الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

إلى شباب التيار الإسلامي... "تأملات في الأحداث"

ألفتُ النظر أننا جميعًا كشعب "وكتيار إسلامي تحديدًا" سوف ندفع فاتورة غالية،

إلى شباب التيار الإسلامي... "تأملات في الأحداث"
أحمد الشحات
الخميس ٠٤ يوليو ٢٠١٣ - ٠١:٤٠ ص
4568
إلى شباب التيار الإسلامي... "تأملات في الأحداث"
26-شعبان-1434هـ   4-يوليو-2013      

كتبه/ أحمد الشحات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- ما نزل بلاء إلا بذنب، وما رفع إلا بتوبة؛ فسارعوا إلى التوبة والاستغفار.

2- كل ما وقع وما سيقع... فبقدر الله ومشيئته، وتذكروا أنه لن يحكم أحد في ملك الله إلا بمراد الله.

3- الأمر صعب والصدمة شديدة، ولكن (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ(البقرة:216)، وربما تكشف لنا الأيام عن حكم وعبر ربما لا نرى لها علامات الآن، ولكن تذكروا أن لله في خلقه شئون.

4- حاولنا بكل ما نملك ألا نصل لهذه اللحظة الحزينة، وطالبنا الرئاسة بالتدخل للحل أكثر من مرة، وطالبناها بعمل انتخابات رئاسية مبكرة قبل أن تُجبر عليها وندخل في نفق مظلم؛ فلم تستجب! فكان ما كان.

5- عدد الحشود في الشارع المسرورة بهذا القرار، والصواريخ، والزغاريد، والشربات، وغيرها من مظاهر الفرح من جيراننا وإخواننا، وكثير منهم يصلي ويصوم ويفعل الخير - لابد أن نقف معه وقفة جادة حول مسئوليتنا الدعوية تجاه هذا الشعب.

6- فرحة أعداء المشروع الإسلامي وخصومه غصة تقف في الحلق، ومرارة وألم يعتصر القلب، ولكن اصبروا وتحملوا، ووسعوا صدوركم، فإذا كانت جموع المسلمين فرحة بهذا الشكل؛ فكيف بمن دونهم؟!

7- أتمنى أن يكون اتضح للجميع صحة موقف "الدعوة" و"الحزب" من خلال المبادرة الأولى التي لم يستجب لها الرئيس إلا بالأمس! وكذلك الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة والتي لم يستجب لها تمامًا! وقدمنا كل ما نملك من أجل إنقاذه هو في المقام الأول، ثم إنقاذ الوطن ككل، ولكن ليقضي الله أمرًا كان مفعولاً.

8- نرجو أن يكون اتضح أيضًا أن النزول في الشارع لم يكن ليغير من الأمر شيئًا؛ خصوصًا بعد الانتشار الكثيف لقوات الجيش، واستعدادات الشرطة، ومساهمات البلطجية.

9- أنصح جميع إخواننا بالميادين "الذين نرجو أن يكون جهدهم في ميزان حسناتهم" بالانصراف، فالشرع والعقل يحتمان علينا الانصراف وعدم المواجهة؛ وإلا كانت حمامات الدم لخيرة الشباب بلا ثمن وبلا نتيجة!

10- جماهير المعترضين والفرحين بالقرارات... تجعلنا نتساءل: كيف كان الرئيس سيحكم دولة بهذا الشكل وبها مؤسسات انقلبتْ عليه واجتمعت ضده، وشعب لا يريده بهذه الدرجة؟!

11- أرجو أن ننتبه أننا الآن دخلنا في مرحلة الممكن والمستطاع، وودعنا زمن الرفاهية والاختيار، فمعظم ما سنقبل به الآن هو طبقًا لقاعدة: "أخفف الضررين وأقل المفسدتين"؛ فوطنوا أنفسكم على هذا.

12- ألفتُ النظر أننا جميعًا كشعب "وكتيار إسلامي تحديدًا" سوف ندفع فاتورة غالية، ولكن عذرنا أمام الله وأمام أنفسنا أن ما وصلنا إليه لم يكن بأيدينا، وإنما جاء من خلال ظروف واجتهادات من إخواننا "ربما أحسنوا النية، ولكن أخطأوا العمل"، وواجبنا الآن هو ترك التلاوم والانتباه للمستقبل، والدعاء لكل من اجتهد فأخطأ؛ حتى لا نهلك أنفسنا مرتين.

13- أرى أن بعض الكتَّاب والشباب على النت يتهمون "حزب النور" وشبابه بالخيانة والعمالة، وغيرها... وهذا بالإضافة أنه ليس عليه بينة واتهام بالباطل؛ فهو أيضًا رعونة وخفه ينبغي ألا نقع فيها، فنحن جميعًا في مركب واحد والأعداء لن يفرقوا، وشباب النور لن يسيروا في الشوارع بلافتات "حزب النور" حتى ينجوا من الناس، هذا على فرض رضا الناس عنهم، وإلا فنحن منذ فتره نعاني من مضايقات وإهانات عديدة؛ بسبب أننا محسوبون على النظام، فانتبهوا يرحمكم الله.

14- علينا تسجيل ما حدث ودراسته، وتعلم الدروس المستفادة، وأهم شيء: "الاستفاقة وعدم اليأس": (إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ(يوسف:87)، وطريق الدعوة ليس كله انتصارات، بل فيه من هذا وذاك، بل ربما ننتقل من قمة النصر إلى قمة الهزيمة، ولنتذكر أن الصحابة أصابتهم هزيمة أحد بعد الانتصار المذهل في "بدر"، وكان الدرس الإلهي: (قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ)(آل عمران:165)، فهلا رددنا هذا الدرس، وتركنا جلد الذات واتهام الآخر.

15- ما يحدث يؤكد بشدة أن التغيير الحقيقي لا يكون إلا من القاعدة، وأن النصر السريع عندما ينزل على غير مؤهلين لحمله والحفاظ عليه "سرعان ما تتم سرقته وينتهي أثره"، وتذكروا قول الله -عز وجل-: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)(الرعد:11).

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي

تصنيفات المادة