الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

رسالة إلى حكماء الإسلاميين "احتمالات بعضها أسوأ من بعض"

اللهم لا يؤتى الإسلام من قِبَلنا، وأنت المستعان وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك

رسالة إلى حكماء الإسلاميين "احتمالات بعضها أسوأ من بعض"
محمد إسماعيل أبو جميل
الأربعاء ١٤ أغسطس ٢٠١٣ - ١١:٢٩ ص
5039
7-شوال-1434هـ   13-أغسطس-2013      

كتبه/ محمد إسماعيل أبو جميل

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن استمرار الجيش قُدمًا في الطريق الذي أعلن عنه مع الشحن المستمر في القنوات الفضائية ضد الإسلاميين ومؤيدي د."محمد مرسي" يجعل دائرة المؤيدين -على الأقل- تبقى كما هي ولا تتسع لينضم إليهم غيرهم من طوائف الشعب -فقد كان أهم ما يميز ثورة 25 يناير أنها لم تُحسب على تيار بعينه-، بل إن كل ما يحدث من اعتداءاتٍ على أي مظاهرات مؤيدة تُنقل نقلاً معكوسًا بأن الاعتداءات وممارسات العنف مِن طرف الإخوان والإسلاميين، ويتصدر ذلك عناوين الصحف!

وكثير من الناس -غير المحسوبة على تيار بعينه- لا تتابع القنوات التي تنقل فاعليات المؤيدين، ولا تسمع إلا ما يُنقل لها بالقنوات الأخرى، بل حتى الاعتداء على النساء في المظاهرات صاحبه مطالبات من بعض المؤسسات الحقوقية والنسائية للإخوان بعدم استخدام النساء كدروع لهم وعدم الزج بهن في المظاهرات!

مع استحضار كل هذه العوامل -وغيرها- تكون النتيجة الظاهرة أنه لن تنجح اعتصامات المؤيدين إلا بأحد أمرين:

1- "انشقاق الجيش" كما يريد البعض، بل ويصرِّح بأن الرهان عليه! وحدث ولا حرج عن الشر المستطير الذي يصيب المسلمين في مصر وخارجها مع انشقاق آخر الجيوش الإسلامية والعربية في المنطقة أو دخول مصر في سيناريو كالسيناريو السوري.

2- تدخل غربي يضغط على مَن يدير اللعبة لعودة د."مرسي"؛ وهذا يعني أن الطرف الذي سيدفع في هذا الأمر ويرضى به قـَبِل أن يدفع أكثر! وللأسف سيكون الثمن باهظًا وغير محدود "سيكون شيك تنازلات على بياض!"؛ فالغرب معروف موقفه من الديمقراطية وأنها عندهم صنم عجوة، كما أنهم لا يموتون في "دباديب الإسلاميين".

ويبقى احتمال ثالث للأحداث:

3- وهو أن يبقى الوضع كما هو عليه مع تناحر الصف الإسلامي وعدم استيعابه للخلاف بين صفوفه، بل يصل فيما بين أبنائه للتكفير والتفسيق والاتهام بالنفاق، وينشغل الإسلاميون بمعركة داخلية "حيث أصبحت هذه فقرات أساسية من فقرات فاعليات منصة رابعة!".

وخلال ذلك يتم تعديل الدستور "وطمس مواد الهوية تمامًا" وعرضها على الشعب، والذي سيروج له بالاستقرار ونحوه، بل مع صورة الإسلاميين السيئة التي تُصدَّر لهم والتي تزداد سوءًا مع طول المدة لن يجدي تحذيرنا ونداؤنا في الناس -وسط هذه الظروف-: "يا عباد الله... الهوية"، "يا عباد الله... الشريعة"؛ فلن يستمع إلينا إلا النذر اليسير.

فهل أفقنا وعقل حكماؤنا الأمر قبل فوات الأوان؟! وأن استمرار المشهد كما هو يؤدي إلى اختيارات كلها مرة: "طمس الهوية - ‏انشقاق الجيش - شيك تنازلات على بياض".

وقد يقول قائل: نحن نثق في وعد الله، والله من ورائهم محيط.

فنقول: نعم، الله حافظ دينه لا محالة، وقد وعد الله مجموع الأمة بالتمكين بلا ريب، ولكن كان هناك جيل ضاع في زمنه الأندلس، وجيل ضاع في زمنه الأقصى وسُلم للصليبيين، وجيل... وجيل... ورغم ذلك فهو سبحانه وبحمده نصر دينه، ولا يزال (وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ(التوبة:111)، ولكن القضية أن الله هو مَن يختار جيل التمكين ويصطفيه (فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ)(المائدة:54)، وأن لجيل التمكين صفات نريد مراجعتها في أنفسنا "ولا أدل على ذلك من أخلاقنا في الاختلاف نحن الصف الإسلامي في ظل هذه الفتنة!".

فيا تُرى: هل سنكون مِن جيل مَن ضيع أم جيل من مكن... ؟!

وهل سيكون هناك حل رابع للمعادلة... ؟!

اللهم سلم سلم...

‏اللهم لا يؤتى الإسلام من قِبَلنا، وأنت المستعان وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك.

وصلِّ اللهم على محمد، وآله وصحبه أجمعين.

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي