الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

إسلام البحيري.. والحوثيون

كل المواجهات القادمة عقائدية دينية، تتضح شيئًا فشيئًا

إسلام البحيري.. والحوثيون
سعيد الروبي
الاثنين ١٣ أبريل ٢٠١٥ - ١١:٢٨ ص
1966

إسلام البحيري.. والحوثيون

كتبه/ سعيد الروبي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

لا ارتباط بين الاسمين إلا من ناحية أنهما يُسبِّبان مشاكل وأحزان حاليًا، وأيضًا لم يُهزما الهزيمة الحاسمة حتى الآن .

وابدأ بإسلام البحيري .. ولم أتحدث عنه شخصيًا .. ولكن سأتحدث عن الأزهر الشريف. أعلم جيدًا أن الأزهر الشريف يتعرَّض لهجمة شرسة لتقزيمه وتحجيمه وتشويهه وتقييده وتقليصه وترويضه، بل وهدمه، وينبغي علينا جميعًا أن نُدافع عنه وأن ندعمه.

وإسلام البحيري يستميت في الهجوم على الأزهر ونقده وتشويهه، كما فعل مع كل ما هو إسلامي:ـ

الأئمة الأربعة .. والبخاري .. ومسلم .. وابن تيمية .. بل وحتى الصحابة .. والخلفاء منهم خاصة .

وأنا أيضًا سأنتقد الأزهر، ولكن ليس لهدمه ولا للتقليل من شأنه، وإنما للنهوض به وتشجيعه ومعاونته.

للأسف الشديد أداء الأزهر ومن ينتسبون إليه في مواجهه إسلام بحيرى، كان ومازال دون المستوى، وأقل من المستوى المطلوب؛ وبالتالي خرج أحد الكُتَّاب في صحيفة يقول: إسلام البحيري انتصر فقهيًّا وهُزِم أخلاقيًّا فعلًا الشيوخ الذين ناظروه أو حاوروه لم ينجحوا في الرد عليه ردًّا شافيًا كافيًا حاسمًاً مُفحِمًا؛ لقد جرَّهم إسلام البحيري إلى موضوعات هو يُريد الحديث فيها، وأبعدهم عن الموضوعات التي لا يُريد الحديث فيها، وبلعوا الطُعْمَ، ولم ينتبهوا، وكان هو المهاجم وهم المدافعون، وهو القاضي وهم المتهمون.

فإذا كان إسلام البحيري قد أحدث بلبلة بأفكاره الهدَّامة المُخرِّبة؛ فقد أحدث الشيوخ الأزهريون بلبلة بسبب ضعف مستواهم، وضعف أداءهم، وضعف حجتهم؛ لقد لعب بهم البحيري واستوعبهم، وكانوا معه في قمة النعومة، مع أنه كان قاسيًا جدًّا وعنيفًا جدًّا في هجومه على الأزهر في برنامجه، ولم يقدموا الدليل على أن إسلام البحيري يطعن في ثوابت الدين كما جاء في شكوى الأزهر إلى المنطقة الحرة للإعلام التابعة للهيئة العامة للاستثمار، ولم يُقدِّم شيوخ الأزهر أي دليل على قائمة الاتهامات التي وجهوها إلى إسلام البحيري في مذكرة الشكوى.

لقد نجح إسلام البحيري في تصوير الأزهر على أنه ظلامي وكهنوتي وإقصائي ومُتخلف، ولم ينجح الأزهر في تصوير وتقديم البحيري على أنه يطعن في ثوابت الدين ويُهاجِم الأئمة والعلماء، ويُضلِّل عقول الشباب .

للأسف الشديد، إسلام البحيري سبَّب فتنة للناس، وشيوخ الأزهر سبَّبوا فتنة أخرى للناس، وبالتالي كما قال كاتب: انتصر فقهيًّا وانهزم أخلاقيًّا.

