السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

حول انتخابات الرئاسة

تولي أمر المسلمين العام أمانة عظيمة، كم تجنبها المخلصون والأكفاء خوفًا مِن الله وخشيته من التقصير في حق المسلمين

حول انتخابات الرئاسة
أحمد عبد السلام
الاثنين ٢٣ أبريل ٢٠١٢ - ١٨:٢٦ م
3872

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فلا شك أن تولي أمر المسلمين العام أمانة عظيمة، كم تجنبها المخلصون والأكفاء خوفًا مِن الله وخشيته من التقصير في حق المسلمين؛ كيف لا وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِنَّهَا أَمَانَةُ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا) (رواه مسلم)؟!

وإن المشارِك في اختيار الرئيس والدفع به يتحمل جزءًا مِن هذه الأمانة، وبالتالي ينبغي أن يؤخذ الأمر بجد، وتُراعى فيه الشورى على أوسع نطاق لأهل العلم والخبرة، والتأني في اتخاذ القرار وعدم العجلة، وما زلتُ أقلب كفي عجبًا ممن تعجل وأقدم في موضع التأني والإحجام؛ خاصة مع خطورة المنصب وصعوبة المرحلة، وثورية الشعب، وبالتالي يصعب إرضاءه، وبالتالي يصبح موقف الرئيس لا يحسد عليه؛ مما يضع المشروع الإسلام في خطر.

ولذا كانت مبادرة "الدعوة السلفية" لجمع الإسلاميين على مرشح واحد؛ حتى لا تتفتت الأصوات، فهذا عين العقل والحكمة حتى لا ينفرد فصيل بعبء المسئولية.

وأيضًا: تتحقق بركة الشورى تطبيقًا للتوجيه القرآني: (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) (الشورى:38).

وأيضًا: فيه دفع لداء الكبر والإعجاب، والاعتداد بالنفس من الأفراد والجماعات.

وأيضًا: فيه فائدة جمع الكلمة التي تؤدي إلى وأد الفتن المتوقعة من الاختلاف والتفرد، وإحراج بقية المرشحين الذين لم يُكتب لهم التأييد.

ما نريده مِن الرئيس القادم:

لا أتكلم هنا عن المطالب المتفق عليها بين الإسلاميين وغيرهم مِن: القضاء على الفساد، واستعادة ثروات البلاد التي نُهبت، وعلاج مشكلة البطالة، والنهضة بالاقتصاد، ووضع مصر في موضع الريادة عربيًا ودوليًا... فكل ذلك مطلوب ولا شك فيه، ولكن أنبه هنا على مطالب الإسلاميين، وأمل شباب الصحوة الإسلامية في الرئيس القادم، وهي:

1- إقامة شرع الله، وعدم التنازل أو الخضوع لضغوط أعداء الشريعة في الداخل والخارج، ولا ينسى: "كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام، فهمها ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله"، طبعًا ذلك مع مراعاة فقه الأولويات، ومراعاة المستطاع والممكن، والمصالح والمفاسد، والتدرج الذي لا يصل إلى النسيان والإهمال: (إِنْ تَصْدُقِ اللَّهَ يَصْدُقْكَ) (رواه النسائي، وصححه الألباني).

2- حماية الدعوة والدعاة، وتشجيعها داخليًا وخارجيًا، تلك الدعوة القائمة على منهج الإسلام الصافي بعيدًا عن البدع والخرافات.

3- حماية المجتمع وصيانة عقيدته مِن "الغزو الفكري" سواءً كان مصدره الغرب أو الشرق، أو المد الشيعي الإيراني.

4- التجرد للمصلحة العامة، والمساواة بين الجميع، وعدم الانحياز لطائفة أو جماعة لموافقته وإقصاء الآخرين المختلف معهم.

5- الخروج بمصر، ثم بالعالم العربي والإسلامي من سياسة الانبطاح والاستسلام والذل -التي كان ينتهجها النظام السابق- إلى سياسة العزة والكرامة.

6- نصرة قضايا المسلمين في المشارق والمغارب، مع الاستعانة بالله والتوكل عليه.

أخيرًا: تذكرة للرئيس وكل مَن يتولى أمرًا مِن أمور المسلمين صغر أم كبر:

لا تنسى دعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اللهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ) (رواه مسلم).

ففي أي القسمين أنت؟!

وحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ إِلا لَمْ يجد رَائِحَة الْجنَّة) (متفق عليه).

نسأل الله -عز وجل- أن يولي علينا الصالحين المخلصين، ويجنبنا شر الفاسدين والظالمين.

ونسأل الله أن يوفق الرئيس القادم لما يحبه الله ويرضاه، والله ولي التوفيق.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

ربما يهمك أيضاً

من فقه الخلاف
782 ٠٦ يناير ٢٠٢٠
من محاسن الشريعة
649 ٢٤ ديسمبر ٢٠١٩
المرجع عند الخلاف
756 ٢٤ نوفمبر ٢٠١٩
نظرة الإسلام للمال
1041 ١٨ نوفمبر ٢٠١٩
هل تفرِّط في النعم؟!
1037 ١٧ مايو ٢٠١٨