الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

(5) علاقات الصومال بدول الجوار

(5) علاقات الصومال بدول الجوار
صوت السلف
الخميس ٢٠ مايو ٢٠١٠ - ٢٣:٣٢ م
2436

1- إثيوبيا:

تعتبر أهم الدول المجاورة للصومال حيث تعتبر طرفا رئيسيا في أي معادلة بين الفصائل والقبائل الصومالية. وسبق بيان أن العلاقات بين الصومال وإثيوبيا ظلت متوترة عبر التاريخ بسبب المطامع النصرانية لحكام الحبشة وتعاونهم مع القوات الصليببية الغربية عبر التاريخ من أجل القضاء على الشعب المسلم في الصومال، وهذا بيان بأهم الحروب والإحتكاكات التي حدثت بينهما.

ــ عام 1964م حتى عام1967م بين جيش "شيرمارك" وجيش إمبراطور الحبشة "هيلاسيلاسي" حيث دعمت أمريكا إثيوبيا، بينما دعمت الصين والإتحاد السوفيتي الصومال، واستمرت الحرب إلى أن أنهكت الصومال وإثيوبيا وقبلتا بوقف إطلاق النار.

ــ عام 1977م بين جيش "محمد سياد بري" وجيش الحاكم الشيوعى "منجستو هيلاميريام"، حيث عاونت روسيا الجيش الإثيوبي إلى أن انسحب جيش "سياد بري".

ــ 1988م توقيع اتفاق سلام بين الصومال وإثيوبيا.

ــ عامي 1996م و1997م قامت إثيوبيا بالهجوم على ولاية "لوق" الإسلامية وقتلت كثيرا من المدنيين.

ــ قامت إثيوبيا بعبور الحدود عدة مرات لضرب معاقل الإتحاد الإسلامي الصومالي.

عام 1999م هاجمت إثيويبيا قوات "حسين عيديد" في "بيدوا" بزعم وجود معارضين من القوات الإثيوبية المعارضة بين صفوفه، و"عيديد" هو أحد أمراء الحرب آنذاك، والذي أصبح وزيرا للداخلية في الحكومة الإنتقالية العميلة فيما بعد.

ــ هذا بالإضافة إلى أنواع الاحتكاكات شبه اليومية على الحدود، والخطابات النارية المتبادلة وحالة الشحن والإستنفار الدائم بين البلدين، حيث كانت إثيوبيا تدعم الحركات الإنفصالية والمعارضة الصومالية، وتسعى للتعامل دبلوماسيا واقتصاديا مع كل إقليم صومالي على حدة من أجل تفتتيت وحدة الصومال.

وفي المقابل كان أمراء الحرب الصوماليين على إختلاف مواقعهم على الخريطة السياسية يلعبون اللعبة ذاتها مع إثيوبيا، حيث يقدمون الدعم للمعارضة الإثيوبية، ويلعبون على وتر التوتر بين إثيوبيا وإريتريا من جهة، وبينها و بين المعارضة في إقليم الصومال الغربي "أوجادين" من جهة أخرى.

وكان طبيعيا مع هذه الخلفيات أن تلعب إثيوبيا دور مخلب القط في ظهر "المحاكم الإسلامية" في الصومال، وتخوض حربا بالأصالة عن نفسها وبالنيابة عن الولايات المتحدة الأمريكية، لترى الدبابات الأمريكية ترفع العلم الإثيوبي، وتجوب شوارع مقديشيو.

وعلى الرغم من هذا الحنق الإثيوبي الشديد تجاه الشعب الصومالي بصفة عامة، فإنها قامت في عدة فترات بدور وسيط السلام حيث استضافت عدة مؤتمرات للمصالحة، حيث كانت أمريكا والأمم المتحدة قد سلمتا متابعة وإدارة الملف الصومالي لإثيوبيا الأمر الذي كان مثار دهشة العديد من الأوساط السياسية العالمية، إذ كيف يصبح الذئب راعيا للغنم، ولكن على أي الأحوال اعتبرت إثيوبيا هذا الأمر مكافأة لها على دورها المعروف، ووجدت هذا الدور فرصة سلمية سانحة لتحقيق أجندتها السياسية التي تتقاطع في كثير من نقاطها مع الأجندة الصهيوأمريكية، وكذلك الأجندة الكينية التى تتخوف من قيام دولة إسلامية قوية في المنطقة.

ويمكن تلخيص الأهداف الإثيوبية المباشرة فيما يلي:

ــ تقسيم الصومال إلى القسمة الإستعمارية مرة أخرى، وهي أن يصبح الصومال خمسة أقاليم لكل منها حكومته وسياسته المستقلة، ويصبح ما يربط الأقاليم الصومالية ببعضها هو اتحاد فيدرالي أو كونفيدرالي.

ــ أن يتنازل الصوماليون عن إقليم "أوجادين" وألا ينازعوا من أجل استرداده من إثيوبيا مرة أخرى، وكذلك الحال بالنسبة لإقليم "إنفدي" الذي تحتله كينيا.

ــ إعادة صياغة الدستور والقوانين الصومالية وفق نهج علماني يمنع من تطبيق الشريعة الإسلامية، حتى لا تصبح إثيوبيا محاطة بالسودان ذي التوجهات الإسلامية من جهة، وبطالبان جديدة في الصومال من جهة أخرى، هذا بالإضافة لدول الشمال الإفريقي.

ــ تفتيت الروابط القبلية الصومالية بحيث لا تصبح ظهير قوي للحركات الإسلامية سواء في الصومال أو في إثيوبيا ذاتها.

ــ الحد من انتشار المدارس الدينية وتغيير مناهج التعليم الصومالي بطريقة تضمن تكوين أجيال منقطعة الصلة عن إسلامها وعروبتها، تاريخ الحرب بين إثيوبيا والإمارات الإسلامية على الساحل الإفريقي لا يزال يمثل كابوسا بالنسبة لها.

ــ أن يكون رأس الإتحاد الصومالي أحد المعروفين بالعمالة حتى يتسنى لها تحقيق أهدافها بنعومة وبأقل قدرمن الخسائر.

ــ تقويض إمكانية التحالف بين الصومال و إريتريا- التي انفصلت عن إثيوبيا- بعد حروب طويلة معها لم تتوقف إلا منذ سنوات معدودة.

2- كينيا:

لم تشهد العلاقة بين الصومال وكينيا نفس درجة التوتر الذي وصل إلى درجة الحرب المسلحة بين الصومال وإثيوبيا، إلا أنه بقيت هناك حالة من التحفز الدائم من الطرف الكيني خوفا من قيام وحدة صومالية تسعى لضم إقليم "إنفدي" الصومالي الذي سلمته بريطانيا لكينيا عند خروجها من المنطقة. وقد استضافت كينيا العديد من مؤتمرات ومفاوضات المصالحة بين الفصائل الصومال، وذلك برعايتها مع إثيوبيا، وفي حضور عدد من الدول المهتمة بالشأن الصومالي كما سيأتي، إلا أن هذه المؤتمرات والمفاوضات جميعا كانت على درجة من الشكلية جعلتها بعيدة عن الحلول العملية العميقة للقضية، وهو الأمر الذي كان مقصودا من الجانب الكيني والإثيوبي معا حيث أن مصلحتهما معا تكمن في بقاء الصومال في دائرة التطاحن حتى تنزوي بعيدا عن النظر قضايا أقاليم "إنفدي" و "أوجادين".وجدير بالذكر أن المسلمين يمثلون نسبة 35% من سكان كينيا فق آخر الإحصائيات إلا أن هذا العدد آخذ في الإزدياد الأمر الذي يقلق الحكومة النصرانية في كينيا والمعروفة بولائها الواضح لأمريكا وإسرائيل.

3- جيبوتي:

يعتبر شعب جيبوتي شعبا صوماليا بالأساس، حيث تشكل النسبة الرئيسية فيه أبناء قبيلتي  "العفر" و"عبس" العربيتين. وتمثل جيبوتي الإقليم الصومالي الثالث والذي كان محتلا من قبل فرنسا منذ عام 1862م، وحصل على استقلاله عام 1977م، ولكنه لم يلتحق بالصومال بموجب شروط استقلاله، وعلى ذلك حرصت جيبوتي أن تظل بمنأى عن التدخل المباشر في الصراع الدائر في المنطقة حرصا على استقرار الأوضاع فيها نظرا لصغر مساحتها وضعف قيمتها الإستراتيجية.

ومع ذلك فجيبوتي تشكل ظهيرا جيد للواقع الإسلامي في الصومال، حيث ينشر فيها العديد من المساجد والمدارس القرآنية ومراكز التوعية والإفتاء والقضاء الشرعي.

4- إريتريا:

تاريخ الصراع الحقيقى فيها مع إثيوبيا ليس مع الصومال ولكن تبقى عاملا مؤثرا في المنطقة، فمنذ استقلالها عن إثيوبيا مؤخرا والأخيرة متخوفة من أن تشكل إريتريا تحالفا من أي نوع ومع أي طرف صومالي ضدها، وبالتالي فقد كانت الصومال مسرحا للحرب بين إريتريا وإثيوبيا لفترة طويلة سواء بالإقتتال المباشر على الأرض أو من خلال إنشاء معسكرات التدريب للمناوئين للطرفين أو حتى من خلال التحركات الخفية في الصراع.

ويشكل المسلمون والعرب نسبة أكثر من 75% من سكانها إلا أن استقلال إريتريا عن إثيوبيا تم برعاية صهيوأمريكية، وبالتالي كان من شروطه أن يكون الحاكم والحكومة في البلاد غالبيتهم من النصارى، وهو ما حدث بالفعل فتولى "أسياسي أفورقي" النصراني الحاكم في البلاد، ولم يخيب ظن صناعه، فحارب اللغة العربية وهي اللغة السائدة في البلاد، كما حارب الدعاة والعلماء المسلمين، ورفض انضمام إريتريا لجامعة الدول العربية وأغلق الكثير من المراكز الإسلامية بينما فتح الباب على مصراعيه للإرساليات التنصيرية.

المعلومات الواردة في الملف مستفادة من عدد من الأبحاث والموسوعات والمقالات المنشورة على شبكة الإنترنت مع تصرف من فريق العمل بالموقع...أهم المصادر (الموسوعة العربية - الموسوعة القبطية - الجزيرة نت - مفكرة الإسلام - الإسلام اليوم - إسلام أون لاين)

 

 

.

www.salafvoice.com