زادت قناعة بعض الناس بإسلام البحيري، وزادت ثقتهم فيه، ونظروا إليه على أنه مظلوم مضطهد، صاحب فكر مستنير، والموضوعات التي قدَّمها صحيحة، لم تجد من يُخطِّئها، وبالتالي أنا أتوقع انحراف شريحة جديدة من شرائح المجتمع،  وأتوقع عودة إسلام البحيري إلى القنوات أو على الأقل متابعة الناس له وبحثهم عنه، وأتوقَّع من نفس الشريحة موقفًا عدائيًّا للأزهر ولكل الإسلاميين .

والمطلوب الآن: هو جهد مُنظَّم ومُرتَّب من الأزهر للرد على إسلام البحيري ردًّا مكثفًا علميًّا دقيقًا فاحصًا، وكشفه أمام الناس بحجة قوية وبيان ساطع وبرهان شديد الوضوح في نفس القناة التي كان يُذيع إسلام منها برنامجه، أو في عدد من القنوات، مع إبراز أن هذه الموضوعات للردِّ على إسلام البحيري، مع عرض فيديوهاته.

وأُحَذِّر: من أنه إذا عُرضت الموضوعات على أنها موضوعات عامة؛ فلن تؤتي ثمارها، ولن تُحقِّق المقصود منها، وستبقى فتنة البحيري قائمة.

هذه نصيحة من مُحبٍّ، حريصٍ على الأزهر، مريدٍ له الخير.

الحوثيون

هم أيضًا انتشروا في اليمن بسرعة شديدة، واكتسحوا المحافظات والمدن، ولما ضربتهم السعودية ودول التحالف العربي ظهر للعالم أنهم أقوياء، وأن السعودية عاجزة عن صدِّهم وإيقافهم .

أخشى أن تتورَّط السعودية في اليمن، وتغرق في المستنقع اليمني وأخشى أن تحدث ثورة في المنطقة الشرقية للسعودية المملوءة بالشيعة، وتدخل السعودية في دوامة قوية، وتغفل عن شمال البلاد حيث اليهود المتربصين.

لذا أقترح على السعودية أن لا تتدخل بريًّا إطلاقًا، وأن تُركِّز على إمداد اليمنيين بالمعلومات والأسلحة والأموال والخبرات وتترك اليمنيين للتصدي للحوثين وأتباع علي عبد الله صالح، وكذلك أُحَذِّر السعودية من أن تسحب قُوَّاتها من الشمال مهما كانت الظروف والأحوال .

وأُحذِّر السعودية من أمريكا، ومن روسيا، ومن كل القوى العالمية .. لا تأمنوا لأحد، ولا تعتمدوا على أحد إلا الله سبحانه وتعالى؛ كلهم متشابهون، ومتعاونون ضد المسلمين .

نحن في مرحلة بالغة الصعوبة، والأوضاع مُرشَّحة لمزيد من التصعيد والاشتعال والالتهاب، والمواقف مع إيران ربما تزداد سخونة أكثر.

وتصوير أي صراع على أنه سياسي هو تضليل للشعوب وخداع وتزييف وتزوير، بل هو صراع عقائدي ديني، وأي مواجهة بدون التسلح بسلاح الإيمان والدين، هي مواجهة فاشلة خاسرة للأسف الشديد.

وأقول للقيادات المصرية السياسية والعسكرية: احذروا التوريط؛ ستحاول أمريكا أن تُورِّطكم بأية طريقة؛ لإشغالكم وإنهاككم وإضعافكم وتفتيتكم وتقسيمكم .. كل ذلك لصالح إسرائيل التي تتعجل في إقامة دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، وتتعجَّل إقامة الهيكل وهدم المسجد الأقصى؛ فلا تُعطوا لها أي فرصة.

وكل المواجهات القادمة عقائدية دينية، تتضح شيئًا فشيئًا؛ فانتبهوا يرحمكم الله.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً