الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

الدعوة السلفية وعدوان أبنائها عليها!

فنأمل من هؤلاء أن يراجعوا أنفسهم وألا يهدموا ما يبنيه إخوانهم.

الدعوة السلفية وعدوان أبنائها عليها!
أحمد يحي الشيخ
السبت ١٤ سبتمبر ٢٠١٣ - ٢٣:٤٠ م
3721
10-ذو القعدة-1434هـ   14-سبتمبر-2013      

كتبه/ أحمد يحيى الشيخ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فأحد أهم أسباب تنفير الناس عن الدعوة السلفية وسوءِ ظنِّهم بها هو تصرف بعضِ المنتسبين لها، والذي يُعمِّمُه المخالف -ظلمًا- على كل أبنائها!

ظُلمت الدعوة السلفية ومشايخُها وأبناؤها كثيرًا -ولا زالوا- بسبب الأسلوب المزري لبعض المتعصبين ممن ينتسبون لهذه الدعوة من تعصب وسخرية بالمخالِف ونحو ذلك، في صورة نقد للطرف المخالف.

وهذا الأمر يرجع إلى سببين رئيسيين:

1- فساد التصور:

ويظهر في الضعف العلمي والخلط بين مفهوم المنهج السلفي الذي يضم كل مَن التزم أصوله (توحيد واتباع وتزكية)، وبين مفهوم (جماعة الدعوة السلفية) كجماعة دعوية تقوم على عمل جماعي له آليات اتفق عليها المنتسبون لها في إطار الالتزام بالمنهج السلفي.

فيكون الخلط بين السلفية كمنهج والدعوة السلفية كجماعة، فيظن هؤلاء أن مَن انتسب للدعوة السلفية فهو سلفي حتى وإن ساء خُلقُه وأهمل تزكية نفسه، وأن من لم ينتسب للدعوة السلفية فليس بسلفي حتى لو التزم بأصول المنهج السلفي!

2- فساد السلوك:

ويظهر في الاستعداد النفسي للتعصب وسوء الظن بالمخالف.

ويختلط عند هؤلاء مفهوم النصيحة والشماتة، فيشمت ويظن نفسه ناصحًا، وهذا ظاهر عند من لم يلتزم أصول النقد وآداب النصيحة.

ولذلك قد تجد من هؤلاء من ينقلب على الدعوة السلفية إذا خالفت هواه، ثم لا يتحرج وهو في غمرة تقلباته أن يرمي أبناءها بالتعصب، وهو مَن شارك في زرع هذه النبتة الخبيثة بينهم.

قال خالد بن عُتْبة الهذلي:

فلا تجزعنَّ من سيرة أنت سرتَها                   فـأول راضٍ سـنـة مـن يـَسِـيـرُها

وقال محمد بن أبان اللاحقي:

تلومُ على القطيعة من أتاها              وأنـت سننتـَها للناس قـبلِي

فينقلب من تعصب بالإيجاب إلى تعصب بالسلب، وفي كلتا حالتيه لا ينفك عن خلط في المفاهيم وظلم للمخالف.

وقد كثرت الشكوى من هؤلاء، وانزعج الكثيرون من أبناء الدعوة من سوء صنيعهم؛ لما سببه ذلك من تشويه لصورة الدعوة، وتجرئة المخالف على ظلم أبنائها.

والدعوة السلفية تقوم على الالتزام بأصول المنهج السلفي، وهي: "التوحيد والاتباع والتزكية"، فلا سلفية بدون توحيد، ولا سلفية بدون اتباع، وكذلك لا سلفية بدون تزكية وأدب وحسن خلق.

وليس معنى الانتساب للدعوة السلفية أن يقول الإنسان ما شاء، بلا ضابط لقوله أو نظر لعواقب كلامه!

وقد يهدم الإنسان ما تَعِبَ غيره في بنائه بكلمة لم يتبين فيها.

ولا أبالغ إن قلتُ: ضررُ هؤلاء المتعصبين على "الدعوة السلفية" قد يتعدى ضررَ المتربصين بها، والملتمسين لها العَنَت.

فنأمل من هؤلاء أن يراجعوا أنفسهم وألا يهدموا ما يبنيه إخوانهم.

متى يبلغ البنيانُ يومًا تمامَه             إذا كـنت تبنيه وغيرُك يهـدم


www.anasalafy.com
موقع أنا السلفي

ربما يهمك أيضاً