأخلاقي ومنها ما كان في جانب الإدارة العامة للمؤسسات المدنية والعسكرية والعلاقات الخارجية ، الأمر ألذي أدى إلى شعور ظَلَّ يتنامى تدريجياً لدى الشعوب العثمانية بالانفصام بين واقع الدولة وأصولها الفكرية التي كانت السبب الرئيس في محبتهم لها وصبرهم على طبيعتها الاستبدادية وضرائبها التعسفية ؛ وبالتالي كان شعور الشعوب العثمانية بهجران دولتهم لتلك الأصول سبباً رئيسا لضعف حماسهم لها، وشعورِهم بأنها لم تعد مؤهلة للاستمرار في مناصبها الدينية ، واستعدادِهم الذهني لتقبل كل الإشاعات التي كانت الصحف المعارضة تطلقها ضد الدولة وأركانها ؛ حتى إن عالماً كالشيخ رشيد رضى لم يستطع مع تزاحم هذه الإشاعات تقبل شخصية السلطان عبدالحميد كرجل إصلاح وتجديد؛ وبقي يصفه بما تصفه به الصحافة المصرية _وكانت مصر آنذاك تحت الاحتلال البريطاني _من فساد وسوء سلوك ؛ والحقيقة : أن عبدالحميد كان رجل إصلاح من الطراز الأول إلا أنه تولى في فترة كان العلمانيون قد أخذوا فيها مقاعدهم بشكل جعل خلع السلطان أهونَ من إزالة أحدهم ؛ وهذا ما حدث فعلاً ؛ فقد تم إجبار السلطان على توقيع الدستور العلماني سنة ١٣٢٨ثم خَلْعُه سنة ١٣٢٩واستمر حزب الاتحاد والترقي في إدارة البلاد إلى أن كان زوالها على يد منتسبيه من الضباط بعد ذلك بسنوات قلائل.
وقد وصل العلمانيون العثمانيون إلى فكرة الدستور العلماني بعد تجارب عديدة استطاعوا عبرها التوطيد لدى النخب لاطِّراح الأساس التشريعي للدولة ، كالمشروع الوطني عبر جمعية تركيا الفتاة وجمعية الوطن والحرية ثم المشروع القومي عبر الحركة الطورانية التي تسربت أفكارها من بعد إعلان الدستور إلى النخبة الاتحادية الحاكمة .
الخلاصة :أن الطابع العلماني الذي اصطبغت به الدولة العثمانية جعلها غير مؤهلة في نظر رعيتها أو في نظر المسلمين خارج نطاق حدودها للقيام بمسؤولياتها الدينية ومنها خدمة الحرمين .
وهذا الشعور هو ما مهد للعامل الفكري الآخر لانهدام الدولة العثمانية ، وهو نشوء المدرسة العصرانية في الفقه الإسلامي ؛وقد لقيت هذه المدرسة تشجيعاً أيضا من الأوربيين ، لكنه تشجيع لم يكن يتجاوز السعي لتنصيب معتنقيها قضاةً كالشيخ محمد عبده أو محررين كعبد العزيز جاويش ؛ ولا يمكن أن يصل الأمر إلى مساعدتهم للوصول إلى مناصب قريبة من اتخاذ القرار ؛ فمنهجهم العصراني وإن كان فيه مصلحة آنذاك للغرب في نقد النُظُم السياسية العثمانية من زاوية شرعيه إلا أنه يبقى في النهاية دينياً ؛ وقد اعترف هملتون جب في كتابه إلى أين يتجه الإسلام المنشور ة ترجمته في مصر سنة١٣٥٠بأن المستعمرين يسعون لإيجاد أمثال هؤلاء العلماء في كل بلاد الإسلام .
وإذا صح لنا أن ندرج الشيخ عبدالرحمن الكواكبي ضمن هؤلاء النخبة من العلماء أو لم يصح ، فإن كتابه أم القرى في كلتا الحالتين من أبرز الآثار المكتوبة اليوم والتي يعبر فيها أحد العلماء عن ضيقه بدولة الخلافة بسبب عدم تمثيلها للخلافة أو أهليتها للقيام بواجباتها الإسلامية المنوطة بها ؛ وكان من جملة المقترحات التي تضمنتها مباحثات الكتاب إنشاء خلافة جديدة هاشمية وليست تركية في مكة يتولى الإشراف عليها عدد من الأعيان من مختلف بلاد الإسلام ؛ وقد كانت فكرة الكتاب المحرك الفكري لقبول دعاية الثورة العربية في بلاد الشام ؛ والتي بلغ مستوى نجاحها لأن يشتكي جمال باشا في مذكراته حين كان والياً على الشام وقائداً للجيش العثماني الرابع من عجزه عن توفير أكثر من ألفي جمل من أهل الشام لحرب قناة السويس بسبب تشبع الشاميين بمبادئ الثورة العربية ؛ وبالفعل قامت الثورة العربية عام ١٣٣٤وشارك فيها العديد من بوادي وحواضر الشام والحجاز ؛ ولم يكتشفوا إلا بعد فوات الأوان : أن نظرية أم القرى والثورة العربية لم تكن سوى خدعة أوربية لتمكين البريطانيين من احتلال فلسطين والأردن وتمكين الفرنسيين من احتلال لبنان وسوريا ، وضرب منجز المواصلات الإسلامي سكة حديد الحجاز .
وفي عصرنا الحاضر ليست فكرة تدويل الحرمين هي فقط تلك العبارات الصريحة التي يدلي بها بعض الساسة الإيرانيين ؛ بل كل دعاية ناشطة ضد المملكة العربية السعودية تزعم أو تسعى بشكل عملي لتشويه صورتها كرائدة للأمة الإسلامية وراعية للفكر والتراث الإسلامي ونموذج لا نظير له لتطبيق الشريعة الإسلامية .
موقع أنا السلفي
]]>
كتب م. صلاح عبد المعبود في حسابه على تويتر:
عمار_الحكيم ﻻمرحبا بك في مصرنا
الشيعة خطر على اﻷمن القومي العربي
إينما حلوا وإينما ارتحلوا كانوا نذير شؤم
موقع أنا السلفي
]]>بقلم الدكتور/ ناجح إبراهيم
كلما حدث تفجير أو اغتيال تخرج بعض الصحف تنادى بالقبض على د.ياسر برهامى، وكأن الرجل كان أميراً لـ«داعش»!! يا قوم.. كونوا منصفين وعلميين، تاريخ د.برهامى وتلاميذه خالٍ تماماً من العنف، لم يقُم أحدهم بتفجير أو حمل سلاح أو عمل عنف أو التحريض عليه. د.برهامى وأتباعه مع غيرهم هم الذين حموا الكنائس فى مدينة الإسكندرية بعد ثورة 25 يناير، أىّ مسلم أو مسيحى فقير أو يتيم يدخل عيادة د.برهامى أو أشقائه الأساتذة بكلية الطب لا يدفع شيئاً، كل الفقراء حوله يحبونه وتلاميذه الأطباء يقلدونه فى ذلك، ومدينة الإسكندرية التى ينتشر فيها فكره وتلاميذه خالية من الإرهاب والعنف، حتى إن الذى جاء لتفجير كنيسة مارمرقس بالإسكندرية جاء من قنا، يتناسى هؤلاء دوماً وعمداً أن «داعش سيناء» قتلت الأمين العام لحزب النور. يا قوم.. «داعش» تكفّر حزب النور، وأتحدى هؤلاء الذين يزجون بالرجل فى كل تفجير، اذكروا عملية عنف واحدة قام بها الرجل أو أتباعه.
موقع أنا السلفي
]]>
تغريدة للمهندس صلاح عبد المعبود :
رحم الله د . مصطفى عبد الرحمن
أمين حزب_النور بشمال سيناء
اغتالته يد الغدر والخيانة
ثم يتهمون النور بالتطرف واﻹرهاب
مالكم كيف تحكمون ؟!
موقع أنا السلفي
]]>
تناقلت وسائل الإعلام أمس مناظر بشعة لأهالي بلدة خان شيخون السورية وقد تعرضوا لقذف إجرامي، أعتقد أنه بأسلحة كيماوية حصدت أرواح المدنيين من الكبار والأطفال والنساء وحرقت أجسادهم وخنقت أنفاسهم ومزقت ملابسهم مما يدل بوضوح على إجرام النظام السوري الطائفي وداعميه، إن لم يكن هذا إرهابا فما هو الإرهاب؟ أم أن محاربة الإرهاب انتقائية وحسب الهوى والمصالح؟ إن ما حدث لا يقره دين ولا أخلاق ولا إنسانية بل تجاوز كل الحدود، أين المنظمات العالمية الأممية والعربية والإسلامية ومنظمات حقوق الإنسان؟ أم أن ضحايا سوريا ليسوا من ضمن فصيل الإنسان؟
د. يونس مخيون
]]>مشروع تحرير المرأة في مائة عام (4)
الهيثم زعفان
* الحركة النسوية الحديثة وإعادة صياغة أفكارها
-----------------------------
إذا اعتبرنا أن ما حدث في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين هو بمثابة الموجة الأولى للأفكار التحررية النسوية في العالم العربي والإسلامي، فإنه وبمرور العقود التحررية للمرأة في الغرب والشرق ظهرت الموجة الثانية للأفكار التحررية النسوية؛ وذلك حينما أعاد الغرب مرة أخرى صياغة مصطلح تحرير المرأة، ليُصاغ بمضامين أكثر تحررية عن بداياته.
دائرة تحررية تجعل المرأة متحررة من أية ضوابط شرعية أو مجتمعية تضبط هواها ورغباتها وبصفة خاصة فيما يتعلق بكل من "الدين"، و"الاحتياجات الجسدية للمرأة". ففي فبراير 1970 انعقد أول مؤتمر وطني لتحرير المرأة في كلية راسكن بأكسفورد وحضره أكثر من 500 مشارك، وشدد هذا المؤتمر على الحرية في استخدام وسائل منع الحمل واللجوء إلى الإجهاض حسب الطلب.
مطلب ذاع صيته وتوسع مداه ليمتد إلى دائرة الدعوة إلى تقنين الشذوذ وخاصة المثلية الأنثوية منه.
الإشكالية هنا تكمن في أن أصحاب هذا الاتجاه الجديد نجحن في السيطرة على "لجنة مركز المرأة بالأمم المتحدة"، وهي اللجنة الراعية لكافة أنشطة الحركة النسوية العولمية. فصرن بذلك المتحكمات في المؤتمرات العالمية التي أحدثت جدلاً عالميًا واسعًا بأفكارها وأطروحاتها التحررية؛ مثل مؤتمر القاهرة للسكان ومؤتمر بكين. وصارت حكومات الدول المؤيدة لتلك المؤتمرات مطالبة بتطبيق مقرراتها في بلدانها. وفي ذلك تقول البروفسيرة «كاثرين بالم فورث»: «إن لجنة المرأة في الأمم المتحدة شكلتها امرأة اسكندنافية كانت تؤمن بالزواج المفتوح، ورفض الأسرة، وكانت تعتبر الزواج قيدًا، وأن الحرية الشخصية لابد أن تكون مطلقة، وأن المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تخص المرأة والأسرة والسكان تُصاغ الآن في وكالات ولجان تسيطر عليها فئات ثلاث (الأنثوية المتطرفة)، و(أعداء الإنجاب والسكان)، و(الشاذين والشاذات جنسيًا)».
*عولمة الأفكار التحررية للحركات النسوية
------------------------------------
تم تضمين محتويات أفكار تحرير المرأة في ثوبها الانحلالي الجديد في بنود ومقررات الاتفاقيات والمؤتمرات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة، ويأتي على رأس تلك المقررات اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) والتي تعمل على إلغاء كافة الفوارق -حتى البيولوجية منها- بين الجنسين، وما يترتب عليها من أدوار داخل الأسرة، وكذلك وثيقة المؤتمر الرابع للمرأة والذي عُقد في العاصمة الصينية بكين العام 1995، والذي يعد المرجعية الرئيسة الآن في معظم ما يتعلق بتحرير المرأة. ويُعقد له كل خمس سنوات في نيويورك مؤتمر تقيمي يعرف بـ ( بكين+5، بكين+10، بكين+15، وهكذا). وهذه المقررات التحررية تشمل جميع ما يرتبط بالمرأة، ولكن ما لفت نظرنا في هذه المقررات التحررية المطلوب عولمتها جزئيتان شديدتا الخطورة ، هما؛.
• التحرر من الدين
--------------
فقد نصت المادة الثانية عشرة من «إعلان منهاج العمل» الصادر عن مؤتمر بكين؛ على «تمكين المرأة والنهوض بها، بما في ذلك الحق في حرية الفكر والضمير والدين والمعتقد على نحو يسهم في تلبية الاحتياجات المعنوية والأخلاقية والروحية
والفكرية للنساء والرجال، فرادى أو بالاشتراك مع غيرهم، وبذلك تكفل لهم إمكانية إطلاق كامل طاقاتهم في المجتمع برسم مجرى حياتهم وفقًا لتطلعاتهم هم أنفسهم».
فالمسألة العقدية عند المرأة كما يقررها المؤتمر هوائية، ورسم مجرى الحياة على المستوى العقدي يكون وفقًا لتطلعات المرأة نفسها، فلا سلطان ولا رقيب ولا ضابط لاختياراتها العقدية، فهي حرة فيما تعتقده أو ما تريد أن تعتقده، كما أن لها كامل الحرية في تبديل عقيدتها كلما أرادت ذلك. ولا مجال للتذرع بأية ضوابط عقدية بل إن الأمم المتحدة تنادي عبر المادة (124) من وثيقة بكين الجزئية /أ والتي تقول: «إدانة العنف ضد المرأة، والامتناع عن التذرع بأي عرف أو تقليد أو اعتبار ديني، تجنبًا للوفاء بالتزاماتها للقضاء عليه كما هي مبينة في إعلان القضاء على العنف ضد المرأة».
• التحرر الجسدي
--------------
الحديث عن الحرية الجنسية وجعلها متلازمة أصلية لتحرير المرأة جاء واضحًا وجليًا في المادة (96) من منهاج عمل بكين، والتي تنص على أن «للمرأة حقها في أن تتحكم وأن تبت بحرية ومسئولية في المسائل المتصلة بحياتها الجنسية دون إكراه أو تمييز أو عنف».
فالمرأة تشبع رغباتها، بأية صورة كانت وفي أي وقت شاءت، دون ضبط أو رقابة أو حساب، وهذا من شأنه إحداث فوضى أخلاقية داخل المجتمع تتخلخل فيه الهوية الإسلامية للمرأة.
**آليات انتشار الأطروحات النسوية التحررية
------------------------------
أخذت الدعوات النسوية التحررية في الانتشار في المجتمعات العربية والإسلامية من خلال عدة آليات؛ كان أهمها المؤسسات والمنظمات النسوية في العالم العربي، وشهدت المجتمعات العربية نشاطاً مكثفاً من قبل نشيطات الحركة النسوية المدعومات من مؤسسات التمويل الدولية، وذلك من أجل تطبيق مقررات الأمم المتحدة المتعلقة بالمرأة في المجتمعات العربية. وهذه المنظمات عملت بكامل طاقاتها داخل المجتمعات العربية والإسلامية ودعمتها مؤسسات التمويل الدولية بكل متطلباتها. وأخذت في الانتشار المجتمعي على عدة مستويات ووفق مجموعة استراتيجيات محددة؛ تسعى جميعها إلى إحداث التغيير في البنية الاجتماعية والأسرية للمجتمعات العربية والإسلامية، لتتوافق مع الأطروحات الأممية فيما يتعلق بتحرير المرأة وتغريبها.
كما أن هذه المؤسسات أسند إليها مهمة مراقبة الحكومات العربية والضغط عليها من أجل تعديل السياسات والتشريعات كي تصب جميعها في مصلحة تحرير المرأة كما تريد لها الأمم المتحدة أن تتحرر.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أسند لتلك المنظمات والنشيطات القائمات عليها مهمة رفع تقارير دورية للأمم المتحدة تبرز فيها مجهوداتها المجتمعية، وملاحظاتها على أداء الحكومات ومدى تفاعلها مع الطرح النسوي الغربي وتفعيله في مجتمعاتها العربية والإسلامية.
---------------------------
من دراسة: " ظهور الحركات النسوية في العالم العربي- مشروع تحرير المرأة في مائة عام"؛ للباحث: الهيثم زعفان
موقع أنا السلفي
]]>
كان والدى-رحمه الله-محبا لسماع القرءان من قراء الجيل الأول كأمثال الشيخ رفعت و الحصرى وعبدالباسط والمنشاوى والبنا ومصطفى إسماعيل وعبدالعظيم زاهر والشعشاعى والدمنهورى والدروى والبهتيمى وغيرهم من هؤلاء المقرئين العظماء وكان حريصا على سماعهم من خلال الإذاعة التى لم يكن هناك غيرها فى ذلك الحين فى فترة الستينيات والسبعينيات وخاصة فى الأرياف وكذلك كانت والدتى-رحمها الله- محبه لسماع الشيخ البنا وعبدالعظيم زاهر ، وقد تأثرت بوالدى فنشأت محبا لهؤلاء القراء وسماعهم مميزا لأصواتهم بمجرد الاستفتاح،وحقيقة أنا استشعر فى قراءة هذا الجيل من القراء -والله حسيبهم- الإخلاص واستحضار المعانى بل استشعر فى قراءة بعضهم وكأنه يفسر القرءان ويجسم المعانى بصوته ويحلق بك فى السماء هذا طبعا مع الإتقان ، رحمهم الله رحمة واسعة،وأعتقد أن من تعلق قلبه بسماع القرءان استغنى به عن سماع ما سواه من الملهيات ففى القرءان غنى وأي غنى، وبمناسبة هذا فإنى أنصح رواد الفيس بدلا من نشر مقاطع لا فائدة من ورائها أن يقوموا بنشر مقاطع تلاوة لهؤلاء القراء العظماء لتجذب القلوب إلى ساحات الإيمان ولكى تتعود الآذان على الاستمتاع والإنتفاع بكلام الرحمن ولتظل هذه الأصوات حاضرة فى الأذهان ،أسأل الله أن يغفر لهم ويرحمهم ويجعل الجنة مثواهم، اللهم اجعلنا من أهل القرءان التالين له المستمعين له المنتفعين به والعاملين بما فيه.
د. يونس مخيون
]]>بيان للناس من هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف بشأن "الطلاق الشفوي"
هيئة كبار العلماء بالأزهر في بيانها للأمة:
- وقوع الطلاق الشفوي المستوفي أركانَه وشروطَه هو ما استقرَّ عليه المسلمون منذ عهد النبيِّ
- على المطلِّق أن يُبادر في توثيق هذا الطلاق فَوْرَ وقوعِه؛ حِفاظًا على حُقوقِ المطلَّقة وأبنائها
- من حقِّ وليِّ الأمر شرعًا أن يَتَّخِذَ ما يلزمُ من إجراءاتٍ لسَنِّ تشريعٍ يَكفُل توقيع عقوبةً تعزيريَّةً رادعةً على مَن امتنع عن التوثيق أو ماطَل فيه
- تُحذِّرُ الهيئة المسلمين كافَّةً من الاستهانة بأمرِ الطلاق، ومن التسرُّع في هدم الأسرة، وتشريد الأولاد
- على مَن "يتساهلون" في فتاوى الطلاق، على خلاف إجماع الفقهاء، أن يُؤدُّوا الأمانةَ في تَبلِيغ أحكامِ الشريعةِ على وَجهِها الصحيح
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان للناس من هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف
بشأن قضية "الطلاق الشفوي"
انطلاقًا من المسؤوليَّة الشرعيَّة للأزهر الشريف ومكانته في وجدان الأمَّة المصريَّة التي أكَّدها الدستور المصري، وأداءً للأمانة التي يحملُها على عاتقِه في الحِفاظ على الإسلام وشريعته السمحة على مدى أكثر من ألف عام من الزمن - عقدت هيئة كبار العلماء عدَّة اجتماعاتٍ خلالَ الشهور الماضية لبحثِ عدد من القضايا الاجتماعية المعاصرة؛ ومنها حكم الطلاق الشفويِّ، وأثره الشرعي، وقد أعدَّت اللجان المختصَّة تقاريرها العلمية المختلفة، وقدَّمتها إلى مجلس هيئة كبار العلماء الذي انعقد اليوم الأحد 8 من جمادى الأولى 1438هـ الموافق 5 من فبراير 2017م، وانتهى الرأي في هذا المجلس بإجماع العلماء على اختلاف مذاهبهم وتخصُّصاتهم إلى القرارات الشرعية التالية:
أولاً: وقوع الطلاق الشفوي المستوفي أركانَه وشروطَه، والصادر من الزوج عن أهلية وإرادة واعية وبالألفاظ الشرعية الدالة على الطلاق، وهو ما استقرَّ عليه المسلمون منذ عهد النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وحتى يوم الناس هذا، دونَ اشتراط إشهاد أو توثيق.
ثانيًا: على المطلِّق أن يُبادر في توثيق هذا الطلاق فَوْرَ وقوعِه؛ حِفاظًا على حُقوقِ المطلَّقة وأبنائها، ومن حقِّ وليِّ الأمر شرعًا أن يَتَّخِذَ ما يلزمُ من إجراءاتٍ لسَنِّ تشريعٍ يَكفُل توقيع عقوبةً تعزيريَّةً رادعةً على مَن امتنع عن التوثيق أو ماطَل فيه؛ لأنَّ في ذلك إضرارًا بالمرأة وبحقوقها الشرعيَّة.
هذا.. وترى هيئة كبار العلماء أنَّ ظاهرةَ شيوع الطلاق لا يقضي عليها اشتراط الإشهاد أو التوثيق، لأن الزوجَ المستخفَّ بأمر الطلاق لا يُعيِيه أن يذهب للمأذون أو القاضي لتوثيق طلاقه، علمًا بأنَّ كافَّة إحصاءات الطلاق المعلَن عنها هي حالاتٍ مُثبَتة ومُوثَّقة سَلَفًا إمَّا لدى المأذون أو أمام القاضي، وأنَّ العلاج الصحيح لهذه الظاهرة يكون في رعاية الشباب وحمايتهم من المخدرات بكلِّ أنواعها، وتثقيفهم عن طريق أجهزة الإعلام المختلفة، والفن الهادف، والثقافة الرشيدة، والتعليم الجادّ، والدعوة الدينية الجادَّة المبنيَّة على تدريب الدُّعاة وتوعيتهم بفقه الأسرة وعِظَمِ شأنها في الإسلام؛ وذلك لتوجيه الناس نحوَ احترامِ ميثاق الزوجية الغليظ ورعاية الأبناء، وتثقيف المُقبِلين على الزواج.
كما تُناشِد الهيئةُ جميعَ المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها الحذَر من الفتاوى الشاذَّة التي يُنادي بها البعض، حتى لو كان بعضُهم من المنتسِبين للأزهر؛ لأنَّ الأخذَ بهذه الفتاوى الشاذَّة يُوقِع المسلمين في الحُرمة.
وتهيب الهيئة بكلِّ مسلمٍ ومسلمةٍ التزام الفتاوى الصادرة عن هيئة كبار العلماء، والاستمساك بما استقرَّت عليه الأمَّةُ؛ صونًا للأسرة من الانزلاق إلى العيش الحرام.
وتُحذِّرُ الهيئة المسلمين كافَّةً من الاستهانة بأمرِ الطلاق، ومن التسرُّع في هدم الأسرة، وتشريد الأولاد، وتعريضهم للضَّياع وللأمراض الجسديَّة والنفسيَّة والخُلُقيَّة، وأن يَتذكَّر الزوجُ توجيهَ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّ الطلاق أبغَضُ الحلال عند الله، فإذا ما قرَّر الزوجان الطلاقَ، واستُنفِدت كلُّ طرق الإصلاح، وتحتَّم الفراق، فعلى الزوج أن يلتزم بعد طلاقه بالتوثيق أمام المأذون دُون تَراخٍ؛ حِفظًا للحقوق، ومَنعًا للظُّلم الذي قد يقعُ على المطلَّقة في مثلِ هذه الأحوال.
كما تقترحُ الهيئة أن يُعادَ النظرُ في تقدير النفقات التي تترتَّب على الطلاق بما يُعين المطلَّقة على حُسن تربيةِ الأولاد، وبما يتناسبُ مع مقاصدِ الشريعة.
وتتمنَّى هيئةُ كبار العلماء على مَن "يتساهلون" في فتاوى الطلاق، على خلاف إجماع الفقهاء وما استقرَّ عليه المسلمون، أن يُؤدُّوا الأمانةَ في تَبلِيغ أحكامِ الشريعةِ على وَجهِها الصحيح، وأن يَصرِفوا جُهودَهم إلى ما ينفعُ الناس ويُسهم في حل مشكلاتهم على أرض الواقع؛ فليس الناس الآن في حاجةٍ إلى تغيير أحكام الطلاق، بقدر ما هم في حاجةٍ إلى البحث عن وسائل تُيسِّرُ سُبُلَ العيش الكريم.
]]>نحن وترمب وتلك السنن
معلوم جيداً أن كل دولة عريقة في العمل السياسي لها رؤى آفاقية (استراتيجية) من النادر تغييرُها، وغالباً ما تنتج هذه الرؤى عن ظروف النشآة، والتي تتمثل في منطلقات قادة التأسيس، وطبيعة المجتمع الذي عاصر قيام الدولة، والواقع العالمي الذي أظل عصر النشآة، وما يصاحب ذلك كله من أفكار وأعراف وأديان، ولهذا نجد باستقراءِ تواريخ كثير من الدول الكبار: أن التَّغَيُّر في شيءٍ من هذه الرؤى الآفاقية لدى دولة ما، تصاحبه بداية لحالة الانحدار في طريق الاضمحلال.
فالدولة المروانية مثلا نشأت على عصبية نزارية واعتقاد سُنِّي وفكر جهادي طامح إلى توسيع الرقعة الإسلامية والبسط السياسي في العالم القديم كله، وتكونت للدولة رؤيَتُها المستقبلية من اجتماع عناصر كهذه؛ وفي عهد هشام بن عبدالملك (105ـ 125) بدأ تراجع الدولة عن المشروع الجهادي، وفي عهد يزيد بن الوليد (126) مالت الدولة عن العصبية النزارية، لدعم التوجه الانقلابي الغريب على بِنيَة الدولة؛ وفي عهد مروان بن محمد انتقلت الدولة إلى العقيدة الجهمية وبذلك فقدت أهم العناصر المكونة لرؤيتها الآفاقية مما جعل سقوطها أيسر جداً مما كان يتوقع مناوئوها.
والدولة العباسية نشأت على عصبية فارسية ودعوة شيعية (بالمعنى التاريخي للتشيع) وعقيدة سُنية؛ وهي القاسم المشترك بينها وبين الدولة الأموية؛ لكنها تخلت في عهد المأمون (198ـ 218) عن العقيدة السنية، وتخلت في عهد المعتصم (218ـ227)عن العصبية الفارسية؛ وفي عهد المتوكل (232ـ247) ومنْ بَعده خفَّ وهج الدعوة الشيعية في خطاب الدولة السياسي نتيجة لانصراف معنى التشيع إلى مدلول يتناقض والرؤية السنية التي حاول المتوكل العودة إليها؛ ولذلك يُعَد ما بعد عهده النهاية الحقيقية لدولة بني العباس؛ أما القرون التي تلت هذه الحقبة فكانت دولتهم فيها أقرب ما تكون إلى اسم دون مسمى.
وقامت الدولة العثمانية على مشروع جهادي ونظام شرعي، ورابطة دينية؛ لكن مشروعها الجهادي بدأ في التقلص في عهد السلطان سليم الثاني (974 – 982) ثم بدأ نظامها الشرعي في التقلص في عهد السلطان عبدالمجيد (1255ـ 1277) الذي رضخت فيه الدولة العثمانية للضغوط الأوروبية في اقتباس الدساتير الأوروبية في صناعة دستور للدولة تحت مسمى الإصلاحات فكان عهده هو النهاية الحقيقية لسلطنة آل عثمان؛ وقد أدرك السلطان عبدالحميد الثاني (1293ـ 1327) هذه الحقيقة فقام في بداية عهده بإلغاء الدستور ونادى بالجامعة الإسلامية، إلا أن هذه اليقظة جاءت متأخرة جداً فآُجْبِر السلطان على إعادة الدستور عام 1326 ثم خُلِع بعدها بعام وسقطت الدولة نهائياً بعد هذا التاريخ بأقل من خمسة عشر عاماً.
وضرب المثل بالدول الإسلامية الثلاث، لأنها أقرب إلى ذهن القارئ العربي، وإلا فالأمر سُنَّة كونية وطبيعة من طبائع الدول والأمم، لا تختلف باختلاف دين الدولة أو جنسها أو نظامها؛ ولذلك نستطيع بكل هدوء أن نناقش ما يحدث اليوم من تغيرات في الولايات المتحدة، وكذا الطرح الترمبي من خلال هذه السُنة أيضاً.
فالدولة الأميركية قامت في عهد الآباء المؤسسين على فكرة وطنية علمانية وفلسفة نفعية (براغماتية) وروح مسيحية؛ لذلك فهي لا تهتم بقومية الساكنين أو لغاتهم أو أديانهم وتتبنى الحرية كإله وليس كفكرة أو فلسفة قابلة للنقاش؛ وتقيس الأخلاق والقِيَم والمبادئ بمقياس المصلحة في مشروعها الاقتصادي والسياسي والعسكري؛ مع محاولة لاستبقاء الروح المسيحية في مزاحمة كل هذه العناصر التي تناقضها.
فالرؤساء الأميركيون الأربعة والأربعون الذين تولوا إدارة الدولة منذ نشأتها حتى تولي الرئيس دونالد ترمب لا يخرجون أبداً عن هذه الرؤية الآفاقية التي كونتها ظروف النشأة؛ وكل تَغَيُّر في السياسات الأميركية لم يخرج يوما عن هذه الحدود طيلة تاريخ الولايات المتحده؛ حتى انتقال أميركا من سياسة المحلية الخالصة إلى العناية بالعالم الخارجي بعد الحربين الكونيتين؛ وكانت انتقالة قوية في السياسة الأميركية؛ إلا أنها عند التأمل لم تخرج بها عن رؤيتها الآفاقية؛ بل دعمتها بشكل منقطع النظير حتى وكأن الحرب العالمية الثانية قد صُنِعَت خصيصاً لتقود أميركا العالم.
وقس على ذلك غالب ما يُتَصوَّر أنها تحولات في السياسات الأميركية تجد: إما أنها تعمل لخدمة تلك الرؤية ولا تخرج عنها، أو أنه يتم تسويقها للرأي العام الأميركي على أنها كذلك؛ كتدخل أميركا المباشر في فيتنام (انتهى بخسارتها الكبيرة عام 1393)، وكذا تدخلها المباشر في حرب تحرير الكويت؛ ومشروع إعادة تقسيم الشرق الأوسط، والذي تأجل أكثر من مرة، ويبدو بحول الله أنه سيتأجل أكثر بسبب قوله تعالى ﴿ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين﴾ (البقرة:251)، ومشروع الانتقال من الهيمنة على الحكومات إلى الهيمنة على العقول والأفكار (مشروع العولمة).
