الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

(من السبب في التطرف والإرهاب؟ (قراءة أخرى

السبب الحقيقي في وجود التطرف والإرهاب هو العلمانيون والليبراليون والملحدون والزنادقة والمنافقون والمأجورون وأشباههم

(من السبب في التطرف والإرهاب؟ (قراءة أخرى
سعيد الروبي
الخميس ٢٩ يناير ٢٠١٥ - ١٢:٣٢ م
2877

من السبب في التطرف والإرهاب؟ (قراءة أخرى)

كتبه/ سعيد الروبي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

الحديث عن التطرف والإرهاب هو حديث العالم، وموضوع الندوات والمؤتمرات والاجتماعات والدراسات والأبحاث واللقاءات وغيرها، والخبراء والمستشارون والباحثون والمعاهد والأجهزة المعنية كلهم يبحثون عن الأسباب والحلول بعضهم يقول سبب التطرف هو الفقر، وبعضهم يقول هو الجهل، وبعضهم يقول كتب ابن تيمية وابن عبد الوهاب، وبعضهم يقول غير ذلك.

أما أنا ـ العبد الفقيرـ فلي قراءة مختلفة ووجهة نظر مختلفة في أسباب التطرف والإرهاب وأظن ـ من وجهة نظري ـ أنها الأقرب إلى الحقيقة، وأتوجه بمقالي هذا إلى المهتمين بشئون التطرف والإرهاب داخل البلاد وخارجها وإلى المسؤولين عن هذا الملف.

كلمة إلى المسؤولين داخل البلاد العربية

سبب التطرف والإرهاب داخل بلادنا ليس هو ابن تيمية وكتبه ولا ابن عبد الوهاب وكتبه، ولا الفقر ولا الجهل، وإنما السبب الحقيقي في وجود التطرف والإرهاب هو العلمانيون والليبراليون والملحدون والزنادقة والمنافقون والمأجورون وأشباههم، الذين يهاجمون الإسلام وينتقدون القرآن ويطعنون في الصحابة والعلماء وكتب التراث ويسخرون من اللحية والحجاب، ويلصقون كل الأوصاف السيئة بالإسلام أو المسلمين، وينشرون الرذيلة والإباحية ويدعون إلى التحرر الكامل، ويفخرون بالغرب وبكل ما جاء من عنده ويشعرون بالعار من الإسلام أو المسلمين، ويتبرءون من كل ما جاء منه، هؤلاء بما يكتبونه وينشرونه ويقولونه يدفعون الشباب للتطرف والإرهاب، نعم هم السبب ماذا تتوقعون من الشباب وماذا تنتظرون من الغيورين على دينهم وهم يرون هؤلاء الملاحدة يعربدون ويشطحون وينطحون في الثوابت بلا قيود ولا حساب؟ ماذا تنتظرون من الشباب وماذا تتوقعون منه وهو يرى ويسمع دينه يُنتهك ويُستباح ويُستحل؟! وماذا يفعل الشباب إلا أن يتجه إلى التطرف والإرهاب؟ ماذا تنتظرون من الشباب وهو يرى من يهاجمون الدين يأخذون جوائز الدولة التشجيعية أو التقديرية أو غيرها وتكرمهم الدولة ممثلة في وزير ثقافة أو إعلام أو غير ذلك؟ 
 
ماذا تنتظرون من الشباب وهو يرى أن الأزهر لا يتصدى لهؤلاء بالصورة القوية؟ بل يشعر أن هناك تحجيمًا لدور الأزهر وتقييدًا، ماذا تنتظرون من الشباب وهو يرى ويسمع هؤلاء المنافقين يهدمون ثوابت الإسلام بلا رادع ولا وازع ولا حساب وبكامل حريتهم؟ بينما الشباب ممنوع من حرية التنقل وحرية التلاقي ويُمنع من الحضور لمن يحب من المشايخ والدعاة.
 
ماذا تنتظرون من الشباب وهو يشاهد المارقين والمنحرفين والفاسدين والمنحلين يتمتعون بكامل الحرية بينما الشباب المتدين محروم من الحرية؟ ماذا تنتظرون منه إلا التطرف والإرهاب؟
ماذا تنتظرون من الشباب الملاحق أمنيًا والمتابع أمنيًا وهو يرى أنه يُعامل أسوأ المعاملة بينما غيره من الشباب لا يضايقهم أحد؟

إن سبب التطرف والإرهاب ليست كتب ابن تيمية، فنحن في الدعوة السلفية قَرأنا كتب ابن تيمية وكتب ابن عبد الوهاب، ولا نُكفِّر ولا نُفَجِّر، فهمناها جيدًا وننقل منها كثيرًا.

صحيح إن غيرنا من الشباب قرأ كتب ابن تيمية وفهمها فهمًا غير ما فهمناه، وللأسباب السابقة راح يبحث في العبارات والصفحات ما يريح صدره من هؤلاء المنافقين، ويحدد له مواقفه ويبين له كيفية التعامل مع هؤلاء، والسبب ليس ابن تيمية ولا هذا الشباب، وإنما السبب فيمن دفعوه دفعًا إلى التطرف بل إلى الإرهاب، اسمعوا حلقة واحدة من حلقات إسلام البحيري، حلقة واحدة وستعرفون لماذا يتطرف الشباب، هذا المجرم يعتدي على كل شيء في الإسلام، كل شيء ولا يتصدى له الأزهر ولا المفتى ولا الأوقاف ولا الدولة ولا أحد من الرسميين مطلقا، إنه يهدم الثوابت ويتجرأ على كل شيء، فماذا تنتظرون من الشباب إلا التطرف في مواقفه وأفكاره وردود فعله؟

وهذا إبراهيم عيسى الذي يسخر من التدين والمتدينيين والأزهر وكل ما هو إسلامي ويهاجم ويتهم بحرية وباستمرار، ماذا تنتظرون من الشباب إلا التطرف والإرهاب؟

وهذا المستشار الذي يقول إن الفتوحات المسلمين اتجهت شمالاً من أجل النساء الجميلات، إنه يشوه تاريخ الفتوحات والفاتحين، فماذا تنتظرون من الشباب إلا التطرف والإرهاب؟

والمذيعة التي استمعت إلى خطاب الرئيس في المولد النبوي عن تجديد الخطاب الديني فقالت لا نريد أن نسمع عن مدرس يحدث التلاميذ والطلاب عن الثعبان الأقرع والثعبان بِقُصّة !! ماذا تنتظرون من الشباب الذى يقرأ لـ خالد منتصر وقرأ لـ نوال السعداوي وسعيد العشماوي وفرج فوده ونصر حامد أبو زيد وسيد القمني وغيرهم؟ وماذا تنتظرون من الشباب المحروم من التعيين بسبب لحيته؟ وماذا تنتظرون من الشباب المحروم من بعض الأماكن بسبب لحيته أو بسبب صلاته؟ يؤلمني أن أقول إن الدولة والمفكرين والكتاب والإعلاميين والمثقفين هم السبب في تطرف الشباب.

وإذا كنتم جادين في محاربة التطرف فأوقفوا تلك المهازل التي تسيئ للدين والمتدينين، فلا تلوموا على الشباب وإنما لوموا على من هيجوا الشباب وأثاروهم وأغضبوهم, أسكتوهم بدلاً من محاولات إسكات الشباب الغيور على دينه، وأنا لا أدافع عن التطرف والإرهاب، فأنا أيضًا أعاني من الشباب المتطرف والإرهابي، ونحن في دعوتنا السلفية نعادي هذا الفكر وهذه المناهج، ولكني في هذا المقال أقدم الأسباب الحقيقية التي لا يذكرها الباحثون والمتخصصون والتي تؤدي إلى التطرف والإرهاب، قد يقول قائل من المسؤولين وماذا نفعل مع هؤلاء الكتاب؟ لا نملك إسكاتهم ولا تكميم أفواههم مراعاة لحرية الرأي وحرية التعبير.

أقول لا, شعار حرية الرأى وحرية التعبير هذا شعار كاذب سيئ السمعة، لا يستخدم إلا ضد الإسلاميين المتدينين فقط، حتى في أوروبا لا توجد حرية رأي وحرية تعبير ضد اليهود مثلاً، ولا توجد حرية رأي ولا حرية تعبير للإسلاميين، هذا الشعار لا نقبله ولا نرضى به، وأقول للمسؤولين إذا كنتم مصرين على إعطاء المارقين حريتهم ليقولوا ما شاءوا ضد الإسلام، فلا تلوموا الشباب الذي يتطرف ويتجه للإرهاب، فأنتم السبب.

وبكل صراحة أقول لن ينتهي التطرف والإرهاب إلا إذا شعر الشباب أن الدولة تحترم الدين والمتدينين، وتمنع كل من تجرأ على الدين وتحمي الدين من كل من تطاول عليه.

مرة أخرى إذا لم يشعر الشباب أن الدولة هي التي تدافع عن الدين سيتصدى هو للدفاع ويتطرف هو ويتجه للإرهاب دفاعًا عن الدين والمقدسات والثوابت.

بعض القنوات القبطية تهاجم القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم والإسلام، لا بد أن يكون للدولة منها موقف أيضًا؛ حتى لا يتجه الشباب للتطرف والإرهاب، أما إذا بقي الوضع على ما هو عليه فلا تصدعوا رؤوسنا بالحديث عن التطرف والإرهاب فأنتم السبب في وجوده وانتشاره

كلمة إلى المسؤولين العالميين

الذين يتكلمون أيضًا عن التطرف والإرهاب، سبب التطرف والإرهاب عند بعض الإسلاميين هو الظلم الدولي الواقع على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، والذي تقومون به أنتم وأتباعكم مذابح ومجازر وتهجير للإسلاميين، فماذا تنتظرون وماذا تتوقعون من الشباب المسلم في كل العالم؟ طبعًا سيعاديكم ويحاربكم ويقاتلكم وأنتم السبب في تطرف الشباب واتجاهه للإرهاب على مستوى العالم، إذا الظلم الواقع على المسلمين هو سبب التطرف والإرهاب وظلمكم أنتم للمسلمين هو السبب في التطرف والإرهاب، إذا أنتم يا غير المسلمين السبب في نشر التطرف والإرهاب بممارستكم وظلمكم، ثم تأتون بعد ذلك وتقولون ما السبب؟ أنتم السبب.

ليس القرآن هو سبب التطرف والإرهاب، وليس الرسول صلى الله عليه وسلم هو سبب التطرف والإرهاب، وليست كتب العلم والتراث هي سبب التطرف الإرهاب ولا الفقر ولا الجهل، السبب هو الجرأة على الإسلام والظلم الواقع على المسلمين، فإذا كنتم جادين في محاربة التطرف والإرهاب فقد بينت لكم أسبابه الحقيقية، أما إذا كنتم تريدون نشر التطرف والإرهاب فهذا موضوع آخر، إن الحل الأمني أوالعسكري أو الاقتصادي بل حتى الفكري لن يعالج التطرف والإرهاب طالما أن أسبابه قائمة, الحل الوحيد هو احترام الدين والمتدينين والدفاع عن الدين وعدم محاربته ولا محاربة المتدينين، سيقولون إذا لم نحارب الدين والمتدينين سينتشر الإسلام وسينتشر المتدينون ونحن نخاف من هذا ونرفضه، أقول لكم إذا لو حاربتم الدين سينتج التطرف والإرهاب، ولو دافعتم عن الدين سيزداد المتدينون معضلة أنتم تواجهونها فاختاروا لأنفسكم. دين الله قادم.. ونور الله قادم.. والمستقبل لهذا الدين.

بقية أسباب التطرف

1ـ الظلم :

الشعور بالظلم أو غياب العدل أو تأخره يدفع البعض للتطرف كرد فعل على انتشار الظلم؛ فيذهب إلى أقصى درجات التشدد وكأنه انتقام لا إرادى من الظلم والظالمين، فالمظلوم الذي يعجز عن أخذ حقه يشعر بالعداء الشديد تجاه الظالم، أو من يمثله أو ما يمثله ويشعر برغبة في الانتقام بأي صورة وبأي درجة، وهذا الشعور قد يدفعه للتطرف أو للإرهاب، فالمتطرف معه حق في جزء وهو متجاوز للحدود في جزء آخر، فإذا أردنا أن نعالج التطرف والإرهاب فلننشر العدل ولنحارب الظلم والظالمين.

2ـ الفساد:

الفساد واحد من  أسباب انتشار التطرف والإرهاب، فالشباب عندما يرى الفساد منتشرًا والفاسدين في كل مكان وملأ السمع والبصر وهم نجوم المجتمع، تنشر أخبارهم وأخبار فسادهم سواء كانوا من رجال الأعمال أو الفنانين والممثلين والمغنين والكتاب وغيرهم، وعندما يرى الشباب أن الفاسدين في مأمن من العقوبة والملاحقة والتضييق، بل على العكس تفتح لهم الأبواب وتعطى لهم التساهيل والامتيازات، فماذا ننتظر من الشباب إلا الوقوع في التطرف والإرهاب؟

إن التطرف والإرهاب انتقام ورد فعل عنيف لمظاهر موجودة في مجتمعنا وفي كل المجتمعات، فإذا أردنا أن نحارب التطرف والإرهاب فلنحارب أسبابه، وما ذكرته هو الأسباب الحقيقية فمن كان صادقًا في محاربة التطرف والإرهاب فليبدأ بعلاج هذه الأسباب، وسيجد تدريجيًا التطرف والإرهاب في تراجع وانحسار، ومن لجأ إلى حلول أخرى كالحل الأمني والعسكري أو حتى الفكري فلن يجدى شيئًا، ستظهر أجيال وأجيال تتجه نحو التطرف والإرهاب تلقائيًا طالما بقيت الأسباب الحقيقية.

هذه وجهة نظر أخرى لأسباب التطرف والإرهاب عرضتها لمن كان يبحث عن السبيل، ومرة أخرى أذكر أننا نحارب التطرف والإرهاب ونريد التخلص منه والقضاء عليه، ولكن ما نفعله نحن يهدمه غيرنا بالدفاع عن الظالمين والفاسدين.

إن محاربة الدولة للتطرف والإرهاب يكلفها الكثير والكثير، يكلفها ماديًا ونفسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا ودوليًا وداخليًا، يكلفها جهدًا ووقتًا ورجالا ومالا،  وأمامها الطريق السهل لمعالجة التطرف والإرهاب ألا وهو نشر العدل والاستقامة، وقبل ذلك حماية الدين والدفاع عنه وإسكات المهاجمين، هذا هو الطريق السهل بل الأسهل والأنجح والأقوى والأفضل والأقصَر في محاربة التطرف والإرهاب، وبغيره لا نجاح ولا تقدم ولا انجاز ولا أي شيء تراجع مؤقت ثم عودة قوية.. ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد.

سؤال يحتاج إلى إجابة من المختصين:

لماذا يتطرف بعض الأطباء والمهندسين والأغنياء والمحامين والمدرسين ..و..و..؟
الإجابة واضحة؛ لأنهم يرون دينهم يستباح وينتهك والحكومات والمؤسسات لا تدافع عن الدين؛ فيقرر الشباب أن يدافع عن دينه بنفسه وبطريقته؛ فيقع في التطرف، وأحيانا لا يتطرف، ولكن يوصف بالتطرف من قبل المنحرفين والفاسدين والمارقين والمنحلين ويوصف بالإرهاب من الإرهابيين الحقيقين!! 

استطراد

هل أتوقع سكوت المهاجمين للدين أو قلة عددهم؟ لا بل أتوقع المزيد من الهجوم والمزيد من المهاجمين وانضمام بعضهم إلى بعض، وأتوقع أيضًا قوة التيارات الدينية وانضمام بعضها لبعض، كل من الفريقين سيزداد قوة وأتوقع احتدام الصدام والصراع والمواجهة، توقعات والله أعلم وأتوقع أن الناس كل الناس سيضطرون تدريجيًا وشيئًا فشيئًا إلى تحديد مواقفهم وتموضعهم إما مع الدين والمتدينين وإما مع النفاق والمنافقين توقعات والله أعلم.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً