الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

تطبيق الشريعة ( خطبة مقترحة )

الهجوم الشرس على المادة الثانية من الدستور وشن الحرب على الدعوة والدعاة وكثير من مظاهر التدين

تطبيق الشريعة ( خطبة مقترحة )
أنا السلفي
الجمعة ١١ فبراير ٢٠١١ - ٠٧:١٣ ص
4306

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلي أله وصحبة ومن والاه. أما بعد:-

(1)    الهجوم الشرس على المادة الثانية من الدستور وشن الحرب على الدعوة والدعاة وكثير من مظاهر التدين والمطالبة بدولة مدنية علمانية ومحاولة طمس الهوية الإسلامية وتفريغ الإسلام من محتواه بحيث يصبح اسما ً بلا رسم، إسلام معلب في واشنطن أو باريس أو لندن، إسلام مودرن ممسوخ يسير وفق أهواء البشر لا وفق حكم خالق البشر.

(2)    لا نقبل الثنائيات:اشتراكية أو ديمقراطية أو ديكتاتورية ولا نقبل المصطلحات الوقادة مثل الحكم بالحق الالهى أو الثيوقراطية ،فنحن كمسلمين لا نرضى بالإسلام بديلا ً {إن الْحُكْمُ إلاَّ للّه أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إلاَّ إيّاهُ} ونريد أن نُحكم بكتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ،ولو حكمنا عبد حبشي بشرع الله سنقول له سمعا ً وطاعة ،ولا ننزل كلام المعصوم-صلى الله عليه وسلم-وكان عمر يقول :إن أحسنت فأعينوني وأسأت فقوموني ،أطيعوني ما أطعت الله فيكم فان عصيته فلا طاعة لي عليكم ،ويحكم فى المسألة - وهو محدث هذه  الأمة- ويقول :إن أصبت فمن الله وان أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان والله منه بريء. والديمقراطية دين عند أهلها وثن يعبد من دون الله ،ونظام يوناني قديم يفترق عن الإسلام في المنشأ والغاية والشورى فيه ليست كالشورى عند المسلمين.

(3)    لا نقبل التكريس للديمقراطية بزعم أنها عبارة عن تولية الحاكم وعزله ومراقبة نظام الحكم، فالمناداة بما يكرس لحكم الأغلبية ولو بغير شرع الله،والحريات في النظام الديمقراطي عبارة عن حرية شخصية (يزنى  الشخص ويُزنى به )بلا اعتراض، حرية المرأة (تبرج واختلاط وعرى وخلاعة ) حرية رأى وتعبير (يكفر بخالق الأرض والسماء ومن اعترض عليه  انطرد) حرية تملك (ولو بالربا).

(4)    تعلق المشانق ويتهم بالخيانة العظمى ويعاقب كل من خرج على دستور البلاد الوضعي فكيف بمن كفر بالله وخرج يصد عن سبيل الله ويبارز الله بالحرب.

(5)    يرفضون الدين والمتدينين ويقولن نرفض الوصاية علينا، وما احتج صاحب بدعة على بدعته بدليل إلا وكان في الدليل ما يرد عليه ويُدحض بدعته، فهم يقيمون من أنفسهم أوصياء على المسلمين ولكن بالباطل ،فالشيوعية والعلمانية والديمقراطية بمثابة دين عند أهلها ، وهذه الأديان الوضعية المستوردة يخالف العقل ولفطرة والشريعة المطهرة،ويرفضها كل من كان له قلب  أو ألقى السمع وهو شهيد .يرفضها الأزهر والجيش وكل من آمن بالله ربا ً وبالإسلام دينا ً وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيا ً،تأباها هوية الأمة والعقد الاجتماعي والمادة الثانية من الدستور .

(6)    ديننا لا فصل فيه بين الأرض والسماء والدنيا والآخرة ولا يصح الفصل بين رجال الدين ورجال الدين ورجال الدولة ،فالحكم الاسلامي موضوع لإقامة الدين وسياسة الدنيا به ،وعندنا علماء أما مصطلح رجال الدين فمأخوذ من أوربا وكل مسلم مطالب أن يقين الحق في نفسه وفى الخلق وأن يحكم بشرع الله سواء كان حاكما ً أو محكوما .فى سياسته واقتصاده واجتماعه وأخلاقه وحياته الخاصة والعامة ، لا فصل بين العلم والعمل ولا يصح أن يقال ساعة لربك وساعة لنفسك فقد كان أهل الجاهلية يقولون اليوم خمر وغدا ً أمر كما لا يليق أن يعيش بمفهومين أولأين أو وجهين ، ولا أن نؤمن ببعض ا لكتاب ونكفر بالبعض الآخر00  الآية

(7)    تفسير وإيراد بعض نصوص الكتاب والسنة مثل {إن الْحُكْمُ إلاَّ للّه أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إلاَّ إيّاهُ} [يوسف:40] ، {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:50]     

          {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [البقرة:216]،{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء:65 {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء:59]{وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} [النساء:66](تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابَ اللَّهِ) [رواه مسلم]

       بدأت البشرية بنبي مُكلم –َ " و إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلا فِيهَا نَذِيرٌ ". [فاطر:24]

-      بين أدم ونوح عشرة قرون على التوحيد-

(8)   الإسلام دين جميع الأنبياء-الدين واحد وتعددت الشرائع وشريعة الإسلام حاكمة ومهيمنة على سائر الشرائع {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ }فلماذا لا تتابع البشرية أباها آدم وجميع الأنبياء والمرسلين بدلا ً من الاحتجاج بالفرعنة الأجداد وتذرع الأقباط بأن الدولة فيهم فسواء سكنوها أو سكنت فيهم فهذا لا يمنع من تطبيق الشريعة والرجوع إلي دين موسى وعيسى ومحمد-صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين -  وينزل عيسى في أخر الزمان حكما ً عدلاً مقسطا ً يحكم بشريعة الإسلام " كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم أي بكتاب الله وبسنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهذا بمثابة رد على من يقول بعدم إمكان تطبيق الشريعة أو إنها كانت قاصرة على عصر النبوة أو أن الدنيا تطورت وتحضرت ولا تتناسب مع الشريعة !!! تعالى الله عما يقول الظالمون علوا ً كبيرا ً.

 (9)   وجود بعض الهفوات أو الجنايات من الدول التي تطبق الإسلام أو من حكام المسلمين لا يقدح في مرجعية الشريعة ووجوب إقامة الدين وسياسة الدنيا به ،فكل إنسان يؤخذ منه ويترك إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والحق مقبول من كل من جاء به والباطل مردود على صاحبه كائنا ً من كان، والطبيب والمهندس قد يخطئ ولا نطالب بإلغاء مهنة الطب والهندسة فكذالك الأمر هنا.

(10)  ما سعد أهل الكتاب ومنهم الأقباط إلا في ظلال تطبيق الشريعة ،فلهم ما لنا وعليهم ما علينا ونحن نتركهم وما يدينون ،فان تحاكموا إلينا حكمنا فيهم بشرع الله ،ولا مشكلة في أن يكون لهم  قانونهم الخاص بأحوالهم الشخصية كالطلاق والزواج ولذلك كان البابا شنودة يحتج بالمادة الثانية من الدستور ،فوجوده  لا يمنع  من تطبيق الشريعة، وما من دولة إلا وهى تطبق دستورها على جميع رعاياها ،وقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن إخواننا هم الذين قاموا بحماية النصارى وقاموا بإعانتهم .......ولا نغالي لو قلنا أن الذي يمارس الطائفية ويسرق سفينة الوطن ويريدها  فتنة..هو العلماني والديمقراطي والليبرالي الذي يساوى بين  المسلم والكافر ويحارب الإسلام وسن الحرب على المتدنيين ويقبل حكم الشيوعيين وأن يتولى من لا خلاق له توجيه دفة التعليم والإعلام والثقافة في أمة مسلمة المفترض أن تحكم بإسلامها فالإسلام يعلو ولا يُعلى عليه.

(12)   الصلاح والإصلاح الحرية والعزة والكرامة واللحاق بركب التقدم ..كل ذلك يتحقق بإسلام الوجه لله بعيدا عن التاجرة بالشعارات ،نحن نريد إقامة حضارة على منهاج النبوة –ومن سمات هذه الدعوة التقدم لا الرجوع إلي الوراء –فليس علاج الشر والسوء بأن نصير بلا دين أو أن نصير إسلامنا على ما يريده الغرب فتمحو نصوص الجهاد أو مفهوم الولاء والبراء.

"نص حملة التوقعيات" إن الدين عند الله الإسلام

شارك بتوقيعك في حملة المطالبة بعدم المساس بالمادة الثانية من الدستور التي تنص على أن الدين الرسمي للدولة هو الإسلام وأن مرجعية التشريع فيها هي للشريعة الإسلامية وتفعيلها... 

(13) الدستور والأغلبية والأقلية والقاضي والحاكم والصناديق الشفافة .... كل ذلك وغيره لابد من ضبطه بشرع الله{وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا}

وما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة.والديمقراطي الذي يرفض الكلام في الدين ويتبرم بالفتاوى يتناقض مع نفسه ومع معتقده فقد أقام من نفسه مفتيا ً للمسلمين وتكلم في الدين بغير علم فحرم الختان والنقاب واللحية ....وتسلط على رقاب المسلمين بالباطل وطالب إبادة المتدينين ومنعه من الوظائف فأين الرأي الآخر!!ولنعلم أن قضاء القاضي وفتوى المفتى وحكم الحاكم لا يجعل الحرام حلالا ً ولا الحلال حراما ً قال تعالى

(14)  قد لا نستطيع إقامة الدين وسياسة الدنيا به ،وليس المقدور قليله كالمعجز عنه، والواجبات تسقط بالعذر والعجز وعدم الاستطاعة ،ويبقى الحرص على نقاء الشريعة وحراسة الدين كما فعل صاحب يس عندما أتى من أقصى المدينة يسعى ،يجدد وعظ المرسلين بعد مصرعهم فلما قتلوه هو الآخر وعظهم ميتا ً كما نصحهم حيا ً ثم هانوا على ربهم . { وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ۞ إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ}لقد تحقق فيه وعد الله {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ }

والنصر والتمكين محض فضل وتوفيق من الله

اللهم مكن لدينك في الأرض  وأفتح له قلوب الناس. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي

 

تصنيفات المادة