الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

أعظم كرامة

هي سلوك الصراط المستقيم ، وهو الدين القيم ، من غير ميل عنه يمنة ولا يسرة

أعظم كرامة
إيهاب شاهين
الخميس ٠٢ يوليو ٢٠١٥ - ١٠:٤١ ص
1298

أعظم كرامة

كتبه/ إيهاب شاهين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد,

قال شيخ الإسلام ابن تيمية أعظم الكرامة لزوم الاستقامة .

 فالاستقامة هي سلوك الصراط المستقيم ، وهو الدين القيم ، من غير ميل عنه يمنة ولا يسرة ، ويشمل ذلك فعل الطاعات كلها ، الظاهرة والباطنة ، وترك المنهيات كلها ، الظاهرة والباطنة .

 " قال ابن القيم رحمه الله  الاستقامة تتعلق بالأقوال والأفعال والأحوال والنيات؛ فالاستقامة فيها : وقوعها لله وبالله، وعلى أمر الله . لذلك  تجد أن الله تعالى قد أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بتحقيقها ، وكذلك كل من كان معه فقال: "فاستقم كما أمرت ومن تاب معك "

بل قد أمر الله تعالى بها أيضاً أنبياءه ، فقال ، في حق موسى وأخيه هارون عليهما السلام " قد أجيبت دعوتكما فاستقيما" .

ولأهمية الاستقامة أمرنا الله تعالي بقراءة الفاتحة في كل ركعة، لما فيها من سؤال الصراط المستقيم. اهدنا الصراط المستقيم  , أي ثبتنا عليه وزدنا فيه إيمانا .

وعن سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال: قلتُ: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك، قال: "قل آمنتُ بالله ثم استقم".  وإذا نظرت لتعريف السلف رضي الله عنهم عن الاستقامة لوجدتها تدور حول هذه المعاني فقد سئل الصديق عنها فقال: لم يشركوا به شيئًا، وعنه لم يلتفتوا إلى إله غيره .

وقال عمر رضى الله عنه  "الاستقامة : أن تستقيم على الأمر والنهي، ولا تروغ روغان الثعالب "وقال ذو النورين عثمان رضى الله عنه : أخلصوا العمل لله . وقال علي رضى الله عنه : أدّوا الفرائض . وقال ابن عباس - رضي الله عنهما : استقاموا على أداء فرائضه .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: استقاموا على محبته وعبوديته، فلم يلتفتوا عنه يمنة ولا يسرة قال ابن القيم – رحمه الله – ملخصًا ذلك كله بعد عرض أقوال السلف : الاستقامة كلمة جامعة، آخذة بمجامع الدين كله، وهي القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق، والوفاء بالعهد .

وللاستعانة علي تحصيل الاستقامة  أمور:

أولا : الاعتصام بالله تعالي قال تعالي  "ومن يعتصم بالله فقد هدي إلي صراط مستقيم " ثانيا : الاجتهاد في العمل بأوامر الله تعالي قال تعالي :"ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا وإذا لأتيناهم من لدنا أجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما "

ثالثا : المداواة علي الاستغفار قال تعالي " فاستقيموا إليه واستغفروه "

رابعا : ملازمة القران علما وعملا وتدبرا قال تعالي : "وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ماكنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم "

وقال تعالي  "يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم "

خامسا : الدعاء والإلحاح فيه فقد كان أكثر دعاء النبي صلي الله عليه وسلم " يا مقلب القلوب ثبت قلبي علي دينك .

فإن رزق الله العبد الاستقامة كانت ثمرتها كما وعد سبحانه 
قال تعالى: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلاً من غفور رحيم " ففي الآية

1- طمأنينة القلب بدوام الصلة بالله عز وجل
2
ـ أن الاستقامة تعصم صاحبها ـ بإذن الله عز وجل ـ من الوقوع في المعاصي والزلل وسفاسف الأمور والتكاسل عن الطاعات
3
ـ تنزل الملائكة عليهم عند الموت ، وقيل: عند خروجهم من قبورهم ، قائلين : ألا تخافوا ولا تحزنوا على ما قدمتم عليه من أمور الآخرة ، ولا ما تركتم من أمور الدنيا من مال وولد وأهل
 وعد الله المتقين أن لهم في الجنة ما تشتهيه أنفسهم ، وتلذ أعينهم ، وتطلبه ألسنتهم ، نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الاستقامة علي دينه .

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً