السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

نثر الورود لنصرة الشيخ محمد عبد المقصود

و هذا أمر يدعو للعجب و التساؤل : ما الذي يحمل الدكتور عبد المقصود على تحمل تبعة هذا الظن السيئ بأخيه

نثر الورود لنصرة الشيخ محمد عبد المقصود
البخاري إبراهيم
الثلاثاء ٠٣ فبراير ٢٠١٥ - ١٦:٣٧ م
1237

نثر الورود لنصرة الشيخ محمد عبد المقصود*

كتبه/ البخاري إبراهيم

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم

 

انتهيت قبل قليل (1) من سماع الدقائق الأخيرة التي قدر لي إدراكها من حلقة فضفضة لفضيلة الشيخ الدكتور /محمد عبد المقصود –حفظه الله تعالى . ومما لفت انتباهي قوله في الرد على من يصف الدكتور محمد مرسي بلقب (الاستبن) : ((إذن أنت اتبعت أبا حمالات .. هل تظن أن هذا يقودك إلى الخير )) .

 

ورغم رفضنا التام لإطلاق هذا اللقب على الدكتور المحترم محمد مرسي ،وأنه – كما نبه الشيخ عبد المنعم الشحات وغيره في أكثر من برنامج ومقال وتصريح – ظلم للرجل من الإعلام العلماني ؛ لكني تذكرت في التو وقبل أن يكمل الدكتور عبد المقصود حديثه أن فضيلته على مدار الأيام الماضية و في كل مؤتمرات تأييد الدكتور مرسي التي حضرها – تذكرت كيف هو الآخر يتبع ( أبا حمالات ) في تعليقه على كلام الدكتور ياسر برهامي متهكما : (يقول كبيرهم : الدكتور العوا هو الأكفأ و برنامج الدكتور مرسي هو الأفضل ، لذلك اخترت الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ) معتبرا ذلك لغزا ، و من ثم يظهر الشيخ عبد المقصود دهشته مفسحا المجال لكل من يسمعه و يشاهده ليضحك ساخرا من كلام الدكتور ياسر . فهل فات الشيخ أن أول من أبرز كلام الشيخ ياسر منزوعا من سياقه على هذا النحو من التهكم هو (أبو حمالات !) ، و من ثم اتبعه الدكتور عبد المقصود ، كما أن كل من وصف الدكتور مرسي بالاستبن قد اتبع ( أبا حمالات ) أيضا .!!

 

و ترجيح خيار أن الشيخ عبد المقصود اتبع أبا حمالات في توجيه كلام الشيخ ياسر في رأيي هو الخيار الأخف في حق رجل بمنزلة الشيخ عبد المقصود ؛ إذ إن الخيار الآخر وهو أن يكون الشيخ عبد المقصود قد سمع كلام الشيخ ياسر بنفسه في سياقه و تعليله و تحليله ثم يخرج بنفس النتيجة التي خرج بها الصحفي المغرض "إبراهيم عيسى" ؛ هذا الخيار يقدح في عدل الشيخ عبد المقصود و إنصافه بل و قدرته على فهم تعليل الشيخ ياسر، أويكون فيه اتهام للشيخ بتعمده لنزع الكلام من سياقه لتحريف مراد المتكلم ، و هذا أمر نجل الشيخ عبد المقصود عن الوقوع فيه ؛ لأن الشيخ ياسر قد بين بكل وضوح لماذا لم يقع الاختيار على الدكتور العوا رغم كفاءته و لا على الدكتور مرسي رغم قوة برنامج النهضة الذي ورثه من المهندس خيرت الشاطر ، و بين كذلك سبب اختيار الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ، و هو أمر قد وضحه الشيخ ياسر بجلاء ، مما يجعل استحالة الخروج بالنتيجة التي خرج بها (أبو حمالات) أمرا حتميا لدى كل منصف .

 

لذلك فالخيار الأول هو الأخف في حق الشيخ عبد المقصود الذي لا يغيب عن فضيلته أن السياق من أبرز القرائن التي تعين على فهم النص و تفسيره تفسيرا صحيحا يكشف عن المراد منه و توجيه المعنى بما يتفق مع مراد المتكلم منه . و قد نص الأصوليون و المفسرون على أثر السياق في ترجيح المحتملات و بيان المجملات ، و عود الضمير ، و دفع ما يُتوهم من التعارض . ففهم الكلام دوار مع السياق ، و للسياق فيه قسط كبير من التحكم . كما أنه من المقرر لدى كل باحث منصف أن تجاهل السياق في فهم مراد المتكلم ظلم فادح للكلام و لصاحبه . و لا زال لواء التشنيع على من ينزع الكلام من سياقه مرفوعا ، و لا زالت صوارم المحققين على هواة القص و اللصق - الذين يجردون الكلام من سياقه - مسلولة . وعليه فلا نملك إلا أن نقول للشيخ بكل أدب كما قال هو لمن وصف الدكتور مرسي بالاستبن : (إذن أنت اتبعت أبا حمالات ..) !!! .

 

لكن العجيب في أمر الدكتور عبد المقصود أنه في سياق تهكمه من كلام الشيخ ياسر يبرزه محاولا التأكيد على أن الاختيار كان اختيار الشيخ ياسر وحده من دون المشايخ ، و من ثم يصبح اجتماع مجلس شورى الدعوة السلفية ( تمثيلية أو ضحك على الذقون ) ، و أن القرار كان معلوما مسبقا . كما يظهر من كلامه أنه تم التأثير من قبل الدكتور ياسر على أصوات أعضاء مجلس شورى الدعوة السلفية لصالح الدكتور أبي الفتوح .

 

(1) قبيل منتصف ليل القاهرة ليلة الثلاثاء 24جماد ثان 1433ه-15/5/2012م .

 

و هذا أمر يدعو للعجب و التساؤل : ما الذي يحمل الدكتور عبد المقصود على تحمل تبعة هذا الظن السيئ بأخيه الدكتور ياسر برهامي و ظلمه هذا الظلم البين الذي لا ساق له يقوم عليه ، بل مبناه على الوهم بلا حجة و لا برهان ، مما يجعل من آثر سلامة نفسه يتورع عن مثل هذا الظن ، و السلامة لا يعدلها شيء .

 

و انطلاقا من قول الرسول صلى الله عليه و سلم : (( انصر أخاك ظالما أو مظلوما ، فقال رجل : يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما ؛ فكيف إذا كان ظالما ؟ قال : تحجزه أو تمنعه عن ظلمه )) رواه البخاري و أحمد و الترمذي واللفظ للبخاري من حديث أنس رضي الله عنه .

 

ونحن إن نصرنا مشايخنا من أهل العلم و الفضل - الذين اعترف الشيخ عبد المقصود في أكثر من مناسبة أنهم كانوا شيوخا كبارا في العلم و الدعوة و التصنيف أيام كان كثير من منتقديهم ما زالوا جهالا !! – إن نصرناهم مظلومين فإن من حق الشيخ عبد المقصود علينا أيضا أن ننصره ، و ذلك بأن ننبهه لعله يتوقف عن اتهامه لإخوانه المشايخ لمجرد أنهم خالفوه في مسألة مبنية على الاجتهاد ، و من ثم فالخلاف فيها خلاف سائغ تتسع له صدور المختلفين . و قد أشار أهل العلم إلى أن من سلك لنفسه مسلك السلامة و رام لها البعد عن أسباب الندامة فإنه يتورع عن الطعن في من خالفه و التنقيص منه و إسقاطه ، قال الإمام البدر العيني في عمدة القاري 1/300 ( ... و منشأ هذا الورع الالتفات إلى إمكان اعتبار الشرع ذلك المرجوح ) بل يمكننا أن نضيف لفضيلة الشيخ اعتبارا آخر محتملا و هو : إمكانية أن يكون الدكتور أبو الفتوح في جولة الإعادة – إن حدثت – منافسا لأحد المرشحين الذين لا يتبنون المشروع الإسلامي ، فماذا سيصنع الشيخ وقتها مع الدكتور أبي الفتوح ؟ لذلك نقول للشيخ ( دع للصلح موضعا و أبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما ) .

 

و ما يضر الشيخ لو أنه وضع احتمالا و لو بسيطا لخطأ رأيه و صحة رأي من خالفه ؟

و لأن كاتب هذه السطور كان ممن شارك في عملية التصويت و عاين تفاصيلها ، و كيف جرت بطريقة يفخر بها كل منتسب لهذه الدعوة المباركة ؛ بعد الاستماع للمرشحين الإسلاميين و مناقشتهم ثم إجراء التصويت السري المباشر دون أدنى تدخل بكلمة واحدة تؤثر على توجيه الأصوات لاختيار مرشح بعينه – و الله على ما أقول شهيد – لا من الشيخ ياسر و لا من غيره من المشايخ حفظهم الله جميعا ؛ فإن هذا الكلام يعد ظلما و تجنيا تدفعنا محبتنا للشيخ محمد عبد المقصود و اعترافنا بقدره أن نمنعه منه ، و ذلك بأن نبين له بكل أدب أن ما يذكره مخالف للحقيقة و يتضمن سوء ظن بإخوانه من أهل العلم و الفضل نربأ بالشيخ أن يتلبس به ، لعل الشيخ أن يراجع طريقته في نقد إخوانه و يرجع عن هذا المسلك الذي آذاهم به و التي تكون ثمرته المرة كما قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله : ( هضم لحقوق المسلمين في دينهم ، و عرضهم ، و تحجيم لانتشار الدعوة بينهم ، بل صناعة توابيت تُقبر فيها أنفاس الدعاة و نفائس دعوتهم ) " تصنيف الناس بين الظن و اليقين" و رحم الله الإمام أبا حنيفة إذ قال : ( هذا الذي نحن فيه رأي لا نجبر أحدا عليه و لا نقول يجب على أحد قبوله بكراهية ، فمن كان عنده شيئ أحسن منه فليأت به ) "الانتقاء لابن عبد البر- ص 140" .

 

كم كنا نتمنى و الله أن نرى الشيخ عبد المقصود أسوة حسنه لغيره من المشايخ و الشباب في تطبيق أدب الخلاف لاسيما في المسائل المبنية على الاجتهاد ؛ فيبين ما ترجح لديه بحيثياته و أدلته إن وجدت ، دون أن ينتقص من قدر مخالفيه أو يتهكم بهم بأسلوب ساخر يجعل غيره ممن لا يداني طلابهم يتجرأ هو الآخر على التطاول و التهكم في إحدى هذه المؤتمرات المشار إليها قائلا ‏: (وعلى رأي شيخنا الشيخ محمد عبد المقصود .....) مما جعل من على المنصة ممن يعنيهم الأمر أن يرسلوا له أكثر من ورقة بها ( كفاية كده على السلف ) –كذا- في الوقت الذي جاء أحد منظمي واحد من هذه المؤتمرات ليهمس قائلا بصوت سمعه كل الحضور والمشاهدين على الهواء للشيخ السلفي محمد عبد المقصود لما رآه ينهش في لحم إخوانه السلفيين : ( الوقت مفتوح بناء على طلب الناس ) !!! و كأن هذا إيذان بأن هذا النوع من الكلام هو من جنسية ما يطلبه المستمعون لا سيما إذا صدر من شيخ سلفي بوزن الشيخ محمد عبد المقصود !! .

 

لقد دأب الشيخ عبد المقصود في كل المؤتمرات التي حضرها تأييدا للدكتور مرسي حفظه الله على الغمز و اللمز بإخوانه المشايخ دون أدنى مناسبة لمجرد أنهم خالفوه الرأي في دعمهم مرشحا للرئاسة غير مرشحه ، و العجيب أن نقد الشيخ عبد المقصود لمن خالفه الرأي في مرشحه لم يطل غير إخوانه من مشايخ الدعوة السلفية فقط ، في حين لم ينبس ببنت شفه مع شخصيات لها وزنها خالفته الرأي في مرشحه كالشيخ يوسف القرضاوي أو الدكتور عمر عبد الكافي مثلا !!.

و الدكتور عبد المقصود حينما يذكر أن بعض المشايخ الكبار من مجلس شورى الدعوة السلفية قد صوتوا للدكتور مرسي يحاول أن يبث رسالة لازمها أنه لا يُقدر مبدأ الشورى و لا أهميتها في صناعة القرارات الهامة . فهل يريد الشيخ أن يتمسك كل صاحب رؤية برؤيته و لا يلتزم القرار المؤسسي ؟!! هل يرضى الشيخ بذلك في الهيئة الشرعية ؟ هل يليق بنا أن ننشر أسماء العلماء الذين خالفوه الرأي منهم ؟ فما ثمرة الشورى إذن ؟

 

و ما قول الشيخ في ال52 عضوا من مجلس شورى الإخوان من مجموع 108 عضوا "أي قرابة النصف" الذين رفضوا تقديم الإخوان مرشحا للرئاسة ؟ إنه لأمر يدعو للعجب حقا أن نجد من يدعو لاحترام المؤسسية و الشورى ؛ ثم يعمل على هدم ذلك عند غيره ؛ فينشر أسرار المجالس ليشق صف غيره !! ، أحلال لجماعة الإخوان أن يلتزموا بقرارات مجلس شوراهم و حرام على غيرهم ؟!! . أم ترى أن الشيخ نسى السبب المعلن لفصل الدكتور أبي الفتوح من جماعة الإخوان !! . و هل يا ترى إذا أقر الشيخ بهذا اللازم سنراه يعتذر عنه كما اعتذر على الهواء من لازم فتواه لأحد طلبة الجامعة بجواز سرقة بطاقة والده حتى يمنعه من التصويت لمرشح غير إسلامي ، مما يلزم منه إباحة التزوير و ممارسة الحجر على آراء الآخرين ؟ .

 

إن من يتابع مواقف الشيخ عبد المقصود و كلماته في مؤتمرات الدكتور مرسي ليتملكه العجب من طريقة الشيخ مع من خالفه الرأي ، فقد يبالغ الشيخ حفظه الله أحيانا فيعتبر أن من خالفه الرأي في مرشح الرئاسة معادٍ له فيقول في مؤتمر من هذه المؤتمرات ‏ : (ليس العداء من خارجنا بل من جلدتنا و من داخلنا ) ، بل يعتبره معادٍ للإخوان جميعا مما يدفعه للتساؤل :(لماذا تقف موقفا عدائيا منهم إن كنت تناصر الشريعة ؟ ) ، و لعمر الله كم وُجه هذا السؤال للشيخ من قِبل أنصار الشيخ حازم قبل ذلك ، و كلا طرفي قصد الأمور ذميم ، و لله في خلقه شؤون .

 

تسمع في كلام الشيخ واصفا أحد إخوانه من أهل العلم و الفضل ‏: (فلان الكاذب ) ، ( الأهوج ، المتهور الملبوس ، كأنه لبسه جن ..) ، و في غيره يقول كذلك : ( الشيخ السلفي المطنطن ... ) ، فمهما اختلفنا لا أظن أن استخدام الشيخ لمثل هذه الألفاظ يصير لائقا مع من خالفه من أهل العلم . و هنا لا يسعنا إلا أن ننصح للشيخ كما ذكر هو أنه نصح به جماعة الإخوان في أمر المخالفات الشرعية التي رآها في مؤتمراتهم : ( يمكن أن تقام هذه المؤتمرات دون الحاجة لمثل هذه المخالفات ) .

 

و من الأمور التي يبلغ فيها ظلم الشيخ لإخوانه مبلغا عظيما أن يتكرر منه التعميم في سياق الكلام عن مشايخ الدعوة السلفية الذين أيدوا الدكتور أبا الفتوح أنهم وقفوا من الثورة موقفا معاديا وكان حظهم من الثورة بيانات تحرم الخروج على ولي الأمر و تحرم المظاهرات ، و لا يفوت الشيخ أن يؤكد هذا الكلام في كل مؤتمر يحضره ، حتى في لقائه مع قناة الحوار اللندنية مما جعل المذيع يتساءل في أدب : هل كان هناك من يحرم الخروج و المظاهرات ثم جاء لجني ثمار الثورة ؟ فيجيبه الشيخ بالإيجاب ، فيتحقق المذيع مرة أخرى من قصد الشيخ قائلا : التيار السلفي ؟ فيجيب الشيخ ( آه طبعا ) ، كل هذا في سياق الحديث عن مشايخ الدعوة الذين خالفوه الرأي في مرشحه ، و الشيخ أول من يعلم موقف هؤلاء المشايخ ، و قد ذب عنهم من قبل نافيا هذه الاتهامات !! .

 

و في ذات السياق الذي يؤكد فيه على أن الإخوان ( ثبتوا على قضاياهم و ظلوا كما هم ينادون بأن الإسلام هو الحل و لم ينحرفوا بل ظلوا مستقيمين ) لا يفوته أن يقول عن إخوانه المشايخ : ( إخوانا السلفيين و هم يعلمون مواقفهم ، طوائف منهم

انحرفوا ووقعوا عملاء لأمن الدولة ) !! وأن مواقفهم كانت ( مبنية على الأباطيل و الخيانة و العمالة لأمن الدولة و سب الناس و إساءة الظن و الطعن و التكفير ) !! ، و يزيد ( مفيش أخلاقيات عند كثير من الشباب السلفي ) . كل هذا في سياق واحد موجه لمن خالفوه في اختيار مرشحه . أعجب ما في الأمر أن يقرر الشيخ أنه بذلك يؤدي ما وجب عليه من الشهادة ثم يقرأ قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى ،و اتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) ، فهل هذا من الشهادة بالقسط و العدل ؟ !! .

 

و كان يسع الشيخ أن يكون له أسوة في أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه إذ لقي رجلا فقال له عمر : ما صنعت ؟ – يعني في مسألة كانت معروضة للفصل فيها – فقال الرجل :قضى على و زيد بكذا ، فقال عمر : لو كنت أنا لقضيت بكذا ، فقال له الرجل : و ما يمنعك و الأمر إليك ؟ قال : ( لو كنت أردك إلى كتاب الله تعالى أو سنة نبيه صلى الله عليه و سلم لفعلت ، و لكني أردك إلى رأي و الرأي مشترك ) إعلام الموقعين 1/65 ، أم أن الشيخ يرى أن مرشح الرئاسة منصوص عليه ؟ !! .

 

أي ظلم يوقع الشيخ فيه نفسه بلا برهان و لا بينة لمجرد أن إخوانه خالفوه الرأي خلافا سائغا قائما على الاجتهاد فيلقي

 

التهم جزافا في سياق يوهم بتوجيه هذه التهم لتيار بعينه ، مما يجعلنا نتساءل متعجبين : لصالح من تأتي هذه التصريحات و في هذا التوقيت ؟ ترى لو كان إخوانك المشايخ وافقوك الرأي في مرشحك فهل سيكونون أيضا ممن كان عميلا لأمن الدولة ؟!! .

 

لماذا لم نر يا فضيلة الشيخ من بقية أعضاء الهيئة الشرعية مثل هذه الاتهامات و القسوة على المخالفين ؟ لا أظن أنك ترضى أن يكون الجواب أنك أغير منهم على المشروع الإسلامي .

 

ليت الشيخ في خلافه مع إخوانه من أهل العلم و الفضل من مشايخ الدعوة السلفية يتعامل معهم بالقاعدة المسماة ( القاعدة الذهبية ) و التي طالما تغنى بها إخوانه من جماعة الإخوان ، و التي شطرها الأخير : ( و يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ) ، أو حتى كما تعامل مع ( أهل المزيكا ) لما قال في نفس الحلقة المشار إليها في معرض رده على من أرسل له ينكر عليه سماع الموسيقى في مؤتمرات الإخوان دون نكير : ( المزيكا محل خلاف ) ولم يزد على ذلك ، و بعيدا عن بيان الخلاف في الموسيقى هل هو من الخلاف السائغ أم لا ، فإننا ننبه الشيخ أنه – رغم ترجيحه لحرمة ( المزيكا ) لم يكتف فقط بإعذار المخالف ، بل شارك في السماع مختارا ، أقول للشيخ بكل أدب : لقد انتظر إخوانك منك ما هو أدنى من ذلك بكثير و هو : أ ن تلتمس لهم العذر و تكف لسانك عنهم فقط دون أن تشاركهم ( السماع ) أقصد التأييد لنفس المرشح طالما أن المسألة اجتهادية ، و لك أن تقول وقتها لمن ينكر عليك ذلك : ( المسألة فيها خلاف ) ، فهل نطمع أن يكون حظنا من فضيلة الشيخ محمد عبد المقصود - إذ خالفناه في اختياره لمرشح الرئاسة - دون حظ أهل ( المزيكا ) منه .

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

* نشر على صفحة موقع أنا السلفي على فيس بوك بتاريخ 21 مايو، 2012.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com