الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

ألك همة في دعوة الناس إلى الحق كهمة أهل الباطل في دعوتهم إلى باطلهم .

ألك همة في دعوة الناس إلى الحق كهمة أهل الباطل في دعوتهم إلى باطلهم .
سعيد محمد السواح
الاثنين ٠٥ نوفمبر ٢٠٠٧ - ٠٠:٠٠ ص
4516

بسم الله الرحمن الرحيم

ألك  همة في دعوة الناس إلى الحق كهمة أهل الباطل في دعوتهم إلى باطلهم .

 

أيها المسلم الحبيب :

-       ألك همه في دعوة الناس إلى الحق الذي أنت عليه كهمة أهل الباطل في دعوتهم لباطلهم ؟

-       هل لك أنت تتعلم الجدية في الدعوة لهذا الحق الذي أنت عليه؟

تتعلم هذه الجدية من أهل الباطل.

إننا نهدي هذه الصورة للدعاة لدين الله تعلى ، ونقول لهم أنتم أولى بهذه الهمة ن أهل الباطل الذين لا يغفلون عن هدفهم الذي حددوه في إضلال الناس وأخذهم عن طريق ربهم المستقيم.

فنقول لك أيها الحبيب :

·        ألك همة في الدعوة لهذا الحق كهمة الشيطان في دعوة الناس إلى الباطل وأخذهم إلى ما يريد ؟

استمع أيها الحبيب وأنظر وأبصر إلى همة الشيطان، فالشيطان عندما أمره الله تعلى أن يسجد لآدم أبى وأستكبر وكان من الكافرين ، أليس كذلك ؟ فهذا أمر معلوم كما قصه علينا ربنا تبارك وتعالى في كتابه الكريم ،  فلما عتى الشيطان عن أمر ربه طرده الله سبحانه ، وقال له :

﴿ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا ﴾[ الأعراف : 18]

﴿ فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِين﴾[ الأعراف : 13].

فطرد الشيطان شر طرده ، وخرج يجر أذيال الخيبة والعار.

ولكن ...

أتدري أيها الحبيب ما هو العهد الذي أخذه الشيطان على نفسه ؟

﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16)ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾[ الأعراف : 16 ، 17].

وقال لربه :

﴿ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً ﴾[ الإسراء : 62].

فطلب الشيطان من ربه أن يمهله وينظره إلى يوم القيامة ، وأقسم بعزة الله لئن كان ليستولين عليهم وليسوقهم إلى أودية الغواية والضلال حتى يهلكوا مثله ﴿ إَلاَّ قَلِيلاً ﴾ منهم ممن أخلصوا دينهم لربهم ، فما للشيطان عليهم من سلطان فأمهله الله تعلى هذه المهلة .

وقال للشيطان :

﴿ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا ﴾ [ الإسراء : 64] .

فلقد أذن الله تعالى لإبليس أن يعمل ما استطاع في إضلاله لاتبعاه وأن يستخفف منهم بدعائه إلى الباطل بأصوات المزامير والأغاني ، وصور الملاهي وأنديتها مجمعياتها ، وأن يصيح فيهم بخيله وركبانه ومشاته وجنده أجمعين وأن يسوقهم جميعا على بني أدم لإغوائهم وإضلالهم وان يحملهم على أكل الربا وجميع الأموال الحرام ، وأن يزين لهم الزنا والفجور ، وفوق كل ذلك يعدهم بالأماني والوعود الكاذبة أنه لا بعث ولا حساب ولا جزاء .

ولقد أقسم الشيطان على إغوائهم وإضلالهم :

﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82)إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [ ص : 82 ، 83 ].

أترى أيها الحبيب :

إن الشيطان قال هذا الكلام وأخذ على نفسه هذه العهود من باب حفظ ماء الوجه أم من باب العزم والتصميم ، وكان صادقا في عزمه ، فوفى بذلك العزم .

ترى أن الشيطان غفل عن هذا العهد والوعد الذي أخذه على نفسه ؟

ترى أن الشيطان كل وتعب أو نصب مع طول المدة من أجل تحقيق ما وضعه هدفاً نصب عينيه ؟

فاستمع أيها الحبيب الى قول ربك سبحانه :

﴿ وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [ سبأ : 20].

﴿ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ﴾ [ يس: 62].

أتدري أيها الحبيب الى ما يدعوا إليه الشيطان ؟

﴿ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [ فاطر : 6].

وما سبيل الشيطان لتحقيق ذلك الهدف ؟

﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المجالة : 19]

فنقول لك أيها المسلم الحبيب:

فهل لك همة كهمة الشيطان في دعوته الى باطله ، إنه كما ترى وتسمع وتبصر لايكل ولا يتعب ولاينصب ولا يغفل عن هدفه ، فهلا تمثلت بالشيطان في همته ، فأنت أولى بذلك ، ألست على الحق ، وهو على الباطل ؟

·        صورة أخرى ( فرعون الطاغية).

أنظر الى فرعون وكيف حاول فرض وصيته على الناس ، وحاول التشنيع بأهل الحق ، وإلقاء التهم على الناظر ؛ لكي ينفر الناس عن الداعي لدين الله ، وكذلك كيف يسعى لتلقين الناس الأجابة ؛ إلغاء لتفكيرهم وعقولهم ، ومحاولة لتسفيه مكانة الداعي عند الناس ، فيقوم في الناس خطيباً يتكلم بلغة المشفق على قومه :

﴿ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّه﴾ [غافر :26].

ما الدافع لذلك؟ الدافع الذي يظهره هو خوفه على قومه من أن يضلهم هذا الداعي .

﴿إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَاد﴾ [ غافر :26].

ولم يقف به الأمر عند ذلك الحد ، ولكن قال في بجاحة ووقاحة :

﴿ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾ [غافر : 29].

بل أنظر كيف يحاول تأليب الناس على الداعي ليأخذوا منه موقف العداء.

﴿ قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [ الشعراء : 23].

قال لهم موسى: ﴿ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴾ [الشعراء :24].

فقابل ذلك بسخرية وقال عند ذلك لمن حوله:

﴿ قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ ﴾ [ الشعراء :25].

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً