الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

بيان من "الدعوة السلفية" حول الأحداث الراهنة

فتهيب "الدعوة السلفية" بجميع المصريين أن يتذكروا أننا في وطن واحد كالركَّاب في سفينة واحدة كما ضرب

بيان من "الدعوة السلفية" حول الأحداث الراهنة
الدعوة السلفية
الأحد ١٠ مارس ٢٠١٣ - ١٥:٣٥ م
9594
بيان من "الدعوة السلفية" حول الأحداث الراهنة
28-ربيع ثاني-1434هـ   10-مارس-2013      

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فتهيب "الدعوة السلفية" بجميع المصريين أن يتذكروا أننا في وطن واحد كالركَّاب في سفينة واحدة كما ضرب النبي -صلى الله عليه وسلم- المثل؛ فإما أن نحفظ وطننا أو لا نلومن إلا أنفسنا، وأول ما نحفظ به الوطن أن يحافظ كل منا على دماء وأعراض وأموال الآخرين، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في يوم عرفة: (إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا(متفق عليه).

فنوجه نداءً إلى الشعب المصري وإلى جميع الهيئات التي هي في حقيقتها مكونة من مجموعة من أبناء هذا الشعب...

نوجه نداءنا إلى الجيش والشرطة وسائر مؤسسات الدولة.

وكذلك إلى من ينتمون للأحزاب ومن لا ينتمون.

وكذلك إلى الحكومة والمعارضة.

ونقول لرجال القوات المسلحة: أنتم درع الوطن وحائط الصد الأخير لحماية منشآته إذا لزم الأمر.

ونقول لرجال الشرطة: لكم دوركم الذي لا ينازعكم فيه أحد، ولكن حذار أن تفرطوا فيه أو تتقاعسوا أو تعاقبوا الشعب عقابًا جماعيًّا لوجود انفلات هنا أو هناك! نريد منكم حزمًا مع الخارجين على القانون واحترامًا لكل ملتزم به ومحافظ على أمن بلاده.

ونقول للحكومة: إن القيادة رعاية ومسئولية في المقام الأول كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ... )(متفق عليه).

ونقول للمعارضة: إن المعارضة الرشيدة هي التي تساند الحكومة في الأزمات مهما اختلفت معها وهي التي تعبر عن آرائها، بل واحتجاجاتها بطريقة سلمية تحافظ على أمن المجتمع.

وينبغي أن يدرك الجميع أن الحوار هو العاصم الوحيد بعد فضل الله -عز وجل- من التشرذم وضياع الدولة.

وإلى "الدعاة إلى الله" نقول: دوركم لا سيما في هذه المرحلة الحرجة أن تمتثلوا قول الله -تعالى-: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ)(المؤمنون:96).

ويبقى في النهاية الشعب هو الذي يفرز كل هذه الطوائف وهو الوحيد القادر على محاسبتها وتقويمها.

فنناشد جماهير الشعب المصري أن تساند الجيش في مهامه على الحدود أو داخل المحافظات التي له فيها دور، وأن يساند الشرطة على الوجود والانتشار وممارسة عملها الذي هو أمانة في أعناقها.

وعلى جموع الشعب إذا اقتضت الضرورة عمل لجان شعبية لحماية المنازل والمحلات، وأن يكون ذلك بالتنسيق مع القيادات الشرطية العاملة إن لم يكن في المكان ذاته فمع القيادة الأعلى.

وعلى جميع أفراد الشعب والعاملين في الهيئات المختلفة أن يدركوا أن الأخذ على يد المخطئ وإن انتمى إلى مؤسسته هو العدل الذي أمر الله به، بل هو النصرة الحقيقة للمخطئ قبل أن يكون نصرة للمجتمع كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا) فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ؟ قَالَ: (تَحْجُزُهُ، أَوْ تَمْنَعُهُ، مِنَ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ(متفق عليه).

ونحذر بصفة خاصة من ظاهرة انتشار السلاح واستعماله بغير حق، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاحَ فَلَيْسَ مِنَّا(متفق عليه).

ونذكِّر بان زوال السماوات والأرض أهون على الله من سفك دم امرئ مسلم، وبقول الله -تعالى-: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ(لمائدة:32).

ونوصي الجميع بتقوى الله، وشكر نعمه وعدم كفرانها، ومنها: "نعمة الأمن والرزق"، قال الله -تعالى-: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)(النحل:112).

وفق الله الجميع إلى ما يحب ويرضى، ووقى بلادنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي