الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

يخرج العارف من الدنيا وما قضى وطره من شيئين : ثناؤه على ربه ، وبكائه على نفسه

العارف يسير إلى الله عز وجل بين مشاهدة المنة، ومطالعة عيب النفس والعمل، فمشاهدة منة الله عز وجل عليه يورثه كمال الحب لله عز وجل ، ومطالعة عيب النفس والعمل يورثه كمال الذل لله عز وجل

يخرج العارف من الدنيا وما قضى وطره من شيئين : ثناؤه على ربه ، وبكائه على نفسه
الشيخ أحمد فريد
الأربعاء ٠٣ أكتوبر ٢٠١٢ - ٢٣:٥١ م
2988

 

يخرج العارف من الدنيا وما قضى وطره من شيئين :

ثناؤه على ربه ، وبكائه على نفسه

 

 فالعارف يسير إلى الله عز وجل فى الدنيا يتطلع بإحدى عينيه إلى نعم الله عز وجل عليه فيورثه ذلك محبة الله عز وجل ، وبالعين الأخرى يطالع عيوب نفسه ، وسيئات أعماله ، فيبكى على نفسه ، ويستمر على هذة الحال حتى يخرج من الدنيا ، وما قضى وطره من ثنائه على الله عز وجل ، وبكائه على نفسه .

 

 وقالوا العارف يسير إلى الله عز وجل بين مشاهدة المنة، ومطالعة عيب النفس والعمل، فمشاهدة منة الله عز وجل عليه يورثه كمال الحب لله عز وجل ، ومطالعة عيب النفس والعمل يورثه كمال الذل لله عز وجل ، وهما شقا العبادة ، فالعبادة هى كمال الحب مع تمام الذل .

 

 دل على هذا المعنى كذلك قول النبى صلى الله عليه وسلم : [ سيدُ الاستغفار أن يقولَ العبد : اللَّهم أنْتَ رَبَّى لا إِله إِلا أنْت خَلَقْتَنى وَ أنا عَبْدك وأنا على عهدِك و وَعْدِك مَا اسْتَطعْت ، ، أعوذُ بك منْ شر ما صنعْت ، أبوءُ لك بِنِعْمتك على و أبوءُ بذنْبى ، فاغْفِرْ لى ، فَإنَّه لا يَغْفِرُ الذنوبَ إلاَّ أنْتَ ]

 

 وإنما كان هذا سيد الأستغفار ، لاشتماله على اعتراف العبد بنعم الله عز وجل عليه فى قوله : [ أبوءُ لَكَ بِنعمَتِكَ علىَّ ] أى أعتراف لك بنعمتك على ، وكذا اعتراف العبد بذنوبه وعيوبه فى قوله : [ وأبوءُ بِذنْبى ] ، ثم طلب المغفرة من الله عز وجل .

 

 فأكمل الأحوال أن يذكر المؤمن دائماً نعم الله عز وجل عليه كما قال تعالى : (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ )  [ الضحى : 11 ]  فمن أسباب زيادة  الإيمان ومحبة الرحمن أن يتحدث العبد بنعم الله عز وجل ، لتكتمل محبته لله عز وجل وكذا تذكر الذنوب والعيوب يورث العبد الذل ، وعلى ذلك درج السلف رضى الله عنهم .

 

 قيل لأبى الصديق كيف أصبحت ؟ قال :أصبحت عبداً ذليلاً لرب جليل ، أصبحت مأموراً بأمره .

 

 وقيل للإمام الشافعى : كيف أصبحت ؟ قال أصبحت آكل رزق ربى , ولا أقوم بشكره .

 

 وقيل لمالك بن دينار : كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت فى عمر ينقص وذنوب تزيد .

 

 وقال أبو بكر الصديق للنبى صلى الله عليه وسلم : [ علمنى دعاء أدعو به فى صلاتى . قال : [ قُلْ اللَّهم إنَّى ظلمتُ نفسى ظُلماً كثيراً ، ولا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أنت ، فاغْفر لى مَغْفرةً منْ عندِك ، وارْحمنى إنَّك أنت الغفورُ الرَّحيمُ ] وهذا من أدعية السجود .

 

 

تصنيفات المادة