هناك قضية واحدة تتبناها الولايات المتحدة بقوة، ويمكن القول إنها وكُلُّ ما ينبني عليها من سياسات لا يخدم الرؤية الأميركية؛ وأعني بها دعم الكيان الصهيوني، الذي في تقديري كان المحرك الرئيس للأخطاء التي ارتكبتها أميركا في منطقتنا العربية وخصوصا المحاذية أو القريبة من فلسطين، كحصار العراق بعد الانتهاء من تحرير الكويت، ومِن ثَمَّ احتلال العراق وتسليمه لإيران؛ وكذا دعم ما تم ترويجه باسم الربيع العربي كجزء من مشروع الفوضى الخلاقة؛ والتغيير المفاجئ للعلاقات المبنية على المصالح المتبادلة مع السعودية واستبدالها بعلاقات مع إيران تتوجه مصالحها فقط للكيان الصهيوني.
هذا التضخم في السياسات الخاطئة والذي ابتدأ منذ عهد الرئيس بوش الابن كان مقبولاً جداً لدى الإعلام الأميركي الذي يسيطر عليه رأس المال اليهودي والفكر الصهيوني؛ وكان استمرارها وتناميها سيؤدي في مآلاته إلى الانحراف التدريجي عن الرؤية الأميركية الآفاقية؛ ولن تكون خاتمته في النهاية لصالح بقاء الولايات المتحدة دولة متحدة ولا دولة أولى في العالم.
ولذلك أَعتَقِد أن عصر ترمب ربما يكون عصر تصحيح بعض أخطاء مَن قَبْله فيما يتعلق بقضايانا؛ وعصر إجراءات متهورة فيما يتعلق بعلاقاتهم مع أوروبا والصين؛ ولذلك نجد أن الجهات المتضررة من هذا، تصحيحاته أو تهوراته، حاربت ترمب قبل أن يصل إلى السلطة وبعد أن وصل؛ وستستمر في محاربته حتى يركع لها أو تركع له.
فهذه الهَبَّة من الإعلام والجمعيات والكنائس داخل أميركا وخارجها في الدفاع عن المسلمين يجب أن تكون مستغربة مِنْ قِبَلِنا، وأن لا ننخدع بها أو ننساق لها؛ فلو كانت هيلاري كلينتون هي الفائزة وصَدَرَت عنها القرارات والتصريحات التي صدرت عن ترمب لم نجد هذا الحس المرهف تجاه المسلمين لدى الإعلام والمنظمات والقضاة الأميركان.
لذلك أتصور أن من الخطأ أن تزج المنظمات والجمعيات والإعلام الإسلامي بنفسها في حرب إعلامية أهلية أميركية أميركية تُستخدم فيها مظلومية المسلمين كسلاح إعلامي لأحد الطرفين.
ترمب كما يظهر هو الأنسب إلى حد جيد لمصالحنا في الخليج وفي الأقطار العربية المجاورة؛ ولا يعني هذا أنه محب لنا وكاره لإيران والكيان الصهيوني؛ بل ربما كان العكس في ميزان العواطف المجردة؛ لكنه كما يبدو من أقواله وأقوال مساعديه رجل أعمال قبل أن يكون سياسياً، لذلك كانت حساباته أكثر استقلالاً من غيره ومعيارها “قدِّم أكثر تنل أكثر” لذلك تجلت له أخطاء من سبقه باعتبارها تعطي أكثر لمن لا يستطيع تقديم شيء يذكر.
نعم قد يقول ترمب ما لا يفعل كما قال بوش وأوباما في بداية عهديهما ما ناقضته أفعالهما؛ وكما شتم ريجان إيران على المنصة ودعمها تحت الطاولة؛ وهذا يعني أن علينا ألا نغازل ترمب كما غازلنا أوباما؛ وألا نقف مع الإعلام الأميركي ضده في حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، بل هي حرب خصمه فيها هو خصمنا التقليدي أي الإعلام الأميركي؛ الذي نُخطئ كثيراً حينما نتصور أنه متألم لحال عالقين في المطارات الأميركية، وهو لم يتألم قط لحال قتلى الطائرات الأميركية؛ أو حال سجناء دون محاكمة في جوانتانامو منذ عشرين عاماً.
وفي النهاية أُذَكِّر بقوله تعالى ﴿الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز، الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور﴾ (الحج:40 ـ 42)
د محمد السعيدي
عودة المشروع السعودي
كتبه/ محمد بن إبراهيم السعيدي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
هل هناك ارتباط بين ما عانى منه العمل الخيري والدعوي السعودي في الخارج من حصار دولي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وبين مشروع التمدد الإيراني الذي طال كل البلاد التي كانت مكاتب الدعوة ومكاتب الإغاثة السعودية تعمل فيها ؟
بمعنى : هل كان هناك تفكير أمريكي وإيراني مشترك بأن تُزاح السعودية من العمل الإغاثي والدعوي في العالم الإسلامي لتحل محلها إيران ، أم أن المسألة لم تكن تتجاوز قراءة جيدة للموقف الدولي من النشاط السعودي، واستغلال سريع من المُخَطِّط الإيراني ؟
كلا الأمرين محتمل ، لكن النتيجة الواحدة هي أن المشروع النبيل الرائد الذي انطلق من المملكة العربية السعودية لجمع كلمة المسلمين على الفهم الصحيح للإسلام والذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وأخذه عنه السلف الصالح ، وكان هو سر سيادة الأمة الإسلامية ، هذا المشروع تمت مواجهته بعدد من الخطط أهمها على الإطلاق إحلال مشروع أخر بديلاً عنه يُعنى بنشر الخرافة في الأمة وتفريقها على أسس نزاعات تاريخية حدثت بين الجيل الأول ، ظل موقف أهل السنة منها ممتثلاً قوله تعالى (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون) ولم يجد الغرب في المشروع الإيراني ما يخيفهم ، فهو مبني على خرافة مشابهة لخرافة البروتستانت من النصارى والصهاينة من اليهود ، وتعتمد كلها على العمل للتمهيد لظهور المُخَلِّص الذي يرى الصهاينة أنه ملك من نسل داود سيقتلون معه الأمم الأخرى ، ويرى البروتستانت أنه المسيح الذي سينتقم من المحمديين[المسلمين] واليهود على حد سواء ويرى حملة المشروع الإيراني من الشيعة أنه المهدي الذي سيقتل تسعة أعشار العرب ، والذي لا يعرف قلبُه الرحمة ، كما جاء في مروياتهم المكذوبة على جعفر الصادق رحمه الله :” لو قد قام قائمنا لقال الناس : ليس هذا من آل محمد ، ولو كان من آل محمد لرحم” ويَحْكُم كما تقول نصوصهم التي يصححها أمثال محمد صادق الصدر في كتابه “تاريخ ما بعد الظهور” بحكم داود عليه السلام لا بحكم محمد صلى الله عليه وسلم فيقتل بشهادة الواحد ، كما ينسبون ذلك زوراً لشريعة داود ، ولا يقتل بشاهدين كما هو شرع نبينا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم ، وقد أتعب صادقٌ الصدرُ نفسَه في محاولة تبرير ذلك ليخرج من طائلة ما يوحِي به هذا الأمر من تقارب بين هذا الفكر الخرافي والفكر الصهيوني الأقل خرافية وعدوانية ، لكن الأحداث قد تجاوزت الصدر وكتابه وها هي تؤكد على إيمان ملالي إيران بهذه النزعة الخرافية المعادية للجنس العربي ، فالاضطهاد الذي يعاني منه العرب الشيعة في الأحواز وهم رعايا إيرانيون لا يوحي بأي إيمان من جهة دولة الملالي بالأخوة بين الجنس الأعجمي والجنس العربي حتى رغم اجتماعهم في المذهب الشيعي الإثني عشري ، وكذلك تسليطهم للشيعة العرب في العراق على أهل العراق السنة ودعمهم اللوجستي والفكري لكل الكتائب المشتغلة بشن حروب إبادة لسنة العراق ككتائب ما يعرف بجيش المهدي ، وعصائب أهل الحق[زعموا] وجيش بدر وغيرها من الفيالق التي يمتلئ بها العراق وارتكبت أفظع الجرائم ضد أهل العراق السنة في ديالى وتكريت والبصرة والرمادي ، وأخيراً اجتمعت هذه الكتائب تحت إمرة الجنرال الإيراني قاسم سليماني فيما يمكن اختصاره بـ[جحش] فهو لا يمكن أن يكون حشداً شعبيا كما زعموه بل هو فصائل مجرمة اجتمعت على فكرة التمهيد لخرافة قتل تسعة أعشار العرب على يد مهديهم ، وهذه قضية مُسَلَّمة عند من تخلوا عن عقيدة التَّقِيَّة من معمميهم الذين نشاهدهم هذه الأيام بكثرة وهم يرددون : إن مهمة الحشد الشعبي الأخذ بثأر الحسين من أحفاد بني أمية ، ويقولون إن الثأر لم ينته، وما فعله المختار بن عبيد الله الثقفي : إنما هو قتل من باشر قتل الحسين ، أما مهمة حشدهم الشعبي فهي قتل وتشريد السنة أنصار وأحفاد بني أمية .
وهذا الحديث يمكن العثور عليه في عشرات المقاطع المرئية باللغة العربية والفارسية ، ولن أناقش التزييف المتعمد للتاريخ في هذه الأقوال التي تتجاهل أن أهل الكوفة شيعة الحسين هم من قتل الحسين ، لكنني أريد أن أصل به إلى أن المشروع الإيراني يلتقي مع المشروع الصهيوني في العمل حتى الآن على إفراغ العراق وسوريا من السنة الذين هم طوال التاريخ الممثلون للأمة في بناء الدولة الإسلامية من الصين حتى جنوب فرنسا ، والممثلون لها في جهاد الغزاة والمحتلين منذ الأزل وحتى مطلع العصر الحديث حيث واجهت الأمة الاستعمار في كل مكان بالثورات والطرد بدءً من الهند وشرق تركستان التي سلمتها بريطانيا للصين وانتهاء بالمغرب الذي واجه بعدد من الثورات الاستعمارَ الفرنسي والإسباني ، ما عدا إيران التي لم تحدث فيها أي ثورة على احتلال بريطانيا التي خرجت تلقائياً بعد إنهاكها في الحربين العالميتين ، حيث صنعت قبل أن تخرج من موظف بريد يُدعى رضى بهلوي امبراطوراً قامت بتسليمه سنة ١٩٢٠دولة الأحواز العربية .
وأقول حتى الآن لأنني أعلم أن إفراغ شمال بلادنا من ساكنيه يدخل ضمن المشروع الصهيوني والذي يريد أن يجعل من إيران وأدواتها في المنطقة ذراعاً له .
والغرب يعرف جيداً الآيديولوجية الصفوية والتي تعتمدها دولة ملالي إيران حالياً ، فقد كانت له معها مواقف محمودة بالنسبة لهم ، فهي سبب عودة العثمانيين مرتين من حصار فينا عاصمة النمسا اليوم ، وهذا وحده كاف كي يثق الغرب بإيران ويرى وجوب رد الجميل لها ، إذ لو نجح العثمانيون في اقتحام فينا ذلك الزمان لم يقف في وجوههم أي عاصمة أوربية ولأمكن لهم مساعدة مسلمي الأندلس على استرداد بلادهم ، أو على الأقل لحمتهم من محاكم التفتيش التي كانت تُنْصَب لهم حتى تم لهم تهجير مسلمي الأندلس عن بكرة أبيهم ، لتعود الجزيرة الآيبيرية [إسبانيا] كاثوليكيةً كما كانت قبل دخول الإسلام إليها .
والصفويون اليوم في العراق يقومون بتقليد الدور الذي قام به الإسبان في الأندلس إذ يهجرون سنة العراق وسوريا من بلادهم .
المشروع الإيراني يعمل في العالم الإسلامي اليوم لإنشاء أقليات عقدية في كل دولة إسلامية تتخذ الحقد على الأمة عقيدة لها ، وفي يومٍ ما ستحركهم الآلة الإيرانية كي يكونوا جيشاً ضد بلادهم كما فعلت مع الحوثي في اليمن والأقلية الشيعية في لبنان ، أو جيشاً تستجلبه للقتال في مناطق الصراع الإيرانية المباشرة كي لا تخسر من جنودها أحداً كما تفعل الآن في سوريا حيث تجلب إيران للقتال هناك مقاتلين أفغان وعربا بينما لا يشارك سوى القليل النادر من الإيرانيين .
الكل يعلم أن تكوين الأقليات الشيعية يجري على قدم وساق في دول غرب إفريقيا وشرق أوربا ووسط وشرق آسيا تحت سمع العالم وبصره وبرضى حكومات تلك الدول التي لم ينتفض منها ضد المشروع الإيراني سوى المغرب ونيجيريا والسودان وماليزيا ، ولم تكن إيران لتحقق نجاحات هناك لو كان المشروع السعودي لازال نشطاً في تلك البلاد كما كان .
إن إعادة بعث المشروع السعودي الذي تعثر تحت وطأة مضاعفات حماقات وسفاهات ٩/١١بأي طريقة وتحت أي واجهة على الرغم من الدول الضاغطة والمؤسسات الإعلامية والثقافية والأممية المناوئة للمشروع السعودي ، بل على الرغم من مغسولي الأدمغة محدودي الأفق ضيقي العطن من مستشارين وكتاب في بلادنا ممن لازالوا رغم كل ما يرونه حولنا يقفون ضد المشروع السعودي بل ولازالوا يسعون جاهدين وبكل ما أوتوا من قوة لوأد المتبقي منه .
وهنا أشير إلى أنني أُقَدِّر الظروف المحاسبية التي دعت رابطة العالم الإسلامي إلى إغلاق عدد من هيئاتها العالمية ، لكنني على أمل كبير في أن يكون هذا القرار بقصد الترميم وإصلاح الأخطاء وإعادة البناء ، أما إن استمر هذا الأمر دون إيجاد بدائل سريعة أقوى كفاءة وسرعة منه ، فلا يعني ذلك سوى الاستمرار في سياسة إخلاء المواقع للحصار الإيراني ، وإن كنا نقدر حقاً أن جزءً كبيراً من انحسار العمل السعودي الإغاثي والدعوي كان سابقاً بمبررات صحيحة إلا أن الاستمرار في هذا الانسحاب حتى يومنا هذا لا أجد له ما يبرره إلا عجز الثقة وجَلَدَ الفاجر كما قال عمر رضي الله عنه .
موقع أنا السلفي
]]>
رئيس حزب النور : أعتقد أن دعوة الشعب المصري بأن يتحمل لن يكون لها أي صدى أو أثر فى ظل غياب العدالة الإجتماعية، وطغيان الترف على حياة القادة والمسئولين ، والسفه فى الإنفاق الحكومي ،و فقدان القدوة، وسطوة دولةالفساد ،و إنحياز الدولة للأغنياء على حساب الفقراء.
]]>جائزه 10000 جنيه !!!!!
كتب صاحب حساب Salah Elden على صفحته بموقع "فيس بوك":
من المعروف إن الشيخ ياسر برهامي قد تم سبه من .
وجدى غنيم . محمد عبد المقصود . عاصم عبد الماجد
سلامه عبد القوى . عبدالرحمن عبدالخالق . صابر مشهور
ومن أغلب جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم كثير ......
ولكن هل قام الشيخ ياسر حفظه الله بسب أحد ؟
أعلن عن جائزه 10000جنيه لمن يذكر اسم واحد من هؤلاء
او غيرهم قام الشيخ ياسر برهامى بسبه وشتمه كما فعلوا ..
علشان-تعرفوا-الفرق !!!!!
]]>عودة اللورد
د. أحمد عبد الحميد عنوز
وأخيراً ترجع أيامنا الحلوة.. يخرج بيان البرادعي (الهام) في اللحظة الفارقة، يأخذك إلى زمن (البرنسات) الجميل..
في أناقته السامية.. يعود من كوكبه الذي يسبقنا بسنينه الضوئية؛ ليعلن للجميع كم أنه (حلو) وأن الباقيين (وحشين)..
كم هو هداف بارع هذا العجوز..يذكرك بتكنيك الخطيب (اللورد) - تذكرون هذا اللقب لمحمود الخطيب- لن يأكل نجيل الملعب و (يفرهد نفسه)..الجميع (يخدمون عليه).. وبلمسته الأنيقة يضع الكرة في المرمى بمهارته الفائقة..
الفارق أن الخطيب كان يتألق وقت الأزمات ليرسم البسمة البلهاء على وجوه الشعب المهووس بالكرة.. أما اللورد السياسي يأتيك في الأزمات ليكمل مراسم الحداد، ويأخذ العزاء ويتهيأ لدور (الوريث).. الذي ترتضيه لنا أمريكا وأوروبا ومنظمات المجتمع المدني العلمانية وجمعيات حقوق الإنسان بل والحيوان أيضاً
أين بقية الرفاق؟؟!! ندابو المآتم، مشعلو الحرائق، الطامعون في الميراث.. ألم يحن الوقت ويتهيأ المسرح لبيان شفيق صاحب البلوفر المقاتل والحق الرئاسي المغتصب!!!، و بيان أيمن نور وصيف رئاسة مبارك ٢٠٠٥ .. و بيان عمرو حمزاوي بتهويماته الفلسفية المابعدية..
المجلس الرئاسي.. والحكومة الانتقالية..والإعلان الدستوري..و (يا نجيب حقهم يا نموت زيهم)
ذكرياتنا الجميلة..محمد محمود.. ومجلس الوزراء.. وماسبيرو..والاتحادية..والحرس الجمهوري.. ورابعة والنهضة..وكل (حلويات الفوضى الخلاقة)
أيها اللورد..
عد من حيث أتيت فرفاقك الفضائيين وسكان كوكب تويتر أولى بك.. وليس عندهم طين كالذي يغرق فيه الوطن.. أنت لن تغامر بتشمير بنطالك أوتلويث قدمك أو أن يلوح العرق ياقتك البيضاء
عد؛ فجروحنا المفتوحة لا تحتمل ملحك الذي تنوي سكبه عليها بالأطنان
عد؛ ففي النظام نفسه والدولة العميقة ما يكفي ويزيد.. والنزيف لم يتوقف والحبل على الجرار بالفعل
بيان_البرادعي
الديموقراطية_يا_منى
الديموقراطية_يا_يسرى
أوطاننا_تنزف
عودة_اللورد
نسخة_للنظام
نسخة_للشعب
]]>رئيس (برلمانية النور) عقب عودته من رأس غارب: مدينة رأس غارب تحولت لمدينة أشباح والحكومة لا تزال تتفاجئ بالكوارث…
- المواطن لا يزال يشعر انه وحده فى مواجهة الكوارث
- لا توجد مخرات للسيول أو شبكات للصرف الصحى .. والحكومة أوهمت المواطنين بالإسعاف الطائر
- يجب أن يحاسب كل مسئول موجود فى مكانه على أساس أنه عارف كل المشكلات
استنكر الدكتور أحمد خليل خير الله، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب النور، الإهمال والتقصير الذى ظهرت عليه الحكومة فى التعامل مع كارثة السيول التي ضربت محافظات الصعيد في أواخر الأسبوع الماضي، خاصة مدينة رأس غارب.. مؤكدًا أن هذه الكوراث تؤكد أن المواطن لا يزال وحده.
وقال خير الله، خلال كلمته بمجلس النواب بجلسة الأحد: "تتوالي الكوارث ويبقى المواطن وحيدًا يواجهها بمفرده.. مدينة البترول، رأس غارب تتحول إلى مدينة أشباح في ظرف ساعة واحدة .. مدينة غارب التي تنتج أكثر من 60% من انتاج البترول مصر ، وفيها أكثر من 30 شركة بترول".
وأشار رئيس برلمانية النور إلى أن مدينة رأس غارب بها 100 ألف مواطن، ومساحتها 9 كيلو متر مربع، تحولت إلى مدينة أشباح فى الصباح متسائلا :" إلى متى يتفاجئ المسئول "زيينا زيه" ويبقى المواطن وحده".
ووجه رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النور كلمته للحكومة قائلا: "عارفين إن مخرات السيول مش موجودة، عارفين إن شبكة الصرف الصحي بها مشكلة، ونوهم المواطنين بالإسعاف الطائر، وهنا حاجة اسمها "استشعار عن بعد" ليه ما اشتغلش؟!! .
وأضاف خير الله: "حتى الأن الوفيات 10حالات ، 19 حالة مفقودة، 39 مصابا، وتهدم أكثر من 100 منزل، أطفال في مدارس كاملة بلا كتب بلا ملابس بلا شنط بلا أي شئ، وأكثر من 500 منزل تحت المياه غير السيارات غير العفش".
واستطرد قائلا: "الأمور واضحة، ولا تحتاج إلى كثير كلام، محافظ البحر الأحمر بمنتهى الوضوح بقاله 3 سنينن، أين مخرات السيول؟ أين مواجهة هذه الكارثة.. متابعا :" محدش يقول مش قادر ومش عارف، طول ما أنت في مكانك هنحاسبك كمجلس على أساس انك عارف ومش قادر.
وفى نهاية كلمته أكد رئيس برلمانية النور على أن أمنية مجلس النواب الوحيدة، أن يبقى هذا الوطن وطنا ويبقى هذا المواطن مواطن".
]]>معيارية فهم الصحابة للنصوص الشرعية
مركز سلف للبحوث والدراسات
من القضايا الهامة في المنهج السلفي قضية اعتبار فهم الصحابة للنصوص الشرعية وجعله معيارًا لصحة الاستنباط من عدمه، فهل جعل العلماء فهم الصحابة للكتاب والسنة معيارًا للقبول والرد؟ وإلى أي مدى تكون هذه المعيارية؟ وما أهمية ذلك؟ وما أثر ذلك في التطبيق؟ هذا ما سنوجزه في هذا المقال فنقول:.
هذه المسألة موزعة في التناول الأصولي لها بين مسألتين مشهورتين:
المسألة الأولى: مسألة الإجماع وأنواعه وحجيته، والمسألة الثانية: مسألة قول الصحابي هل هو حجة أم لا.
والخلاصة المقصود ذكرها هنا:
أن المستدل بالدليل الشرعي كتابًا أو سنة على قولٍ من الأقوال يجد أن موقف الصحابة من فهمه هذا أحد أمور أربعة:
الأمر الأول: أن يتفق الصحابة كلهم على هذا القول ويقولون به، وهذا حينئذ حجة يجب المصير إليها، لأن هذا من الإجماع الصريح، وعليه فالمخالف في ذلك خلافه غير سائغ، لأنه مخالفٌ للإجماع.[ انظر مبحث الإجماع في كل كتب الأصول، مثلاً: التحبير شرح التحرير(4/1521)وما بعدها]
الأمر الثاني: أن يجد أحد الصحابة قال بهذا القول، ولا يُعلم له صحابي مخالف، فهذا قسمان:
القسم الأول: أن يكون قولاً اشتهر أو يكون في ما تعم به البلوى، فهذا من الإجماع السكوتي[ المحصول للرازي (4/159)] وهو حجة عند الجمهور. [انظر :البحر المحيط (4/495-497)]
القسم الثاني: ألا يشتهر القول أو لا يكون فيما تعم به البلوى لكن لا يُعلم له مخالف، والجمهور على أن هذا حجة، وألحقه بعض العلماء بالإجماع السكوتي، لأن غايته أن أحد المجتهدين قال قولاً ولم ينقل أنه خالفه أحد، وهذه حقيقة الإجماع السكوتي.[انظر :التحبير شرح التحرير (8/3797-3800)]
ومن يخالف في حجية قول الصحابي إنما يخالف في حجية هذا النوع.[انظر:إعلام الموقعين (4/384-388)]
الأمر الثالث: أن يجد بعض الصحابة قال بهذا القول وبعضهم قال بخلافه، فلا يكون حينئذ قول بعضهم حجة على البعض الآخر، فيكون فهمه هذا فهمًا سائغًا ومخالفه الذي قال بقول صحابي آخر فهمه سائغ، والعبرة بأيهما أقرب للدليل.[الرسالة (ف1806)، التحبير (8/3797)]
الأمر الرابع: ألا يجد أحدًا من الصحابة قال بهذا القول، وفي هذه الحالة لا يجوز له أن يحدث قولا لم يقل به أحد من الصحابة أو ممن سلف، وإن ظن أن فهمه هذا هو مقتضى ظاهر الكتاب والسنة من وجهة نظره.
والسبب في ذلك: أن اتهام فهم ذلك القائل خير من اتهام فهم الصحابة وهم خير الناس وأعلم الناس.
كما أن هذا فيه نسبة الحق إلى الضياع، وإلى أن الصحابة كلهم لم يعرفوه ولم يطلعوا عليه.
وإذا كانت الأمة معصومة من الاجتماع على ضلالة بنص حديث النبي ﷺ، فإن أولى العصور بذلك هو عصر الصحابة.
وهذه المسألة يعبر عنها الأصوليون بقولهم:”إذا اختلف الصحابة على قولين فهل يجوز إحداث قول ثالث”؟ وهم يختلفون بين من يقول لا يجوز مطلقًا وبين من يقول يجوز إذا كان تلفيقًا بين القولين وليس منافيًا لهما، وعليه فلم يقل أحد قط إنه يجوز أن يختلف الصحابة على قولين ويقول هو بقول ثالث مضاد للقولين جميعًا.[انظر:التحبير شرح التحرير (4/1638-1639)، وهذه المسائل التي تناولها التأصيل مشهورة في كل كتب الأصول فلا داعي للإطالة بذكرها].
والصحابة رضوان الله عليهم في اتفاقهم واختلافهم هذا ما صدروا إلا عن قواعد محددة ومناهج واضحة في الاستنباط والفهم ، وهذه القواعد والضوابط هي التي تحكم فهمهم للنصوص ، وهي ما طلب العلماء معرفته ، وما حاولوا ذكره في علم أصول الفقه .
وإذا كان الأمر كذلك :فأين الإشكال إذن ؟
والجواب :أن هذه القضية على الرغم من وضوحها من جهة التأصيل إلا إنها أُهدرت بشدة في جانب التطبيق…
يدلك على هذا أن كل الفرق التي انحرفت عن منهج أهل السنة والجماعة يدعون أنهم يستدلون بالكتاب والسنة ، ويدعون أن فهمهم للكتاب والسنة هو الفهم الصحيح، والمعيار الذي يكشف زيف ذلك الادعاء هو إن كان قد قال به أحد من الصحابة أو لا.
والذي تنبه إلى غائلة التأويل -من أهل التأويل أنفسهم-وأنه يكفي في رد تأويلهم الباطل:أنه لم يقل به أحد من الصحابة قال المقولة المشهورة:”مذهب السلف أسلم ، ومذهب الخلف أعلم”!
وأضرب لك مثالاً على ذلك: هذا الـتأويل المشهور للأشاعرة للاستواء في قوله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] بأنه “استولى”:لا يستطيعون أن يأتوا بقولٍ لصحابي واحد قال بهذا القول!، هذا بخلاف مناقضة هذا القول للعقل ولصحيح اللغة وللأدلة الشرعية المتكاثرة.
وإذا كان هذا هو الحال عند هؤلاء فهو عند غيرهم من الفرق الأخرى -كالخوارج والجهمية والقدرية والحلولية وغيرهم-أوضح وأشد.
فالخوارج مثلاً يستدلون على تكفير مرتكب الكبيرة بحديث النبي ﷺ (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)[رواه البخاري (ح2475)من حديث أبي هريرة]، وهذا فهم لم يقل به أحد من الصحابة الكرام.
ولولا خشية الإطالة في هذا المقام لأتيت لك بأمثلة كثيرة من أقوال الأشاعرة ما يدلك على أنهم يقولون بهذا التأصيل الذي ذكرته لك قبل قليل في كتبهم الأصولية، رغم خلافهم له في التطبيق كما في المثال الذي أشرت إليه سابقًا.
وهذا التفريط في مراعاة هذا الأصل لم يقتصر على الجانب العقدي فقط ، بل هو حاصلٌ أيضًا في الفروع الفقهية والأحكام الشرعية، وإن كان بصورة أقل وضوحاً من الجانب العقدي، وقد وجد هذا في أقوال متأخري الفقهاء من المذاهب الأربعة وغيرهم.
وهذا هو السبب الأول لأهمية هذه القضية .
أما السبب الثاني لأهمية هذه القضية فهو :التفرقة بين نوعي الخلاف السائغ وغير السائغ ، إذ يكون الإنكار على المخالف خلافًا غير سائغ [انظر :الرسالة (ف1671-1675)فقه الخلاف (ص:89)]، وهذا المعيار:أعني فهم الصحابة هو ضابط للتفرقة بين نوعي الخلاف.
فإذا كان المسألة المختلف فيها على قولين:لكل قول فيها سلف من الصحابة والتابعين فهي من الخلاف السائغ.
وإذا كان أحد الأقوال لا قائل به من الصحابة قاطبة فهو مخالف خلافًا لا يسوغ، لأنه يخالف الإجماع في هذه الحالة، وإن قال بعدهم بهذا القول قامات في العلم والفضل، فإنه لا معصوم سوى النبي ﷺ، وربما ظن أن من الصحابة من قال به، ويكون الحال خلاف ذلك، ولا يخفى أن هذا لا يلزم منه التفسيق ولا التبديع.
ومن أمثلة ذلك ما ذهب إليه ابن حزم من القول بجواز المعازف، وما ذهب إليه الشوكاني من القول بطهارة الدم المسفوح، وكذلك ما ذهب إليه الشيخ الألباني من القول بتحريم الذهب المحلق على النساء.
فإن هذه الأقوال كلها قد ردها العلماء لمخالفتها الإجماع المستمر منذ قرون، ولا نعلم أحداً من الصحابة قال بهذا القول الذي قالوه. [انظر فقه الخلاف (ص:150)]
ولقائل أن يقول: أَوَكُلُّ مسائل الفقه قد نص عليها الصحابة؟
والجواب: لا بطبيعة الحال.
إذن: فكيف الحال في المسائل التي لم يتعرض لها الصحابة ولم تكن على عهدهم؟.
والجواب :أن حديثنا هنا خاص بتفسيرهم للمراد من النصوص الشرعية من الكتاب والسنة ، وكذلك قولهم في المسائل التي كانت على عهدهم لانتشار السؤال عنها، أما ما جد بعد ذلك من مسائل فليس حديثنا متعلق بها إلا في القدر الذي يستدل فيه بالكتاب والسنة، فيحتاج المستدل إلى أن يكون له سلف من الصحابة في فهم الدليل على النحو الذي قال به، فإذا ثبت ذلك كان البناء على هذا الفهم جائزاً.
فإن قيل:فكيف يعرف قول الصحابة في الأدلة:
قلنا:إن أعظم الطرق هو الرواية، ولذا كان من شروط المجتهد العلم بالآثار المروية عن الصحابة والتابعين.
وكذلك معرفة أسباب نزول الآيات، ومعرفة مناسبة الحديث وقصته، وجمع طرقه ورواياته.
وأيضاً:نقل التابعين عنهم، أو انتشار القول في عصر التابعين، ولذا اعتبر مالك عمل أهل المدينة من أنواع الإجماع، وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أنه لا يعرف لأهل المدينة عمل مخالف للدليل قبل مقتل عثمان رضي الله عنه. [مجموع الفتاوي (20/309)].
خلاصة القول:أن اعتبار المنهج السلفي لفهم الصحابة والتابعين للنصوص الشرعية هو مسلك العلماء السابقين ومنهجهم، والعبرة في كل زمان بمدى الالتزام بهذا الأصل من عدمه، والله هو الهادي إلى سواء السبيل.
إعداد اللجنة العلمية بمركز سلف للبحوث والدراسات [تحت التأسيس]
موقع أنا السلفي
]]>
مبدأ قبول الآخر بين السلفية والثقافة المعاصرة
مركز سلف للبحوث والدراسات
تنظر الثقافة الغربية لمبدأ “قبول الآخر “باعتباره أهم مفاخر منتجاتها القيمية، والثقافية، وتعبر مع مجموعة القيم الأخرى عن مضمون الديمقراطية الغربية.
ومع اتساع نطاق “العولمة”سعت القوى الغربية لفرض منظومة قيمها بكل الوسائل والطرق؛ حتى صارت هذه المنظومة قانونًا عالميا ملزما لكافة الدول ، بغض النظر عن اختلاف سياقها الثقافي والديني .
تلقف الداخل-المنهزم حضاريا تحت وقع الانهزام المادي-المصطلح المصدر، وعمل على تأصيل المفاهيم الغربية الحديثة داخل المرجعية الثقافية والتراثية الإسلامية، لكي يبرهن بذلك على أصالة الدخيل !وأن له جذوراً، إن في ديننا وشرعنا، أو على الأقل في تراثنا بشكل عام، وهو ما أسماه المفكر المغربي محمد عابد الجابري في إحدى محاضراته بـ”تبيئة المفاهيم الحديثة في ثقافتنا”١،وقد وجد”الجابري” ضالته في تجذير التسامح وقبول الأخر ، في مفهوم”العدل”عند المعتزلة، و”الحرية”عند “القدرية”ومفهوم الإيمان عند “المرجئة”.٢، باعتبار هذه المفاهيم هي الأسس الفكرية لمفهوم التسامح ونبذ التعصب .[وهي أطروحة غريبة جدًا تتجاهل حقيقة هذه الفرق وتعسفها مع المخالف بل وتكفيرها له ، ولكن لسنا بصدد مناقشتها ].
في السنوات الأخيرة، تجاوزت حالة الدعاية للقيم الغربية النخب والمثقفين، الذين شكل خطابهم النخبوي حاجزًا بينهم وبين الجماهير ،لتروج هذه المفاهيم بطريقة شعبوية مبسطة، مستهدفة قطاعات عرضية واسعة من الشباب المسلم ،عبر سلسلة من المناشط الثقافية التي تركز جل جهودها على ثقافة “قبول الآخر”بشكل مثير للانتباه، أفلام وروايات وكارتون أطفال ومؤتمرات وورش عمل ، كلها عن “قبول الآخر”!
يحكي بعض الأصدقاء، ممن حضروا أحد هذه المناشط في بعض البلدان العربية، أنه وزع على الحاضرين استبيان في بداية الدورة، حول من تقبل أن يكون في دائرة أصدقائك؟ ضمت القائمة المثلي، والملحد، اليهودي، المسيحي ،الزانية !أغلب الحاضرين رفضوا في البداية كل هؤلاء باستثناء المسيحي. بعد ثلاثة أيام من المحاضرات وورش العمل ، تم إعادة الاستبيان وكانت النتيجة بالإجماع: أننا وإن رفضنا بعض هذه التصرفات ؛ إلا أننا لا نمانع من كونهم في دائرة أصدقائنا ومعارفنا ! . هذا هو ملخص فكرة قبول الآخر التي يروج لها .
ولا يقتصر الأمر على دعاة الليبرالية، بل يشاركهم في ذلك بعض الدُعاة، ممن يقدمون خطاباً ليبروإسلاميا، حتى كتب بعضهم كتابا يصف فيه إبليس أنه أول من رفض الآخر، بخلاف الملائكة التي تقبلت الآخر !،وهو يبين مدى السخف الذي يمكن أن يصل إليه العقل المشبع بالتقليد الأعمى، ومحاولة إنتاج مفاهيم في غير سياقها الموضوعي أو التاريخي.
برز مفهوم التسامح وقبول الآخر، في منتصف القرن السادس عشر ، أثناء الصراع المشتعل بين الكاثوليك الذين كانوا يكفرون البروتستانت، ويرونهم هراطقة، خارجين عن الدين.
حاولت أوروبا التغلب على صراعاتها المذهبية عن طريق إحياء التسامح وقبول الآخر. وتطور هذا المفهوم عبر مراحل عدة ، حتى وصل في زمننا إلى دعوة البابا فرنسيس لقبول الملحد والمثلي !، ورغم كل هذا ظل هذا الآخر مقبولاً شريطة الذوبان في “الأنا” الغربي . وأما خارجه فظلت فلسفة “هيجل” بجدليته الشهيرة”السيد والعبد” هي المسيطرة على”السيد”الغربي ، الذي لا يرى في الآخر المسلم والعربي إلا مجموعة من البرابرة الهمج، يجب على السيد احتلالهم والتحكم في مقدراتهم .ورغم ذلك لم يستطع الغرب -حتى الآن-التغلب على موجات رفض الآخر في داخل مجتمعاتهم ، ولو كان آخر في لونه ، فضلا أن يكون مهاجرا مسلما !ويمكن النظر إلى الحالة الأمريكية ، حيث يلقى المرشح المتطرف “ترامب” تأييدا شعبويا كبيراً رغم خطابه الإقصائي الرافض لأي آخر في العرق، أو اللون، فضلاً عن الدين .
من الواضح إذاً اختلاف السياق الذي تم فيه إعادة إنتاج المصطلح، فالثقافة الإسلامية لم تعرف عبر تاريخها، اعتبار المخالف في اللون، والجنس، والعرق مكون آخر، وتعاليم الإسلام واضحة في نفي الأفضلية إلا بالتقوى . ولم تبرز إشكالية “قبول الآخر” ولو في الدين، كمفرز داخلي، بل تم استيرادها-كعامة المفاهيم المستوردة-وإيجاد المشكلة حولها، لتبرير تقديمها بكثافة.
كل ما سبق، لا يعني رفض المفهوم لمجرد كونه دخيلا، ولكن يبقى الإشكال دوما، أيهما يكون معيارًا يحاكَمُ إليه ؟ هل نحاكم الشرع وفق معيارية “قبول الآخر”فنرد، أو نتأول ما يخالف المعيار المخترع؟ أم نجعل الشرع حاكما على كل الثقافات، والمفاهيم، والفلسفات الوافدة مهما كانت سطوتها؟ هذا ما يحتم علينا أن نضع بعض المحددات التي من خلالها ننظر: من هو الآخر؟ وما معنى قبوله ؟ ومدى توافق أو تصادم المفهوم مع الشريعة .
-قبول الآخر والنسبية : اكتوت أوربا عبر تاريخها، بالحروب المذهبية، والدينية، وقد كرست هذه الخلفية ثنائيات كثيرة في البنية المعرفية الغربية، ما يهمنا في موضوعنا، ثنائية المطلق والتعصب ، والنسبي وقبول الآخر؛ فادعاء احتكار الحقيقة المطلقة في الدين سيؤدي للتعصب ضد المخالف، ورفض وجوده، والحل -من وجهة النظر الغربية -في النسبية. ٣، بل يرفض بعض المثقفين الليبراليين كلمة التسامح، لأنها تنطوي على موقف استعلاء “حيث يوجد المتسامح في مستوى أعلى والمتسامح معه في مستوى أسفل”٤ . ولا توجد هذه الثنائية في الثقافة الإسلامية ، فالمسلمون الذين يعتقدون اعتقادًا مطلقًا بصحة دين الإسلام، وبطلان ما سواه ، شهد لهم خصومهم أنهم كانوا في غاية التسامح مع غير المسلمين ، وهي شهادات مشهورة .وأما اللون والجنس والعرق فلم يعتبره المسلمون من المكون “الأنوي”؛ ومن ثم فلا آخر من الأساس، بل هو نفس المؤمن، كما التعبير القرآني الفريد في أكثر من موضع وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ الحجرات (١١)وقوله تعالي وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ النساء (٢٩).
-الولاء والبراء والتسامح :يخلط البعض بين هذين المقامين، إن من الإسلاميين أو الليبراليين ، فالولاء والبراء مجاله العقائد، التي لا مجال للمداهنة فيها، بخلاف التسامح فإن مجاله المعاملة .والله تعالى الذي قال: لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) الممتحنة هو -سبحانه-الذي قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) المائدة ، وغيرها من الآيات الكثيرة جدًا، ولا تعارض ؛فمعاني الولاء تدور حول المودة القلبية، والرضا بدينه ، وتصحيح دينهم ، والنصرة له على ذلك ، وطاعتهم فيما يأمرون به من الكفر والصد عن سبيل الله ، والتشبه بهم في عباداتهم وعاداتهم الخاصة المميزة لهم ،ونحو ذلك من المعاني التي تدور حول ما ذكرنا . وأما البر والإقساط فيتعلق بأمور المعاملات التي تؤدي للتعايش السلمي، كالبيع والشراء، والإجارة، والإهداء إليه وقبول هديته، وزيارة مريضه ، وتعزيته ، ونحوها من مظاهر المعاملات التي تحقق التعايش بين أبناء الوطن الواحد وإن اختلفت أديانهم . بل ذهب الإسلام لما هو أبعد من كل هذا فأجاز زواج المسلم من الكتابية العفيفة ، وتحقق التعايش السلمي واقعا حيا في المدينة لما هاجر إليها النبي صلى الله عليه وسلم وقت أن كان العالم لا يعرف شيئا عن هذه المعاني . وإشكالية بعض المثقفين العرب، بل وبعض الإسلاميين هو الترويج لفكرة “قبول الآخر”غير المسلم دون بيان حدود التقبل لهذا الآخر، هل هو تصحيح دينه؟ أو الرضا به ؟ أو اعتبار الدين أمرًا نسبيا لا يضر الخلاف فيه؟ أم يريدون به التعايش الذي قدمنا صورًا منه آنفا ؟ لاشك أن الإجمال في مثل هذا يؤدي للخلط المعيب .
-النهي عن المنكر الصادر من الآخر :
النهي عن المُنكَر، مما لا يروق لدعاة “قبول الآخر”وهو يمثل إشكالية ضخمة بالنسبة لهم ، فقطعيته من الدين لا تحتمل عبثًا اعتادوه باسم التأويل والتفسير ، وهو في أدنى صوره “الإنكار بالقلب”يتصادم مع أدنى درجة في “قبول الآخر”وهو التقبل لحقه فيما يعتقد أو يعمل، فضلا عن الإنكار باللسان الذي يعتبره البعض “وصاية “مرفوضة ، فضلاً عن التغيير باليد -ولو من الدولة-الذي يعتبره البعض تدخلاً في الحرية الشخصية . ومما يجب التنويه له، أن هذه الشعيرة العظيمة قد وضع لها الفقهاء ضوابط كثيرة ، لما لها من خصوصية في احتمال تحولها إلى أداة فتنة إذا خرجت عن هذه الضوابط، فيصير الإنكار في ذاته منكرًا يجب النهي عنه، ولا تحمل تبعاته للشريعة . ٥
-الحرية الدينية وحد الردة :منح الإسلام حق الاختيار وعدم الإكراه في الدين لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ البقرة (٢٥٦)وطبق المسلمون هذا في واقعهم عبر التاريخ ؛ فلم يكرهوا اليهود ولا النصارى ولا غيرهم على تغيير دينهم، ولا يستثنى من هذا إلا حالة واحدة وهي “حالة الردة”التي جاء فيها الحديث الصحيح (من بدل دينه فاقتلوه )٦ التي يظهرها صاحبها ويفشيها في المجتمع ،وهو ما يماثل “الخيانة العظمى” في الدولة الوطنية؛ فالأمر لا يتعلق بحريته، وحق اختياره للدين، بقدر ما يتعلق بالحفاظ على المجتمع من البلبلة . وما المانع إذا فتح الباب على مصراعيه أن يدعي قوم الإسلام كذبا ثم يخرجون منه بدعوى لم نقتنع ؟!وقد حدثنا القرآن عن طائفة من اليهود كانت تمارس هذه الحرب النفسية ضد المسلمين وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) آل عمران . ومع ذلك وضع العلماء للحكم بالردة ضوابط صارمة، تمنع التساهل فيه، ولم تجز للحاكم عقد محاكم التفتيش على العقائد المضمرة، ولا ما استتر من الأقوال والأفعال ، ولعل هذا أحد أسباب عدم إقامة النبي صلى الله عليه وسلم حد الردة على من علم نفاقه عن طريق الوحي ، أو عدم وجود بينة ونحو ذلك ، واكتفى صلى الله عليه وسلم بظواهرهم ووكل سرائرهم إلى الله .
وهذه النقاط التي سبقت تمثل مسارات تصادم بين فكرة التعايش في الإسلام ، و”قبول الآخر”في الثقافة الليبرالية ، وهذا لا يمنع من وجود مساحات اتفاق ؛ فلا إنكار في الخلافيات التي لا تصادم النصوص ، ومعاملة غير المسلمين بالسماحة والبر والإقساط، ومساواة الجميع أمام القانون، وتقرير حرية التدين، وعدم الإكراه في الدين ، ونفي التفضيل إلا بالتقوى، وإلغاء اعتبار الجنس أو اللون أو العرق كأساس للاضطهاد، ورفض الوجود ؛ كل ما سبق مسارات اتفاق ، وإن كانت على أساس مختلف .
ومن هنا يتبين لنا خطأ من “شحن الألفاظ القرآنية بالمحتوى الثقافي الأجنبي لتمريره في الداخل الإسلامي “وهو مسلك قديم حذر منه شيخ الإسلام رحمه الله في مثل قوله “يعبرون بالعبارات الإسلامية القرآنية عن الإلحادات الفلسفية واليونانية “وقوله “ولا ريب أن القوم أخذوا العبارات الإسلامية القرآنية والسنية ، فجعلوا يضعون لها معاني توافق معتقدهم “٧
————————–
١-التراث وسؤال التسامح ، إبراهيم أعراب ، مجلة (فكر ونقد )العدد (٢٨).
٢-انظر في ذلك كتابه ، المثقفون في الحضارة العربية ص (٤٤) مركز دراسات الوحدة العربية .
٣-انظر في تفصيل هذه النقطة أكثر “نقد التسامح الليبرالي”لمحمد مفتي ، دار البيان .
٤-الحرية الدينية حق من حقوق الإنسان أم قدر الإنسان لمحمد الطالبي، المجلة العربية لحقوق الإنسان، تونس العدد الأول ١٩٩٤، ص٤٤.
٥-انظر في ذلك “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”للغزالي ، وقواعد الأحكام في مصالح الأنام للعز بن عبدالسلام
٦-رواه البخاري في صحيحه ،باب استتابة المرتدين .
٧-سلطة الثقافة الغالبة لإبراهيم السكران ص ٩ دار الحضارة .
إعداد اللجنة العلمية بمركز سلف للبحوث والدراسات [تحت التأسيس]
موقع أنا السلفي
]]>
حقيقة التفويض وموقف السلف منه
مركز سلف للبحوث والدراسات
وقع عند المتأخرين (ممن لا خبرة لهم بأقوال السلف) نسبة أمور للسلف لا حقيقة لها، منها: نسبة مذهب تفويض صفات الله للسلف، واعتباره هو الطريق الأسلم في الاعتقاد فهو وسط بين التشبيه والتأويل على حد قول من ينسبونه للسلف، وسنحاول في هذه المقالة تبيين حقيقته وموقف السلف منه .
التفويض فى اللغة يعود إلى معان منها: الرد إلى الشيء_التحكيم فيه_والتوكيل .
وهو فى الاصطلاح: “الحكم بأن معاني نصوص الصفات مجهولة غير معقولة لا يعلمها إلا الله”. [مصطلحات فى كتب العقائد لمحمد الحمد ص/ 11]
والقائلون بهذا القول هم جماعة من الأشاعرة: كالجويني ذكره في كتابه _[العقيدة النظامية ص/ 23] والغزالي في كتابه : [إلجام العوام عن علم الكلام ص/54] .
وقد ظهرت هذه المقولة فى بداية القرن الرابع الهجري، وكان لانتشارها وانتشار نسبتها للسلف أسباب منها:
_ ذِكـر بعض متأخري المحدثين لها في بعض مصنفاتهم، كالبيهقي في كتابه: [الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد. ص/123] .والخطابي نُقله عنه البيهقي أيضا في: [الأسماء والصفات ص/345]
_اعتماد المتكلمين على الأصول الفلسفية والكلامية في تقرير الأسماء والصفات واستعمال مصطلحات كالجسم والحيز ومحاكمة النصوص إليها ونسبة ذلك للسلف كما فعل الغزالي في كتابه [الاقتصاد في الاعتقاد ص/ 11] .
_جناية التأويل الكلامي على الوحي وانتشار الحيرة في أصحابه وكثرة تناقضهم فقد أدرك كثير منهم خطر التأويل على الوحي فتركوه إلى التفويض _تفويض المعنى والكيف_ظنا منهم أنه الطريق الأسلم فى فهم الوحي قال الذهبي:” وحكى الفقيه أبو عبد الله الحسن بن العباس الرستمي قال: حكى لنا أبو الفتح الطبري الفقيه قال: دخلت على أبي المعالي الجويني في مرضه، فقال : اشهدوا علي أني قد رجعت عن كل مقالة تخالف السنة، وأني أموت على ما يموت عليه عجائز نيسابور.” [ سير أعلام النبلاء 18/ 474].
_اعتقاد التعارض بين ظني الوحي وقطعي العقل (بزعمهم) كما نص على ذلك سعد الدين التفتازانى بقوله عن آيات الصفات :”إنها ظنية سمعية في معارضة قطعيات عقلية فيقطع بأنها ليست على ظاهرها ويفوض العلم بمعانيها إلى الله مع اعتقاد حقيقتها جريا على الطريق الأسلم “[شرح المقاصد 4/ 50]
موقف السلف من التفويض:
من خلال التأريخ لظهور التفويض يُعلم أنه لم يكن معلوما عند السلف بمعناه الذى مر معنا، فالتفويض ظهر أول ما ظهر فى بداية القرن الرابع هجرى أي بعد انقضاء القرون المزكاة وبالنظر في مؤلفات السلف وما أسند إليهم من أقوال نجد أنهم كانوا على خلاف هذا المنهج، فقد كانوا يؤمنون بما جاء عن الله على مراد الله وما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نص على ذلك الشافعي وغيره ولم يكونوا يفرقون بين اللفظ والمعنى وقد تعرضوا لآيات الصفات وفسروها مبينين مراد الله عز وجل منها، قال مجاهد: “عرضت المصحف على ابن عباس رضي الله عنهما من فاتحته إلى خاتمته أقف عند كل آية وأسأله عنها”.[الفتاوى 5/38] .
_ونقل القرطبي وابن عبد البر عن أبي عبيدة في قوله تعالى: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى .الأعراف الآية 45. فقال: “على وارتفع ” . وقال ابن المبارك حين سئل كيف نعرف ربنا؟ فقال: “فوق سبع سماوات على العرش بائن من خلقه “[البخاري في خلق أفعال العباد ص8 ].
_وقال ابن الماجشون والإمام أحمد وغيرهما من علماء السلف” إنا لا نعلم كيفية ما أخبر الله به عن نفسه وإن كنا نعلم تفسيره ومعناه ” [الصواعق المرسلة ص،/745]
_وقال عبد الله بن مسلم بن قتيبة ” الواجب علينا أن ننتهي في صفات الله إلى حيث انتهى في صفته أو حيث انتهى رسوله صلى الله عليه وسلم ولا نزيل اللفظ عما تعرفه العرب ونضعه عليه ونمسك عما سوى ذلك ”
[اختلاف اللفظ ص/25].
فكلام السلف فى آيات الصفات وتفسيرها وإثبات ما دلت عليه من المعانى دليل على مخالفتهم لهذا المذهب الذى حقيقة قوله التوقف عن المعنى مع القطع بأن الظاهر المتبادر إلى الذهن غير مراد .
_وكانوا يعملون بمقتضى النصوص الآمرة لهم بالتدبر والتفكر في القرآن وأن هذا الأمر لا يمكن أن يكون عبثا بحيث يَأمر القرآن بما لا يمكن تدبره ولا يعقل .
_تفريق السلف بين تفويض الكيف والمعنى:
ومما يؤيد أن هذا المنهج _أي التفويض_على خلاف ما كان عليه السلف تفريق السلف بين الكيف والمعنى فالسلف كانوا يعتبرون المعاني معلومة بالنسبة لهم والكيفيات أمرها إلى الله وعباراتهم فى هذا كثيرة كقول مالك:” الاستواء معلوم _يعنى معناه_والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة”[الأسماء والصفات للبيهقي ص/515] .
_وقال الوليد بن مسلم: “سألت الأوزاعي ومالك بن أنس وسفيان الثورى والليث بن سعد عن هذه الأحاديث التي فيها الصفة؟ فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيف”[ الآجري في الشريعة /1146، رقم720 . والدارقطني في الصفات ص44، برقم67 .]
_وقولهم: أمروها كما جاءت، يقتضى إبقاء دلالتها على ما هي عليه فإنها جاءت ألفاظا دالة على معاني فلو كانت دلالتها منتفية لكان الواجب أن يقال :أمروا لفظها مع اعتقاد أن المفهوم منها غير مراد .
_والذين ساروا على نهج السلف وأدركوا هذه الفرقة كانوا يسمونها فرقة “التجهيل” أو “ألا أدرية” ينظر [الفتاوى /ج5/ص 34 الصواعق المرسلة ص/ 510] وغيرهما لعلمهم بحقيقة ما يقول به المفوضة وما يلزم عليه من لوازم باطلة، كاعتقاد أن نصوص الوحي غير مفهومة، وأن الله خاطب عباده بما ظاهره لا يليق به، وما يليق به لم يـبـينه فى كتابه ولا على ألسنة رسله بل تركهم في حيرة من أمرهم، وتعبدهم بألفاظ لا يعرفون منها معنى يمدحونه به. وهذا مما ينزه عنه كلام البشر فكيف بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.
إعداد اللجنة العلمية بمركز سلف للبحوث والدراسات [تحت التأسيس]
موقع أنا السلفي
]]>
مناقشة هادئة لورقة الدكتور أسامة الأزهري في مؤتمر الشيشان
مركز سلف للبحوث والدراسات
– كان لمؤتمر الشيشان المنعقد لتعريف الناس بأهل السنة والجماعة تداعيات وأصداء واسعة ، وثارت تساؤلات كثيرة [مشروعة ] حول مكان ، وزمان انعقاد المؤتمر ، فضلاً عن الشبهات المثارة حول الجهة الراعية للمؤتمر ، وجاء البيان الختامي صادماً للجميع ، حيث قصر مفهوم أهل السنة والجماعة على أتباع رجلين من أمة الإسلام ، دون من سواهما ، وبذلك يكون البيان مخالفاً لما جاء في كلمة شيخ الأزهر في افتتاح المؤتمر ، حيث اعتبر أن مفهوم أهل السنة يشمل [ الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث ] ، وقد علل ذلك بعض القائمين على المؤتمر بأن مذهب أهل الحديث مذهب الأشاعرة والماتريدية ، وقاموا بنشر الورقة العلمية التي أعدَّها الشيخ أسامة الأزهري ، والتي تعد بمثابة المستند العلمي للمؤتمر في تحديد مفهوم أهل السنة والجماعة ، وهو ما يدفعنا لمناقشة الورقة نقاشاً علميا هادئاً .
-اعترف الشيخ أسامة في بداية الورقة ، أن كثيراً من أهل العلم ، وبعضهم من أئمة الأشاعرة -كالعضد الإيجي والآمدي- ذكروا مذهب أهل الحديث مستقلاً عن مذهب الأشاعرة والماتريدية ، فضلاً عن المصنفات التي عنيت بذكر اعتقاد أهل الحديث ، ككتاب ( اعتقاد السلف أصحاب الحديث ) للحافظ الصابوني ، وغيرها من الكتب ، ورغم كل هذا؛ فالرجل يرى أنه ليس لأهل الحديث مذهب خاص بهم ، وأن اعتقادهم هو عين اعتقاد الأشاعرة والماتريدية [على حد وصفه] فهم في مسائل الصفات بين مفوضة ، وهذا حال أغلب المتقدمين من السلف ، نظراً لعدم حاجتهم إلى التأويل ، بخلاف المتأخرين منهم الذين سلكوا مسلك التأويل ، لضرورة العصر الذي عاشوا فيه ، وأما من يرى إثبات الصفات على حقيقتها وإمرارها كما جاءت دالة على معانيها المعروفة في اللغة العربية ، وتفويض كيفيتها إلى الله ، فهذا عند الدكتور مذهب التجسيم والتشبيه ، الذي ابتدعه ابن تيمية وأتباعه ، ولا علاقة له بمذهب السلف ، ولا اعتقادهم !
-جعل الباحث الكتب التي تتضمن عقيدة السلف أصحاب الحديث على قسمين ، الأول منها ، كان مجرد ذكر لآيات وأحاديث الصفات ، ولكنهم يصرحون – هكذا يزعم – أنها تُفهم على أساس التفويض ، فكُتبُ اللالكائي والآجري والصابوني والسنة لعبدالله والخلال وغيرها من الكتب تضمنت عقيدة الأشاعرة نفسها ، ولكن بطريقة خاصة في الجمع والترتيب – هذا هو الفرق فقط – كما يريد منا الدكتور أن نفهم !
وأما الكتب الأخرى فتمثل شذوذاً في الاعتقاد، يرمي بصاحبه إلى التجسيم ،تعقبه العلماء، ولم يبين لنا أمثلة لهذه الكتب، وإن كان تمثيله بكتاب التوحيد لابن خزيمة ، وذكر تعليق الذهبي عليه ، يشير إلى أنه يقصد كتاب التوحيد لابن خزيمة ونظائره.
– وقد تضمن كلام الباحث عدة مغالطات منهجية ، أوقعته في عدم فهم كلام أهل العلم فهما صحيحا، فمن ذلك :
١- ظَنُّه أن كلام السلف في نفي المعنى ! ، يعني أنهم كانوا على مذهب التفويض ، وعلى هذا الأساس بُنيت الورقة المقدمة ،حيث جمع الباحث عدداً من النقول عن أهل العلم في عدم الخوض في معاني الصفات ، وهذا خطأ ظاهر ،وسوء فهم لكلامهم ، فإن السلف كانوا يثبتون المعنى ويفوضون الكيف كما هو مشهور في قول الإمام مالك رحمه الله “الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ” وجاء هذا النقل عن عدد من السلف .
ونفيُ المعنى كما جاء عن أحمد: “لا كيف ولا معنى” المقصود به :المعنى الباطل الذي يذكره أهل الكلام ، بل الواجب هو إمرارها كما جاءت دالة على معانيها المعروفة في اللغة ، فتفسيرها قراءتها، فكل من يفهم اللغة العربية ؛ يفهم معنى اليد ، والوجه ، والعينين ، ولا يحتاجون لتفسيرات أهل الكلام الذين ذم السلف طريقتهم ، والتي تهتم بذكر الحد على طريقة أهل المنطق ، فاليد عندهم جارحة ، والوجه عضو ، والرحمة ميل وخور ، والنزول حركة وانتقال ، والحياء تغير وغليان للدم لخوف ما يعاب به ……إلى آخر ترَّهاتهم وكلامهم السقيم ، فهذه هي المعاني التي كرهها السلف ، وكفوا عنها ، وإنما تكلموا فيما قد يخفى معناه من جهة اللغة ، كالصمد ، والمهيمن ونحوها .
والتفويض المزعوم نسبته للسلف يعني أنهم ينسبون إلى الله شيئا اسمه الوجه ، واليدين ، والاستواء ، كحروف مقطعة بجوار بعضها البعض لا نعرف حقيقتها ولا معناها ، وهو ما يبطل التعبد لله بمقتضى هذه الصفات ، وفيه تجهيل عظيم للسلف ، وأنهم كانوا يقرؤون كلاما لا يفهمون معناه ، وهو ما يجزم كل مطالع لكلامهم بنفيه وخطئه .
وقد استشهد الباحث بكلام الحافظ الذهبي رحمه الله ، في تعقيبه على كلام ابن خزيمة في تكفير من نفى الاستواء، فقال في السِّيَر :”وكلام ابن خزيمة هذا- وإن كان حقا – فهو فج، لا تحتمله نفوس متأخري العلماء، وكتابه في التوحيد مجلد كبير وقد تأول في ذلك حديث الصورة ،فليعذر من تأول بعض الصفات ،وأما السلف فما خاضوا في التأويل، بل آمنوا وكفُّوا وفوضوا علم ذلك إلى الله ورسوله …الخ”
وأساء – غفر الله له – فَهْم كلام الذهبي جداً ، بل ونسبه للتفويض ، بل جعله على معتقد الأشاعرة ! ، والذهبي – رحمه الله – صاحب كتاب [ العلو] والذي حشد فيه جملة هائلة من الآثار للرد على من نفى الاستواء[ وهو ما أطبق عليه المتأخرون من الأشاعرة إلى يومنا هذا ] ، له كلام صريح في فهم هذه الآثار التي حشدها الباحث، فقال _ رحمه الله _ في العلو [ص 251 ] :
“المتأخرون من أهل النظر قالوا مقالة مُوَلَّدةً ما علمت أحداً سبقهم بها ، قالوا : هذه الصفات تُمَرُّ كما جاءت ولا تأول مع اعتقاد أن ظاهرها غير مراد .
فتفرع من هذا: أن الظاهر يُعنى به أمران :
أحدهما : أنه لا تأويل لها غير دلالة الخطاب كما قال السلف الاستواء معلوم وكما قال سفيان وغيره قراءتُها تفسيرُها يعني: أنها بينة واضحة في اللغة لا يُبْتغى بها مضائقُ التأويل والتحريف ، وهذا هو مذهب السلف مع اتفاقهم أيضا أنها لا تشبه صفات البشر بوجه إذ الباري لا مثل له لا في ذاته ولا في صفاته .
الثاني : أن ظاهرها هو الذي يتشكل في الخيال من الصفة كما يتشكل في الذهن من وصف البشر فهذا غير مراد”
وقال – رحمه الله -[ العلو [214في نقل قول أبي جعفر الترمذي في العلو :
” …..منصور بن محمد بن منصور القزاز قال سمعت أبا الطيب أحمد والد أبي حفص بن شاهين يقول حضرت عند أبي جعفر الترمذي فسأله سائل عن حديث نزول الرب فالنزول كيف هو يبقى فوقه علو فقال : النزول معقول والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة .
قلت _ أي الذهبي _ : صدق فقيه بغداد و عالمها في زمانه إذ السؤال عن النزول ما هو ؟ عيٌ ؛ لأنه إنما يكون السؤال عن كلمة غريبة في اللغة وإلا فالنزول والكلام والسمع والبصر والعلم والاستواء عبارات جلية واضحة للسامع، فإذا اتصف بها من ليس كمثله شيء فالصفة تابعة للموصوف وكيفية ذلك مجهولة عند البشر”
فانظر لهذا الكلام الواضح الصريح للذهبي رحمه الله ، حتى تعرف جناية الباحث الذي جعله على اعتقاد الأشاعرة ، وأنه يرى التفويض على طريقة المتأخرين ! ، مستشهداً من تعقيبه على كلام ابن خزيمة ، والعجب أن ما نقله يَرُدُّ عليه ، فإن الذهبي قد صوب كلام إمام الأئمة ، في إثبات الصفات على طريقة السلف ، ولم يجعله شذوذاً كما توهم الباحث ، ولكنه تعقبه في تكفير من أنكر الاستواء متأولا ً ، وهم جمهور متأخري الأشاعرة ، الذين أنْكَرَ عليهم عدم متابعتهم لكلام أبي الحسن الأشعري في الإبانة ، في مسألة الاستواء ، ونقله عنه الذهبي في كتابه العلو [فليراجع].
والذهبي يرى عذرَهم لتأويلهم ، والتأويلُ -كما هو معلوم- أحد موانع التكفير ، خاصة مع انتشار الشبهات في جمهور المتأخرين .
وقد تأول الباحث قول الذهبي “وما ذكره ابن خزيمة ، حق ” على إطلاق الاستواء في النصوص ، وهو تأويل بعيد بل باطل ، فإن إنكار إطلاق الاستواء في النصوص كفرٌ لا يُختلف فيه ، وليس كلاما فجاً كما هي عبارة الذهبي ، فَلَو كان مُراد الذهبي القول بإنكار إطلاق الاستواء في النصوص لما اكتفى بوصفه بالفجاجة ، وأنه لا تحتمله نفوس المتقدمين والمتأخرين ، فإنهم جميعاً كَفَّرُوا من قال:” لم يكلم موسى تكليما ولم يتخذ إبراهيم خليلا” لأنه أنكر صريح القرآن ، بخلاف من تستر بستار التأويل ، فوجب حمل كلام الذهبي على ما قدمنا .
ولا أعلم أحداً ، انتقد كتاب ابن خزيمة ، أو اعتبره شاذاً أو فيه تجسيم وتشبيه ، بل جميع كتبهم تظاهرت على ما فيه ، ويمكن للقارئ أن يراجع كتب العقيدة المسندة ككتاب اللالكائي ،والآجري،والصابوني وغيرها ، وكلها على نفس ما ذكره ابن خزيمة رحمه الله ، وللأسف فقد اعتبرهم الباحث ُجميعا ما بين أشاعرة مفوضة، أو أصحاب منهج شاذ، يفضي إلي التجسيم والتشبيه !!
والحقيقة أن اختيار الباحث للذهبي رحمه الله، غريب جدا، فالذهبي رحمه الله مشهور بالإثبات، حتى إن متعصبة الأشاعرة – كالتاج السبكي -يتهمه بالتجسيم والتشبيه .
٢- ومن الأخطاء المنهجية في البحث المقدم ، محاكمته لمنهجية كتب السلف التي عُنِيَت بذكر الصفات ، وفق مِعْيَارِيَّة الإمام الغزالي ، أحدِ أقطاب المذهب الأشعري ،وهذه الكتب تمثل له – بالطبع – معضلة ، فأبوابها في ذكراليدين، والوجه، والعينين ، والاستواء، وغيرها تهدم ما قَعَّدَه الأشاعرة من نفي للصفات ، فحينما ينتقد الغزالي منهجية هذه الكتب ، فهو لا يخرج عن الانتصار لمذهبه، ومحاولة العبث في دلالات ما تضمنته هذه الكتب من نصوص ، حيث يرى أنها جمعت أحاديث قيلت من النبي صلى الله عليه وسلم في غير ما موضع في سياق واحد، فيجمعون المتفرق ، ولا أدري -حقيقة- ما العيب في هذا ؟! وهذه عموما فائدة المصنفات، والأجزاء الحديثية .
والنبي صلى الله عليه وسلم لا يتكلم إلا حقا ، نعم الأحاديث يكون لها سياق أعم مما يذكره المصنفون، ولكن هذا لا ينفي ما تضمنته من دلالة، وما زال أهل العلم يستدلون على أن القرآن كلام الله غير مخلوق ، بقوله تعالى ألا له الخلق والأمر مع أن سياقها في ذكر عظمة الرب تعالى ، فَجَمْعُ المصنفين لأحاديث الوجه، والساق، والضحك، والعينين، ليس خطأً منهجياً ، كما يذكر الباحث نقلاً عن الغزالي انتصاراً لمذهبه .
-ومن الأخطاء المنهجية :
عدم إيضاحه الفرق بين المتقدمين من الأشاعرة وعلى رأسهم الأشعري رحمه الله ، فعامة متقدمي الأشاعرة على إثبات الصفات الخبرية، كالاستواء، والوجه، واليدين، والمجيئ، ونحوها من الصفات كما جاء مصرحاً به في الإبانة ، وقد نقله الذهبي عنه في العلو ، ثم تَحَسَّر على ما آل إليه أمر الأشاعرة المتأخرين ، من نفيهم للصفات وخوضهم في المنطق .
وتأتي أهمية هذه النقطة ، في ظل أن أكثر الأشاعرة المعاصرين ،متفقون على نفى العلو والاستواء، ويشنعون على من يثبته من السلفيين، حتى إن بعضهم يُكَفِّر ابنَ تيمية ،ويرميه بالتجسيم والتشبيه، لإثباته العلو والاستواء على حقيقته، كما هو مقرر عند السلف، بل عند المتقدمين من الأشاعرة.
– ومن الأخطاء المنهجية :
عَدُّه من ضمن الأشاعرة :من وافقهم في مسألة ، أو نقل أقوالهم ،في مسألة التفويض ، فدعوى أشعرية النووي وابن حجر وغيرهما من أئمة الحديث الذين ذكرهم، لموافقتهم في مسألة التفويض، هو نوع من الاجتزاء بل التلبيس ، فإن كلام هؤلاء الأئمة في سائر الأبواب ،قد وافقوا فيه معتقد السلف ،ووافقوا الأشاعرة في بعض المسائل ، مثل التفويض في الأسماء والصفات تأثراً بالبيئة التي كانت في زمنهم ، حيث كان النووي – رحمه الله – ينقل في شرح مسلم في مسائل الاعتقاد عن غيره من كبار الأئمة الذين تأثروا بالمنهج الأشعري السائد في زمنهم، خاصة القاضي عياض، والمازري .
ولا يقال عن حنبلي وافق الشافعية في مسألة أنه شافعي ، لأن نسبة الشخص إلى مذهب، إنما تكون بموافقته لأصوله ولو وقعت أحيانا مخالفة نادرة في الفروع ، وهو عكس حالتنا، فلا يعرف عن هذين الإمامين، فضلاً عن غيرهما الاشتغال بعلم الكلام المذموم ، ولا رد حديث الآحاد في الاعتقاد، بل يرجح الحافظ ابن حجر أن حديث الآحاد المحتف بالقرائن يفيد العلم النظري ،وعمدة استدلالاتهم هي بالكتاب والسنة ، فأين هذا من طريقة المتكلمين الأشاعرة ،وأحد أعمدة المذهب [الرازي ]يرى أن الأدلة النقلية “ظنية الثبوت أو الدلالة”، ومن ثم يجب تقديم الأدلة العقلية عليها ! كما يذكر ذلك في كتابه أساس التقديس.
ومما يبين ذلك، أن أقرب تلامذة الإمام النووي، وهو ابن العطار كان على طريقة السلف في مسائل الصفات ،وألف في ذلك كتابه [الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد] ولعل ذلك-كما يقول الشيخ مشهور سلمان في كتابه عن الإمام النووي – تأثراً بما قام به شيخ الإسلام ابن تيمية من نشر لعقيدة السلف وإيضاح الفرق بينها وبين عقائد المتكلمين ، التي كانت سائدة قبله، وهو ما يبين أن الإمام النووي رحمه الله، لم يكن مشتغلاً بتحرير الأمر وتقريره، وإلا لتأثر به أقرب تلامذته إليه والله أعلم .
– ومن الأخطاء المنهجية :
استدلاله على أشعرية من ذكر من العلماء بثنائهم لبعض رموز الأشاعرة، فاستدل على أشعرية الدارقطني بثنائه على الباقلاني، وهو خلل فاحش في كيفية الاستدلال، فالدارقطني صاحب المصنفات الثلاث في الرؤية، والنزول، والصفات ،والتي قرر فيها عقيدة السلف بوضوح، وصح عنه أنه قال: ما شيء أبغض إلى من علم الكلام، كما نقله الذهبي، ثم عقب بقوله “قلت: لم يدخل الرجل أبداً في علم الكلام، ولا الجدال ولا خاض في ذلك، بل كان سلفياً” يترك الباحث كل هذا لكي يستدل على أشعريته بثنائه على الباقلاني، وقد أوضح الذهبي رحمه الله سبب ذلك، وأنه كان يناظر رؤوس المعتزلة والرافضة والقدرية، وينصر الحنابلة عليهم ، لذا عامله الدارقطني باحترام .
وهذا الثناء، قد وقع مثله من شيخ الإسلام لطوائف من الأشاعرة بل والمعتزلة في ردهم على من هو شر منهم ، فهو ثناء نسبي، على ما وافقوا فيه أهل السنة، وردوا من البدع ما هو شر من بدعتهم، وهذا من عدل أهل السنة، وإنصافهم، رحمهم الله .
-وقد شرع الباحث بعد ذلك في إثبات أن الصوفية هم المعبرون عن منهج أهل السنة والجماعة، في باب السلوك والتزكية، ووقع – أيضا- في أخطاء جسيمة، لا تليق بورقة يستند إليها المؤتمر [العالمي!] في تحديد مفهوم أهل السنة والجماعة ، ومن ذلك :
– لم يبين لنا مفهوم التصوف الصافي، وهل يدخل فيه التصوف الفلسلفي الذي يدعو لوحدة الوجود، والحقيقة والشريعة وغيرها من الكفريات التي تنسب لكبار الصوفية، كابن عربي الذي يصفه الدكتور علي جمعة [ وهو بالمناسبة شيخ الباحث ويجله ويعظمه] بسيدي، والإمام الأكبر، وله – أي الدكتور جمعة- تسجيلات تتوافق مع هذا، وأن الولي يمكن أن يزني ولا ينافي ذلك ولايته، وينقل عن سيده ابن عربي أن عذاب الكفار في النار من العذوبة، فهل هذا التفسير الباطني الفلسفي هو من التصوف الصافي الذي كان عليه المحدثون؟!
– لم يبين لنا، الموقف من المقامات البدعية والمخترعة، كالفناء والدهش والهيمان والسكر، ولا العبادات المخترعة كالتقرب إلى الله بجلسات الرقص، والتنطيط، فهل هذا من التصوف الصافي الذي كان عليه المحدثون؟!
– استدل على تصوف الأئمة ومنهم الذهبي! ، بفرط محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ، وذكر في ذلك كلاما خارجا عن محل النزاع، ولا يخالف فيه أحد، ولا أدري ما علاقته بالبحث العلمي.
-لم يبين لنا موقف الشرع من عبادة القبور، و الاستغاثة بأهلها فيما لا يقدر عليه إلا الله، وإن كنا نعلم من كلامهم في غير هذا الموضع أنهم يجوزونه، ويجعلونه من باب التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم.
-خلط الباحث بين المسائل، فخلط بين التبرك والتوسل ، ولم يفصِّل هذه المفاهيم، فالتوسل تارة يكون شركا أكبر، كمن يعبد غير الله ويدعوه حتى يقربه ويشفع له عند الله، وتارة يكون ذريعة من ذرائع الشرك فيُنهى عنه لأجل ذلك ،إذا تعمد طلب أحد الصالحين بعينه ليدعو له بشأنه خاصة ، وفيه خلاف بين العلماء ، ومنهم من قال لا بأس به ، والمسألة محل اجتهاد، وتارة يكون خلافاً فرعيا في كيفية الدعاء، وهو التوسل بالجاه، فَذِكْرُ الباحث إجازة أحمد للتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم دون هذا البيان تلبيس متعمد لترويج ما عليه القبوريون المجوزون لعبادتها والاستغاثة بأهلها فيما لا يقدر عليه إلا الله، ويسمون ذلك توسلا.
-وكذا التبرك، منه ما هو مشروع بالاتفاق كالتبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم، ومنه ما فيه خلاف كالتبرك بآثار الصالحين، ومنه ما هو محرم بالاتفاق، وهو التبرك بالأحجار والأشجار والقبور، فهذا هو الممنوع، وللأسف لا نجد نكيراً لمثل هذا، بل تجويزاً وتشجيعاً له، وخلطاً في الأدلة لتمريره.
لقد أنصف ابن تيمية وتلميذه ابن القيم الصوفية أعظم الإنصاف، ولم يعمما عليهم الحكم، بل فَصَّلا في الحكم بحسب أحوالهم، ومدحا أئمتهم الذين كانوا على السنة كالجيلاني والجنيد، بل يصف ابْنُ القيم الهرويَ بشيخ الإسلام، وإن تعقبه في مواطن كثيرة.
إن اختزال الباحث التصوف في المولد، ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم ،اختزال مخل، وهروب من الإجابة على الإشكالات الكبرى في التصوف الخرافي، الذي يراد له أن يكون بديلا عن منهج أهل السنة والجماعة.
إعداد اللجنة العلمية بمركز سلف للبحوث والدراسات [تحت التأسيس]
موقع أنا السلفي
]]>
كارثة "مركب رشيد" تنبئ عن خطورة الوضع الاجتماعى والاقتصادى بالبلاد
قال الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور إن كارثة غرق مركب المهاجرين المصريين والتى راح ضحيتها العشرات من شباب مصر لتنبئ عن خطورة الوضع الاجتماعى والاقتصادى التى تعانى منها البلاد، موضحًا أن هذا الوضع الذى دفع شباب مصر أن يهاجر ويغامر بحياته بحثا عن لقمة عيش وحياة كريمة افتقدها فى وطنه.
وأكد مخيون أنها حالة اليأس التى أصابت الشباب فى إيجاد أي تغيير أو بارقة أمل فى المستقبل، مشيرًا إلى أنه سوف يستمر نزيف خسارة شباب مصر مستمرا ما دامت الأسباب قائمة.
وقدم مخيون تعازيه لأسر الضحايا داعيًا الله أن يغفر لهم ويرحمهم ويرزق ذويهم وأهليهم الصبر والسلوان .
تهويد القدس والصمت العربي والإسلامي
الدكتور يونس مخيون
في ظل صمت عربي وإسلامي تسير إسرائيل بخطى واسعة في استكمال مشروع تهويد مدينة القدس وطمس معالمها الإسلامية والعربية وتغيير التركيبة السكانية للمدينة وذلك بالتضييق على السكان العرب والتوسع فى بناء المستوطنات وجلب المزيد من المستوطنين اليهود ،وقد زادت وتسارعت وتيرة الاستيطان فى الفترة الأخيرة دونما أي تحرك من قبل المنظمات العربية والإسلامية ،ولا من قبل الدول فالكل منكفئ على نفسه منشغل بقضاياه الداخلية فى حين أن المشروع الاسرائيلي يمثل تهديدا مباشرا لأمننا القومي واعتداءا صارخا على مقدس من أهم مقدسات المسلمين وغصبا لجزء من أهم أجزاء جسدنا العربي والإسلامي سوف يتبعه اغتصاب أجزاء أخرى لتحقيق الحلم الإسرئيلي بإقامة دولة إسرائيل الكبرى وعاصمتها القدس. وذلك بعد هدم المسجد الأقصى وإقامة هيكل سليمان مكانه ،فمتى يتحرك العرب والمسلمون؟ أم أن الرد تجاه ما تقوم به إسرائيل من قبل الدول العربية والإسلامية هو المسارعة نحو التطبيع وإقامة العلاقات المعلنة منها والخفية؟
]]>دعوة الشعب المصري للتحمل
الدكتور يونس مخيون
أعتقد أن دعوة الشعب المصري بأن يتحمل لن يكون لها أي صدى أو أثر فى ظل غياب العدالة الإجتماعية، وطغيان الترف على حياة القادة والمسئولين ، والسفه فى الإنفاق الحكومي ،و فقدان القدوة، وسطوة دولةالفساد ،و إنحياز الدولة للأغنياء على حساب الفقراء.
]]>توريث الالتزام الديني (اباء تهوي وابناء تأبى)
بسام ناصر
بجرأة بالغة يتصدى الكاتب المصري عبد الرحمن ضاحي في كتابه "أبناء الملتزمين.. توريث الالتزام آباء تهوى وأبناء تأبى"، لمعالجة قضية تمس بيوت المتدينين (الملتزمين)، وتلامس دواخل حياتهم، والتي غالبا ما يتحاشون طرحها على موائد النقاش العلني، لأنها تكشف عن مكامن الخلل والضعف في طبيعة تدينهم ونتاجه.
وبحسب تقدير المؤلف لتلك الحالات في أوساط المتدينين، والتي أسماها بـ"انحراف أبناء الملتزمين"، وبناء على رصده (الانطباعي) فقد تكاثرت تلك الحالات حتى باتت ظاهرة ملحوظة، مشيرا إلى أنه لا يكاد يقابل "أحدا من داخل الوسط أو خارجه إلا ويجزم بانتشارها، وهي ظاهرة تثير الدهشة والقلق من تكرار حدوثها".
وفرارا من الوقوع في آفة التعميم، وهو ما يحتمله إطلاق المؤلف للفظ العموم في توصيفه للحالة "انحراف أبناء الملتزمين"، فإن من الضروري تقييد ذلك التوصيف بغلبة انتشار تلك الحالات وظهورها في أبناء الملتزمين، وإلا فثمة حالات مشاهدة لأبناء الملتزمين الذين استقاموا على طريق التدين، والتحقوا بدور تحفيظ القرآن الكريم، وحفظوا القرآن كاملا، أو كثيرا من أجزائه، ومن رواد المساجد المحافظين على الصلوات الخمس فيها، ولا يعرف عنهم إلا السلوك الحسن، والخلق القويم.
ومن الملاحظ أنه حينما تثار هذه القضية (كحالات ووقائع) فإن منطق التبرير الحاضر دائما، يقوم على الفور باستدعاء حالة ابن نبي الله نوح عليه السلام، ليبرر وقوع تلك الحالات، فما دام أن ابن رسول من أولي العزم، كان كافرا ولم يستجب لدعوة أبيه، ولم يدخل في دينه، فما المستهجن في أن يكون من أبناء الملتزمين المنحرف والضال والتارك لدينه؟
لو كان حال الآباء الملتزمين كحال رسول الله نوح عليه السلام، في قيامه بما أمره الله به من دعوة ابنه مرارا وتكرارا، والإلحاح عليه في قبول الدين الجديد، أمام إصرار ابنه على اختيار الكفر، فإنهم يكونون بذلك قد أدوا ما أمرهم الله به، ولا تثريب عليهم، ويصح حينها القياس والاستدلال، أما إن وقع التقصير من الآباء الملتزمين في إرشاد أبنائهم وتعليمهم واختيار أحسن الأساليب لترغيبهم وجذبهم للاستقامة والتدين، فإن انحراف الأبناء حينذاك يكون نتاجا طبيعيا متوقعا، ولا وجه لاستدعاء حالة ابن نوح عليه السلام لتبرير التقصير وتسويغه.
ما هي أسباب (الظاهرة)؟
لفت المؤلف إلى أن جيل الصحوة الإسلامية مع بدايتها الأولى في سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته، ومع انتشار الوعي الديني في الأرجاء، "وحين عزم هذا الجيل على الزواج ظننا، بل تيقنا أنهم سيُخرجون للأمة الإسلامية جيل النصر والتمكين الذي على يده سيكون النصر للإسلام، واستعادة أمجاده، ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، وجدنا أنهم أخرجوا جيلا غير المتوقع ـ إلا من رحم الله ـ جيلا سلك سبيلا أخرى غير الالتزام بالشرع...".
فما هي أسباب تلك الحالات (الظاهرة)؟ وإلى ماذا أرجعها المؤلف في سياق دراسته لجذورها، وبحثه في خلفياتها وبواعثها؟
سرد المؤلف عشرة أسباب لتلك الظاهرة، جاءت كالتالي: (الاختلال الأسري)، (اختلال النية)، (عدم الالتزام بهديه صلى الله عليه وسلم)، (الأمية التربوية)، (إهمال التربية الإيمانية المبكرة)، (إهمال التربية النفسية)، (غياب الحوار)، (القسوة)، (القدوة)، (البيئة المحيطة).. وفصل في تحليله لتلك الأسباب كيفية تأثيرها في إنتاج ظاهرة (انحراف أبناء الملتزمين).
ما الذي يعنيه المؤلف بالاختلال الأسري؟ وكيف كان ذلك الاختلال أحد أسباب إنتاج الظاهرة؟ بما أن "العملية التربوية عملية مشتركة بين الأبوين، ونجاحها مرهون بالتعاون الناجح بين الشريكين، فلا يصلح أن يكون لكل من الأبوين خطة أو هدف لمفرده في تربية الأبناء دون إشراك الطرف الآخر، لأنه بهذا يعرض المنتج (الأبناء) للفشل، ومن أحد أسباب انحراف أبناء الملتزمين هي الاختلال الأسري، وعدم الاتفاق بين الوالدين خاصة في أمر "التزام الأبناء"..
وذكر المؤلف عدة مظاهر لهذا الاختلال، منها: "عدم اتفاق الزوجين على رؤية واحدة في تربية الأبناء من حيث الالتزام، فحين يحرص طرف كل الحرص على التزام أبنائه تجد الطرف الآخر لا يلقي لهذا الأمر بالا، وللأسف فإن هذا الطرف يكافح كفاح الخمسين في المائة، وهذا المثال يتضح في امرأة نوح حين كانت السبب في هلاك ابنها، وأثرت عليه بتربيته على غير ما جاء به سيدنا نوح".
ومن مظاهره الأخرى (تفاوت درجة الالتزام)، و"تتضح تلك الصورة حين تجد الأب ملتزما بشرائع الله، ويحمل هم الدين، وتجد التزام الأم بشرع الله دون المستوى، أو العكس، وضعف مستوى الالتزام يتمثل في التفريط في الطاعات وارتكاب المعاصي والنواهي، كمشاهدة الأفلام والمسلسلات، مما يجعل هذا الأمر أمرا عاديا عند الطفل".
ولكي يقدم المؤلف مقترحاته في ما يتعلق بالعلاج، تحدث عن ضرورة معرفة مكمن الداء، "ألا وهو عدم الاختيار الصائب للزوجة أو الزوج، فالنبي صلى الله عليه وسلم جعل المعيار الأساسي هو الدين، فقال: "تُنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك"، مؤكدا أن هذا لا يعني "إهمال الجمال، وحسن النسب، ولكن جعل معيار الدين سابقا لتلك الصفات، وقال عليه الصلاة والسلام أيضا: (إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)".
وجوابا عن سؤال: لماذا حرص النبي عليه الصلاة والسلام كل هذا الحرص على أن يكون الدين هو المعيار الرئيس للاختيار؟ أجاب المؤلف بقوله "لأنه يحرص على إقامة عملية تربوية ناجحة ومتوازنة، لا أن يبني شخصا ويهدم آخر، فحين يكون الأب والأم ملتزمين بشريعة الله، وسنة رسوله تجد البناء كاملا مكتملا..".
في سياق تحليله للأسباب المنتجة لظاهرة انحراف أبناء الملتزمين، ذكر المؤلف ما أسماه بـ"الأمية التربوية"، والتي تعني افتقار الزوجين إلى معرفة أصول التربية وإتقان قواعد وأساليب ممارستها، وقد أشار المؤلف إلى أن "التربية فن له قواعده وله أصوله، ويجب على الوالدين تعلم ذلك كله قبل الزواج، لأن ليس كل من أنجب أصبح مربيا، ولا كل ما ألقى قصيدة أصبح شاعرا..
ووفقا للكتاب فإن ما نلاقيه اليوم من فساد لأبناء الملتزمين؛ هو نتاج للأمية التربوية التي يعيشها الآباء والأمهات، فتجد من يقول "قد ربيت ابني أحسن تربية"، وعلى أرض الواقع تجد فارقا شاسعا بين الواقع والكلام، فمثله كالذي كذب كذبة وصدقها، وللأسف فإن "بضاعة الكثيرين من الآباء والأمهات مزجاة لا تسمن ولا تغني من جوع، فهي تعتمد على الخبرات الخاطئة والتعلم في الأبناء".
وبحسب المؤلف فإن الأمية التربوية درجات، منها (سياسة الأسلوب الواحد) "وهو وضع أسلوب وطريقة موحدة لتربية كل أبنائه"، وفي هذا يقول الدكتور عبد الكريم بكار: "إن الله جعل اختلاف نفوسنا وعقولنا قريبا من اختلاف وجوهنا، وكما أن في اختلاف وجوهنا ثراء عظيما، وفوائد لا تحصى، فإن في اختلاف عقولنا ورغباتنا فوائد كثيرة، ولهذا فإن ما يصلح في التعامل مع أحد الأبناء قد لا يصلح في التعامل مع أخيه، وإن ما يرغب فيه أحد الأبناء قد يمقته الآخر".
العلاج والحلول
حرص المؤلف على تفصيل القول في العلاج والحلول بعد ذكره للأسباب المنتجة للظاهرة، مشيرا إلى أن من الملتزمين من يشغل نفسه في برامج تربوية مكثفة خارج بيته، في المساجد ودور القرآن الكريم، والمنتديات ومختلف المناشط التربوية، لكنه يبخل على أهل بيته وأولاده بأي جهد يُذكر في تعليمهم وتربيتهم وتعاهدهم ومتابعتهم، فلماذا يحرم الملتزمون أهل بيوتهم من ذلك الفضل العظيم؟ ولماذا لا يحرصون على العطاء الدعوي والتربوي كما يحرصون عليه خارج بيوتهم؟
يركز الكتاب كثيرا على أساليب تربية الأبناء، وكيفية تنشئتهم منذ الصغر على الالتزام الديني، آخذا بالاعتبار أهمية التربية النفسية، والتي تعد من أهم الأسلحة التي يفتقدها الأبوان في التأثير على أبنائهم بالرغم من سهولة استخدامه وفعالية نتائجه، ويرى المؤلف أن "الكثيرين من الملتزمين مهملون لهذا الجانب بشدة، ما ينفر الأولاد من الالتزام بالشرع التي هي في ذهنه "أوامر والده" ليس إلا".
يحث المؤلف الآباء على ضرورة استخدام أسلوب "التشجيع"، لأن انعدامه خطأ جسيم في تربية الأبناء، فالتشجيع مثله كمثل الوقود للسيارة، لا تسير إلا به، كذلك التشجيع بالنسبة للأبناء، فهو يعطيهم حافزا على إخراج أفضل ما عندهم من طاقات، ويعطيها استمرارية، ومن الأمثلة التي يضربها لانعدام تشجيع الوالدين لأبنائهما، مقابلة ما يقوم به الأبناء من الطاعات، أو التخلق بالأخلاق الحسنة، كطاعة الوالدين وتنفيذ طلباتهما، بالبرود والفتور، وغالبا ما يأتي الرد جافا مليئا بالإحباط مثل قولهم "هذا أصلا واجب عليك"، "وما أتيت بجديد"، في الوقت الذي "يتلهف الولد لكلمة ثناء تروي ظمأ نفسيته".
واهتم المؤلف في معرض ذكره للحلول والعلاج، بإبراز نجاعة التربية بالإقناع، بعيدا عن كل ممارسات الإكراه والإجبار، وهو السلوك السائد في غالب أوساط الملتزمين، فلا يعرفون سبيلا لتربية أبنائهم إلا عن طريق الأوامر، المشفوعة بالإكراه والإجبار، من غير أن يبذلوا جهدا في إقناعهم بما يريدونه منهم، وسلوك أساليب الترغيب والتشجيع والتحفيز، ما ينتج حالات مشوهة من تدين الأبناء، يغلب عليها التصنع وربما إظهار ما يحبه الأب ويرغب فيه، من غير قناعة ذاتية داخلية، وهو ما يسبب ردة فعل عكسية في غالب الأحيان.
ومما اعتنى به الكتاب، تأثير التربية بالقدوة على الأبناء، فسلوكيات الأب وممارساته مكشوفة أمام الأبناء تماما، فما يقولوه الوالدان ويفعلانه ينطبع في أذهان الأبناء، أكثر مما يقال لهما، ومما يؤثر سلبا في حياة الأبناء، وجود بعض مظاهر الانفصام في حياة الوالدين، بين التوجيه النظري، والممارسة العملية، فكيف سيكون الأبن صادقا، وهو يستمع إلى والده يكذب أمامه، وكذلك حال الأم وهو تنصح أبناءها بالبعد عن الغيبة والنميمة، ثم يستمعون إليها وهي غارقة في تلك القصص والحكايات.
أبناء الملتزمين دينيا كغيرهم من أبناء الآخرين، يصلحهم ما يصلح غيرهم، ويفسدهم ما يفسد غيرهم، بيد أن الأمر الطبيعي المتوقع ظهور التزام الآباء في تربية الأبناء، فإذا أحسن الإنسان الملتزم ابتداء اختيار شريكة حياته، المشاركة له في رسالة بناء الأسرة المسلمة، بتنشئة أبنائهم نشأة إيمانية مبكرة، وقدموا لهم القدوة الحسنة، وترفقوا في تعليمهم وإرشادهم وتوجيههم، فإن نتاج ذلك سيكون طيبا مباركا في غالب الأحيان، مع احتمالية انحراف بعض أبناء الملتزمين وشرودهم عن طريق التدين والالتزام.
أما إن لم يحسن الملتزم اختيار شريكة حياته ابتداء، فتأتيه زوجة على غير طريقته ومسلكه، ما يرجح وقوع التنافر بين أهدافهما في إنشاء الأسرة وتوجيه الأبناء، مع استخدام أساليب الشدة والقسوة والإكراه في التعامل مع الأبناء وتربيتهم، وغياب أساليب التشجيع والتحفيز والرفق عن أجواء الأسرة، ومغايرة أفعال الوالدين وسلوكياتها لما يقولانه ويفعلانه أمام أبنائهما، فإن ذلك سيفضي في غالب الأحيان إلى خفشل "توريث الالتزام" من الآباء للأبناء، وشيوع تلك الحالة التي وصفها الكاتب في عنوان كتابه الفرعي.. (آباء تهوى وأبناء تأبى).
موقع أنا السلفي
]]>