الثلاثاء، ١٥ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٣ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

بل هي الانتفاضة الأولى!

نعم.. هي ثالثة؛ لأنها قد سبقتها "في أرض فلسطين" انتفاضتان مباركتان، ولكنها هي الأولى مِن حيثيات أخرى:هي الأولى.. بعد الثورات العربية الأخيرة.هي الأولى.. التي يقوم بها الشباب المسلم لا القيادات.هي الأولى.. التي تشمل كل البلاد الإسلامية.هي الأولى.. التي نشعر بشعور مَن فقد دابته في صحراء جرداء وعليها طعامه وشرابه، ثم وجدها.هي الأولى.. في عصر جديد بفكر جديد بروح جديدة...

بل هي الانتفاضة الأولى!
موقع أنا السلفى
الثلاثاء ٠٣ مايو ٢٠١١ - ٠١:١٩ ص
6720

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فما أجمل أن تدب الروح في الجسد المريض في اللحظة التي ظن فيها الجميع أنه قد مات.. !

نعم.. إنها الروح التي متى غابت عن الجسد أو ضعفت ضعف إحساس كل عضو منه بالآخر، وإذا صحت قوي هذا الإحساس كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى(متفق عليه).

يجب علينا أن نحمد الله أولاً؛ الذي جعل الخير في أمة النبي -صلى الله عليه وسلم- كالنهر المستمر الجاري لا ينقطع أبدًا -بحمد الله- مصداقًا لقوله -تعالى-: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ(الكوثر:1).

ثم الشكر موصول لشباب الأمة الذين يردون على الجميع بشعار: "السيف أصدق أنباءً مِن الكتب".

لقد ظن الأعداء أنهم بالكؤوس والغواني قد جففوا منابع الخير في أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وبالغ إعلامهم في الاحتفال حتى صدق نفسه وصدقناه.. ! ثم خرجت "الثورات العربية" وعلى رأسها "الثورة المصرية المباركة"؛ لتقول: "إن أمة الإسلام ما زالت ولادة لم تعقم بعد، وإن شبابها ما زال حيًا لم يمت بعد، وإن عزيمته ما زالت كالفولاذ الذي صمد أمام عند فولاذي، وتشبُّث نظام فاسد بالسلطة".

وتكلم المتكلمون.. وحلل المحللون.. وسمعنا.. وقلنا.. وصدقنا أن الثورة كانت كأي ثورة؛ ردة فعل لانعدام الفرص البديلة، وهذا إن عبر إنما يعبر فقط عن نصف الحقيقة، وأما النصف الآخر فهو أن شباب الأمة ملَّ حياة اليأس، ومل حياة الاستضعاف، وأنهم لم يعودوا قادرون على تحمل الحالة المزرية التي وضعهم فيها النظام السابق.

لقد رد شبابنا بقوة وبفاعلية على كل مَن اختزل روحه الجديدة في انعدام الفرص البديلة عندما خرج علينا بروحه الجديدة ليقول للعالم كله: إن ستون عامًا مِن الصراع العربي الإسرائيلي لم تكن كافية ليعلم الجميع مَن هم شباب المسلمين؛ لأنهم حاربوا أول حروبهم في 48 بأسلحة فاسدة استوردتها أنظمة فاسدة، ويبدو أن ابتلاع هذا الجيل لتلك الأسلحة الفاسدة أغرى أنظمة الفساد بتوسيع مظلته لتشمل المبيدات الفاسدة، بل والأدوية الفاسدة، ونظم التعليم الفاسدة، وتقاوي الزروع الفاسدة ليثور الشباب على تلك الشلة الفاسدة. 

وكأنها وهي في طريق تطهير مصر مِن الفساد تذكروا الأسلحة الفاسدة التي كانت أحد أسباب هزيمة العرب في حرب 1948 والنتيجة التي آلت إليها مِن اقتطاع أول جزء مِن جسد فلسطين السليبة الجريحة؛ والذي يئن الآن مِن عربدة يهودية وبلطجة قانونية ترفض حتى قرارات الأمم المتحدة بعودة اللاجئين!

وتعامل العرب، بل اليهود مِن أصل إفريقي كمواطنين مِن الدرجة الثانية والثالثة في الوقت الذي تصوِّر وسائل الإعلام أنه لم يعد أمام النصارى في مصر برجال أعمالهم ومهندسيهم وأطبائهم إلا "حلم الرئاسة"!

ولا أدري: هل يمكن أن يتطور الحلم إلى رئاسة الأزهر أم لا؟!

وطالما أن هذا الحلم لم يتحقق.. فبعض الدوائر الغربية لا ترانا دولة حديثة!

وأما "إسرائيل" فهي واحة كل شيء حسن مهما عملت.. حتى وإن صرحت بيهودية الدولة؛ فكل محظور في النظام العالمي الجديد مباح متى رغب "المسمار الغربي في بلادنا" المسمى: بـ"إسرائيل"!

وأما "غزة" ففي حصار دائم.. لا تمر أجولة المكرونة، ولا مولدات الكهرباء إلا متى حصلت على الرضا والإكرام مِن قائمة طويلة مِن قوات الاحتلال؛ تبدأ مِن رئيس الوزراء، وتنتهي بخفر الحدود الإسرائيلية!

وأما "الضفة": فيُمنع سكانها دون الأربعين مِن الصلاة في المسجد الأقصى دون أن يُنغِّص هذا على دعاة الليبرالية الذين يشغلهم حرية بعض الفوضويين في إقامة حياتهم على النمط الذي يختارون مهما بدا مصادمًا لدين البلاد وعاداتها وموروثاتها، ولا يشغلهم حق مُصل أن يصلي في المسجد الأقصى!

الضفة التي تحتاج إلى رياح تحرر الطاقات الكامنة في صدور أبنائها الأبطال.. وكأن شبابنا استحضر الصورة الذهنية لهذا الجزء المهم مِن أجزاء الأمة الإسلامية؛ فقرر أن يدرجها على رأس قائمة اهتماماته؛ فدعا إلى انتفاضة ثالثة.

نعم.. هي ثالثة؛ لأنها قد سبقتها "في أرض فلسطين" انتفاضتان مباركتان، ولكنها هي الأولى مِن حيثيات أخرى:

هي الأولى.. بعد الثورات العربية الأخيرة.

هي الأولى.. التي يقوم بها الشباب المسلم لا القيادات.

هي الأولى.. التي تشمل كل البلاد الإسلامية.

هي الأولى.. التي نشعر بشعور مَن فقد دابته في صحراء جرداء وعليها طعامه وشرابه، ثم وجدها.

هي الأولى.. في عصر جديد بفكر جديد بروح جديدة.

ولا نريد أن يفسد الشباب روحه الجديدة بأن يصبغها بروح التواكل أو روح مَن يقفز على السنن الكونية.

ولذلك.. ندعو جميع خبرائنا الإستراتيجيين أن ينضموا إلى شبابهم، ويقدموا لهم دراسات الجدوى لكل ما طرحوه على الإنترنت مِن اقتراح فاعليات حتى يختار منها ما يُرعب الأعداء، ويحافظ على أمن واستقرار البلاد.

www.anasalafy.com
موقع أنا السلفى