الثلاثاء، ٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٦ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

البنات والصيف

البنات والصيف
سعيد محمد السواح
الاثنين ٠٧ يناير ٢٠٠٨ - ٠٠:٠٠ ص
4751

                                            بسم الله الرحمن الرحيم

البنات والصيف

 

إلى كل فتاة مسلمة:

شهدت لله تعالى بالوحدانية فقالت: أشهد أن لا إله إلا الله0

وشهدت لرسول صلى الله عليه وسلم بالرسالة فقالت:وأشهد أن محمدا عبده ورسوله 0

أختاه000 ألست بمسلمة؟!!

إذا فأنت لك حق علينا حتى لا تمسكي بتلابيبنا يوم القيامة,وتقولي لله تعالى:يارب سل هذا فيما قتلني,سل هذا لماذا تركني هكذا لماذا لم يضربني على يدي؟

لماذا جعلني أقتحم النار ولم يحاول إنقاذي؟.

فإن قلنا لك يا أختاه :

لماذا هذا الملبس الذي تلبسينه وتظهرين من خلاله مفاتنك للناس ، بل أنت في الحقيقة الكاسية العارية التي نبأ بشأنها الرسول صلى الله عليه وسلم الذي نشهد له بالرسالة ، وأنه مبعوث إلينا ليهدينا إلى صراط ربنا المستقيم ، الست تشهدين له بذلك أم هي ألفاظ أجريتها على لسانك كما أجراها الناس على ألسنتهم دون أن تقفي مع حقوق هذا النبي الكريم التي أوجبها الله تعالى علينا ، فقد قال صلى الله عليه وسلم :

(( صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا )) [رواه مسلم].

فهل أنت من أهل هذا الصنف؟

فأنت كاسية ولكنك عارية ؛ فالأمر لا يحتاج إلى خديعة نفس.

-       فهل ترضين أن تكوني وقوداً للنار ؟

-       هل تأملين وتتمنين أن تحرمي من الجنة؟

-       هل ترضين لنفسك ذلك؟

لذا فنحن أيتها المسلمة نأمرك بما أمرك به ربك ، خالقك ورازقك الذي تعيشين فوق أرضه وتحت سمائه .

فنأمرك بالتستر والحجاب وإياك ثم إياك بالتعري والسفور .

قد تتحجج بعض النساء بحرارة الصيف ، يردن بذلك التماس العذر لأنفسهن في ذلك.

نقول لك :

ألم تسمعي من قول ربك:

﴿ الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81)فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾ [التوبة: 81 ، 82].

ألم تسمعي من قول رسولك صلى الله عليه وسلم:

(( ناركم جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم))

قيل : يا رسول الله ، إن كانت لكافية .

قال : (( فضلت عليهن بتسعة وستين جزءاً كلهن مثل حرها)) [البخاري].

قد تقول بعض النساء :

أنها لا تستطيع أن تتحمل هذه الملابس التي تنبعث منها الحرارة على جسدها.

قلنا :

فما بالك بملبس من قطران؟

فما بالك لو قُطع لك ثياب من النار؟

ألا تسمعي لقول ربك :

﴿ وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ  مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ (49)سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ ﴾ [إبراهيم:49 ، 50].

وإلى قوله سبحانه :

﴿ رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19)يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20)وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ﴾ [الحج : 19 ، 20].

أختاه :

-       هل تقوي أن تتجرعي كوباً من ماء ساخن (من ماء يغلي) ؟.

-       فما بالك لو كان شرابك من الحميم – وبماء المهل – وماء صديد ، كما وصف لنا ربك شراب أهل النار ؟

﴿ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ ﴾ [محمد : 15].

أختاه ... أسمعت النصيحة ؟.

فنحن عندما نأمرك بالتستر والحجاب نأمرك بأمر لو فكرتي فيه لعلمتي انه سيكون فيه حرماننا كرجال من النظر إلى جسدك العاري ، ومن النظر إلى مفاتنك ومحاسنك التي تعلقت بها أنظار الرجال .

فهذا الأمر في الحقيقة لصالحك وليس لصالحنا ؛ لأنه سيكون نتيجة تسترك عن الأعين ، وستر بدنك عن تلصص الناظرين فيه حرماناً لنا .

ولكن ...

لا نرضى لك أن تكوني وقود للنار ، وأنت المسلمة التي لا نشك في حبك لربك وحبك لدينك ، وحبك لرسولك صلى الله عليه وسلم أليس كذلك أم نحن قد أخطأنا بذلك الطريق .

فتعقلي وتفكري

-       هل لنا مصلحة في نصيحتك بالتستر والحجاب أم المصلحة لن قال لك تعري سواء في تحقيق أرباح من مشتريات منه لهذه الملابس التي لا تليق بامرأة مسلمة ، أو في النظر إلى جسدك ، بلا غرامة مالية يقوم بدفعها ؟

-       أختاه : إن الناس إذا أرادوا التنزه فان منهم من يذهب إلى حديقة الحيوان – ومن كان راغباً في النظر إلى هذه الحيوانات فانه لايمكن له ذلك إلا بدفع رسوم مالية للدخول – فالنظر للحيوانات من كلب البحر أو الحمار الوحشي أو القردة يلزمه رسوم مالية مدفوعة.

أما النظر إلى جسدك العاري فهذا على المشاع بلا رسوم مالية مدفوعة.

أختاه

-       حاولي أن ترقبي نظر الرجال إليك عندما يتلصصون في النظر إلى جسدك العاري ، فأي مواطن الجسد يتجهون إليه بسهام أنظارهم ، وأنت تعلمين ذلك؟

-       أما تستحين وأنت تعلمين أن ما حرك هؤلاء تجاهك إلا رغبة دنيئة وحقيرة ؟

ماذا قصدت بفعلتك هذه بنفسك ؟

-       أيحزنك ألا تكوني وقودا للنار ؟

-       أيحزنك أن يدخل الشيطان ولا تدخلي معه؟

-       أيحزنك ألا تكوني مع فرعون وقارون وهامان ؟

-       أيحزنك ألا تكوني مع أبي لهب وعقبة بن أبي معيط؟

ألا يحزنك :

-       أن تفوتك رفقة فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟

-       أن يفوتك النظر إلى وجه ربك الكريم يوم القيامة ؟

ألا تستمعين؟

-       هل نحن ندعوك إلى الجنة أم إلى النار ؟

-       هل نحن بذلك ندعوك إلى النجاة أم إلى الهلاك؟

-       هل نحن بذلك ندعوك إلى سبيل الرشاد أم إلى سبيل الغي و الضلال ؟

-       هل نحن بذلك ندعوك إلى الحق أم إلى الباطل؟

-       هل نحن ندعوك إلى هذا لأجر سوف نحصل عليه منك ؟.

فوالله ... ثم والله...

إنا ندعوك إلى النجاة والى سبيل الرشد.

ولتعلمي :

إن هذه الدنيا متاع ، وإن الآخرة هي دار القرار.

أختاه نناديك وندعوك:

إلى لحظة تأمل وروية .

-       لماذا لا تحاولين إعطاء نفسك الفرصة في التفكير ؟ ولماذا تقاومي برفض الفكرة ابتداء ؟ هل تخشين على نفسك أن تستجيبي للهداية ؟.

-       هل هذا بالأمر المنكر ؟ هل تخافين أن يعيرك أصحابك ؟ .

-       هل تخافين ألا يرضى عنك ولا عن ملبسك إن تسترتي وتحجبتى ألا يرضى عنك الفساق ؟.

-       هل تخافين أن يقولوا انك متخلفة ؟.

-       أم تخافين من ماذا ؟

-       لماذا هذا الحرص منا والخوف عليك؟.

-       لماذا نحرص على إخراجك من هذا ؟

-       لما نحرص على أن النار لا تمس بدنك؟

فكري :

-       ما مصلحتنا في ذلك ، فنحن لا نطلب منك أجراً ، ولا نحن لن نهتدي إلا بهدايتك ، فقد هدانا الله تعالى ، فله الحمد والمنة على ذلك .

أختاه :

-       هل تظنين أننا سوف نسر عندما نرى السلاسل والأغلال في عنقك وفي يديك ورجليك ، وأنت تسحبين على وجهك في نار جهنم ؟

-       هل تظنين إننا سوف نكون في سعادة غامرة عندما تنقلبين في النار وتتوجعي من لهيبها ؟

أختاه ....نناديك :

هيا بنا سويا لقد أوشك الباب أن يغلق فلنسرع في الدخول إلى الجنة قبل أن يحال بيننا وبين ما نشتهي .

فننادي:

﴿ وَ هُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ﴾ [فاطر : 37].

فيقال لنا

﴿ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ﴾[فاطر : 37].

أختاه :

نطلب منك تجربة عملية عاهدي ربك أن تقومي بها :

§        نحن نريد منك أن تغلقي عليك دارك وأن تكوني فيها بمفردك حتى إذا جن الليل لا تقومي بإنارة المكان ، ولكن اتركيه في تلك الظلمة الحالكة واعلقي عليك الباب .

§        وحاولي أن تبيتي في هذه الظلمة الحالكة بمفردك .

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً