السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

صفات الرجولة

الرجولة وصف يمس الروح والنفس والخلق أكثر مما يمس البدن والظاهر، فرب إنسان أوتي

صفات الرجولة
إيهاب شاهين
الثلاثاء ١٧ يونيو ٢٠١٤ - ١٩:٥٧ م
2365

صفات الرجولة

كتبه / إيهاب شاهين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد ؛    

فقد ارتبط ذكر مصطلح الرجولة في ذهن كثير من الناس بأنه يتضمن البسط في الجسم ، والقوة في البدن ، والتصلب في الرأي في غير موطنه ، وقهر الضعيف ، والقسوة على الأهل ،، وعند التأمل تجد أن هذه صفات البلطجة وليست صفات الرجولة .

 وثمة ملاحظة أخرى عند النظر في الآيات الشرعية والأحاديث النبوية تجد أن مصطلح الرجولة لا يعني الذكر دون الأنثى ؛ لذلك تجد في غالب آي القرآن فرق بين الذكر والأنثى والرجل ، وحتى يتضح هذا الفرق لابد من إلقاء الضوء على معنى هذا المصطلح وذكر الشواهد لذلك من الكتاب والسنة ، حتى يقف كل واحد منا وقفة ولينظر في حال نفسه هل هو : رجل ، أم ذكر ؟

الرجولة وصف اتفق العقلاء على مدحه والثناء عليه ، ورغم اتفاق جميع الخلق على مكانة الرجولة إلا أن المسافة بين واقع الناس وبين الرجولة ليست مسافة قريبة ، فالبون بين الواقع والدعوى شاسع.

الرجولة وصف يمس الروح والنفس والخلق أكثر مما يمس البدن والظاهر، فرب إنسان أوتي بسطة في الجسم وصحة في البدن يطيش عقله فيغدو كالهباء ، ورب عبد معوق الجسد قعيد البدن وهو مع ذلك يعيش بهمة الرجال. فالرجولة مضمون قبل أن تكون مظهرًا ، وصفات حسنة كلما كملت استحق صاحب هذا الوصف أن يكون رجلا .

الرجولة .. كلمة حين تسمعها لا تستطيع إلا أن تقرنها بتحمل المسؤولية ، والثبات على الحق ، والمحافظة على الطاعات ، والوفاء بالعهد ، والمرؤة ، ونصرة الدين ، وتحمل الأذى في سبيل الله ،، وهذه الصفات لا فرق فيها بين الذكر والأنثى ، فمن حققها كان رجلا سواء أكان ذكرا أم أنثى ، وإليك شواهد ذلك :

1- في الثبات على المنهج والمبدأ: قال الله تعالى: "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْه" .

 2- وفى عدم الانشغال بالدنيا عن الطاعة قوله: "رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ".

3- وفى حبهم للطهر والعفاف قوله : "لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ".

 4- وفي الدفاع عن أهل الحق والمنهج القويم قوله : "وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ – وقوله: وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ" .

- وفى السنة :

 5- علامة الرجولة قيام الليل قال صلى الله عليه وسلم : "نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل " .

6- والصبر على الأذى في سبيل الله حديث خباب ، قال : أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة فشكونا إليه فقلنا ألا تستنصر لنا ؟ ألا تدعو الله لنا؟ فجلس محمرًا وجهه ، فقال : قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض ثم يؤتى بالمنشار فيجعل على رأسه فيجعل فرقتين ما يصرفه ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم وعصب ما يصرفه ذلك عن دينه والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب ما بين صنعاء وحضرموت ما يخاف إلا الله تعالى والذئب على غنمه ولكنكم تعجلون ".

7- وفى حسن المعاملة مع الناس قوله صلى الله عليه وسلم : "رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى". رواه البخاري

 8- وفى النبل والوفاء كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء، قالت عائشة: فغرت يوما، فقلت: ما أكثر ما تذكرها، حمراء الشدق قد أبدلك الله عز وجل بها خيرا منها. قال: "ما أبدلني الله عز وجل خيرا منها، قال آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء".

وهذا غيض من فيض في بيان صفات الرجولة .

 والحمد لله رب العالمين

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي

 

 

تصنيفات المادة