الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

الناس في رمضان بين رابح وخاسر

باب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس مِن مغربها، ورب رمضان هو رب بقية العام

الناس في رمضان بين رابح وخاسر
علي حاتم
الثلاثاء ٢٨ يوليو ٢٠١٥ - ١٨:٥٨ م
1201

الناس في رمضان بين رابح وخاسر

كتبه/ علي حاتم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

انتهى رمضان وخرج فريق مِن المسلمين رابحًا بفضل الله، وخرج الفريق الآخر خاسرًا ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولا شك أن الفريق الرابح هو الفريق الذي ‏صام رمضان وقامه إيمانًا واحتسابًا، وقام ليلة القدر إيمانًا ‏واحتسابًا، ومعنى إيمانًا أي: تصديقًا بفرضية الصيام ‏ومشروعية القيام وحرمة الإفطار بدون عذر وما أعده الله ‏للصائمين والقائمين، ومعنى احتسابًا أي: يحتسب الأجر ‏عند الله، فهو وحده الذي يكافئ الصائمين والقائمين، وهو ‏وحده الذي يجازي المفرطين على تفريطهم، لا إله غيره ‏ولا رب سواه.‏

لقد انتهى رمضان، ومِن أعظم علامات القبول استمرار ‏الفريق الفائز بعد رمضان على نفس الخصال والسلوك ‏الذي كانوا عليه أثناء رمضان، فنراهم وقد اكتست وجوههم ‏بأنوار الطاعة، واستمروا على نفس الانضباط الأخلاقي ‏حيث تعودت ألسنتهم على عدم الخوض فيما حرم الله، ‏وأبصارهم غضوها عن النظر إلى المحرمات، ولم يعودوا ‏يتحركون أو يسكنون إلا في طاعة، وأصبحت قلوبهم معلقة برمضان يرجون القبول ‏من الكريم المنان، إذا تذكروا رمضان بأيامه ولياليه ‏انفطرت قلوبهم ودمعت أعينهم وحمدوا ربهم أن وفقهم إلى ‏طاعته.‏

إن هذا الفريق الفائز علم يقينًا أنه ينبغي عليه الاستمرار ‏في الطاعة، وأن رب رمضان هو رب بقية الشهور، ‏فليس مِن اللائق عند هاذ الفريق أن يتجرءوا على معصية ‏الله بعد أن ذاقوا حلاوة طاعته عز وجل.‏

أما الفريق الخاسر -نعوذ بالله منه ومن أحواله- فقط ‏أمضوا نهار رمضان نائمين، وقضوا لياليه في سهر حتى الفجر، سهر يتخلله الكثير مِن المحرمات كشرب الشيشة وغيرها، بينما لسانه لا يتوقف عن الحديث في القيل والقال‏، هذا الفريق لم يحصد مِن ‏صيامه إلا الجوع والعطش، ورجع بعد رمضان إلى نفس ‏سلوكه قبل رمضان، ولسان حالهم يقول: ‏أخيرًا انتهينا مِن رمضان ومِن قيوده.‏

على أن هذا الفريق مطالب أن يعيد حساباته، وأن يعود إلى ربه، وأن يحاول تعويض ما فاته في رمضان؛ فإن باب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس مِن مغربها، ورب رمضان هو رب بقية العام.

نسأل الله الكريم العظيم الحليم أن يتقبل منا رمضان، وأن ‏يعيده علينا وعلى أمتنا أعوامًا مديدة ونحن في أمن وأمان ‏وسِلم وسلام وخير وبركات. والله المستعان.‏

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

 

تصنيفات المادة