الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

(أطروحة علمية مختصرة حول الانتخابات البرلمانية القادمة (2

ثقوا في قياداتكم وشيوخكم ، واعلموا أن الحفاظ علي وجودكم وسلامتكم هي شغلهم الشاغل

(أطروحة علمية مختصرة حول الانتخابات البرلمانية القادمة (2
أحمد الشحات
الخميس ١٥ يناير ٢٠١٥ - ١١:٢٢ ص
2180

أطروحة علمية مختصرة حول الانتخابات البرلمانية القادمة (2)

كتبه/ أحمد الشحات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

3.   ثوابت دعوية قبل المشاركة السياسية :-

 

1.    في هذا الباب لا يكفينا فقط أن نقول أننا نعمل من أجل الاسلام ، وفي سبيل ذلك نستجيز أنواع من المخالفات التي لا تتوافق مع الاسلام ، فالله أمرنا أن نعمل من أجل الاسلام وبالإسلام ، فالغاية عندنا لا تبرر الوسيلة ، ولا بد أن تتوافق الغاية والوسيلة مع تعاليم الشرع الحنيف.

2.    إذا أردنا مقياس نضبط به آداءنا في الواقع ، فعلينا الاحتكام إلي أصحاب الخبرات في تغيير المجتمعات والتعامل مع النفوس ، ولن نجد في هذا الباب أعلم من الأنبياء ، وإذا تأملنا في مسيرتهم الدعوية سنجد أن اهتمامهم بتغيير الفرد ليصبح شخصية متزنة ومتكاملة من أولي الواجبات التي لا تنازل عنها.

3.    الخطوة التي تلي ايجاد الشخصية المسلمة هي إيجاد الطائفة المؤمنة التي تسعي فيما بينها لتحقيق فروض الكفايات حتي يكتمل بناء المجتمع ، الذي يتهيء بإكتماله نظم صالحة تحكم المجتمع وتنظم شئونه.

4.    قضية النصر يجب ألا تشغل عقول أبناء الصحوة بقدر ما ينشغلوا بالعمل ، والمتأمل في التاريخ يجد أن هناك بلاد فتحت بالحجة والبيان مثل المدينة المنورة ومثل اليمن ، وهناك بلاد فتحت بالسيف والسنان مثل العراق والشام ، وهناك بلاد أهلكها الله عزوجل وهكذا.

4)  منهج الدعوة السلفية في التغيير والاصلاح مقارنة بباقي المناهج :-

هناك نقطة اتفاق بين أغلب الحركات الإصلاحية علي الساحة وهي أننا قد ورثنا واقعا أليماً مغايراً لنظام الإسلام في الحياة ، وخصوصاً بعد سقوط الدولة العثمانية وتكالب القوي الغربية علي بلاد المسلمين لإحتلالها ونهب ثرواتها وإضعاف قوتها وتفتيت وحدتها وغزوها ثقافياً وأخلاقياً ، وزاد من تعقد الأمر أن أنظمة الحكم في أغلب البلاد الإسلامية قد تركت شريعة الله واستبدلتها بنظم وضعية غربية ، فصار هناك انحراف علي مستوي الدولة ، وآخر علي مستوي الفرد والمجتمع ، ومن هنا تعددت طرائق الإسلاميين في التعامل مع هذا الواقع إلي اتجاهين رئيسيين :-

الاتجاه الأول : من يري الإصلاح والتغيير من خلال القاعدة :-

وهذا الاتجاه في المجمل يتوافق مع السنن الشرعية في التغييرالتي حرص الأنبياء والدعاه علي مراعاتها أثناء تجاربهم الدعوية ، وكذلك يتفق مع السنن الكونية في اعتبار التدرج مبدأ هام في نجاح التغيير، إلا أن هذا الاتجاه ينقسم بعد ذلك لنوعين من الدعاه :-

الاتجاه الفردي والكيانات صاحبة النظرة الجزئية :-

بعض الدعاه السلفيون يرون أن امكانياتهم وقدراتهم لا تطيق أكثر من العمل الفردي ، لذا فهم يهتمون ببناء الأفراد ولكن من خلال مجهودات فردية يغلب عليها نمط الشيخ والتلميذ ، وليس من خلال مؤسسات مكتملة أو كيانات جامعة ، وهناك كيانات دعوية ولكنها حصرت نفسها في باب واحد فقط ، وربما أعرضت عن باقي الأبواب أو عجزت عن الالمام بها ، ومثال ذلك جماعة التبليغ والدعوة ، وكذلك جماعة أنصار السنة ، وبعض الأفراد ممن يرون ضرورة العمل البنائي إلا أنه لحق بمنهجهم نوع من الشطط والإغراب فلم يكتفوا بعدم المشاركة في الأعمال الجماعية ولكنهم بدعوها وحذروا منها ، وبالتالي صار نفعهم في العملية الإصلاحية ضعيف للغاية.

الكيانات التي تؤمن بالعمل الجماعي :-

وهي كيانات انتبهت الي الحقيقة التي تقول " أن مهمة تغيير مجتمعات بأكملها لا يمكن أن تُوكل إلي أشخاص بمفردهم مهما بلغت درجة عبقريتهم "، لأن الحمل أصعب وأثقل من أن ينفرد به عدة أشخاص كل منهم يغرد في سرب وحده ، والدعوة السلفية تعد مثالاً جيداً علي الكيان الذي يؤمن بالتغيير من خلال القاعدة ويتبع في ذلك نهجاً جماعياً منظماً.

الاتجاه الثاني : من يري الإصلاح والتغيير من خلال القمة:-

وهذا الاتجاه في الحقيقة يقلب الهرم رأساً علي عقب ، فمع اتفاقهم علي أهمية القاعدة إلا أنهم يؤجلون الاهتمام بها بعد الانتهاء من الوصول للقمة ، بزعم أن تغيير القاعدة من خلال القمة أسهل وأضمن ، وهذا الاتجاه ينقسم أيضاً إلي نمطين من التوجهات ، توجه الحل البرلماني ، وتوجه الصدامات المسلحة.

ورغم اختلاف وسائل تحرك الفريقين إلا أن بينهما عدد من القواسم المشتركة كما يلي :-

1.    كلا التوجهان يشتركان في استصعاب طريق التغييرالمتدرج من القاعدة ويبحثان عن انجاز سريع يختصرون به الطريق ويتغلبون به علي عقباته.

2.    كل منهما ينظر إلي الفرد بإعتباره ترساً في ماكينة وصوله للقمة وبما يخدم هذا الهدف فقط ، وليس أنه مشروع دعوي مستقل ، وبالتالي تجد من يتبنون الحل البرلماني يتعاملون مع الأفراد كأصوات انتخابية لابد من المحافظة عليها وربما ارتكبوا في سبيل إرضائها محرمات صريحة.

3.    في التجارب التي وصل فيها هؤلاء إلي القمة ، يتأكد لديهم وهم الاهتمام بالقاعدة بعد الوصول إلي القمة ، بل ربما تجدهم حريصون علي عدم إبراز الوجهة الإسلامية لهم عن طريق تصرفات غريبة مثل قرار الدكتور مرسي بتمديد تصاريح الكباريهات من سنة في عهد مبارك إلي ثلاث سنوات في عهده الذي من المفترض أن يكون علي النمط الإسلامي ، والأمثلة في ذلك كثيرة.

4.    هناك نقطة في غاية الخطورة وهي أن من يتخذ العمل البرلماني هدفاً وغاية ، إذا سلب منه هذا المكتسب بعد عناء السنين فإنه يتحول في الأغلب الأعم إلي العنف الصريح والصدام المسلح ، ولعل تجربة الجزائر في التسعينات خير شاهد علي ذلك ، وهذا أيضاً ما يفسر التحول المفاجيء في صفوف جماعة الإخوان من المشاركة السياسية السلمية إلي الصدام المباشر والعنف الصريح بعد أحداث 3/7 ، وهذا إن دل علي شيء إنما يدل علي خطورة أن يتخذ فصيل إسلامي من وسيلة الانتخابات هدفاً يموت من أجله ، ويرتبط مصيره ومستقبل مشروعه بمدي توفره من عدمه.

5)  أهمية العمل السياسي وموقعه علي الخريطة الدعوية :-

حقيقة الأمر أن العمل السياسي جزء لا يتجزأ من منهج الدعوة السلفية في التغيير ، والدعوة السلفية بفضل الله تستطيع توظيف العمل السياسي في خدمة الأهداف الدعوية وتكميلها ، والمنطلق المنهجي الذي ينظم فكر الدعوة في هذه المسألة أن " الله يزغ بالسلطان ما لا يزغ بالقرآن " ، وهذا يدل علي أمر إضافي أكثر من كونه مكملاً للعمل الدعوي ، بل يتعدي ذلك إلي أن العمل السياسي ربما يستطيع تحقيق نوعية من الأهداف تعجز الدعوة المجردة عن تحقيقها.

ولنضرب علي ذلك مثالاً عملياً بعيداً عن التعقيدات النظرية ، لو افترضنا أن هناك فيلماً سينمائياً فاضحاً – وهذا الفرض قد تحقق بالفعل – هذا الفيلم بذل الدعاه والمصلحون جهودهم في التحذير منه ومن خطورته إلا أن فور نزوله لدور السينما حقق إيرادات غير مسبوقة وأصبحت سيرته علي كل لسان ، بينما كان لصدور قرار رئيس الوزراء بوقف الفيلم دور كبير في نزع هذا الشر وتخليص الأمة منه.

وبناءاً علي ذلك فإن تواجد الدعوة في الهيئات التشريعية أو التنفيذية أو الاستشارية من أوجب ما يكون في هذه الأزمنة ، والتي لا يتسني لنا إصلاح الدولة إلا من خلالها ، أما من يظن أنه بإمكانه إصلاح الدولة عن طريق إعلان الحرب عليها والسعي لهدمها فهو إما جاهل غارق في إحلامه ، وإما مخرب مطعون في أمانته ، لأن لغة الشرع تمنع من ذلك ، وأهل السياسة أيضاً يجمعون علي أن إصلاح المؤسسات لا يكون إلا من داخلها وأن محاولات اختراق المؤسسات من الخارج وحقنها بالوافدين عليها يعد نوعاً من تدميرها حتي وإن كانت هذه المؤسسات وكراً للفساد ، وكان هؤلاء الوافدين مثالاً للأمانة والاخلاص ، لأن إصلاح المؤسسات علماً مستقلاً لها مهاراته وتكتيكاته ووسائله ،ومقدرات الوطن ليست حقلاً لتجارب المبتدئين وعنصر الزمن ليس في صالح أوطان قد نخر فيها سوس الفساد حتي وصل بها إلي القاع.

6)  ماذا جني حزب النور من المشاركة السياسية وماذا ينتظر أن يحقق؟

يظن البعض أنه بمجرد دخول حزب النورإلي المعترك الانتخابي ، فإنه بذلك قد تخلي عن منهجه في التغيير، وتشبه بأصحاب الحل البرلماني الصرف ، والحقيقة أن الفرق بين حزب النور وبين هؤلاء هو الفرق بين الوسيلة والغاية ، فحزب النور يتخذ من دخول البرلمان وسيلة دعوية مثل غيرها من الوسائل الأخري ، لذا فهو لا يموت من أجلها ولا يعتبرها نهاية الطريق أو آخر العالم ، بخلاف من ينظر إلي دخول البرلمان علي أنه غاية في حد ذاته ، فإنه يقوم ببناء برامجه وخطته وتصوراته ووسائل تحركه بناء علي ذلك، وإذا كان من أصحاب المشروع الإسلامي فإنه يربط ربطاً خاطئاً بينه وبين الإسلام ، وسرعان ما يعتبر التضييق عليه تضييق علي الدين ، ومحاربته هي حرب علي الإسلام وهكذا.

وبالتالي سؤال مثل ماذا تنتظر الدعوة أن تحقق من الممارسة البرلمانية ؟

إجابته من حيث العموم أنها تعتبر البرلمان وسيلة من الوسائل التي تساعدها في تحقيق أهدافها الدينية والدنيوية ، أما عن الدور التفصيلي الذي من المفترض أن يقوم به الحزب فهو في الأساس صمام أمان للمجتمع والدولة من سهام متطرفي العلمانيين والكارهين للدين ، وقد رأينا أن بعض من أوهمنا بأنه يهاجم الدعوة السلفية لتطرفها وتشددها وأنه يريد الإسلام الوسطي الذي يقوم عليه الأزهر ، سرعان ما انقلب علي الأزهر عندما شعر أن تأثير الدعوة قد خفت قليلاً ، هذا بوجه عام أما من حيث التفصيل فالدور التشريعي للمجلس القادم من أخطر ما يكون ، ومهمة ترجمة بنود ومواد الدستورإلي قوانين تشريعية مهمة في منتهي الحساسية ، بالإضافة إلي إعادة الحياة مرة أخري لفكرة الأحزاب الإسلامية وأصحاب المشروع الإسلامي خصوصاً بعد فشل التجربة التي علق الناس عليها آمالهم بعد الثورة.

7)  حزب النورومنهجية إدارة الضغوط :-

لم يسلم التيار الإسلامي من محاولات الإقصاء والإبعاد من القوي المعادية ، فإذا تجاوزوا ذلك واختارهم الشعب ليكونوا ممثلين لهم ، اجتهدوا في تشويه صورتهم ونشر الشائعات عنهم ، وإبرازهم في أقبح صورة ، فإذا تجاوزوا ذلك حاولوا منعهم عن طريق التشريعات والقوانين التي تكبلهم وتحجم نشاطهم وربما تمنع وجودهم من الأساس ، ومن أمثلة ذلك إشتراطهم في الانتخابات البرلمانية السابقة أن تمثل المرأة داخل القائمة حتي تكون مستوفية للشروط ، وقد تفاعل الحزب مع هذا العائق فوضع المرأة في مؤخرة القائمة ، فلما جاء القانون الجديد جعلوا القائمة مطلقة بحيث يكون الترتيب داخلها ليس له قيمة ثم الزموا القوائم بوضع عدد معين من الطوائف المهمشة ومنهم المرأة والنصاري ، ومن المعلوم أن الرأي الفقهي الذي يأخذ به الحزب أن مجلس النواب نوع من أنواع الولايات ، وبالتالي لا يجوز أن تمثل فيه المرأة أو النصاري ، أما من لا يرون في المجلس أنه ولاية فليس هناك حرج من دخولهم أصلاً ، ولن يعدم الحزب بإذن الله وسيلة ملائمة للتغلب علي هذه العقبة سواء بالدخول في تحالف مع الغير أو في البحث عن أفضل العناصر ممن ليس لديهم عداء ظاهر مع الشريعة ، وسيكون ذلك من باب دفع أعلي المفسدتين بإرتكاب أدناها والله أعلم.  

8)  لماذا فشلت التجربة السياسية لجماعة الاخوان؟

بعض الناس يطرح استشكالاً حول الفشل أو الإفشال الذي لحق بجماعة الإخوان رغم خبرتهم السياسية السابقة ، وأن هذه التجربة من الوارد أن تتكرر مع حزب النور مرة أخري ، ومع إقرارنا بإمكانية تكرار هذه التجربة أو غيرها ، إلا أن هناك أسباب لم تخطئها العين قد ساهمت بشكل كبير في التعجيل بسقوط جماعة الإخوان علي الأقل منها ما يلي :-

التعامل مع الفرقاء السياسين :-

من المعلوم أن الدكتور مرسي نجح بصعوبة شديدة ، ومع ذلك فقد نجح عن طريق تكاتف عدد كبير من القوي الإسلامية والمدنية علي حد سواء ، وتحت شعار " احمي ثورتك "، انطلق الاخوان يعدون الجميع بأن سياستهم ستقوم علي مبدأ المشاركة من الجميع ، وانه لا مكان للإقصاء في مصر الجديدة ، وألانوا الخطاب لجميع القوي ، وفتحوا صدورهم للقاصي والداني ، ووعدوا الجميع خيرا ، وما إن وصل الإخوان للحكم حتي تنكروا لكل من كان حليفاً لهم بالأمس ، وظهرت لديهم الرغبة المسعورة في الاستيلاء علي كل المناصب وكل المؤسسات ، وهم بعد لم يتجازوا في الحكم بضعة أشهر وبالتالي انقلبت كل هذه القوي عليهم ، والمتأمل في وجوه قادة جبهة الانقاذ التي قادت المعارضة علي مرسي سيجدها ما بين حليف سابق للإخوان أو مقرب منهم.

التعامل مع الدولة :-

لم تستوعب الدولة فكرة الثورة وتغيير النظام بسهولة ، وكانت تقف مترقبة ومنتظرة لسلوك هذا النظام الجديد ، هل سيقبل بمفردات الدولة الحديثة فيتعاونوا معه ويدخلوا في عباءته ، أم سيشتمون منه رائحة الغدر فيجهزون عليه قبل أن يجهز هو عليهم ، وهذا ما تم بالفعل في معظم أجهزة الدولة المؤثرة ، مما أدي بالإخوان للدخول في معركة خاسرة مع الدولة ومع أجهزتها ، نحمد الله أن انتهت بهذه الطريقة وبهذا القدر المحدود من الخسائر.

التعامل مع الشعب :-

قد يكون مفهوماً أن تعادي الدنيا كلها ، ربما يكون لديك مبررات أو يكون عندك أسباب أو ما شابه ، لكن أن تخسر شعبك أو جزء كبير منه فهذا ما لا يتصوره عاقل ، هذا بالضبط ما قام به الإخوان ونجحوا في زمن قياسي أن يخسروا كل الناس وأن يعادوا كل من ليس منهم أو معهم ، رغم أنهم كانوا يدركون الصورة السيئة التي ترسخت لدي الناس من ممارساتهم علي الأرض في مرحلة ما قبل الرئاسة وزادت حدتها أكثر بعدها ، للدرجة التي لم يستطع الاخوان النزول بقوة في الشوارع لدعوة الناس لإنتخاب مرشحهم.

هكذا تعامل الإخوان مع الدوله ومع مؤسساتها ، وهكذا تعاملوا مع الكيانات السياسيه الأخري ، ومع عموم الشعب ، في مجتمع مازالت جذوه الثوره متأججه فيه ، وما زال يتلمس خطاه نحو الإستقلال والحريه ولكن قدر الله وما شاء فعل.

9)  سياسات خاطئة يجب البعد عنها :-

من يمارس السياسة الشرعية بكافة ضوابطها وأخلاقها وقيمها ، فإن الله يعصمه من كثير من الخطأ والزلل الذي يمكن أن يقع فيه غيره ، وما دمنا نرفع لواء الشريعة ويظهر علينا سمت الالتزام فلا يصح أن يجد الناس منا ما يكرهون ، وفيما يلي ذكر لبعض الممارسات السيئة والمدمرة للعمل السياسي ككل نذكرها كعناوين بدون تفصيل ، لما رأينا لها من أثر مباشر في سقوط جماعة الأخوان :-

ü    التصدر بلا كفاءة.

ü    الإقصاء بلا مبرر.

ü    الغرور بلا داعي.

ü    العناد بلا وعي.

ü    الوعود بلا وفاء.

ü    المغالبة بلا مشاركة (إحتكار السلطة).

10)                   نصيحة أخيرة لأبناء حزب النور :-

الأيام القادمة ، أيام صعبة علي الحقيقة تحتاج منا جميعاً الي العمل بلا كلل ، وإلي الجهد بلا شكوي ، والي التكاتف والتعاون وتحمل بعضاً بعضاً ، والأوضاع الداخلية والخارجية من حولكم لا يخفي حالها عليكم ، ونحن لا نملك رفاهية الاختيار ، فإما أن نكون وإما ألا نكون ، والانتخابات ما هي إلا مرحلة نبتغي من ورائها أن تعبر بلادنا إلي بر الأمان والاستقرار.

ثقوا في قياداتكم وشيوخكم ، واعلموا أن الحفاظ علي وجودكم وسلامتكم هي شغلهم الشاغل ، فقد كان بإمكانهم أن يظهروا في دور البطولة الكاذبة ، وأن يهيجوا الشباب تحت دعاوي نصرة الشريعة ومحاربة الظلم ، ثم إذا حانت ساعة الجد هربوا خارج البلاد مرفهين منعمين في فنادق فارهة تاركين ورائهم قائمة من القتلي والمصابين والمعتقلين ، بل علي العكس نراهم قد تصدقوا بأعراضهم وأموالهم ، وتعرضوا لمخاطر حقيقية تهدد حياتهم وأسرهم ، ومع ذلك ظلوا مجاهدين في هذا الميدان لم تلن لهم قناة ، ولم يتنازلوا عن مبدأ ، وفي ظل هذه المخاطر لم يتنازلوا عن الشريعة بل حافظوا عليها قولاً وعملاً ، ولم يكتفوا بشعارات جوفاء لدغدغة مشاعر الشباب المتحمس وفقط.

لا أريد أن أقول أن هذا الجيل الذهبي من القيادات والشيوخ لن نشعر بقيمة " ظفر " أحدهم إلا بعد مماتهم ، ولكن أسأل الله أن يزيد في أعمارهم ، وأن يحسن في أعمالهم ، وأن يجعلهم مغاليقاً للشر ، مفاتيحاً للخير ، وأن يجزل لهم العطاء الوفير في الدنيا والآخرة ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة